hit counter script

أخبار محليّة

تفجير ضد "حماس" في صيدا... بصمات إسرائيلية

الإثنين ١٥ كانون الثاني ٢٠١٨ - 06:13

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

هز مدينة صيدا ظهر أمس تفجير إرهابي استهدف قيادياً في حركة «حماس» بعبوة ناسفة فُجرت عن بعد في سيارة كان على وشك أن يستقلها من أمام منزله في محلة البستان الكبير في مدينة صيدا.

محمد عمر حمدان البالغ من العمر 34 عاماً أحد كوادر حركة حماس التنظيمية في صيدا، كان هدفاً للعبوة التي قدّر الخبير العسكري زنتها بخمسمئة غرام من المتفجرات، والتي نجا منها بأعجوبة حيث اصيب في ساقه اليمنى، فيما أدت العبوة إلى تدمير السيارة واحتراقها بالكامل.

حال من الذهول والصدمة عاشتها صيدا منذ لحظة وقوع الانفجار الذي ترددت أصداؤه في أرجاء المدينة والمحيط نظراً لكونه وقع في وقت كانت صيدا تشهد حركتها المعتادة في عطلة نهاية الأسبوع وبعد فترة هدوء أمني طويلة نسبياً نعمت بها المدينة، إذ إنه الحدث الأمني الأول من نوعه وحجمه الذي تشهده منذ سنوات، أدى للوهلة الأولى إلى حالة من القلق والترقب لما يحمله من تطورات سواء للمدينة أو عبرها للداخل اللبناني قبل جلاء بعض المعطيات عن طبيعته واستهدافه وخلفياته والتي رجحت وقوف إسرائيل وراء هذه المتفجرة.

وفي هذا السياق كشفت مصادر أمنية لبنانية لـ«المستقبل» أن متفجرة البستان الكبير الإرهابية تحمل بصمات إسرائيلية، بعدما تبين أن الشخص المُستهدف ليس مجرد كادر تنظيمي في «حماس» بل هو قيادي بارز في العمل الفلسطيني المقاوم وتحديداً في «كتائب القسام» الذراع العسكري لحركة «حماس» وهو صهر (زوج ابنة) أحد قياديي الصف الأول في الحركة (زوجته هي دعاء زكي عبد الله عرعراوي) وأن عملية استهدافه قد تكون رداً على عملية نفذتها «كتائب القسام» مؤخراً في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وعلمت «المستقبل» في الإطار نفسه أن استهداف حمدان قد يكون مرتبطاً بعملية تصفية الحاخام اليهودي المتطرف رزيئيل شيفاح (35 سنة) الذي قُتل مساء الثلاثاء الماضي إثر تعرضه لإطلاق نار حيث يقيم قرب مدينة نابلس شمال الضفة المحتلة، وعلى أثر هذه الحادثة وصف متحدث باسم كتائب القسام «عملية نابلس» بأنها أول رد عملي بالنار على إعلان دونالد ترامب بشأن القدس ولتذكير قادة العدو ومن وراءهم بأن ما تخشونه قادم. وباركت «حماس» العملية حينها.

المصادر الأمنية اللبنانية أبلغت «المستقبل» أن التحقيقات مُستمرة لكشف ملابسات متفجرة صيدا ومن يقف وراءها.

وكانت وحدات الجيش اللبناني تؤازرها مختلف الأجهزة الأمنية ضربت طوقاً أمنياً حول مكان الانفجار في محلة البستان الكبير، وعمل خبراء متفجرات من فوج الهندسة في الجيش ومن قوى الأمن الداخلي وعناصر من الأدلة الجنائية على الكشف على السيارة المُستهدفة وأخذ عينات منها، وقامت بعملية مسح شامل لمنطقة يزيد قطرها على 500 متر حول المكان لجمع أية معلومات أو أدلة قد تُساعد في التحقيق بما في ذلك سحب كل الصور التي التقطتها كاميرات المراقبة العائدة لمؤسسات تجارية وصناعية وتربوية في محيط المكان، لتكوين تسلسل زمني للأحداث قبل يوم كامل من توقيت وقوع الانفجار، ورصد أية حركة مشبوهة ومحاولة الإمساك بخيوط قد تقود إلى كشف الفاعلين.

وبحسب مصادر مواكبة لسير التحقيقات، فإن العمل في هذا السياق يتركز أيضاً على رصد حركة داتا الاتصالات التي سجلت في محيط المنطقة بما فيها الاتصالات التي أجراها حمدان الذي توجه محقق من قبل القضاء العسكري إلى المستشفى التي يُعالج فيها للاستماع إلى إفادته.

وتشير المصادر إلى أن البصمات الإسرائيلية واضحة في هذه العملية وبطبيعة الحال فإن ثمة أدوات محلية يُعتقد أنها هي التي نفذت، خصوصاً أنه سبق للعدو الإسرائيلي أن استخدم هذا الأسلوب في استهداف شخصيات لبنانية وفلسطينية ناشطة في مجال العمل المقاوم من بينهم الأخوان محمود ونضال المجذوب، القياديان في حركة «الجهاد الإسلامي» اللذان اغتالتهما إسرائيل بمتفجرة مزدوجة عام 2006 في حي الوسطاني الملاصق لمنطقة البستان الكبير حيث وقع انفجار الأمس.
"المستقبل"

  • شارك الخبر