hit counter script

أخبار إقليمية ودولية

اليكم ملخصاً لأهم ماورد في كتاب "نار وغضب: داخل بيت ترامب الأبيض"

الأربعاء ١٥ كانون الثاني ٢٠١٨ - 16:40

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

«نار وغضب»؛ العبارة المستمدّة من الإنجيل التي استخدمها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أجل إرعاب الزعيم الكوري الشمالي، لم يكن يعلم أنها ستكون عنوانًا لكتاب قد يزلزل عرش رئاسته أو يعجّل بنهايتها شبه الحتميّة.

«نار وغضب»: داخل بيت ترامب الأبيض، هو عنوان لكتاب جديد أصدره الكاتب الصحافي في نيويورك تايمز «مايكل وولف» يشرّح فيه شخصية ترامب منذ حملته الانتخابيّة إلى غاية دخوله البيت الأبيض، وبفضل حواراتٍ حصرية فاقت 200 حوار، أجراها مع موظفين كبار في البيت الأبيض ومقرّبين من ترامب وأسرته. وبالإضافة إلى المعلومات الصادمة التي احتواها؛ حاز الكتاب على اهتمامٍ استثنائيّ في مختلف أرجاء العالم.

في الأسطر القادمة، ملخَّصًا شاملًا لأهم ما جاء في هذا الكتاب , والذي يكشف تفاصيل مثيرة وصادمة عن الرئيس الأمريكيّ وكيفية إدارته لشؤون الولايات المتحدة، وأسرار البيت الأبيض وصراع النفوذ المحموم الذي يعيشه.

في البداية.. ترامب يفكّر في الترشّح

عندما قرر دونالد ترامب الترشُّح لانتخابات الرئاسة، سعى لجعل صديقه القديم «روجر يوجين إيلز» المسؤول التنفيذي السابق لشركة «فوكس نيوز»، رئيسًا لحملته الانتخابية.
كان إيلز في موقفٍ صعب، فقد استقال في يوليو (تموز) 2016 من منصبه التنفيذي في «فوكس نيوز»، ولكنه على الرغم من ذلك، لم يوافق على عرض ترامب، مُعللًا ذلك بأن ترامب لا يقبل المشورة، أو حتى يستمع إليها، لكنَّ الحقيقة الخفية هي أن إيلز يراه «متمردًا دون سبب واضح»، بحسب وصفه، لا سيما أن إيلز كان مقتنعًا بأن ترامب لا يمتلك وجهة نظر سياسية، أو أرضًا صلبة يستند إليها في حملته الانتخابية، إضافة إلى أنه غير مؤهل للعب أي دورٍ سياسي، أو حتى الاشتراك في أي برنامج سياسي، بحسب إيلز.

وبعد مرور أسبوع من رفض إيلز منصب المستشار الإعلامي لترامب، قام ترامب بتكليف «ستيف بانون» بتلك المهمة المُستحيلة، وهو الأمر الذي ندم عليه روجر إيلز فيما بعد دخول ترامب للبيت الأبيض.
يتحدث مايكل وولف مؤلف الكتاب، عن هدف ترامب من الترشح للرئاسة، مُشيرًا إلى أن حملة ترامب الانتخابية ومستشاريه، وهو نفسه، لم يتوقّعوا النجاح والوصول للحكم، لكنهم حسبوا خطواتهم بدقة من أجل الخسارة، إذ يروي عن مساعد حملة ترامب السابق «سام نونبرغ» وسؤاله لترامب: لماذا يريد أن يصبح رئيسًا للجمهورية؟ وكانت إجابة الرئيس الحالي للولايات المتحدة هي: «سأصبح أكثر الرجال شهرةً في العالم». يشير وولف إلى أن الترشح للرئاسة في حالة ترامب كان هو المكسب الحقيقي، إذ كانت الخسارة أيضًا مكسبًا، ففي الحالتين سيكتسب تلك الشهرة التي سعى إليها، إذ عبر ترامب لصديقه إيلز أنه سيخرج من تلك الحملة بفرصٍ لا توصف، وشهرة واسعة لعلامته التجارية، مُستكملًا: «أنا لا أفكر في الخسارة، لأن الخسارة في حد ذاتها مكسب، كل هذا أكبر مما حلمتُ به يومًا ما».

