hit counter script
شريط الأحداث

باقلامهم - الدكتور نسيم الخوري

0,01 بالمئة من سكان العالم يعترفون بالقدس عاصمة لإسرائيل

الأربعاء ١٥ كانون الثاني ٢٠١٨ - 06:08

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

نعم هي النسبة الحقيقة التي يجب أن يعرفها كلّ أميركي وكلّ نسمة في الأرض تبحث عن العدالة. كيف؟

بالربط بين عامي 1947 و2017 أي بالرباط القومي العربي بين الأجداد والأحفاد:
1- صوّتت الجمعية العامّة للأمم المتّحدة (الخميس 21 /12/2017) على مشروع قرار تقدّمت به تركيا واليمن بإسم المجموعة العربيّة ومنظمة التعاون الإسلامي ب 128 صوتاً دعت واشنطن إلى سحب قرارها الاعتراف بالقدس عاصمة ل"إسرائيل". وفي حين غابت 21 دولة، إمتنعت 35 عن التصويت وعارضته 9 من أصل ال193 دولة الأعضاء في الأمم المتّحدة.
ومع أنّ ترامب هدّد بمعاقبة الدول التي تصوّت ضدّه عبر قطع المساعدات عنها، نسأل بإحترام:
من هي وما عدد سكان الدول التي عارضت القرار ووقفت الى جانب أميركا؟ وما هي علاقتها بالقدس؟
الجواب:
بالاو( 20ألف نسمة)، ناورو( 14 ألف نسمة)، ميكروزينيا( 107 آلاف و262 نسمة)، جزر المارشال(33 ألف و66 نسمة)، توغو (عدد سكانها 7 ملايين و606 ألاف نسمة)، هندوراس ( 9 ملايين و113 ألف نسمة)،"إسرائيل"( 8ملايين و547 ألف نسمة)، أميركا( 323 مليون و100 ألف نسمة، غواتيمالا ( 16 مليون و58 ألف نسمة).
المجموع العام: 418 مليون و53 ألف و862 نسمة وقفوا لصالح جعل القدس عاصمة"إسرائيل"، من أصل عدد سكان الأرض البالغ (فى 1 كانون الثاني 2016) 7 مليارات و295 مليونا و889 ألفا و256 نسمة.
أي ما نسبته 0,0174396414 من سكّان الأرض.
أيجوز أن تكون هذه النسبة تقرّرية لمستقبل القدس؟
أعيد السؤآل عينه الذي طرحه جدّنا فارس الخوري في مجلس الأمن عند تقسيم فلسطين، وذلك بصرف النظر عن جدوى البحث في أسباب المقاطعة والإستنكاف أوالغياب وأبعادها ، وبصرف النظر أيضاً، عمّا إذا كان سكّان هذه الدول يوافقون على مواقف دولهم وحكوماتهم.
2- كان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قد صوّت (الاثنين 18/12/2017) على مشروع قرار قدّمته مصر يطالب الولايات المتحدة بسحب اعتراف رئيسها دونالد ترامب، بالقدس عاصمة ل"إسرائيل". إستخدمت واشنطن حقّ النقض(الفيتو) ضد المشروع فاسقطته، مع أنّ نصه الذي عرض على المجلس لم يأت لا على ذكر ترامب ولا على قرار الإدارة الأميركية بنقل سفارتها الى القدس.
ماذا يعني عدم الذكر هذا؟
يعني في ميثاق الأمم المتّحدة (وفقاً للمادة 27) أنّه لو ذكرت أميركا أو ترامب بالإسم في نص مشروع القرار وخصوصاً دعوات رئيسها المعلنة والمتكرّرة بنقل سفارتها الى القدس، فإنّ هذا الذكر كان سيؤدّي قانوناً إلى رفض عرض مشروع القرار من أساسه للتصويت عليه أو كان سيحرم أميركا من الإشتراك بالتصويت عليه بسبب تضارب المصالح.
لم يسقط القراروحسب، بل أسقط عقوداً عربيّة وفلسطينية من الصراعات والمفاوضات والأحلام في دائرة مشبعة بالمستحيلات والأعباء المتجدّدة الكبرى.
