hit counter script

الحدث - مروى غاوي

هدايا سياسية مفخخة في زمن الاعياد

الجمعة ١٥ كانون الأول ٢٠١٧ - 06:09

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

لم يمض الميلاد بدون هدايا لا تشبه هدايا العيد لا شكلاً ولا مضموناً وصلت الى سياسيين، واحدة حطت في معراب، واخرى وصلت الى الرئيس الحريري من الرياض وثالثة من الرئيس نبيه بري الى الرئيس ميشال عون. الهدية الاولى تلقاها "الحكيم" في معراب سلة كبيرة من الشوكولا استعاض فيها سعد الحريري عن "البحص" وعن مشقة تحديد موعد لسمير جعجع تأجل كثيراً ولم يحصل بعد، رغم ان ابواب السراي مفتوحة للجميع واجندة "سعد" حافلة بالمواعيد واللقاءات بدون ان تشمل بعد الحليف في معراب، وحيث لا تزال الوساطات تدور بحثاً عن منفذ صغير للازمة بعدما جرى تفتيت البحصة بدون ان تذهب آثارها بعد. فسلة الشوكولا جعلت النائبة ستريدا جعجع تهاتف الحريري شاكرة وسائلة عن بحصة لم تجدها في هدية العيد ليأتي الجواب من الحريري "ان لا بحصة مع الحلفاء"، تأكيد شفهي لم يشق طريقه الى التنفيذ بانتظار المزيد من المشاورات والنقاشات، وفي ظل الحديث عن لقاء يجري الحديث عنه منذ مدة قد يحصل في اي وقت لطي الصفحة كاملة، فالحديث بعد الهدية سيتوزع بين ما جرى في السعودية وما سبقه وما تلا تلك المرحلة والاهم الموضوع الحكومي الذي يريده رئيس الحكومة في ضوء استمرار الاعتراضات القواتية في ملف الكهرباء والتعيينات، وفي ضوء الخلاف الجاري بين الرئاستين في بعبدا وعين التينة.

الهدية الثانية وجهتها المملكة العربية السعودية الى رئيس الحكومة الذي التزم منذ عودته من السعودية سياسية "كم الافواه" وعدم البوح بما حصل معه ايام التوقيف وفاء للمملكة فاذا بالرياض تنهي القطيعة الدبلوماسية مع لبنان وتفك "اسر" السفير اللبناني فوزي كبارة موافقة على تعيينه سفيراً في الرياض. واذا كان صحيحاً ان لبنان مارس ضغوطاً على السعودية الى حد ما في الموضوع الدبلوماسي برفض بعبدا تعيين موعد للسفير السعودي وليد اليعقوب لتقديم اوراق اعتماده في لبنان، الا ان خطوة الرياض لا يمكن الا وضعها في خانة الايجابية السعودية وبمثابة هدية من الرياض للحريري لعدة اسباب اولاً، فرئيس الحكومة هو من أدار ملف التفاوض مع السعودية قبل خمسة اشهر تقريباً على اعتبار ان السفير فوزي كبارة محسوب بالتشكيلات الدبلوماسية على تيار المستقبل، ولان رئيس الحكومة منذ احتجازه في الرياض في 4 تشرين الثاني وبعد عودته الى لبنان لم يتعرض باي موقف مسيىء للسعودية، وبالتالي كان لا بد من مبادرة سعودية في هذا المجال.
العيدية الاكبر اتت من الرئيس نبيه بري الى رئيس الجمهورية على شكل يشبه الانفجار في الموقف ولا يمت الى اجواء العيد بصلة، فرئيس المجلس فجر مفاجأة من العيار الثقيل في وجه رئيس الجمهورية باعتراضه على مرسوم الأقدمية لضباط عون، خطوة لا تزال تتفاعل في ظل ردود الفعل المضادة بين بعبدا وعين التينة حيث لم تنجح الوساطات في كبح جموح طرفي النزاع لحسم المسألة بعد،واذ يمكن القول انها من اصعب الازمات بين الرئاستين منذ الانتخابات الرئاسية وموقف بري المعارض لانتخاب عون رئيساً.
هذه الهدايا هي بدون اي شكوك هدايا مفخخة قد تنفجر في اي وقت وتسبب اضراراً بالغة في العلاقة اذا لم يتم نزع فتيل تفجيرها حتى لا يتشظى الاستقرار السياسي منها، وعليه فلقاء "الحكيم والشيخ سعد" يريح الوضع بين الحليفين السابقين ويمتص النقمة وحالة التشنج بين المستقبل والقوات ويؤسس لحالة مستقرة وان كان لن يؤدي بالضرورة الى التحالف الانتخابي الذي طال انتظاره بين الطرفين حيث ان السيبة الانتخابية لا يبدو ان القوات ستكون فيها، كما ان الحسابات السياسية الجارية قد لا تكون في مصلحة اعادة الامور الى ما كانت عليه قبل 4 تشرين الثاني، اما هدية السعودية فهي نتيجة السياسة الاستيعابية لرئيس الحكومة الذي لا يريد نسف علاقته بالمملكة ويتطلع الى ترتيب لائق للعلاقة معها، فالمرحلة القادمة هي مرحلة الانتخابات ولا يريد الحريري تأليب السعودية ضده مما سيصب حتماً لمصلحة اخصامه ومنافسيه على الساحة السنية، اما هدية بري للرئيس فهي نتاج شعور رئيس المجلس بان هناك من استغيبه في موضوع اساسي وتعدى على صلاحيات وزير المال ،مما اقتضى رفع الصوت والتصعيد، لكنها ايضاً من اسوأ الأزمات بين الطرفين وحلها يكون اما ابيض او اسود، مرسوم او "لا مرسوم"، او استمرار الخلاف وتصاعده وهذا الامر ليس وارداً حتى لا يتأثر العمل الحكومي وانطلاق عجلة الانتخابات.
 

  • شارك الخبر