hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - غاصب المختار

لقاءات القوات... قراءات سياسية مشتركة لا انتخابية فقط

السبت ١٥ كانون الثاني ٢٠١٨ - 06:09

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

استقطبت معراب خلال الايام القليلة الماضية حركة سياسية لافتة للانتباه، من خارج السجالات السياسية المندلعة بين اركان الحكم حول ملفات عدة، وتركزت الحركة باتجاه "القوات اللبنانية" من اكثر من طرف سياسي وازن على إعادة ترتيب العلاقات السياسية التي كانت قائمة على تحالفات وتفاهمات سياسية واستراتيجية شاملة، والتي تضررت بفعل ازمات عابرة منها ازمة استقالة الرئيس سعد الحريري.

وهكذا شهدت معراب زيارات لكل من امين سر تكتل التغيير والاصلاح النائب ابراهيم كنعان، وللوزير غطاس خوري موفدا من الحريري، وللنائبين اكرم شهيب ونعمة طعمة موفدين من النائب وليد جنبلاط، بهدف إصلاح ما تضرر سياسياً والتمهيد لاحقاً لتحالفات انتخابية هنا وهناك، حيث تتواجد القوى الاربع في اكثر من مكان في دوائر جبل لبنان والشمال والبقاع الانتخابية.

وبعيدا عن أي تحليل شخصي تحاشياً للاجتهاد لأهداف ونتائج هذه اللقاءات، استوضح موقعنا مصدراً قيادياً في "القوات" فضّل عدم ذكر اسمه عن الحصيلة، فقال: "الحركة السياسية التي شهدتها معراب لم تكن حركة بروتوكولية او شكلية بل حركة سياسية تدخل في عمق الملفات الوطنية والتباينات التي اعترت العلاقة بين القوات من جهة وبين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر، حيث انه بعد فترة توتر طويلة نسبيا وصل النائب كنعان برسالة سياسية مفادها انه يجب اعادة احياء وتنشيط وتفعيل العلاقة الثنائية، لتعود الى ما كانت عليه قبل وبعد انتخاب الرئيس ميشال عون رئيسا للجمهورية".

وأضاف المصدر: "هذه المبادرة جديدة بمضمونها لأن كل الانظار كانت تتجه الى ان الامور ستبقى متوترة بين الجانبين الى ما بعد الانتخابات النيابية، وان التفاهم سيبقى معلقاً وان العلاقة ستبقى متوترة، لذلك كانت هذه الخطوة - المبادرة هي لسان حال القوات في كل لحظة، فتلقفتها سريعاً لتدعيم اي خطوة لاحقة، وكانت وجهة نظر الدكتور سمير جعجع واضحة لجهة ضرورة ان يُصار الى قراءة سياسية مشتركة للاسباب التي ادت الى تردي العلاقة مع التيار الحر ومن ثم العودة الى روحية تفاهم معراب الذي يقوم في روحيته على مشاركة سياسية تكون بموجبها القوات هي القوة الاساسية في العهد، وهذه كانت اساس الاتفاق لترشيح العماد عون للرئاسة.

واوضح المصدر ان الكرة الان هي عند النائب ابراهيم كنعان من اجل التحضير لجلسة هو والوزير ملحم رياشي مع الوزير جبران باسيل، من اجل استكمال المحادثات تحضيراً لتقريب وجهات النظر اكثر فاكثر وإعادة احياء العلاقة وتفعيلها، ويُفترض ان يحصل اللقاء خلال الايام القليلة المقبلة للاستفادة من هذه اللحظة المناسبة لتتم ترجمة هذه المبادرة على ارض الواقع.

وحول العلاقة مع تيار المستقبل، قال المصدر: "انتقلت العلاقات من مرحلة عنوانها وقف اطلاق النار الاعلامي والسياسي، الى مرحلة البحث في عناوين سياسية، وجرت قراءة سياسية لكل المرحلة الماضية وليس فقط لمرحلة استقالة رئيس الحكومة وما شابها من توتر، وتم اسقاط هذه القراءة السياسية على المرحلة المقبلة بتموضعاتها السياسية وتحالفاتها الانتخابية، لذلك تطور البحث باتجاه كلام وطني سياسي عام وشامل".
وعن طبيعة القراءة السياسية المشتركة التي تسعى لها القوات، قال المصدر القيادي: "نسعى لقراءة مشتركة حول مسار الوضع الذي كنا نعيشه عشية انتخاب الرئيس عون والعودة بالعلاقة لتلك المرحلة التي كانت تشهد تفاهماً كاملا مع التيار الوطني الحر على مستوى شراكة كاملة ومقاربة سياسية مشتركة لوضع البلد وسياساته ومنها موضوع النأي بالنفس والامور الوطنية الاخرى التي جرى الاتفاق عليها".
اضاف المصدر: "ومع تيار المستقبل جرت قراءة ومراجعة للعلاقة الاستراتيجية التي كانت قائمة وللخلل الذي اصابها في محطات عدة، تلافيا للوقوع في خلل اخر مستقبلا وتحصينا للعلاقة وللتوصل الى اتفاق على الخيارات والموقف الاستراتيجي".

وعما اذا كانت اللقاءات بهدف إجراء تحالفات انتخابية من باب الضرورة لهذه الاطراف؟ قال المصدر: "بصراحة نحن كنا ذاهبين الى الانتخابات من دون ان نضع في حسابنا التحالف مع التيار الوطني الحر وتيار المستقبل بسبب تردي العلاقة، لأننا ننظر الى الموضوع على انه موضوع سياسي وليس انتخابياً، وبالنسبة لنا لا يمكن ان نخوض انتخابات نيابية اذا لم تكن محصنة بتفاهم سياسي، وبالتالي ما يحصل اليوم هو تحصين التفاهم السياسي تمهيداً للكلام الانتخابي، لذلك الكلام الذي دار في معراب كان كلاماً سياسياً بإمتياز".

واشار المصدر الى ان الحديث مع النائبين اكرم شهيب ونعمة طعمة تناول العلاقة السياسية واهمية عودة التوافق على المحطات التي كنا متوافقين عليها مع الحزب التقدمي الاشتراكي من ضمن خيارات كبرى بيننا، اضافة الى حديث الانتخابات والتحالفات في الجبل. وهذه الجلسة هي تمهيد لجلسات لاحقة حول التحالف الانتخابي في الجبل.

وقال: "لا ننسى اننا ايضا في حالة حوار مع حزب الكتائب وهناك خطوات متقدمة وكذلك مع قوى سياسية اخرى، ما يدل على ان سياسة العزل التي تحدث عنها البعض لم تعد موجودة".

  • شارك الخبر