hit counter script

أخبار محليّة

الرياض غاضبة: نصرالله خرق النأي بالنفس فلسطينياَ...؟

الجمعة ١٥ كانون الثاني ٢٠١٨ - 06:51

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

مع غرق الساحة المحلية في تداعيات حرب «المرسوم»، ودخول الاطراف السياسية في «معمعة» الحسابات الانتخابية المعقدة و«الرسائل المبيتة» التي اصابت مجلس الوزراء «بوعكة صحية» عابرة، عادت السعودية الى تسخين «الجبهة» مع حزب الله على خلفية نجاح الحزب في احداث ثغرة في جدار استراتيجية الامير محمد بن سلمان، هذه المرة ليس من «بوابة» اليمن وانما في الملف الفلسطيني الذي تستثمر فيه الرياض لبناء جبهة واسعة تضم اسرائيل لمواجهة ايران...
ووفقا لاوساط وزارية بارزة، عادت الرياض عبر سفيرها في بيروت وليد اليعقوب للتحرك على خط «الضغط» على رئيس الحكومة سعد الحريري حيال مدى التزام الحكومة اللبنانية بسياسة «النأي بالنفس»، وبحسب شخصيات التقت السفير مؤخرا كانت القيادة السعودية تحصر اهتمامها في اعادة تجميع حلفائها لخوض انتخابات نيابية ناجحة في وجه حزب الله، وهي نجحت في الضغط على الرئيس الحريري في اعادة فتح قنوات التواصل مع القوات اللبنانية، لكن المستجد في الملف الفلسطيني اعاد الرياض الى المربع الاول، بعد ان وجه السفير اتهامات مباشرة لحزب الله بالدخول على خط «اجهاض» المساعي السعودية لترتيب «البيت الفلسطيني»، وهو ما اعتبره تدخلا «سافرا» يتناقض مع الوعود اللبنانية «بالتهدئة» «والناي بالنفس»؟!


 «غضب» سعودي من نصرالله

ووفقا لاوساط ديبلوماسية عربية، فان ارتفاع منسوب «التوتر» السعودي سببه هذه المرة «غضب» القيادة السعودية من دخول الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله على خط «خربطة» «مشاريعها» الفلسطينية، وكان كشف السيد نصرالله عن فحوى اللقاء مع مسؤول الملف الفلسطيني في لبنان وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الاحمد وقع «الصاعقة» في الرياض التي تحركت على اكثر من مستوى ديبلوماسي لحصر «الاضرار» واعادة القيادة الفلسطينية الى «الحظيرة»... ووفقا لتلك الاوساط، عدل وزير الخارجية السعودي عادل الجبير عن مقاطعة اجتماع عمان لوزراء الخارجية العرب الستة السبت الماضي، وتجاوز «الفتور» في العلاقة مع الاردن، بسبب استشعار المملكة بخطورة دخول حزب الله على الخط، فكان من الضروري وقف الانهيار في «الجبهة العريضة» التي بنتها السعودية لتمرير الصفقة مع الاميركيين، وكان مكلفا من الامير محمد بن سلمان اقفال «الثغرة» التي تسبب بها السيد نصرالله في الجدار الفلسطيني.


 اتصال «متوتر» بين عباس وبن سلمان

ووفقا للمعلومات، حصل اتصال هاتفي «متوتر» قبل الاجتماع بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس الفلسطيني محمود عباس على خلفية اتهام الاول للاخير بـ«اللعب» على «الحبلين»، وابلغه بان الرياض لا يمكن ان تقبل بخطوات من هذا النوع، ولن تقبل تكرار القيادة الفلسطينية ما اسماه سياسة «التذاكي» التي كان يتبعها الرئيس ياسر عرفات في الماضي، وطالبه بتوضيحات حيال اسباب ونتائج اللقاء مع السيد نصرالله، وهذا ما يفسر قيام عزام الاحمد بتقديم توضيحات علنية لارضاء السعوديين.
وفي هذا السياق، تعرض وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي خلال اجتماع السبت لضغوط كبيرة، واضطر الى مغادرة مقعده في المؤتمر الصحافي الختامي، بعد احراجه سعوديا بتبني الدبلوماسية العربية علنا التراجع عن دعم مواقف السلطة المتفق عليها سابقًا، بخصوص ملف مدينة القدس، وكان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قد ابلغ المجتمعين رفض سيناريو التصعيد مع الإدارة الأميركية والتراجع عن «نغمة» استبدال الراعي الأميركي...


