hit counter script

الحدث - جورج غرّة

اقتصاد العام 2018 في لبنان بنظرة قادته... ما بين التفاؤل والتشاؤم

الإثنين ١٥ كانون الثاني ٢٠١٨ - 06:09

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

فور إنتهاء العام 2017 تنفس الشعب اللبناني الصعداء آملا بعام جديد من التفاؤل على الصعيد الإقتصادي الذي لا يزال يتراجع جراء الازمات التي تعصف بلبنان والمنطقة منذ سنوات. الوضع الإقتصادي اللبناني بات يحتاج الى خلية أزمة والى ورشة عمل إنمائية تنطلق ولا تنتهي لإنقاذ ما تبقى من الإقتصاد اللبناني عبر إطلاق مشاريع البنى التحتية. فماذا يقول رجال الأعمال من كل القطاعات وقادة الإقتصاد، وما هي نظرتهم للعام 2018؟ وللإجابة على هذه الاسئلة اجرى موقع "ليبانون فايلز" مقابلات سريعة مع رجال أعمال واقتصاديين وخبراء، وعدنا بهذه النتيجة...

رئيس المؤسسة المارونية للإنتشار نعمة إفرام:

وفي هذا الإطار، اكد رئيس المؤسسة المارونية للإنتشار نعمة إفرام في حديث لموقع "ليبانون فايلز"، ان الاقتصاد اللبناني يعول على البنى التحتية، واذا أردنا أن يصبح هناك نموا في الاقتصاد علينا أن نحقق آلية توظيف في البنى التحتية، أو يجب ان يصبح هناك مستثمرين من القطاع العام او الخاص أو حتى شراكة فيما بينهما.

وقال إفرام: "البنى التحتية هي من يؤخر النمو في البلد، والمطلوب أن يسبق النمو الدين، ونتوقع ان يرتفع الدين هذا العام 6 مليارات دولار اميركي، والخطر يكمن في أن الدين ينمو سريعا.

 

رئيس إتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان محمد شقير:

من جهته، أكد رئيس إتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان محمد شقير في حديث لموقع "ليبانون فايلز"، انه متفائل كثيرا بالعام 2018، وهذا التفاؤل مبني على عدة أمور، وخصوصا في موضوع تلزيم الغاز والنفط، وهذا الامر لا يستهان به ابدا، حيث هناك 3 شركات عملاقة بينها شركة روسية ما يؤمن استقرارا امنيا وسياسيا للبنان.

وكشف شقير عن ان هناك مشاريع بقيمة 4 مليار دولار ستقوم بها الدولة وهي عبارة عن 40 مشروع بنى تحتية، وكل مليار في السوق يعطي 1 بالمئة نسبة نمو ويؤمن أكثر من 15 ألف فرصة عمل، وقال:" لا يجب ان ننسى باريس 4 وروما 2، فباريس 4 مشروع لمدة 15 سنة وروما 2 يعزز قوة الجيش والقوى الأمنية.

 

الأمين العام لأصحاب الفنادق في لبنان وديع كنعان:

الى ذلك، لفت الامين العام لنقابة اصحاب الفنادق وديع كنعان في حديث لموقع "ليبانون فايلز"، الى اننا متفائلون بالعام 2018 وهدفنا ترجمة الاستقرار السياسي والامني نموا اقتصاديا، مشيرا الى ان العام 2018 هو "سنة السياحة الدينية" وستتخللها ورشة عمل بالتعاون ما بين القطاعين العام والخاص لتحقيق السياحة المستدامة".

واعتبر كنعان انه "عندما تكون هناك سياحة مستدامة، يكون هناك ازدهار اقتصادي، والتحدي الاول هو تحقيق سياحة الأربعة فصول من خلال السياحة الدينية.

واكد كنعان ان اهدافنا للعام 2018 فتح اسواق جديدة وتنشيط وتفعيل السياحات المتنوعة كالسياحة الدينية والبيئية وسياحة المؤتمرات وسواها، وقال:" لقد بدأنا بذلك من خلالvisit lebanon  بالتعاون مع globe networkالشركة التي كلفتها وزارة السياحة، بتسويق لبنان عالميا وفتح اسواق جديدة".

وأضاف كنعان: "اعدينا رؤية تحت عنوان الازدهار الاقتصادي من خلال السياحة المستدامة هدفها الاستراتيجي تحقيق سياسة سياحية متكاملة، مبنية على واقعنا السياسي والاقتصادي والاجتماعي والامني".

 

جورج شهوان رئيس مجلس إدارة "بروبرتي بلاس":

وفي سياق متصل، اعتبر جورج شهوان رئيس مجلس إدارة "بروبرتي بلاس" في حديث لموقع "ليبانون فايلز"، انه بالنسبة للسوق العقاري لا وجود لبوادر ايجابية، وما تقوم به الدولة ومصرف لبنان والمصارف للمحافظة على العقار لا نشعر بانه جدي.

