hit counter script
شريط الأحداث

مجتمع مدني وثقافة

جرجس قدم رسالة البابا لليوم العالمي للسلام: يهز الضمير العالمي

الخميس ١٥ كانون الأول ٢٠١٧ - 15:45

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

عقد رئيس اللجنة الأسقفية "عدالة وسلام" المطران شكرالله نبيل الحاج ممثلا بالأمين العام للجنة فادي جرجس، مؤتمرا صحافيا، بدعوة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام في المركز الكاثوليكي للإعلام، قدم فيه رسالة البابا فرنسيس لليوم العالمي للسلام الحادي والخمسين، تحت عنوان "مهجرون ولاجئون: رجال ونساء يبحثون عن السلام". ويحتفل في المناسبة بالذبيحة الإلهية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، في 7 كانون الثاني 2018، العاشرة صباحا، في الصرح البطريركي - بكركي.

شارك في المؤتمر مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الخوري عبده أبو كسم، والمسؤولة الإعلامية في اللجنة سوزي الحاج، وعدد من الإعلاميين.

بداية رحب أبو كسم بالحضور باسم رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران بولس مطر، وتمنى للمطران الحاج "الذي تغيب عن هذه الندوة لظروف خاصة أن يستعيد نشاطه في وقت قريب، وقد أوفد ممثلا عنه الدكتور فادي جرجس".
وقال: "كما في كل سنة نطلق رسالة قداسة البابا فرنسيس لليوم العالمي للسلام وهذه السنة تحت عنوان "مهجرون ولاجئون: رجال ونساء يبحثون عن السلام". ومن المعروف عن قداسته اهتمامه الشديد بالفققراء والمهمشين وقد اختار عنوان هذه الرسالة لهذه السنة وفكره عندهم في كل أنحاء العالم. فقداسته يذكر في رسالته أن هناك 150 مليون مهاجر في العالم من بينهم 22 مليون ونصف لاجىء بسبب الحروب أو العوز أو البحث عن مجتمع آمن أو البحث حياة أفضل".

أضاف: "هؤلاء يهيمون على وجه الأرض، يواجهون الأخطار في البحار وعلى الحدود، منهم من يموت، ونسمع في كل يوم هناك منهم من يموت في البحر لأنهم كانوا يلجأون إلى بلدان بطرق غير شرعية. والذين يصلون إلى البلدان التي يقصدونها بعيشون بظروف صعبة، فقكر البابا فرنسيس عندهم. أضف إلى ذلك عددا كبيرا من النازحين إبان الحروب في العالم في منطقة الشرق الأوسط سوريا وليبيا وبلدان إفريقيا، كل هذه الحروب لها إنعكاسات سلبية على حياة الإنسان وتسبب الهجرة والنزوح. يطلب منا قداسته الإنتباه لهؤلاء النازحين الذين يعيشون بقربنا وأن نهتم بهم وأن يكون عندنا الرحمة تجاههم وأن نعاملهم بالإكرام وأن ننظر إليهم كأخوة في الإنسانية وأن نسعى إلى تقديم السلام لكي يعيشوا في سلام في المجتمعات التي يعيشون فيها".

وتابع: "نحن في لبنان نعاني أزمة نزوح كبيرة لإخواننا السوريين في لبنان، هناك أكثر من مليون ونصف مليون نارح يعيشون على أراضينا، أضف إلى هؤلاء حوالي 750 ألف فلسطيني يعيشون كلاجئين في مخيمات في لبنان، وبالطبع قاربنا المناصفة نحن وإياهم، إننا نعيش المناصفة، نحن نهتم بأخواننا وننظر إليهم بنظرة إنسانية كبيرة، ولكن كما يقول غبطة أبينا البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الراعي، علينا أن نساعدهم في العودة إلى ارضهم إلى تاريخهم وإلى أوطانهم، ونسعى لكي لا يخسروا تلك الأراضي وتلك المدن الجميلة التي ينتمون إليها في تاريخهم وتراثهم".

وختم: "نسأل الله أن تكون هذه السنة 2018 سنة خير وبركة على كل اللبنانيين، وأن تكون سنة سلام لبلدنا العزيز لبنان سلام على المستوى الداخلي السياسي والإجتماعي، وسلام لمنطقة الشرق الأوسط لسوريا وللعراق وفلسطين، وهنا نحيي اخواننا الفلسطينيون ونقول "نحن معكم لكي تبقى القدس هي عاصمة الأديان التوحيدية كما أردناها"، وأن يعم السلام في منطقتنا، وأن نكون نحن رسل سلام كل منا في محيطه في بيئته، رسل سلام لمن نلتقي معهم وأن نحمل هذه الرسالة "رسالة المحبة إلى جميع الناس".

جرجس
ثم قدم جرجس رسالة البابا ليوم السلام العالمي، وقال: "خصص البابا فرنسيس رسالته ليوم السلام العالمي الذي يصادف اليوم الاول من السنة الجديدة من كل عام لقضية المهجرين واللاجئين الذين يبحثون عن السلام والذين بامكانهم تقديم مساهمتهم في بناء السلام في المجتمعات الجديدة اذا ما تم استقبالهم ودمجهم بشكل صحيح حيثما يحلون".