يستكمل وولف قائلًا: إن الخسارة كانت النتيجة الخالية من المتاعب، وستسعد الجميع؛ إذ سيصبح ترامب أشهر رجلٍ في العالم كما تمنى، وشهيدًا لهيلاري كلينتون، أما ابنته إيفانكا وزوجها جاريد، فسيتحولان من أثرياء مجهولين، إلى مشاهير عالميين وسفراء للعلامات التجارية.
القدس عاصمة إسرائيل ضمن أجندة ترامب منذ أول يوم يحكي المؤلّف مايكل وولف عن ليلة العشاء التي شهدت اعتلاء ترامب سدةَ حكم الولايات المتحدة الأمريكية، إذ اجتمع ستيف بانون، وروجر إيلز تحت سقف واحد يتناقشون حول ترامب، ومدى فهمه حقًا حقيقة وضعه الجديد.

كان هذا سؤالًا قد ورد على لسان إيلز: «هل يستوعب الملياردير اللعوب ترامب حقيقة أجندته الجديدة بوصفه رجلًا يمينيًا في سدة الحكم؟»، تردد بانون قبل إجابته بنعم، مستطردًا أن ترامب يسير وفقًا لبرنامج، مُشيرًا إلى أن أولى مهامهم تتضمن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وإلى حشد الدعم الإسرائيلي لسياسات ترامب منذ اليوم الأول؛ إذ إن نتنياهو والملياردير الإسرائيلي شيلدون أديلسون يدعمون ترامب بشدّة: «نحن نعرف وجهتنا جيدًا»، هكذا رد بانون على روجر إيلز، وعندما شكّك إيلز في احتمالية معرفة ترامب لتلك الخطة، كان رد بانون غمزة يعقبها كلمة واحدة: تقريبًا. ترامب في زيارته إلى القدس المحتلّة.
دع الأردن تأخذ الضفة الغربية، ودع مصر تأخذ غزة، لنتركْهم يتعاملوا مع الأمر، أو يغرقوا وهم يحاولون. *ستيف بانون.

هكذا تحدث بانون عن الخطة المستقبلية لأزمة الشرق الأوسط الكبرى في فلسطين، مُضيفًا إلى أن المملكة العربية السعودية، والدولة المصرية كلتيهما على حافة الهاوية، خائفون حتى أخمص قدميهم من «بلاد فارس»، في إشارة إلى التوسع الإيراني في المنطقة العربية، إضافة إلى ما تشهده تلك المنطقة من تهديداتٍ في سيناء واليمن وليبيا، روسيا هي المفتاح لكل ذلك، وإن كان الروس سيئين، فالعالم مليء بالأشرار. علاقة ملتبسة مع بوتين يشير الكاتب إلى أن ترامب ليس قادرًا على أداء المهام الرئيسية في وظيفته الجديدة، معللًا ذلك بأن عقله غير قادر على تكييف سلوكه مع الأهداف التي تتطلبها الوظيفة؛ إذ يفتقر للربط ما بين السبب والنتيجة، وأكبر دليل على ذلك هو الاتهام الذي لاحقه بشأن اتفاق ترامب مع الروس من أجل الفوز في الانتخابات، مما عرضه للسخرية حتى من أصدقائه.

ويستكمل: «حتى وإن لم يتآمر شخصيًا مع الروس لكسب الانتخابات، فسعيه وجهوده المضنية لاختيار فلاديمير بوتين من بين كل الناس، لكسب وده، ستترك بلا شك ردود أفعالٍ مقلقة، سيدفع ثمنها سياسيًا لاحقًا»، وهو ما حذره منه صديقه القديم إيلز، دافعًا إياه إلى أن يأخذ الأمور على محمل الجد. خطة ترامب لإدارة البيت الأبيض بالنسبة للعاملين لدى ترامب، كان أبناؤه: «ترامب الأصغر»، وإريك، هما «قصيّ وعدي» نسبةً إلى أبناء الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، إذ سعى ترامب ليكوّن إمبراطورية عائلية، أو هكذا تخيل.

كان ترامب يسعى لجعل ابنيْه قطبين في البيت الأبيض، أو على الأقل يحملون رايته في إمبراطوريته التجارية، فواحد يحقق أمنيات الوالد ليرث المظهر الشخصي ومهارات المبيعات، والآخر يعتمد عليه في مسائل الإدارة اليومية، وكانت خطة ترامب في حالة حدوث الاحتمال المستبعد (بأن يصبح رئيسًا فجأة) هو الاعتماد على صديقه الملياردير «توم باراك»، وهو واحد من دائرة ترامب المقربة وأشهر العاملين في مجال العقارات؛ إذ يشير الكاتب وولف إلى أن ترامب لم تكن تستهويه مسألة الإدارة اليومية، وهو الأمر الذي لم يفصح عنه لصديقه حينذاك، فقد كان يرغب منه في إدارة البيت الأبيض، قائلًا: «كان باراك سيدير شؤون البيت الأبيض وكما هو الحال في مجال العقارات، سيسعى ترامب – لبيع الأمر كله – بجعل الولايات المتحدة أكثر قوة مرةً ثانية». إلا أن خطة ترامب قد فشلت، إذ وبنجاحه المفاجئ في الانتخابات، النجاح الذي كان أشبه بالفوز باليانصيب، امتنع باراك عن الرد على مكالمات ترامب حتى صارحه بالنهاية بأنه لن يتمكن من إتمام الأمر، يُعلل وولف ذلك بأن توم باراك لم يكن على استعداد لتصبح حياته الشخصية في ذلك الوقت محط أنظار العالم إلى جانب ترامب، خاصةً بعد زواجه الرابع.

