hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

التيّار الوطني الحرّ وحزب القوات يبحثان بالعمق خلافات الماضي

الثلاثاء ١٥ كانون الثاني ٢٠١٨ - 06:43

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

منذ ان وقّع التيار الوطني الحر برئاسة العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع ورقة تفاهم بين حزب القوات اللبنانية وحزب التيار الوطني الحر بعد محادثات قام بها النائب ابراهيم كنعان والوزير ملحم رياشي عبر محادثات مكثفة ومتواصلة حتى وصلا الى ورقة تفاهم مشتركة بين العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع، وتم التوقيع على ورقة التفاهم الحزبية بين التيار والقوات.
بعدها وصل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عبر تحالف حزب القوات مع الرئيس العماد ميشال عون وقيام حزب القوات بقيادة الدكتور سمير جعجع بتأييد العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية في جبهة مسيحية واسعة وكبيرة شكلت القاعدة المسيحية الاكبر حيث ان كتلة العونيين المسيحية هي من اوسع كتل الجمهور المسيحي، كذلك فان حزب القوات ينتشر على كامل الاراضي اللبنانية وله قاعدة مارونية ومسيحية قوية.
خلال الاسبوعين الماضيين وامس بالتحديد، حصل اجتماع بين النائب ابراهيم كنعان والوزير جبران باسيل والوزير ملحم رياشي وتم البحث بجدية في العلاقة بين حزب التيار الوطني الحر وبين القوات اللبنانية، وذلك لمراجعة كل الاحداث التي حصلت ما بين ورقة التفاهم والاحداث التي يعيشها الحزبان التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية حاليا.


 اين يمكن التحالف

واذا كان البحث بينهما يمكن وصفه بكلمة محددة فان الوصف هو ان البحث جدي وان القوات اللبنانية وضعت اوراقها على الطاولة لبحث كل الامور، كذلك وضع حزب التيار الوطني الحر بوجود الوزير جبران باسيل والنائب ابراهيم كنعان كل اوراقهما على الطاولة وجرى البحث بجدية في شأن المرحلة القادمة.
النقطة الاولى التي جرى بحثها هي موضوع الانتخابات النيابية، وحيث يمكن التحالف بين حزب القوات اللبنانية وحزب التيار الوطني الحر في مناطق معينة من لبنان اذا امكن ذلك، ضمن قانون النسبية والصوت التفضيلي، اضافة الى وضعية المناطق جغرافيا، يجعل صعوبة تأليف لوائح مشتركة بين حزب التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية.
ومع ذلك جرى البحث في امكانية وضع لوائح مشتركة على ان يستكمل البحث في اليومين القادمين لدراسة امكانية تأليف لوائح مشتركة في بعض المناطق حيث هنالك قاعدة مشتركة للقوات وللتيار الوطني الحر ويمكن ان يؤمن التحالف قوة انتخابية توصل عدداً من المقاعد النيابية لكل من التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية.


 الخلاف عندما استقال الحريري

ومن خلال معرفة اجواء حزب القوات اللبنانية من مصادره، فان عدة نقاط حصل خلاف في شأنها، اهمها الخلاف الذي حصل عندما استقال الرئيس سعد الحريري من الحكومة او أجبر على الاستقالة، وكيفية اتخاذ حزب القوات اللبنانية موقف واتخاذ التيار الوطني الحر موقف مغاير لذلك.
وقد ادى ذلك الى تباعد بين موقف القوات اللبنانية سياسيا وموقف التيار الوطني الحر سياسيا، وظهر ذلك جلياً في مواقف العماد ميشال عون عندما قرر تدويل ازمة استقالة الرئيس سعد الحريري فيما حزب القوات اللبنانية وقف على الحياد، حتى ان الدكتور سمير جعجع قال كنا ننتظر منذ 7 اشهر ان يقدم الرئيس سعد الحريري استقالته.
وجرى البحث بين الحزبين حزب القوات وحزب التيار الوطني الحر في النظرة السياسية للعلاقة بين الدولة اللبنانية وحزب الله وبين موقف العهد من حزب الله وموقف القوات اللبنانية، واذا كانت القوات اللبنانية ترفض في موقفها الاستراتيجي وجود سلاح حزب الله ودوره على الساحة اللبنانية كما هو اضافة، الى تدخله في سوريا، فان التيار الوطني الحر ينظر بايجابية الى سلاح حزب الله وكما يقول رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان الدولة اللبنانية بحاجة لسلاح حزب الله للدفاع عن سيادة لبنان.
وتم اعادة البحث في كيفية تأمين الاستقرار الذي نتج عن انتخاب العماد عون رئيسا للجمهورية وتثبيت التوازن المسيحي - الاسلامي، وتثبيت قوة المسيحيين التي كانت ضائعة في الماضي واعادتها ورقة التفاهم الى قوة مسيحية كبيرة تم تشكيلها من حزبين قويين ورئيسيين، هما حزب العونيين وحزب القوات وتم مراجعة مواقف عديدة حصل خلاف في شأنها، سواء استقالة الرئيس سعد الحريري ام الموقف من سلاح حزب الله.


