hit counter script

الحدث - مروى غاوي

عن يوميات المرشح... الراكض وراء التفضيلي

الإثنين ١٥ كانون الثاني ٢٠١٨ - 06:09

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

اعتاد ان يبدأ يومه باكراَ في الايام العادية، يفتح باب منزله لناخبيه "مراجعات وشكاوى وخدمات وتوظيف" قبل ان ينطلق الى مكتبه ليعود مساء لفعل ما يتوجب من زيارات خاصة او تعازي ومستشفيات، هذا هو النمط اليومي للمرشح الذي يريد ان يربح في الانتخابات النيابية ويمكن ان يكون بلا حظ ايضاً فلا يعبر الاستحقاق، ومرشح آخر يومياته تختلف فلا يفتح بابه ولا حنفية امواله وليس مستعداً لخدمة احد ومع ذلك قد يحالفه الحظ اذا تم اختياره من قبل "الكبار" ليكون على متن اللوائح الاساسية فالقانون الجديد هو للاقوياء والمحظيين من المرشحين الذين فازوا بالقرعة لدخول اللائحة.

 مرشحون باشكال والوان مختلفة بينهم قواسم مشتركة ولكن جميعهم زاهدون بالسلطة، "لا يهم ان ربحت او خسرت"، يقول احد المرشحين الواثق بفوزه وان كان يعد ليالي القلق التي تمر عليه طويلة مكابراً بعدم اهتمامه بما يحصل من حوله، ففي التجربة الانتخابية لكثيرين هناك من جرى طويلاً خلف النيابة ولم تأت اليه وثمة من اتت النيابة اليه بالوراثة وبدون اي تعب، وثمة من كد وتعب بدون اي نتيجة وآخرون حصلوا على اللوحة الزرقاء بالصدفة.
 يحكى ان نائباً سابقاً مرشح اليوم لا شغل له ولاعمل الا الركض وراء النيابة، لا يفوت مناسبة رياضية او اجتماعية او حفل تخرج وحتى ال"بورسداي" وفي العمادة تبين انه عراب كل اجيال منطقته واشبيناً دائماً لكل العرسان، ومع ذلك لم يحالفه الحظ في اكثر من دورة فسقط في تسونامي جارف اطاح بكثيرين من وزنه.
 ثمة مرشح يجلس يومياً 12 من 24 ساعة في دارته حاملاً اكثر من هاتف خليوي، لا يتصل به احد بدون ان يجيب عليه و"يلبيه" يحيط به محبيه الذين يبجلون له بالفوز والربح الدائم وان كانت المعركة معقدة والاخصام "كتار" لكن البيك "قدها وقدود"، يستقبل مخاتير ورؤساء بلديات ويلاحق معجبيه من بلدة الى اخرى، لا هم له ولا كلل ولا ملل "موسم ويمر" وتمضي الايام وتصبح اللوحة الزرقاء محفوظة الى ما شاء الله.
في الحشرة الانتخابية لا بد من مضاعفة العمل فالموسم الانتخابي هذه المرة بالكاد يصل الى اربعة اشهر تفصل عن موعد الانتخابات ولا بد من تكثيف وتيرة العشاوات السياسية وتعميق العلاقات مع الاعلاميين، وفي الحشرة ايضاً لا فرق بين البيك او الشيخ او المرشح العادي فالجميع في حالة استنفار قصوى، الأسوأ اليوم ان القانون هو النسبي الجديد الذي لا يمكن التحكم بنتائجه والأسوأ ان لا احد عالم بعد بمصير التفاهمات السياسية رغم كل المصالحات التي حصلت وعودة المياه الى مجاريها الطبيعية بين المختلفين، أسوأ الفتاوى الانتخابية الصوت التفضيلي الذي سيجعل الاحباب أعداء والنواب من الحزب نفسه يعمدون الى تصفية بعضهم لاظهار قوتهم الشعبية وفوزهم بلقب المرشح التفضيلي الأول لكتلته اولائحته او حزبه.
المرشحون اجناس والوان، في اغلبهم لا يعرفون اين هم على الخريطة الانتخابية بعد (انت ما تقرر نحن منقرر عنك) وطبعاً كما تقتضي التحالفات التي قد تصل الى التضحية بمرشحين قبل الاربعين يوماً من الانتخابات، ثمة مرشحون ونواب يعرفون بنواب الموتى وثمة من اكتسب شعبيته من واجبات التعزية ومن احزان الناس، ومرشحون لا يعرفهم ناخبوهم الا في الانتخابات، ثمة من "يعزي" بالاحياء ويستعوذ منه ابناء منطقته عندما يرونه خشية ان يأتيهم الدور، ومرشحون لا يعرفون غير انهم مرشحين للانتخابات، وآخرون يتكلون على قوة حزبهم وتيارهم السياسي وعلى السوشيل ميديا بدل التواصل مع الناس .
 لا شيىء في هذه الايام اهم من الانتخابات، خلاف بري وعون وتأثيره على المسار السياسي لا تتأثر به الانتخابات، تفاهمات تسقط وتحالفات تنتعش، لوائح تذهب واخرى تحضر، مرشحون لا يشبهون المرشحين العاديين ومرشحون كثر الأرجح سيبقون خارج لوائح الكبار.
زمن المرشحين الاقوياء "ولى"، هو زمن "المحظيون" لدى الزعامات التي سمتهم ،منهم رجال الأعمال ومنهم الملتزمون الذين حجزت لهم احزابهم مكاناً على اللوائح، الصوت التفضيلي يبقى تقريري بالنسبة لكثيرين فالتفضيلي يحثهم على التنافس وشحذ الهمم في السباق الانتخابي.
المرشحون من كل الفئات والشرائح، اعلاميون واعلاميات، ضباط سابقون، رجال اعمال من الصف الاول واصحاب رؤوس اموال، زعامات قديمة وجديدة منهم البيك والشيخ والاستاذ، نواب ووزراء ومحامون، منهم من ترشح خارج انتماءاته وميوله الحزبية فالاعلامية بولا يعقوبيان الارجح ستكون مرشحة المجتمع المدني بدل المستقبل، والعميد السابق جورج نادر يترشح ضد التيار الوطني الحر رغم كونه ابن المؤسسة العسكرية التي رافقت الرئيس ميشال عون، اللواء أشرف ريفي ينازل مرة جديدة رئيسه السابق سعد الحريري، تناقضات ومفارقات في المشهد قبل الانتخابات، العميد المتقاعد شامل روكز ابتكر بدعة جديدة على الساحة اللبنانية باطلاقة حملة تبرعات لحملته الانتخابية ليخرج عن النمط التقليدي في الترشيح مثلما هي الحال في الدول المتطورة فجرى تحميل الفكرة الف تهمة وتهمة.
تتعدد الاخبار التي تتناقل عن المرشحين سواء من اصحاب الخبرة والباع في الانتخابات او المرشحون الجدد، لكن في المجمل فان لا أحد يعرف الى اين هو ذاهب وماذا يريد وماذا سيفعل عندما سيصبح تحت سقف البرلمان.
 

  • شارك الخبر