hit counter script

الحدث - مروى غاوي

خوري في معراب... عودة "أيام زمان"

الجمعة ١٥ كانون الثاني ٢٠١٨ - 06:10

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

اختبر سمير جعجع السجن وخرج الى الحرية بعد تسع سنوات تماماً كما دخل اليه صلباَ وسليماً ذهنياً وجسدياً ليمسك مجدداً بالقوات اللبنانية ويعيدها الى ما كانت عليه، ومثله مر سعد الحريري بازمات وتجارب قاسية اصعبها اغتيال والده بانفجار وسط بيروت،ودخوله الى البيت الأبيض رئيساً لحكومة لبنان وخروجه منه مقالاً من السلطة، الى ازمة السعودية وتداعياتها عليه،فمحطات كثيرة عبرت في حياة الحريري وجعجع خرج منها زعيما المستقبل والقوات معافين وحيث ثبت قدرتهما على المواجهة وتخطي الامتحانات القاسية، وفي كلتا الحالتين ثبت انهما يتمتعان بego مرتفعة جعلتهما يتمسكان بموقفهما بالازمة فلا الحريري قام بالمبادرة بل ترك الامور تأخذ مجراها على مدى الشهرين تأزما مع القوات، ولا ظهر سمير جعجع مستجدياً للقاء مع الحليف السابق لاعادة ترتيب العلاقة، وبالعكس فان القوات بادرت الى التصعيد عندما شعرت ان هناك من يخونها ويضعها في خانة التآمر على الحريري .

عند هذه النقطة توقف مسار التفاوض،وفعلت الego فعلها فتجمدت المفاوضات فلا سعد بقي مبادراً ولا جعجع راغباً في استجداء لقاء تبين له ان حليفه في المستقبل لم يطلبه بسرعة ، وبقيت التفاصيل عند حدود التواصل على خط وسطاء الطرفين حتى ان جعجع لم يكلف نفسه الرد على هدية الحريري موكلاً المهمة الى النائبة ستريدا جعجع.
ما كان يعيق لقاء الحريري وجعجع قبل ان "يغط" الوزير غطاس خوري في معراب ليس العامل النفسي وحده بحسب العاملين على خط الوساطة، فرئيس المستقبل لم يدخل بسرعة مرحلة السماح والتغاضي عما مضى بعد لاعتبارات معينة لا احد يعرفها الا الحريري الذي اقام حاجزاً ممنوع معرفة ما ورائه في ما خص الموضوع السعودي، كما ان الحريري بدأ متأثراً بما كان يصل اليه من معلومات، الاخطر من ذلك ان رقعة الخلافات توسعت كثيراً بانفلاش المسائل الذي وصل الى تصدي القوات ورفعها الصوت الاعتراضي على أداء مجلس الوزراء الذي يعني التصويب ايضاً على رئيس الحكومة،
ما زاد في توتير الاجواء حالة الاصطفاف السياسي ورغبة بعض الاطراف في اللعب على تناقضات العلاقة المتوترة، فالمستقبل الذي "عادى" القوات في مرحلة الشهرين بات حليف التيار الوطني الحر شاء من شاء وأبى من أبى والتحالفات الانتخابية سوف تبدأ بالظهور تباعاً في كل المناطق تقريباً.
ما أخّر خطوة المستقبل الى معراب ان القوات والمستقبل ايضاً لا يرغبان بمصالحة في الشكل وامام عدسات المصورين بدون الغوص في المضمون ومستقبل علاقتهما، وبدون توضيحات وتفسيرات لما حصل من تشنج بينهما.
تقصد المستقبل تخفيف لهجته التصادمية مع القوات قبل فترة، الامر الذي أعطي له تفسيران مختلفان، اما انه مؤشر لبداية نهاية الازمة بينهما، او بناء لاشارات من السعودية التي على يبدو انها تتجه مؤخراً الى تجميع بازل 14 آذار واعادته الى حاله السابقة قبل الانتخابات النيابية بعدما جرى ابعاد الملف السعودي وسحبه من التداول.
بحسب القوات تحديد موعد للقاء بين الحريري وجعجع بعد زيارة خوري الى معراب ليس تفصيلا مهماً بين القوات والمستقبل، فالاهم من حصوله المضامين السياسية له والاتفاق على المرحلة المقبلة، فاللقاء ليس الحدث بل المضامين السياسية التي ستليه فالمطلوب التفاهم السياسي اولا قبل الدخول في تفاصيل الانتخابات والتحالفات، والقوات تمارس المعارضة ولها مواقفها في مجلس الوزراء في ملفات الكهرباء والنفط وغيرها حيث تطرح علامات استفهام، وهي كانت تحضر لخيارات بديلة في الانتخابات تخرجها من الحصار الذي فرض عليها فرضاً من حلفائها في التيار الوطني الحر والمستقبل.
بدون شك فان زيارة مستشار رئيس الحكومة الى معراب حملت رسائل ومضامين كثيرة، فالوزير خوري اكثر المشاكسين واكثر من وزع الاتهامات عشوائياً على الحلفاء في موضوع الغدر تحول الى حمامة سلام غطت في معراب، فاللقاء بين جعجع وموفد الحريري دخل في تفاصيل وكواليس ما جرى في الشهرين وفي كل المواضيع بعمق ابعد من استحقاق الانتخابات النيابية ويؤسس لتفاهمات تسبق لقاء جعجع والحريري، بدون شك فان غيمة الصيف في العلاقة المتوترة على وشك ان تنتهي مفاعيلها وسيكون عبورها سريعاً، اما لقاء الحريري_جعجع فلا يزال وفق معراب يحتاج الى بعض الاجابات من الحريري الى جعجع بعد ان كان المطلوب في الماضي تفسيرات من معراب الى بيت الوسط، وليس ضرورياً ان يكون اللقاء قريباً.

  • شارك الخبر