 العهد بحاجة الى دعم القوات

لكن الاساس يتركز على الوضع الاستراتيجي في العلاقة بين حزب القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، سواء في الانتخابات النيابية ام بعد الانتخابات النيابية وذلك للحفاظ على ورقة التفاهم القائمة بين القوات اللبنانية والعونيين. وبالتالي فان العهد برئاسة العماد ميشال عون بحاجة الى دعم القوات اللبنانية، لكن القوات اللبنانية لن تدعم بشكل اعمى عهد الرئيس العماد ميشال عون ما لم يتم العودة الى ورقة التفاهم المشتركة، حيث حصل تباعد كبير بين ما تم تأسيسه على اساس ورقة التفاهم ومن ثم ما تم العمل به خلال سنة وشهرين من عهد الرئيس العماد ميشال عون.
والقوات اللبنانية تنتقد ما قام به التيار الوطني الحر من اخذ كل التعيينات المسيحية في الدولة اللبنانية بعد انتخاب الرئيس ميشال عون وعدم النظر الى اشراك القوات اللبنانية في التعيينات المسيحية ضمن الدولة اللبنانية، وهذا مخالف لمبدأ التحالف الذي قام عليه التحالف بين القوات اللبنانية وحزب التيار الوطني الحر، اضافة الى ان ورقة التفاهم المسيحية التي تم عقدها بين التيار الوطني الحر وحزب القوات كان على اساس المشاركة سوية بين حزب العونيين وحزب القوات اللبنانية، لكن ما قام به حزب التيار الوطني الحر وخاصة دور الوزير جبران باسيل انه استباح كل المراكز المسيحية وقام بتعيينها على اساس حصة التيار الوطني الحر بنسبة 80 في المئة و90 في المئة في حين انه لم يترك لحليفه الاساسي حزب القوات اللبنانية اي تعيينات او تشكيلات ولم يشارك على قاعدة ورقة التفاهم وهي ورقة تفاهم بين اكبر حزبين مسيحيين يشكلان القاعدة الصلبة للوجود المسيحي في لبنان.
لكن البحث تجاوز هذه النقطة وانتقل الى مرحلة كيف يمكن للقوات اللبنانية ان تستمر حليفة لعهد الرئيس العماد ميشال عون وتدعمه في سياسته ما بعد الانتخابات النيابية، واذا كانت مناطق يمكن الالتقاء فيها بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، فسيتم بحث انشاء قواعد مشتركة رغم الصعوبات وتعقيدات قانون الانتخابات النسبية والصوت التفضيلي.


 التحالف الاستراتيجي

انما المبدأ تم الاتفاق عليه ان يجري البحث جديا في تأليف لوائح انتخابية مشتركة في مناطق معينة، لكن لا يمكن تشكيل لوائح على كامل الاراضي اللبنانية بين القوات وحزب التيار الوطني الحر.
اما النقطة الاستراتيجية الثانية فهي كيفية ترسيخ قاعدة التحالف المسيحي بين حزب القوات اللبنانية وحزب التيار الوطني الحر وهما اقوى حزبين مسيحيين ومارونيين ومن كل الطوائف المسيحية متواجد هذا التحالف على الارض اللبنانية، وماذا سيكون موقف حزب القوات اللبنانية في المرحلة القادمة ما بعد الانتخابات النيابية وهل ستكون السياسة مشتركة بين حزب التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية بعد الانتخابات النيابية، خاصة مبدأ التحالف الاستراتيجي المسيحي حيث ان ورقة التفاهم بين العونيين والقوات ادت الى اعادة الوجود المسيحي بقوة في الدولة اللبنانية، اضافة الى ان القوات اللبنانية دعمت الرئيس العماد ميشال عون لكونه رئيس جمهورية مسيحياً قوياً واشتركوا في الحكومة وتحملوا الكثير بسبب ابعادهم عن قرارات مصيرية في عهد الرئيس ميشال عون ومع ذلك استمروا على ورقة التحالف المسيحية بين حزب التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية.