«مطالب» سعودية من السلطة

وتم ابلاغ الجانب الفلسطيني بضرورة التخفيض من حدة التوتر على الارض دون الاعتراض على بقاء الموقف العلني بالمطالبة بالقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، وكان لافتا الضغط السعودي على عباس لعدم وقف التنسيق الأمني مع الإسرائيليين... وقد اضطر ابو مازن الى ابلاغ اللجنة المركزية لحركة فتح عدم الحاجة إلى تنشيط وتفعيل اي «انتفاضة ثالثة»...
اوساط فلسطينية عبرت بصراحة عن حراجة السلطة ووضعها الصعب بعدما وجدت نفسها محاصرة، بضغط اميركي - سعودي مشترك نجح في تخفيض السقف المصري مقابل عبور هادئ للرئيس عبد الفتاح السيسي الى ضفة الولاية الثانية... وجاءت تصريحات ملك الاردن المسربة قبل ساعات لتؤكد أن الأردن الذي قاد التصعيد الدبلوماسي العربي تراجع «خطوة الى الوراء» بعد ان تلقى ضمانات بعدم وقف المساعدات المالية الأميركية مع وعد باطلاعه اولا بأول على «التطورات» بعد مرحلة «كتم» المعلومات عنه...
وفي بيروت اقرت اوساط مقربة من حزب الله بوجود «غضب» سعودي على خلفية تطورات الملف الفلسطيني، ولفتت الى انها تتفهم «حراجة» موقف السلطة الفلسطينية، «غامزة من قناة» ضرورة التفريق بين حركة فتح «والسلطة»، لكنها اكدت ان انجرار اي طرف لبناني وراء الضغوط السعودية لن يمر بسهولة هذه المرة، لان «النأي بالنفس» عن قضية فلسطين «خط احمر» وحزب الله ليس معنيا بمراعاة السعودية في هذا الملف...


«استفزاز» بري للحريري؟

انفجرت «القلوب المليانة» في مجلس الوزراء بالامس، بين رئيس الحكومة سعد الحريري ووزراء حركة امل، بالانابة عن رئيس المجلس النيابي نبيه بري، بعد وقت قليل من «خطوة» وصفتها مصادر رئيس الحكومة بالاستفزازية من قبل الرئيس بري، الذي كلف الوزير وائل ابو فاعور «وسيطا» لتمرير اقتراحات تسوية لمرسوم «دورة عون»، وهو ما فهم في «السراي الحكومي» انه «رسالة» سلبية من «عين التينة»التي تعمدت عدم التواصل المباشر مع رئيس الحكومة في تعبير واضح عن «الاستياء» من موقف الحريري... وهو ما دعا تلك الاوساط الى التساؤل عن «النوايا» المبيتة من وراء هذه الخطوة؟... فيما اعتبرت مصادر عين التينة ان ما حصل امر طبيعي في ظل فشل التواصل المباشر في التوصل الى تسوية، مستغربة «النوايا السيئة» ازاء هذه الخطوة، وطالبت بتجاوز «الشكل» والانكباب على دراسة المضمون للخروج من الازمة...


«معراب» «بيضة قبان»؟

في الشأن الانتخابي «خطت» العلاقة بين تيار المستقبل والقوات اللبنانية خطوة الى الامام مع الزيارة العلنية التي قام بها الوزير غطاس خوري يرافقه الوزير ملحم رياشي الى معراب، وقد تقصد الجانبان مغادرة جلسة الحكومة سويا لاعطاء الزيارة طابعا «اعلاميا» فيه «رسالة» واضحة الى السعودية التي تضغط على رئيس الحكومة لتسوية العلاقة مع «القوات»، وقال خوري بعد اللقاء ان ما جرى اتصال اولي واساسي وسيستكمل لاحقا... وقد اكدت اوساط مطلعة ان ما حصل لقاء تمهيديا يحتاج لبعض «الرتوشات» تحضيرا للقاء الحريري بجعجع.. خصوصا ان امام الطرفين ملفات شائكة ليس اقلها كيفية موازنة تيار المستقبل لتحلفاته الانتخابية بين «التيار» و«القوات» التي تتحول مع الوقت الى «بيضة قبان» في اكثر من دائرة انتخابية، وهذا ما دفع الوزير اكرم شهيب الى زيارة «معراب» بالامس، وبحث مع جعجع مسالة التحالفات الانتخابية في الجبل، في ظل رغبة النائب وليد جنبلاط الى محاصرة خصومه في الساحة الدرزية من خلال تأمين مروحة واسعة من التحالفات تبعد «القوات» عن منافسيه الذين سيشكلون خطراً جدياً في حال خرجت «معراب» من التحالف الذي يفترض ان يضم «التيار الوطني الحر»...

الديار - ابراهيم ناصر الدين 

  • شارك الخبر