كان طوق النجاة بالنسبة إلى ترامب في تلك المرحلة، هو زوج ابنته جاريد كوشنر، فأحاط نفسه بأفراد عائلته الخاصة، واضعًا دورًا لكل منهم في البيت الأبيض مماثلًا لدوره في إمبراطورية ترامب، وهو ما جعل «آن كولتر» عضو الحزب اليميني والداعمة لترامب تقول: «لا أحد سيقول لك هذا، ولكن لا تعيّن أبناءك في مناصب عموميّة»، وهو الأمر الذي عارضه ترامب، مُعللًا ذلك بأن من حقه طلب مساعدة أولاده وقتما احتاج ذلك، وجاء ذلك قبل اختيار بانون ليصبح مستشارًا لترامب.

ترامب يطلب دعم إمبراطور الإعلام مردوخ كان «برج ترامب» هو المكان الذي تُدار فيه حملته الانتخابية، والذي عقد فيه حفلاته التي وُصِف فيها بالمهرج بين الأثرياء والمشاهير، وكان طوال الوقت يتوقع من الملياردير وإمبراطور الإعلام اليميني روبرت مردوخ أن يحضر، متوقعًا بأنه سيتمكن من استغلاله لصالح حملته الانتخابية، واصفًا إياه بأعظم الصفات. كان ذلك قبل الرابع عشر من ديسمبر (كانون الثاني)، إذ جاء وفد رفيع المستوى من مجموعة من شركات التكنولوجيا العالمية «آبل» و«فيسبوك» و«جوجل»، لزيارة ترامب في برجه الخاص، بعد أن انتقد ترامب مرارًا وتكرارًا صناعة التكنولوجيا خلال حملته الانتخابية، وبعد أن انتهى الاجتماع عبّر ترامب لمردوخ عن حاجتهم الماسة لدعمه، معللًا ذلك بأنهم لم تكن أمورهم جيدة خلال فترة حكم أوباما، وهو ما دفع مردوخ لنعته بالأحمق، قائلًا: «لثماني سنوات كان هؤلاء الرجال هم رجال أوباما، إنهم لا يحتاجون لمساعدتك».  

ترامب والإعلام: حربٌ لا تنتهي
يشير «وولف» في كتابه إلى أنَّ ترامب على عداءٍ مع وسائل الإعلام كافة، ذاكرًا حادثة قناة «سي إن إن» واتهام ترامب للوكالة بالترويج للأخبار الكاذبة، مُضيفًا أن استخدامه لوسائل التواصل الاجتماعي ورده على وسائل الإعلام يتم بطريقة صادمة للعامة؛ إذ لم يستطع بعدها حتى موظفوه المقربون الدفاع عنه، وهو ما كان في رأي مستشاره السابق بانون مؤشرًا لأنه لم يتغير أبدًا، ومُشيرًا إلى أن وسائل الإعلام لم تحبب ترامب يومًا، ولن تحبه، وهو شيء غير هام بالنسبة إلى أنصار ترامب، وما تم فعله بشأن هذا من مستشاريه هو محاولة لاحتواء أسلوب ترامب الهجومي، وهو بحسبه، أفضل كثيرًا من محاولة تأهيله للحديث مع الإعلام.
«ترامب لا يلتزم بنص معين»، هكذا أعرب بانون، مُشيرًا إلى أن عقل ترامب لا يعمل بهذه الطريقة العقلانية، مُشيرًا إلى أن ترامب يعلم جيدًا أنه لن يحصل على دعم وسائل الإعلام، وهو ما يدفعه في الأساس إلى معاداتهم. 

