منذ بداية العام 2018 لم تتوقف جولات رؤساء الأحزاب السرية، ولم تهدأ بعد هواتفهم السرية التي يبدلون ارقامها يوميا خشية من المكتب الثاني حيث بات لكل حزب جهازه الأمني ومكتبه الثاني، هذا يتصل بذاك، وهذا "يركب الضرب" لذاك، وتلك تلعب لعبة على هذا، وهؤلاء يعزلون هذا، والهذا ينتفض ويقول أنا أقوى في العزلة.

بعد أزمة الرئيس سعد الحريري التحالفات تبدلت، إذ ان التحالف بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل لم يعد مبنيا على إتفاق سياسي أو "صفقة رئاسية" بل بات مكرسا بمعمودية نار، وما يحصل اليوم بين الوزير جبران باسيل والحريري بات تقاسم مقاعد وتحالفات قبل التواصل مع اي فريق آخر، فباسيل حصل على مقعد من هنا والحريري على آخر من هناك، وأين يمكن لكل واحد منهما دعم الآخر فهما لن يقصرا.
باسيل يعمل اليوم على التوفيق ما بين حزب الله والمستقبل، وخصوصا في زحلة وجزين وبعبدا وبيروت الثانية، حيث يعمل على دراسة اين هي مصلحة التيار ومع من، ومن يمكنه ان يمنحه نائبا أضافيا، وفي بعض الدوائر قد نرى تحالفا لا يمكنه ان يعيش في دائرة اخرى.
القوات اللبنانية اطلقت معركتها بمعزل عن التحالفات، هي تعمل على صياغة تحالفات مع عائلات ومع اشخاص مستقلين، وهي تتواصل مع الكتائب، ففي حال لم تعد العلاقات كما كانت في السابق فهي ستقترب من الكتائب اللبنانية، كما ان الكتائب اللبنانية التي تسعى الى بناء تحالفات شبيهة بتلك التي تعقدها القوات مع العائلات والافراد، لديها مصلحة اليوم مع القوات.
حتى اليوم القوات اللبنانية لا حلفاء لها في اي مكان، فهي خسرت المستقبل، ولن تتحالف مع حزب الله وأمل في اي مكان، كما ان تحالفها مع النائب سليمان فرنجية مستحيل لان هناك خطوطا لا يمكن لفرنجية تجاوزها لبنانيا وسوريا.
اليوم ينكب الرئيس سعد الحريري على دراسة مرشحيه، وهو بات على قاب قوسين من الانتهاء من اعداد الورقة فلديه نحو 40 مرشحا في كل لبنان، وكتلته كلها ستتغير وسيبقى منها فقط بعض الصقور وليس كلهم، لأن أزمته غربلت كتلته.
البعض سيختفي من الحياة السياسية نهائيا لانه في القانون الجديد بات لا يمكنه ان يركب البوسطة وان يصفق وان يحسم فوزه قبل الانتخابات وان يقف خلف المحدلة ويرش الارز، فكل رئيس حزب يحسب اليوم ألف حساب، فكل واحد منهم يريد مرشحا مع قيمة مضافة ولو كانت هذه القيمة الف صوت، وكل مرشح لا يحمل اصوات تفضيلية لا نفع له في اي لائحة.
اليوم تتم صياغة التحالفات وغدا سيتم الاعلان عنها، وبعد غد سيتم اعلان الترشيحات، ومن بعدها ستسمع طبول المعركة في كل ارجاء الوطن.