 بحث عميق بين عون وجعجع

ويحتاج عهد العماد الرئيس ميشال عون بعد الانتخابات النيابية الى دعم كبير من حزب القوات اللبنانية كي يكون رئيس جمهورية قوياً ويستطيع اجراء اصلاحات واتخاذ قرارات لانه اذا استمر حزب التيار الوطني الحر وحده دون دعم حزب القوات اللبنانية فان ذلك سيشكل كسر الجناح الثاني للتحالف المسيحي، فالطائر المسيحي الكبير الذي له جناحان هما جناح القوات اللبنانية وجناح التيار الوطني الحر، اذا لم يتم البحث في العمق خاصة على مستوى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وقائد القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع في التفاهم على استراتيجية لحكم الرئيس العماد ميشال عون خصوصا بعد الانتخابات النيابية فسيكون عهد الرئيس العماد ميشال عون على المستوى المسيحي ليس قويا كما كان قويا في ظل ورقة التفاهم المسيحي التي تم توقيعها بين الحزبين العوني والقواتي.
لكن اهم نقطة تم تسجيلها هو ان القوات اللبنانية قررت بشخص الوزير ملحم رياشي مكاشفة الوزير جبران باسيل ومكاشفة النائب ابراهيم كنعان الذي ساهم في وضع ورقة التفاهم قرر الوزير ملحم رياشي وضع كامل مطالب القوات اللبنانية وملاحظاتها وسياستها واستراتيجيتها على الطاولة في وجه الوزير جبران باسيل وفي وجه النائب ابراهيم كنعان.


 سلاح حزب الله والخلاف مع الحريري

وفي المقابل رد الوزير جبران باسيل والنائب ابراهيم كنعان على طرح القوات اللبنانية، واذا كان البحث جرى بين الطرفين على قاعدة المسؤولية والجدية فان ذلك لا يعني انه ليس هنالك من خلافات بين الطرفين وانه لا بد من بحثهما سواء على المستوى الاستراتيجي بالنسبة الى سلاح حزب الله ام الموقف من استقالة الرئيس سعد الحريري والخلاف الحاصل بين حزب القوات اللبنانية وتيار المستقبل برئاسة الرئيس سعد الحريري، والقطيعة موجودة حاليا بين الرئيس سعد الحريري و الدكتور سمير جعجع فيما رئيس الجمهورية العماد ميشال عون هو على تحالف كبير مع تيار المستقبل، ويبدو ان التيار الوطني الحر برئاسة الوزير جبران باسيل وتيار المستقبل برئاسة الرئيس سعد الحريري قد خططا ويضعان الاسس للتحالف الانتخابي في مناطق كثيرة من لبنان مما سيجعل لوائح القوات اللبنانية في موقف منافس للوائح التيار الوطني الحر وتيار المستقبل في مناطق عديدة من لبنان.
واذا كان البعض يريد الاستنتاج فان الاستنتاج من اجتماع حزب القوات اللبنانية وحزب التيار الوطني الحر هو محاولة لانقاذ ورقة التفاهم واعادتها الى العمل والتفاهم الاستراتيجي الاساسي الاول وهو قوة المسيحيين في الدولة اللبنانية، وانه من دون حزب القوات اللبنانية لا يمكن لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون والتيار الوطني الحر ان يكونا في وضع قوي في الحكم اللبناني، لان انسحاب القاعدة الشعبية وجمهور القوات اللبنانية من دعم رئيس الجمهورية سيؤدي الى اضعاف العهد بعد الانتخابات. كذلك فان حزب القوات لا يستطيع ان يغرد وحده في الانتخابات النيابية او الاهم بعد الانتخابات النيابية وفي الاستراتيجية المشتركة.


 لا يمكن للقوات ان تستمر بمعارضة سلاح حزب الله

فاذا كان الرئيس العماد ميشال عون يقبل بسلاح حزب الله ويعلن ان لبنان بحاجة اليه، فلا يمكن للقوات اللبنانية ان تستمر في المعارضة الشديدة لسلاح حزب الله لان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يريد الحفاظ على الوحدة الوطنية، ومن دون التفاهم مع حزب الله فان الوحدة الوطنية لن تكون كاملة بل ستكون مهتزة وغير مستقرة.
كذلك لا يستطيع الرئيس العماد ميشال عون السير بعيدا في دعم حزب الله وسلاحه لانه سيفقد الكثير من القوة المسيحية التي لا تؤيد هذه السياسة، رغم ان التيار الوطني الحر له قاعدة مسيحية قوية. لكن القوات اللبنانية تمثل ايضا قوى مسيحية ضخمة، واذا تعاون العماد ميشال عون مع الدكتور سمير جعجع في مرحلة ما بعد الانتخابات استراتيجيا تكون ورقة التفاهم التي وضعها الوزير ملحم رياشي والنائب ابراهيم كنعان ثم وقعها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع ورقة عمل اساسي استراتيجي لوحدة لبنان وخاصة لقوة المسيحيين في الحكم اللبناني.