الأيام الأولى في البيت الأبيض
يتحدث الكتاب عن الأيام الأولى لترامب في البيت الأبيض؛ إذ نشأت نظرية بين أصدقاء ترامب أنه لم يكن يتصرف بمفرده في الرئاسة منذ البداية؛ بل دائمًا ما يستعين بأصدقائه في اتخاذ قراراته، وذلك بالرغم من إعلانه منذ الأيام الأولى على حسابه الشخصي على «تويتر»، أنه لن يتَّبِع أي إملاءات من أحد، وأنه لن يسلك نفس الطريق الذي سلكه الرؤساء من قبله.
وبالرغم من أن معظم الرؤساء الأمريكيين الذين وصلوا إلى البيت الأبيض من قبل، كانت خلفياتهم الاجتماعية من الطبقة المتوسطة وكان معظمهم يعيش حياة بسيطة نسبيًّا، ولذلك فقد شعروا بتغيُر مفاجئ عندما انتقلوا إلى البيت الأبيض وتفاجؤوا بالخدم، والأمن المُشدد، والطائرة جاهزة الاستعداد دائمًا، لكن هذا لم يكن الحال مع ترامب؛ فحياة البيت الأبيض ومميزاتها لم تكن تختلف كثيرًا عن حياة ترامب في بُرجه (Trump Tower)، بل إن حياته قبل الرئاسة كانت أكثر رفاهيةً من تلك في البيت الأبيض، ولذلك لم يشعر بأي تغير فيما يخص ذلك، ولكنه ظل يتصرف كما هو، فلم تكن الرئاسة تحولًا كبيرًا، أو مكسبًا فيما يخص الجوانب المالية له.
ولذلك، فقد ظهر على ترامب الغضب من الشكل المعماري وتهيئة البيت الأبيض، وذلك نظرًا لخبرته الطويلة في إدارة الفنادق، فضلًا عن أزمة الصراصير والقوارض الشهيرة الموجودة في البيت الأبيض، لذلك تساءل أصدقاؤه متعجبين: «لماذا لم يطلب ترامب إعادة تشكيل البيت الأبيض من الداخل؟».

مِن بُرج ترامب إلى البيت الأبيض
التفاصيل داخل البيت الأبيض في الأيام الأولى لترامب غريبة؛ فقد طالب أن تكون له غرفته الخاصة المستقلة، حتى بدون وجود ميلانيا فيها، وأمر بتجهيز غرفة خاصة لها غير غرفته، وهي المرة الأولى منذ أيام حكم «كيندي» التي يكون فيها الرئيس وزوجته في غرفتين منفصلتين، على الرغم من أن ميلانيا كانت تقضي أيامًا قليلة في البيت الأبيض.
الغريب أيضًا أن ترامب طالب بوجود شاشتيْ تلفاز في غرفته الخاصة، بالإضافة إلى شاشة ثالثة موجودة هناك أساسًا، وأمر بإغلاق الباب عليه، وعدم دخول أي شخص عليه عندما يكون في الداخل، وهو ما أحدث مشكلة بينه وبين عناصر الأمن الشخصي، الذين أكدوا أن لهم الحق في دخول غرفته في أي وقتٍ لتأمينه. كما فرض ترامب مجموعة من القواعد الجديدة في البيت الأبيض، فلا أحد يلمس أي شيء يخصه حتى إن كانت فرشة أسنانه؛ فقد كان دائمًا مهووسًا بالخوف من التسمم؛ وهذا سبب تردده الدائم على المطاعم المختلفة، نظرًا لأنهم لن يعرفوا بقدومه، مما يقلل فرص تجهيز أي محاولات لاغتياله وتسميمه.
القواعد الجديدة في البيت الأبيض دفعت ترامب لتوبيخ خادمة في إحدى المرَّات التي حملت فيها قميصه من الأرض قائلًا لها: «إن كان قميصي مُلقى على الأرض، فذلك لأنني أريد ذلك» مؤكدًا أنه حينما يحتاج شيئًا سيطلبه من الخادمات، وأنه سيقوم بضبط سريره بنفسه.