وشدد شهوان على ان القطاع العقاري في ازمة، يوجد فائض في العقارات(overstock) والناس لا تتشجع على الشراء، فلا وجود لمحفزات وتسهيلات تقدمها الدولة مثل اعفاء لمدة سنة من رسم التسجيل أو تقديم قروض من مصرف لبنان.

واعلن شهوان أن اسعار الشقق انخفضت ولا حركة بيع، والمشكلة ليست في اسعار الشقق بل بعدم وجود حماس لدى الناس في تملّك عقار في لبنان حاليا، كاشفا عن انه ربما اذا بقي الوضع الامني جيداً والى تحسن وعاد الخليجيون وتحسن وضع اللبنانيين في الخارج لانهم أساس التحويلات والرافعة في القطاع العقاري، فإن الأمور ستتحسن تدريجيا.

 

رئيس بلدية يحشوش المهندس كارل زوين:

الى ذلك، اكد رئيس بلدية يحشوش المهندس كارل زوين في حديث لموقع "ليبانون فايلز"، انه في العام 2017 وصلنا الى ادنى حد في سوق العقارات والبناء في لبنان، مشددا على انه متفائل في العام 2018 لان لبنان سيبدأ الصعود ولكن ببطئ، ولكن يجن ان نتفائل خيرا بسبب الاجواء السياسية.

ولفت زوين الى ان موضوع التنقيب عن النفط يعطي دفعا في أكثر من مكان، حتى ان إعادة الاعمار في سوريا ستتحرك في العام 2018 وسنستفيد من الامر في لبنان، وكل هذه النواحي ستعطي دفعا ايجابيا للإقتصاد اللبناني.

 

رئيس مجلس إدارة نقابة المقاولين المهندس مارون الحلو:

وفي سياق آخر، اعتبر رئيس مجلس إدارة نقابة المقاولين المهندس مارون الحلو في حديث لموقع "ليبانون فايلز"، ان الوضع في العام 2017 كان سيئا جدا، لانه لم يكن هناك موازنة لدى الدولة لإتمام المشاريع، ونحن كمقاولين لدينا مستحقات لدى الدولة اللبنانية، وتلقينا وعودا من الجهات المعنية بتضمينها في موازنة العام 2018.

واشار الحلو الى انه بالنسة للعام 2018 هناك أمل اذا جمعت الدولة امكانيات كافية من خلال باريس 4 ومن خلال صناديق عربية لضخ المال الكافي لبدأ ورشة ترميم البنى التحتية وبدء مشاريع جديدة، ولفت الى انه بالاتصالات التي قمنا بها مع المسؤولين ومع رئيس الحكومة إطلعنا على برنامج ضخ اموال وتنشيط القطاع الاقتصادي عامة، واذا نجحنا في باريس 4 وبدأت الإستثمارات والدولة ضخ اموالا كافية، فعندها ينتعش قطاع المقاولات.

واعتبر الحلو أنه بالنسبة للقطاع العقاري فالامور تحتاج للوقت لان هناك كمية عقارات كبيرة لا تباع في الأسواق في كل لبنان، ولكن عند تحرك عجلة الاقتصاد فالامور كلها ستتحرك، كاشفا عن ان التحويلات المالية التي كانت تأتي من الخارج من اللبنانيين في الخليج وافريقيا انخفضت، وهذا الامر خفض عملية شراء العقارات والشقق المبنية، ونأمل اذا نجحت الدولة في تأمين الرساميل الكافية واطلاق الورش فستكون السنة الحالية أفضل من الماضية.

 

  

رئيس بلدية رومية عادل ابو حبيب:

وفي سياق متصل، أكد رئيس بلدية رومية المهندس عادل ابو حبيب في حديث لموقع "ليبانون فايلز"، أنه غير متفائل بالوضع الاقتصادي للعام 2018، لان تراخيص البناء متوقفة كما سوق العقارات مشلول، والعرض اكثر من الطلب، والوضع ليس سليما.

واشار الى ان الضرائب التي وضعت على العقارات زادت الطين بلة، سائلا:" عندما تدفع الضريبة على الاراضي والعقارات في وقت القطاع متعثر، فماذا نكون نفعل؟"، وراى ان قضية الضرائب كانت أمراً "بعكس السير"، ولتشجيع الناس على الشراء يجب تخفيض الضرائب، ولكن في لبنان الامور تسير بالإتجاه المعاكس. وقال:" لا أرى اي تفاؤل بالعام المقبل ونتأمل ان تكون بعكس ما نراه".