 قاعدة مسيحية كبرى

اما اذا حصل خلاف ما بعد الانتخابات النيابية وهذا ما تعمل عليه حاليا لجنة التفاهم بين القوات والتيار الوطني الحر كي يبقى العهد، اي عهد الرئيس ميشال عون قويا على المستوى الوطني ولكن خاصة على مستوى الانطلاق من قاعدة مسيحية كبيرة لا يمكن ان تكون قوة التيار العوني وحده ولا يمكن ان تكون قاعدة القوات اللبنانية وحدها، بل ان اجتماع الجمهور التابع للتيار الوطني الحر المسيحي ولجمهور القوات اللبنانية دعما استراتيجيا وكبيرا لعهد الرئيس العماد ميشال عون.


 شكوى القوات

وتشكو القوات اللبنانية من تفرد الوزير جبران باسيل في قرارات كثيرة واتخاذ مواقف دون التنسيق مع القوات اللبنانية، لا بل ان في بعض مواقفه استفزاز للقوات اللبنانية، واذا كان التيار الوطني الحر يريد ان ينتشر شعبيا في كافة المناطق فان عليه الاخذ في عين الاعتبار وجود القوة المسيحية القوية وهي حزب القوات اللبنانية، في حين ان حزب القوات اللبنانية لم يقم بأي عمل استفزازي ضد قاعدة التيار الوطني الحر برئاسة الوزير جبران باسيل وباشراف خاص من رئيس العهد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.
ومن هنا فان العمل يجري حاليا ضمن الاجتماعات على بحث كل النقاط بجدية ومسؤولية من قبل من يمثل حزب التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل وابراهيم كنعان من جهة، والوزير ملحم رياشي الذي يمثل القوات، والمعروف عن الوزير ملحم رياشي انه هادىء ومرن ولكنه جامد في مطالبه ويمثل حرفيا موقف الدكتور سمير جعجع قائد القوات اللبنانية، حيث ان جعجع لم يعد يريد التساهل مثلما كان في العلاقة مع حزب التيار الوطني الحر، ويريد ان يكون التفاهم جدي مع التيار الوطني الحر، وان تهميش القوات في السنة الاولى من عهد الرئيس العماد ميشال عون لم يكن في محله، ومع ذلك حافظ جعجع على تحالفه وورقة التفاهم مع حزب التيار الوطني الحر، لكن هذا الامر لا يمكن ان يستمر اذا استمر التيار الوطني الحر في خطته وفي تحالفاته دون التنسيق مع حزب القوات اللبنانية.


 امتحان عسير للتفاهم

هنا يجب القول ان الاسابيع المقبلة ولا نقول اكثر من 10 ايام او اسبوعين كحد اقصى، سيكون امتحانا عسيرا لتفاهم حزب التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية، فالمشاكل واضحة بينهما والاتفاقات واضحة بينهما. فهناك نقاط متفق عليها وهي ان يكون حزب التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية القاعدة المسيحية الصلبة لدعم الوجود المسيحي في لبنان ولدعم مركز رئاسة الجمهورية، لكن القوات اللبنانية تقول ان دعم القوات اللبنانية لعهد الرئيس العماد ميشال عون ودعم قوة الوجود المسيحي في لبنان كان على حسابها وعدم التنسيق معها وهي التزمت بكامل ورقة التفاهم بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية فيما لم يلتزم التيار لوطني الحر بهذا الاتجاه.