ترامب كان دائمًا يظل جالسًا مع ستيف بانون، يتناولان الغداء يوميًا في السادسة والنصف مساءً، وإن لم يكن يفعل ذلك فإنه يكون في غرفته وحيدًا، محاطًا بثلاث شاشات تلفاز، يأكل شطائر «البرجر» مع الجبنة، ويجري عددًا من المكالمات الهاتفية بمسؤولين أو بعدد صغير من أصدقائه، منهم صديقه «توم باراك» الذي كان يخبره دائمًا بمستويات شعبيته وتراجعها أو تقدمها بمرور الوقت.
وإن لم يكن ترامب مع بانون، أو يجري مكالمة هاتفية في غرفته، فإنه يتصفَّح وسائل التواصل الاجتماعي؛ إذ كان الهاتف هو وسيلة اتصاله الحقيقية مع العالم الخارجي.
ترامب الحسّاس: يتأثر نفسيًا بسخرية الإعلام منه بعد حادثة زوكر، شن ترامب حملات هجومية ضد جميع وسائل الإعلام التي تهاجمه، وخاصةً «سي إن إن»، قائلًا إنهم لطالما بثوا «أخبارًا كاذبة 100%»، وكانوا يخترعون قصصًا وهمية، مؤكدًا أن جميع الرؤساء الأمريكيين لم يتعرضوا لمثل هذا الهجوم من قبل وسائل الإعلام المختلفة، حتى الرئيس الأمريكي نيكسون، لم تصل مرحلة الهجوم عليه لهذه الدرجة، كما يقول ترامب.
تحدَّث ترامب بإسهاب أيضًا عن البرنامج الساخر «SNL»، مؤكدًا أن ما يفعلونه هو مجرد «كوميديا تافهة»، وأن سخريتهم منه لا تضحك الشعب الأمريكي، بل إنها تحزنهم، وتؤذيهم. وأضاف الكتاب أن ترامب في نفس اليوم الذي منع فيه العمال المكسيكيين من دخول الولايات المتحدة، قد وفّر بذلك 700 مليون دولار سنويًا كانت تهدر عليه، كما وفّر بهذه الخطوة ملايين الوظائف للشعب الأمريكي، كانت وسائل الإعلام تسخر منه وهو في رداء الحمَّام، بدلًا من إبراز هذا الإنجاز، مؤكدًا أن ذلك أشعره بالمهانة، لأن «الكرامة شيء مهم للغاية».

صراعٌ الأعراق والنفوذ
داخل أروقة الرئاسة الكتاب المثير للجدل سلَّط الضوء أيضًا على التوترات الداخلية في البيت الأبيض بعيدًا عن ترامب، والذي تحوَّل من مقر للرئاسة إلى حلبة للصراع «بين اليهود وغير اليهود» حسب الكاتب؛ إذ قام الكاتب بتقسيم العاملين في البيت الأبيض إلى جبهتين، جبهة «البانونيين»، وهي التي تضم ستيف بانون؛ كبير مستشاري ترامب، وأتباعه ومؤيديه داخل البيت الأبيض، وجبهة «جافانكا»، وهو الاسم الذي يُطلق للتعبير عن تحالف جاريد كوشنر صهر ترامب، وزوجته إيفانكا ترامب.
وأكد الكاتب أن هناك صراعًا طويلًا بين الجبهتين خلال العام الماضي الذي حكم فيه ترامب الولايات المتحدة الأمريكية، الأمر الذي وصفه «وولف» بالتوترات العرقية والدينية التي سكنت البيت الأبيض بين الجبهتين، مستعينًا بكلمات هنري كيسنجر، وزير الخارجية الأسبق في عهد الرئيس نيكسون، والتي قال فيها إن العداء بين كوشنر وبانون، هو كالحرب بين اليهود وغير اليهود.
يتوقّع ترامب أن تكون الأمور دومًا سهلة. فعندما حذّره بانون من جيمس كومي، رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، كانَ رد ترامب بسيطًا: «لا تقلق، أمسكت به» مُعتقدًا أن قليلًا من التودد لشخص كرئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي، يُمكن أن يغير موقفه ومشاعره تجاه ترامب.

ويشير الكتاب إلى أن ترامب في 27 يناير (كانون الثاني) طلب من كومي أن يظلّ معه في المكتب بعد إخراج الجميع منه، إذ عرض عليه أن يظلَّ في منصبه مديرًا للمكتب الفيدرالي، وبمنطقه البسيط في فهم الأمور، اعتقد أنه بهذا العرض السَخي – أي تركه لكومي في منصبه – سيدفع كومي لترك تحقيقاته، فكما سانده ترامب سيُسانده هو بالمُقابل. في البداية كان بانون يدفع لطرد كومي، لكن ترامب تجاهله تمامًا. إلا أن خروج قصة التدخل الروسي في الانتخابات للعلن حتى بدأ ترامب يغلي بسببه، وفي أحد الاجتماعات وصف ترامب كومي بالفأر الذي قد يُسقطه. هذه المرة اختلف موقف بانون، وأخبر الرئيس أنّ إقالة كومي في ظرف كهذا الظرف سيُحول قصة روسيا، وهي «قصة من الدرجة الثالثة» حسب بانون «لأكبر قصة في العالم»، أما كوشنر خصم بانون اللدود، فقد حفّز حموه (ترامب) على العكس تمامًا. ترامب رفقة مساعديه المقرّبين

  • شارك الخبر