شهدت السياسة الخارجية لواشنطن نقلة قد لا توصف بالنوعية ، لكن اقل ما يقال فيها انها قلبت الامور رأسا على عقب بدءا بملفات حساسة كملف النووي الايراني والاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، او ازمة سوريا او التعاطي مع النزاع في اليمن، ومرورا بالهيكلة الادارية لوزارة الخارجية، وليس انتهاء بالتعامل مع مسألة سفر الاميركيين .. لكن ما برح ترامب يواصل قلب الامور رأسا على عقب، بمنأى عن ايجابيتها في بعض الاحيان . وها هي خارجيته تجري تغييرات جذرية على التحذيرات التي تصدرها الادارة الاميركية لمواطنيها، وتقول للمسافر الاميركي "عليك ان تعيد النظر اذا اردت الذهاب الى لبنان"!

ويحصل لبنان على المستوى الثالث ما قبل منع السفر على لائحة الخارجية الاميركية الجديدة التي تتضمن تنبيها من اماكن خطرة، بينها مناطق في لبنان هي الحدود مع سوريا ومع فلسطين المحتلة التي جاءت في اللائحة اسرائيل، وتجمعات النازحين السوريين. ويعلل السبب بوجود الجريمة والارهاب وامكانية نشوب نزاع مسلح.

وقامت مساعدة وزير الخارجية للشؤون القنصلية ميشيل توس مع فريقها بتحليل دقيق جداً لبرنامج المعلومات القنصلية وكافة تحذيرات وتنبيهات السفر، ودراسة الطرق الأنجع لإيصال المعلومات الى الاميركيين الراغبين بالسفر، فجرى التعديل بأمرين اساسيين: استحداث اربع مستويات للسفر وتحديث الموقع الكتروني الخاص.

ففي ما خص تبليغ المسافرين الاميركيين عن مستويات الخطورة جرى تصنيف البلدان العالم أجمع لا الاكتفاء بتلك التي

تمثل تهديدا لأمنهم أو خطرا على حياتهم، مع اصدار "نصائح السفر" بحيث يستشير المواطن الاميركي خارجيته قبل السفر المزمع.

المستويات الاربعة تتدرج في الخطورة تصاعديا،حيث ان المستوى 1 يعني ممارسة الاحتياطات العادية، المستوى ٢ هو "زيادة الحذر"، مستوى 3 تقول للمسافر "عليك ان تعيد النظر في السفر"، والمستوى الرابع هو "عدم السفر" بشكل قاطع.

وتحدد الخارجية الاميركية ماهية ومكامن الحذر او الخطورة في الدولة التي تصنف ما بين المستويين ٢ و ٤ عبر الرموز:
– C للجريمة،
_T للإرهاب،
_U للاضطرابات المدنية،
_H لمسائل صحية،
_ N للكوارث الطبيعية،
_ E احداث محدودة زمنياً مثل الانتخابات أو الأحداث الرياضية الكبرى،
_O سوى ذلك من المخاطر.
وقد وضعت الخارجية الاميركية تحذيراتها بشكل أكثر سهولة ووضوحا، وباتت عملية أكثر بكثير من تحذيرات وتنبيهات السفر والوثائق الأخرى التي كانت تصدر سابقا.

(أخبار اليوم)