 ورقة التفاهم شيء وواقع الحكم هو شيء آخر

اما بالنسبة الى التيار الوطني الحر فيقول ان منظار ورقة التفاهم شيء وواقع الحكم هو شيء اخر، ذلك ان رئيس الجهورية العماد ميشال عون بعدما اصبح رئيسا للجمهورية لا يستطيع ان يكون محصورا في ورقة التفاهم التي تم الاتفاق عليها في معراب بين القوات اللبنانية وحزب التيار الوطني الحر فالوزير باسيل يعتبر ان رئيس الجمهورية اصبح في واقع اوسع من ورقة التفاهم المسيحية التي تم توقيعها بين حزب القوات اللبنانية وبين التيار الوطني الحر، وان على القوات اللبنانية ان تتفهم هذا الواقع وان تأخذ في عين الاعتبار حركة وحرية ومواقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون خاصة في المسائل السيادية، ومن المسائل السيادية ان يحمي رئيس الجمهورية سلاح حزب الله ويقول ان لبنان بحاجة اليه، كذلك من مواقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عبر قرارات سيادية هو الالتزام بانتزاع رئيس الحكومة اللبنانية الذي تم الزامه بالاقامة الاجبارية في السعودية واجباره على الاستقالة وقيامه بتدويل الازمة واجراء اتصالات دولية لعودة الرئيس سعد الحريري الى لبنان وعودته رئيسا لمجلس الوزراء وبالتالي احياء التسوية السياسية في لبنان. في حين ان حزب القوات اللبنانية يرفض سلاح حزب الله وهذا يؤدي الى عدم الاستقرار في الساحة اللبنانية، كما ان موقف حزب القوات اللبنانية من استقالة الحريري والمزايدة عليه بأنه كان عليه الاستقالة منذ 7 اشهر، لم يكن يصب في خانة الحفاظ على التسوية السياسية في لبنان حيث يعتبر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان اهم ما يجب الحفاظ عليه هو التسوية السياسية اللبنانية التي قامت على انتخاب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بدعم من حزب الله وبدعم من القوات اللبنانية وبدعم من الرئيس سعد الحريري وكتلة تيار المستقبل.
ولا يستطيع السير بالاتجاه الذي اخذه جعجع والقول بأن على الحريري ان يأخذ خطوته منذ 7 اشهر بالاستقالة ولا ينتظر حتى اليوم.


 خلاف جذري وعميق

وهنا خلاف جذري وعميق بين الموقف السيادي لرئيس الجمهورية وبين موقف الدكتور سمير جعجع قائد حزب القوات اللبنانية. كما ان رئيس الجمهورية يتعاون الى اقصى حدود مع رئيس مجلس الوزراء الرئيس سعد الحريري في حين ان القوات هي في مأزق وورطة مع تيار المستقبل وخلاف شخصي وحقيقي بين الرئيس سعد الحريري ورئيس حزب القوات الدكتور سمير جعجع واذا كان مطلوبا من رئيس الجمهورية ان يتدخل لتحسين العلاقة والغاء الخلاف بين تيار المستقبل وحزب القوات فهذا ليس دوره بل هو رئيس البلاد وحكم بالنسبة الى الجميع، انما رئيس الجمهورية العماد ميشال عون دوره ان يكون على افضل علاقة مع القوات والاستمرار بحفظ الجناح المسيحي والتحالف معه وهو جمهور حزب القوات اللبنانية. كذلك فانه في ذات الوقت يجب ان يكون على تنسيق مع رئيس السلطة التنفيذية رئيس مجلس الوزراء الرئيس الحريري كي يحفظ التسوية السياسية ويقوم باتخاذ القرارات اللازمة لمصلحة الدولة اللبنانية وحكومة الوحدة الوطنية المشكلة من كافة الاطراف باستثناء حزب الكتائب.


 اجتماع جديد بعد اسبوع

يبقى انه خلال اسبوع سيعود حزب القوات اللبنانية وحزب التيار الوطني الحر الى الاجتماع مجددا والبحث في القضايا الخلافية وفي ذات الوقت تعزيز نقاط الاتفاق بينهما، لكن اساس البحث يجري على قاعدة استراتيجية هو وقوة الوجود المسيحي وان يبقى حزب التيار الوطني بقوته المسيحية وحزب القوات اللبنانية بقوته المسيحية حليفان حتى بعد المعركة الانتخابية في 6 ايار المقبل كي يبقى التفاهم المسيحي بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس حزب القوات الدكتور سمير جعجع هو ضمانة لقوة مركز رئاسة الجمهورية المسيحي وقوة المسيحيين على الساحة اللبنانية بعدما كان تم الغاؤهم والغاء نفوذهم ووجدوهم وعادوا اليوم الى قوة كبيرة في الدولة اللبنانية ومن هذه القوة تفاهم حزب التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية، وبالتحديد التفاهم الذي يجب ان يتركز وان تحصل اجتماعات بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وقائد القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع.

طوني حدشيتي - الديار 

  • شارك الخبر