3-عقدت منظمة الأمم المتحدة دورتها العادية الثانية في نيويورك في 16 أيلول 1947، وإنتخبت فارس الخوري مندوب سورية رئيساً للّجنة القانونية السادسة، وكانت فكرة تقسيم فلسطين ومعارضة العرب لها قضية العصر وهمّه. كان على تلك اللجنة أن تقترح شكلاً لعلم الأمم المتّحدة لكنّ فلسطين حلّت أولوية في مناقشات أعضاء اللجنة على ما تفصح الأوراق التاريخية الصفراء أمامي هذا الصباح الأصفر. دفع النقاش الحاد بأن أصبح موضوع العلم الأممي بنداً ثانوياً على جدول الأعمال. لم يتقدّموا خطوة في معضلة التقسيم لكنّ اللجنة تبنّت إقتراح جدّنا مندوب جدنا فارس الخوري لأن يكون علم الأمم المتّحدة في شكله الحالي أي أن يلفّ الكرة الأرضيّة غصنان من الزيتون ويخاصرانها في الصور والمجسّمات وأبنية الأمم المتحدة المنتشرة في الأرض.
ربّما سعوا لإرضائه بفكرة الزيتون، كما كتب، الذي جعله رمزاً أبدياً ومستحيلاً لمستقبل الأمم والشعوب الخارجة آنذاك من مآسي الحرب الكونية الثانية للتأكيد على السلام والحوار والعدالة الدوليّة، وليس أغنى من فلسطين والقدس بحقول الزيتون والزيت الذي يدهن به المسيحيون أجساد أطفالهم عند الولادة قبل أن يملّحونها كما مسح جسد المخلّص في مذود بيت لحم، ويستمرّون طيلة حياتهم في دهن جباههم بالزيت تأكيداً على الحوار والسلام. كان فارس الخوري قد إقترن بالفلسطينية أسماء جبرائيل عيد ليختلط النسل بالنسل بعدما كانت طفولة الرجل قد تأسّست في نائي الجنوب اللبناني في قرية الكفير قبالة فلسطين وتحت الزيتونةٍ المعمّرة الشاهدة على التاريخ في قاعة المدرسة حتّى اليوم.
4- عندما عرض مشروع تقسيم فلسطين على الجمعية العمومية لمجلس الأمن(29 /11/1947) أقرّ بأكثرية 23 صوتاً، وعارضته 13 دولة بينما إستنكفت 10 دول وغابت دولة واحدة هي سيام.
سأل الخوري في أوّل خطبةٍ له بعد إقرار التقسيم(24 /2/1948) إن كان مقبولاً ونحن في مرحلة تأسيس الأمم والسلام العالمي "أن نقف مشدوهين نبحث عن معنى العدالة في الأرض وأمامنا 24 دولة تحوي ثلثي سكّان العالم لو تقبل الموافقة على التقسيم إمّا برفض المشروع أو بالإستنكاف عنه مقابل الذين وافقوا على التقسيم الذين لا يتجاوزون ثلث سكّان العالم ومعظمهم ينتسبون الى دول نائية ليس لها إتّصال بفلسطين أو بشؤون القارة الآسيوية والشرق الأدنى. أمّا ضمان ثلثي الأصوات فقد تمّ بنتيجة مناورات وتطبيقات شتّى... غاب عن ألسنة الكثيرين من مندوبي الأمم العدل والإنصاف أو أي احترام لأحكام الميثاق ومبادئ الدول وحقوق الإنسان التي وضعنا نصوصها معاً ونكافح من أجلها معاً، ولكن بإتجاهاتٍ مختلفة تخرج الدول العظمى ومنظومة الأمم عن هذه المبادئ الإنسانية السامية...ليست هذه القضية عربية يهودية ولا قضية الشرق والغرب، بل صراع بين العواطف العمياء والعقل، وبين الحقوق الطبيعية والمكتسبة بالدعاوى الباطلة وبين مناهج القانون الدولي وسياسة القوة المرتكزة على شريعة الغاب".
وقد طالب مستر غوست نائب ولاية تكساس (8/3/1948) تعليقاً على الخطاب:" لقد ارتكبنا خطأً فادحاً في قضية فلسطين.. إن موقفنا منها في الجمعية العمومية للأمم المتحدة لا يمكن الدفاع عنه والشعب الأميركي لم يطّلع على الحقائق. آن الأوان لأن نفتح عيوننا ولأجل الحقيقة والتاريخ وكي يطّلع أعضاء الكونغرس والشعب الأميركي على هذه القضية فقد إستأذنت بإدخال خطاب فارس الخوري في وقائع مجلس الكونغرس وإسمحوا لي أن أوصي كلّ أميركي بقراءته".
نسيم الخوري - أستاذ مشرف في المعهد العالي للدكتوراه - لبنان

  • شارك الخبر