 

رئيس تنفيذي في مجال تكنولوجيا النفط والغاز إدمون شماس:

اعتبر رئيس تنفيذي في مجال تكنولوجيا النفط والغاز إدمون شماس في حديث لموقع "ليبانون فايلز"، انه بعد الحادثة التي حصلت مع رئيس الحكومة سعد الحريري وعودته الى لبنان بات الوضع السياسي في إستقرار، مشددا على ان المشكلة الاقتصادية كبيرة جدا، وانطباعه هو ان الوضع الاقتصادي مستمر بنفس الوتيرة لان هناك عجزاً كبيراً بالدين العام.

ولفت شماس الى ان هناك مشاكل كبيرة في المنطقة، ودول الخليج لا قدرة لديها اليوم على الاستثمار كما فعلت في لبنان بين الاعوام 2005 و 2009 لدعم البلد، ومن دون دول الخليج ومشاركتها الوضع سيبقى ثابتا، الا اذا حصل اي حادث سياسي او امني نتيجة الوضع في لبنان او المنطقة.

واشار شماس الى ان الوضع الاقتصادي مستقر ولا نتوقع الكثير من النمو وتحسن الوضع، ولبنان يعتمد على المساعدات والمشاريع وعلى الودائع الخليجية وهذ الامر غير متوفر اليوم.

 

رجل الاعمال سليم رعد:

من جهته، اكد رجل الاعمال سليم رعد في حديث لموقع "ليبانون فايلز"، ان لا تفاؤل في هذه الايام ونحن في وضع لم نشعر بعد بأي تقدم في لبنان، ونحن في منطقة فيها حرب والوضع الاقتصادي في العالم سيئ وهناك مشاكل اقتصادية في الخليج، وبالنتيجة نحن نعتمد على المغتربين للمساعدة، ووضع المغتربين صعب.

وأمل رعد خيرا بأن يقلع العهد اقتصاديا، وأن يقف لبنان مجددا وعلينا ان نؤمن بلبنان والاستثمار فيه، مع ان الاستثمار صعب وفيه مخاطرة، ومن يحب بلده ويتعلق فيه عليه ان يساعده ولا يمكن ان نسمح للبنان بأن ينهار.

 

الدكتور حسن غدار:

الى ذلك، اعتبر الدكتور حسن غدار في حديث لموقع "ليبانون فايلز"، انه عمليا الوضع ليس جيدا، ولكنني بطبيعتي متفائل بالعام 2018، ولكن المعلومات التي تصل لا تبعث على التفاؤل، مشيرا الى ان القضية مع الصناعيين هي ان عملهم الى الخارج والقضية اقليمية ايضا.

ولفت غدار الى انه في الموضوع اللبناني على الدولة ان تقوم باستثمارات في البنى التحتية لكي تدور عجلة البلد، وعلينا ان نرى هنا السياسة العامة للدولة والنظر الى النفقات، ونحن كصناعيين وضعنا مرتبط محليا واقليميا، فلبنان يتأثر بالوضع السياسي الاقليمي من سوريا الى اليمن.

 

خلاصة:

الوضع الإقتصادي في العام 2018 يشبه العام الماضي 2017 من حيث الإنحدار، ولكن من حيث المبدأ فالجميع متفائل، ولكن عوامل هذا التفاؤل مفقودة لدى الجميع للأسف، فمن يتفاءل يحب لبنان فقط ويعطي نفسه الامل.

في حال نجاح مؤتمر باريس 4 وضخ مليارات في الأسواق لتحسين البنى التحتية وإطلاق مسيرة الإنماء والورش، فالأمور محليا ستختلف وستتحسن فرص العمل للشباب كما ان النمو سيرتفع تدريجيا وسيحرك معه الاسواق العقارية والتجارية كلها.

وإذا بقيت التحويلات المالية للمغتربين تنخفض كما هي اليوم فإن الامور لن تتحسن كثيرا. كما ان لبنان يتأثر بالمنطقة ككل، ففي حال تحسن الاوضاع والعلاقات الخليجية مع لبنان وعودة المستثمرين الخليجيين اليه فهذا الأمر سيشكل اندفاعة قوية للإقتصاد اللبناني، وفي حال انطلاق اعادة اعمار سوريا وانتهاء الحرب هناك بحل سياسي فلبنان سيكون أول المتأثرين لأنه سيكون بوابة إعمار سوريا.

ومن اليوم وحتى الوصول الى اي تغيير سياسي ومالي في لبنان فالامور لا تزال تنحدر نحو الهاوية، والإقتصاد اللبناني بات بحاجة الى رافعة حقيقية انقاذية تقوم عبرها الدولة بالتضحية بكل شيء لإنقاذ ما تبقى.

  • شارك الخبر