hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - مروى غاوي

عندما تجرع "الصقر" السم الذي صنعه لنفسه... زحلة بدون "عقاب"

الإثنين ١٥ كانون الثاني ٢٠١٨ - 06:10

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

عقاب صقر مجدداً اختفى... عضو كتلة المستقبل النيابية والنائب الشيعي "الأحب" الى قلب الرئيس سعد الحريري لم يعد على السمع لا بالصورة ولا بالصوت، لعله تعب واكثر من الاطلالات في ازمة الحريري، هو الذي لم تتعود عليه الشاشات قبلاً على هذا النحو ولم يعد في يوميات اللبنانيين اصلاً فاختار ان يصمت لبعض الوقت ليعود الى حيث هو مختفٍ ريثما تمضي تداعيات ما حصل في السعودية الى غير رجعة وإلى ان تهدأ الامور او يستفيق سعد الحريري من "كابوس" التسوية السياسية التي يمقتها عقاب ولم يستوعبها يوماً.

تعب عقاب كثيراً وهو يرفع الصوت ويبرر غياب الحريري في الرياض بانه استقال وليس محتجزاً بدون ان يقنع احداً، تحدث كثيراً وأكثر من اللزوم فيما التزم اولياء الحريري "بهية ونادر" ومعهم الفريق اللصيق بالحريري الصمت المعبر الذي باح بسر الرياض معبراً وحده عن اختفاء قسري للشيخ سعد في تناقض فاضح في المضمون والافتراق بينهم وبين العقاب.
 تصاريح صقر في الازمة باعدت الهوة ووسعت الشرخ الموجود اصلاً بين صقر واقوياء المستقبل وهم بالاساس لا يستوعبون نائب زحلة المتمرد والذي لا يلتزم بسقوف محددة، ورغم ذلك حضر عقاب الى بيت الوسط وفيما "تبهدل" السنيورة وانتزعت منه رئاسة الكتلة بالقوة وصارت مجدداً لسعد فان الحريري تعمد التقاط سيلفي له مع عقاب متوجهاً لمن يسألون عنه بانه "هون بقربي"، تلك السيلفي لم تقنع على ما يبدو الا الحريري وحده، فيما قام الوزير غطاس خوري بكشف المستور في تغريدة له اصابت عقاب بعد حلقة نهاركم سعيد كان فحواها "يصدق في الكذب ويكذب بصدق"، التغريدة التي سئل عنها الوزير ولم يسم المعني فيها كان واضحاً انها خصصت لعقاب بدون اي التباس .
من يعرف عقاب صقر يتحدث عن شخصية لا "نسخة" عنها، في الشكل هو من صنف الدونجوانات يجمع بين الشيعي المتأنق والمشاكس الذي يخوض المعركة بدون تردد ويملأ الدنيا بصراخه العالي مسكتا محاوريه، فعقاب خبير في الأزمات يعرف كيف يدخل الأزمة وكيف يخرج منها ويدرك من أين تؤكل الكتف، انتظر اللبنانيون اختفائه بمجرد ظهور سعد خاصة انه صاحب نظرية ان سعد قدم استقالته ولم يجبره احد عليها وانه ليس رهينة في السعودية ويتحدث اليه كل يوم، ليفاجأوا به في بيت الوسط الى جانب سعد وكأن شيئاً لم يكن، وان كانت تعابير الصقور الآخرين في المستقبل تحدثت عن تجرع سم العقاب تماماً كما حصل باستيعاب الحريري وكتمه اسرار ما حصل في المملكة.
اليوم غاب عقاب وقد يطول الغياب كثيرا كما انه قد يحضر في اي وقت، فالرجل حامل اسراره وهو عندما يحضر يبدو كأنه لم يغب اصلاً، مقرر من الدرجة الاولى واثق مما يقول، هكذا فعل عندما شارك في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية التي حضرها بناء على رغبة الحريري، هذا لا يعني ان عقاب مرشحاً عن المقعد الشيعي في زحلة، فالمقعد لم يعد يشبهه ابدا، هو النائب الشبح الذي لا يحضر إلا فجأة وبدون مقدمات والبعيد عن ممارسة دور النائب ومهامه فلم يعرفه البقاعيون الا في التصاريح وعبر وسائل التواصل وهو نائب لا ينتمي اصلاً الى ما يريده الجمهور البقاعي من خدمات وزيارات، هو الذي سمع يردد مرات عديدة ان انتخابه يشبه المزحة كونه لا يحب الخدمات وتعقب المعاملات، فكيف يمكن مثلاً ان يفوز بالصوت التفضيلي هو الذي لم يعرف ناخبو زحلة وجهه من يوم الانتخابات.
الصدفة هذه المرة لن تلعب ورقتها مع عقاب، فلولا ازمة الرياض لكان صار في غياهب النسيان، زملائه بالكاد كانوا يتذكرونه، قضى العمر متنقلاً بين بروكسل والرياض وجدة وتركيا والدوحة والرقة السورية، لا ينكر مستقبليون انه لعب دورا يجهلونه هم في الأزمة السورية، وصف بانه نائب البطانيات والحليب وفتحت له حنفية الاموال لدعم الثورة السورية، وحمل القاب كثيرة في الحرب السورية كموزع للمساعدات الغذائية والاسلحة ووصل الامر الى اعلانه قائد غرفة عمليات الثورة.
لكن بما ان تلك الحقبة انتهت اليوم فماذا عن الغد، هل يلعب الحظ مجدداً مع عقاب خصوصاً انه المحظي والمرضي عليه فيما مضى من قبل سعد الحريري الذي لم يتنازل ابداً عنه في اي وقت، ولاسباب لا يعرفها احد كان النائب الشيعي المقرب الى قلب سعد الحريري لحقبات طويلة في رفقة المنفى والخوف من الاغتيال، ولا احد يعرف اليوم في اي لحظة قد تتبدل الاحوال فالصقر لم يصدر فيه فرمان إعفاء من المهام او عزل سياسي من قبل الحريري نفسه، لكن تصرفات وأداء عقاب قبل شهرين تعزز نظرية عزل نفسه بنفسه، فالحريري قد يكون صدق نظرية ان لا دخل له بالمؤامرة وقد يكون صقر لعب دوراً محورياً لا احد يعرف ماهيته بالازمة لكن هذا لا يجعل عقاب مرشحاً في الانتخابات فهو لم يعد يملك صفة ومقومات النائب وقد لا تكفي مئات الاعتذارات التي قام بها في وقت سابق من جمهوره في زحلة والبقاع بعدم تواجده والقيام بواجباته التي انتخب لاجلها كما فعل ذات يوم. لهذا السبب فان انتخابات 2018 ستكون بدون عقاب والبحث جار في البقاع الاوسط عن المرشح الشيعي الذي يفترض ان يكون من حصة حزب الله هذه المرة.

  • شارك الخبر