hit counter script
شريط الأحداث

مجتمع مدني وثقافة

رانيا أشقر في مشهديّة ميلاديّة أرمنيّة مميّزة

الأحد ١٥ كانون الثاني ٢٠١٨ - 09:50

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

في ظل مقاربة تاريخيّة وروحيّة لقصة الحبّ التي جمعت الشعب الأرمنيّ بيسوع المسيح ممزوجة بفرح الفنون والتقاليد الأرمنيّة، وضمن قالب من مشهدّية أثريّة تاريخيّة، أعدّت وقدّمت الإعلاميّة رانيا زيادة أشقر حلقة ميلاديّة مميّزة وشاملة بمناسبة احتفال الطائفة الأرمنيّة بعيد الميلاد مساء السبت السادس من كانون الثاني من على أثير محطة ال MTV تحت عنوان "سوا عالعيد".
"أن نحيا الميلاد في الجوهر هذا هو الأهمّ، ولو اختلف تاريخ العيد الذي كان حدّده بداية مجمع نيقيّة العام 325 في الخامس والعشرين من كانون الأول، في اليوم الوثنيّ الذي كانت تكرّم فيه الشمس. ليعتبر آباء الكنيسة في ولادة يسوع رمزاً ل"شمس العهد الجديد" و"نور العالم"، تقول أشقر. تضيف:" إلاّ انّه بسبب وجود تقويم زمنيّ وطقسي مختلف بين التقويم الغريغوريّ والتقويم اليوليانيّ، اعتمدت أغلبيّة الكنائس الأرمنيّة ليل يوم السادس صباح يوم السابع من كانون الثاني تاريخ عيد الميلاد. علماً انّ بطريركيَة الأرمن الأرثوذكس في القدس تعيّده في التاسع عشر منه"،
لتأكدّ انّه "في مطلق الأحوال، لا تعتبر الطوائف المسيحيّة مجتمعة انّ الاحتفال بأيّ من هذه التواريخ هي أيام واقعيّة وحقيقيّة لذكرى ولادة المخلّص، بل ذكرى لقدومه إلى هذا العالم وما يحمل من معان روحيّة".
تمحور الحوار مع الأب تاتول كارداماكيان من بطريركيّة الأرمن الأرثوذكس لبيت كيليكيا وحافظ المتحف في انطلياس حول تاريخيّة الحدث والروحانيّات والمعاني الإنسانيّة العميقة التي يحمل، مع التقاليد التي رافقته ومنها نقل الشموع من الكنائس إلى البيوت.
أمّا الحديث مع وزير الدولة لشؤون المرأة جان أوغاسبيان وعقيلته السيدة ناديا، فنقل المشاهد إلى عوالم مختلفة من البساطة والعفويّة. أوغاسبيان لم يتردّد في الإجابة على خاصيّة العيد في عائلته في قالب مرح وقريب من القلب وكذلك فعلت عقيلته. وكان أشار إلى ان تبادل الهدايا يتمّ ليلة رأس السنة وليس في الميلاد، وتطرّق إلى شؤون المرأة اللبنانيّة وشجونها، في حين تحدثت السيّدة عقيلته عن اندماجها السهل مع المجتمع الأرمنيّ وتطبيقها للتقاليد الخاصة بالعيد ومقاربتها مع شريكها قضايا المرأة نقاشاً في البيت.
رانيا أشقر استضافت أيضاً صاحبة الصوت الأرمنيّ الأوبراليّ الرائع السيدة أراكس شيكيجيان، وكانت معها مقاربة حول جذور الموسيقى الأرمنيّة الضاربة طويلاّ في التاريخ وتطّورها، وتطرّقت إلى تجربتها في تدريس الغناء الأوبرالي وتخريجها لطلبة حصدوا الجوائز العالميّة وتفاعلها مع نجوم لبنانيين كبار.
في الحلقة ايضاً لم يغب الرقص الأرمنيّ المتنوّع الحركات والايقاعات. ففي حيّز إضافيّ، أشارت أشقر إلى انّ "الفلكلور الأرمنيّ عريق وجماهيريّ، ولطالما كانت الفنون على أنواعها من أساليب تعبير الشعب الأرمنيّ عن نفسه وهويّته".
أضافت وهي تستقبل خانيتو صاحب مسيرة 40 سنة في عالم الرقص وأحد أشهر مصمّميه في لبنان والرئيس الفخريّ لاتحاد لبنان للرقص الرياضيّ والحكم الدوليّ العالميّ في هذا المجال:" يقولون انّ القدم قد تتعلم الخطوة إلاّ انّ الروح هي التي ترقص"، لتخوض معه في حوار متخصّص حول شتّى مدارس الرقص وأنواعه.
المؤلّف الموسيقيّ العالميّ الذي أهدى مقطوعات عديدة للشعب الأرمنيّ وربح جوائز عالميّة عليها كما ألّف مقطوعات لبنانيّة وحصد أيضاً جوائز دوليّة مرموقة عليها، غي مانوكيان، الذي حضر مع ولديه، تحدّث عن معايشته منذ صغره لمزيج مبدع من الموسيقى الأرمنيّة واللبنانيّة والكلاسيكيّة والكلدانيّة والأشوريّة والجاز... ليتأثر بهذا الخليط الموسيقيّ، وليروح يلحّن بأسلوبه الخاص المقطوعات الموسيقيّة اللبنانيّة الحديثة والتي تعكس شخصيّة الشباب اللبناني ّالمنفتح على حضارات العالم بأسره.
ومعه كان حديث أيضاً عن مدى اطّلاع أولاده على العادات الأرمنيّة، والتاريخ، والموسيقى، واللغة الأرمنيّة.
الحلقة المميزة التي كانت من إخراج ميشال صليبا مع المنتج المنفذّ إيلي أحوش، شهدت أداء من فنون الرقص كما صدحت الموسيقى الأرمنيّة مرافقة أصوات غارو غابوداجيان، هاغوب ميغيرديشيان، أراراد أهوردينيان، ليزا سفادجيان، ‎ساهاغ سيسيليان، وجوزيف كريكوريان، مع تنويه بقارع الطبول آرا ميكاييل الذي نسقّ حضور الفرقة الموسيقيّة والمغنيّات والمغنين والمنشدين.
وفي لمسة إنسانيّة، كانت زيارة للميتم الأرمنيّ في جبيل "عش العصافير"، في إضاءة على واقعه واحتياجاته. وخلال الحلقة تمّ تأمين مواد غذائيّة متنوعّة للميتم وترويقة للأطفال لمدة عام ومحروقات للتدفئة وحاجيات من الورق الصحيّ ومواد التنظيف مع مساعدة ماليّة. كما كانت إضاءة على المتحف الأرمنيّ الوحيد خارج أرمينيا قرب الميتم الذي يحتوي وثائق وصور عن المجازر التي وقعت في حق الشعب الأرمنيّ.
هكذا نقلت رانيا أشقر في حلقتها الميلاديّة الخاصة، احتفال الخير والسلام في ميلاد انتصار الفرح والمحبّة، رافعة المناسبة صلاة، آملة أن ينشلنا ميلاد المخلّص من المآسي وليحلّ السلام في قلوب اللبنانيين.

  • شارك الخبر