hit counter script
شريط الأحداث

مجتمع مدني وثقافة

قداس عيد السلام أحيته رسالة حياة في حضور الرياشي وكنعان وشخصيات

الثلاثاء ١٥ كانون الثاني ٢٠١٨ - 14:09

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

إحتفل المؤسس والاب العام للجماعة الرهبانية المارونية "رسالة حياة" وسام معلوف، بقداس "عيد السلام"، في الأخوة العامة - دير الحياة الجديدة - كنيسة مار شربل والأم تريز - إنطلياس، في حضور وزير الإعلام ملحم الرياشي، أمين سر "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ابراهيم كنعان، عضو التكتل النائب نبيل نقولا، الوزير السابق سليم الصايغ والمتطوعين ووجوه إعلامية وفنية تشهد من مواقعها لقضية السلام.

بعد تلاوة الوزير الرياشي الرسالة، تلا الأب معلوف نصا من إنجيل يوحنا، ثم ألقى عظة تمحورت حول السلام بحسب مفهوم الإنجيل وقال: "في هذا المساء المبارك وفي انطلاقة السنة وبفرح كبير ننطلق بقداس السلام؛ في الإطار الليتورجي نحن نحيي عيد القديس باسيليوس وغريغوريوس وعيد ختانة الرب يسوع".

أضاف: "في إسم يسوع دلالة على أن الرب يهب الخلاص والسلام للجميع. من هنا أعلن البابا بولس السادس سنة 1968 أول يوم من السنة، أي هذا اليوم، يوم السلام وهو يتميز عن يوم السلام العالمي المعلن من الأمم المتحدة عام 1981 الذي يتم إحياؤه في 21 أيلول من كل عام".

وتابع: "في ختام العظة الأولى من إنجيل يوحنا قال يسوع: "السلام أستودعكم، سلامي أعطيكم، لا كما يعطيه العالم، أعطيكم أنا"، بالنسبة الى يوحنا السلام مرتبط بشخص يسوع، وبالتالي بمقدار تعرفنا على يسوع وغوصنا بالعلاقة معه، نستمد السلام منه". وقال: "هذه العلاقة تتيح لي أن أستمد السلام من يسوع لأكون على علاقة مميزة بالآب، التي تعني تغييرا لنظرتي للأمور وبناء علاقاتي مع الآخرين مسيحيا، بطريقة مختلفة، ويضعنا الإنجيل أمام خيارين: إما أؤمن بإله السلام والحب كما خلقني الله على صورته ومثاله وإما أؤمن كما أنا كونت صورتي وفكرتي عن الله وبحسب مفاهيمي الخاصة للحب والسلام".

وأكد أن "إنجيلنا لا يضعنا بين خيار السلام وخيار الحرب، بل هو أنجيل الخيار الثالث: بين السلام الموجود في العالم وبين الإنجيل، فالخيار ليس بين الحياة والموت بل بين الحياة والحياة الوافرة، وليس بين الفرح والحزن بل بين الفرح والفرح التام. التحديات تبدأ أولا بمفهوم جديد للمال والسلطة، في وجهة إستعمال المال بحسب مفهوم العالم أو بحسب المفهوم المسيحي، أي التشارك مع الآخرين، وهذا ما يبني عدالة إجتماعية ومساواة كما يطرحها الإنجيل".

ولفت الى أنه "حيال استعمال السلطة لم يعد بحسب الإنجيل الأمر يتوقف على حسن إستعمال السلطة وإنما إستعمالها للخدمة حتى غسل الأرجل وهذا يتطلب تجاوز الذات والذهاب الى أبعد في انخراطنا في عملية السلام في قلب عالمنا. التحدي الثاني الذي واجهه يسوع مع الفريسيين هو "الحرف يقتل والروح يحيي" فلا تعلو أي شريعة بعد اليوم على علاقتي الأخوية مع الآخر وعلى كرامة الآخر، فعدالة الله مختلفة عن عدالة الإنسان لأنه ينظر الى حاجة الإنسان ويعطي ويبني العلاقة على هذا الأساس".

وتابع: " اما التحدي الثالث فهو التزام نشر ثقافة السلام والحب بمنطق العالم ولكن بتسميات مسيحية لندل على سوء إستعمال السلطة والجشع الى المال، فالرب يسوع أتى يؤكد أن هدنة الحروب ليست السلام الحقيقي، إذ ليس سلام الإنجيل أن أبني السلام مع من يبني السلام معي، أو أن أحب من يبادلني الحب، فيسوع يدعوني لبناء السلام مع من لا يريد بناء السلام، ليوصلني الى محبة الأعداء. والصلاة من أجل من يضطهدني ومن يطيق سماع هذا الكلام؟ حتى تلاميذ يسوع إستصعبوه، لكنه السقف الذي يضعه لنا إنجيلنا."

