hit counter script

الحدث - ليبانون فايلز

"قومي يا بيروت قومي"... كم نحتاج لهذا المشهد يوميا

الأربعاء ١٥ كانون الثاني ٢٠١٨ - 06:07

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

نعترف أمام الله الواحد نعترف بأنّْا لم ننصفك ولم نرحمك، بأنّْا لم نفهمك ولم نعذرك، وأهديناك مكان الوردة سكيناً. نعترف أمام الله العادل، بأنّْا جرحناك واتعبناك، بأنّْا أحرقناك وأبكيناك، وحملناك أيا بيروت معاصينا.

منذ نحو 30 عاما كتب الشاعر نزار قباني قصيدة "يا بيروت يا ست الدنيا" ولحنها من بعده جمال سلامة، وغنتها بعد سنوات في العام 1988 الفنانة ماجدة الرومي، وفي حينها كان نزار قباني يجلس ويقرأ ما ستعيشه بيروت، فمنذ العام 2005 بيروت تختنق، ومن العام 2011 لدى انطلاق الأزمة السورية انتهت بيروت، مطاعمها اقفلت كلها، محلاتها مفلسة، والحركة فيها منعدمة، لا سياح ولا حتى ابناء البلد.
في آخر يوم من العام 2017 وفي اول يوم من العام 2018، عادت الحياة تدب في بيروت، وعادت الدماء تمر في عروق بيروت، قلبها نبض فجأة بصدمة شعبية كهربائية. أولاد البلد نزلوا الى بيروت، فقراء واغنياء، رجال ونساء، صغار وكهول، تحت المطر وفي البرد، سهروا في وسط بيروت، في قلب ساحة النجمة، حيث رقصوا وغنوا وتمايلوا حتى الفجر.
من كل الطوائف نزلوا، لم يسألوا ما إذا كان هذا الشخص من حزب الله او من تيار المستقبل، لا من القوات ولا من التيار الوطني الحر، لا من الكتائب ولا من الإشتراكي، بل صدموا وفرحوا بأن الحياة عادت الى بيروت.
كانوا ينظرون بعيون بعضهم البعض، سعداء جدا بما يحصل، ويتمنون لو ان هذا الحفل يتكرر يوميا في بيروت. الفكرة كانت جيدة في توقيتها، لان البلد يعيش في توافق سياسي، ولو كان هناك خلاف صغير وقطع اتصالات بين تيار المستقبل وحزب الله لما كانت هذه السهرة حصلت، ولما كان الجميع تجمع في قلب بيروت.
التوافق السياسي ينعكس يوميا على الشعب اللبناني، فرجاء تابعوا هذا التوافق ورسخوه، لكي تعود بيروت تعج باللبنانيين والسياح، ولكي يعود قلبها الى الخفقان كما في الماضي.


 

  • شارك الخبر