"اصبرْ قليلاً فبعد العُسْرِ تيسيرُ، وكُلُّ أمرٍ له وَقْتٌ وتدبيرُ وللميمنِ في حالاتِنا نظرٌ، وفوقَ تقديرِنا للّهِ تقديرُ".

يقرأ مضيفنا على اللوحة المعلّقة فوق مكتبه ليشير إلى تطابق العبرة من هذه الأبيات لعلي بن أبي طالب على الأدبيات والسلوكيات التي تنتهجها القوات اللبنانية في مقارباتها السياسية وعلاقاتها مع كافة القوى.
وأردف مضيفنا المراقب للسياسة اللبنانية بالقول، سواء كنت مناصراً للقوات اللبنانية أم لا، إنّه لمن المكابرة عدم الإعتراف لها بعلو شأنها في السياسة وقدرتها على تحمّل الصعاب والمشقات، وقد يكون ذلك مرتبطاً بتاريخها المليء بالتحديات وقدرتها على التكيّف مع الظروف الصعبة، وربما أكثر من الأحوال الجيدة أو العادية.
مع الإقتراب من ساعة الحقيقة وبعدما باءت محاولات العزل بالفشل، تعود معراب لإستقطاب الموفدين من الأقطاب لتمهيد الطريق أمام إستعادة زخم الإتصالات المباشرة، ساعة الحقيقة هنا هي فعلاً ساعة الإستحقاق والإستلحاق الإنتخابي، فالقوات خرقت الحصار بهدوء وثبات، وفرضت على الآخرين الخروج عن إدعاءاتهم والتبرؤ من إتهاماتهم وخاصة بعد أزمة إستقالة الحريري الملتبسة وتمّ إستبدال مرارة البحص بحلاوة الشوكولا و"البونبون".
ويتابع المراقب الواسع الإطلاع كلامه عن أن الزيارات إلى معراب تتخّذ زخماً إستثنائياً وتحمل وجوهاً معتادة على الزيارة، ولكنه يؤكد نقلاً عن مصادر موثوقة أنها تسمع هذه المرة كلاماً مختلفاً في مضمونه وهادئاً في نبرته وحازماً في شكله، ويحفل بآثار المرحلة الماضية التي تركت ندوباً لن يكون من السهل معالجتها بحبّة "كاراميل"، وسوف يكون على حاملي الرسائل بذل جهود جبارة مترافقة مع خطوات عملانية ومتوافقة مع الثوابت السياسية التي تنتهجها معراب.
يعتبر المصدر أن الزيارات تشكّل رسائل بحد ذاتها وهي إن اختلفت في دوافعها فهي لا تختلف في نتائجها، ويستنتج من خلال متابعته أن أبواب رئيس القوات لطالما كانت منفتحة على الجميع لكنها أيضاً مفتوحة على جميع الإحتمالات، زيارات النائب إبراهيم كنعان والوزير غطاس خوري تختلف في خلفياتها المتوترة عن زيارة النائبين أكرم شهيّب ونعمة طعمة، ولكن في جميع الزيارات تكون الإنتخابات هي الطبق الرئيسي، إنما التطوّر اللافت يتمثّل في زيارة المهندس فؤاد المخزومي إلى معراب وهو إبن بيروت ومرشّح دائم إلى الإنتخابات ولم يمنعه من دخول المجلس سابقاً سوى الإصطفافات التي كانت قائمة والقانون الأكثري الذي كان معتمداً.
بانتظار ماذا يحمل أيضاً جدول الزيارات، تستحوذ معراب على الإهتمام العام وتشخص الأنظار إلى طرقاتها ومواكب الوافدين الجدد والقدامى.