وشدد على أن " هذا هو المعنى العميق لدعوة يسوع لنا لإقامة السلام، وأن كان تطبيقه صعب علينا، فلنقم على الأقل بمسيرة نحو عيش هذه القيم الإنجيلية من دون أن ننقص منها أو نساوم عليها لكي تشبه نظرتنا الأرضية للسلام".

واردف: "لقد دعانا يسوع الى استنباط الوسائل السلمية واللاعنفية في مواجهاتنا التي ينبغي أن تبقى في تناغم مع هذا التسامي بالحب والسلام، ونحن كمسيحيين وكتلاميذ ليسوع ما زلنا نضطلع بدور كبير في تطوير هذه الوسائل لأننا نعرف أن العنف بدأ من قوس النشاب وصولا الى النووي، ونحن بالتالي قادرون على استنباط مواقف لا عنفية وأمام عيوننا مدارس من غاندي إلى مارتن لوثر كينغ الى سيزار شايز وغيرهم، لكن المدرسة الأساسية هي مدرسة يسوع المسيح الذي لا يدعونا الى الإستسلام البتة، أو الى أي موقف لا ينسجم مع كرامتنا إنما علينا أن نعي أن وسائلنا ليست وسائل هذا العالم. أصلي معكم لكي نتحلى بجرأة اختيار السلام الذي أعطانا إياه يسوع رغم التحديات الكبيرة التي تعيقه، علينا أن نضطلع بدورنا كملح ونور في هذا العالم".

ووجه الاب معلوف "تحية محبة، كرهبنة جديدة في كنيستنا المارونية، حيث معنا العديد من المتطوعين والمتطوعات ويحيط بنا فريق كبير من الإعلاميين والفنانين سيتعهدون السلام من موقعهم؛ وشاءت العناية الإلهية أن يحضر معنا اليوم مشهد مما كنت أحاول أن أشرحه، يجسد كون السلام تساميا وتجاوزا، كما شاهدنا بين فريقين مسيحيين حصل هذا التجاوز للذات وهذا التسامي وصولا الى تحقيق السلام والمصالحة. على أمل أن ينمو هذا الأمر ويتعمم حتى بلوغ السلام الذي يعطينا إياه المسيح ليس فقط بيننا كمسيحيين، بل على مساحة الوطن والعالم".

بعد ذلك، تلا الإعلاميون والفنانون المنتمون الى "لقاء العيد" إلتزاما منهم بعيش روحانية جماعة رسالة حياة، التعهد التالي: "نحن الواقفين هنا، نتعهد اليوم أمام الله وذواتنا وبعضنا البعض، بأن نعمل جاهدين لنكون صانعي سلام، فنرفض كل وسائل العنف والظلم والحرب والقتل واللاعدالة الإجتماعية، وسنسعى لنعمل بكل قوتنا من مواقعنا ورغم محدوديتنا، على بناء حضارة المحبة والسلام واللاعنف، داعين الجميع، خاصة الأكثرية الصامتة، إلى الإنضمام معنا في المطالبة بحل النزاعات بطرق سلمية، نريد أن نضيء شمعة في بحر الظلمات، مؤمنين أننا خطوة تلو خطوة نحدث التغيير، وأن السلام لا يتحقق بالأمنيات إنما بالمثابرة والنضال اليومي، فحين نتحد معا نعيش لقاء العيد ونختبر معنى السلام الحقيقي، فنولد نورا يقود إلى حياة جديدة، نعم للحياة، نعم لتحقيق أحلامنا وطموحاتنا، نعم للعيش في وطن يصون كرامة الإنسان، نعم للمواجهة اللاعنفية، نعم لاستثمار الطاقات والمواهب، في خدمة قضية الإنسان سنناضل لنبني عالما جديدا، شريعته المحبة وقاعدته المشاركة بالخيرات وسياسته احترام الإنسان ومكافحة الفقر والظلم والفساد، فيتحد البشر أجمعون كإخوة وتبلغ البشرية ملأها آمين".

وأعلن الشاعر نزار فرنسيس في ختام القداس عن إطلاق "مهرجان السلام" من خلال عائلة الإعلاميين والفنانين والمتطوعين في جماعة رسالة حياة، الذي يهدف الى نشر ثقافة السلام على أن يكون موعدا سنويا في بيروت الجامعة وبيروت التلاقي والوحدة برمزيتها وغلاوتها على كل اللبنانيين"، آملا في أن "تكبر هذه العائلة لتعم كل لبنان ويصبح عائلة واحدة للسلام".

وتخللت القداس شهادات حياة من الإعلاميين والفنانين حول السلام وفرح العطاء ومساعدة المحتاج.
 

  • شارك الخبر