أضاف: "بأسلوب مميز وجذاب، بل متطلب، يدعونا البابا فرنسيس الى أن نرى بعين الله وأن نعانق بروح الرحمة جميع الذين يهربون من الحرب ومن الجوع، أو من هم مرغمون على ترك أراضيهم بسبب التمييز، والاضطهاد، والفقر والتدهور البيئي.
لا يتردد قداسته في أن يهز الضمير العالمي من خلال التذكير بعدد المهجرين المذهل الذي وصل الى مئة وخمسين مليونا من بينهم اثنان وعشرون مليون لاجىء، يبحثون جميعهم عن مكان يتيح لهم العيش بسلام. ومن أجل ذلك، هم مستعدون أن يجازفوا بحياتهم وأن يتحملوا أخطارا كبيرة للوصول الى الهدف الذي في بعض الاحيان يمنعون من بلوغه بسبب العوائق والجدران التي تبنى لصدهم.

لكن البابا لا ينفي التحدي الناتج من استقبال اللاجىء والمهجر، إذ يتطلب "التزاما ملموسا، وسلسلة مساعدات ورفقا، وانتباها ساهرا ومتفهما، وتدبيرا مسؤولا لأوضاع جديدة معقدة، تضاف أحيانا الى أوضاع أخرى ومشاكل عديدة موجودة أصلا عند البلد المضيف. لذلك يدعو البابا الحكام الى ممارسة فضيلة الفطنة لدى استقبالهم المهجرين واللاجئين، والعمل على حمايتهم وتعزيز طاقاتهم بهدف دمجهم في المجتمع المضيف، من خلال اتخاذ تدابير عملية ضمن الحدود التي يرسمها الخير العام بمفهومه الصحيح. كما يشدد قداسته على مسؤولية الحكام تجاه مجتمعاتهم الخاصة وعلى أهمية التوفيق بين ضرورة استقبال المهجرين ووجوب ضمان حقوق المجتمعات المستقبلة وتنميتها المتناغمة، وألا يكونوا مثل الباني الجاهل الذي أخطأ بالحسابات ولم يستطع أن يكمل البرج الذي شرع في بنائه".

وتابع: "يحذر الاب الاقدس من خطر "الاستهزاء بالكرامة الانسانية" عبر نشر أفكار في العديد من البلدان من شأنها "تضخيم أمن المجتمع الدولي أو عبء استقبال المهجرين"، والتي تؤدي في نهاية المطاف الى خلق حالة ذعر وخوف في القلوب وكراهية تجاه النزلاء".

وقال "لننظر الى ظاهرة الهجرة العالمية "نظرة ملؤها الثقة" بعكس نظرة العالم، لأننا جميعنا، كمهجرين وشعوب محلية تستقبلهم، ننتمي إلى عائلة واحدة، كما أن للجميع الحقوق نفسها في الاستفادة من خيرات الأرض العالمية"، كما يعلمنا التعليم الاجتماعي للكنيسة المبني على مبادىء التضامن والمشاركة.
ويذكرنا قداسته بأن علينا أن ننظر الى المدينة التي نعيش فيها نظرة تأملية "أي نظرة إيمان تكتشف ذاك الإله الذي يسكن في بيوتها، وفي طرقها، وفي ساحاتها. هذه النظرة الجديدة تعزز التضامن، والأخوة، والتوق للخير، والحق، والعدل، وتحقق السلام المرجو".

أضاف: "عندما ننظر الى المهجرين واللاجئين بموضوعية، نرى أنهم لا يصلون الى البلدان المستقبلة فارغي الأيدي، بل حاملين "زخما من الشجاعة وطاقاتهم وقدراتهم وتطلعاتهم وفوق كل شيء كنوز ثقافتهم الاصلية. واذا تحلينا بنظرة الايمان سوف نرى الإبداع والمثابرة وروح التضحية التي يتحلى بها عدد لا يحصى من الأسر والجماعات والناس في جميع أنحاء العالم، الذين يفتحون الأبواب والقلوب للمهجرين واللاجئين، حتى عندما تكون الموارد غير وفيرة".

وقال: "وحدهم الذين ينعمون بنظرة الايمان يستطيعون أن يلمسوا "براعم السلام" التي تحول مدننا من مدن مقسمة بسبب الصراعات الناتجة عن وجود المهجرين الى واحات سلام. لذلك يقترح البابا خطة عمل روحية وعملية مشددا على اسس أربعة: الاستقبال والحماية، والتعزيز والدمج.
إن الاستقبال يتطلب توسيع امكانيات الدخول الشرعي مع وجوب التوفيق بين حماية الامن القومي واحترام حقوق الانسان. أما الحماية فتدفعنا الى الاعتراف بكرامة الانسان التي لا يمكن انتهاكها بل يجب حمايتها كما يجب عدم استغلال الضعفاء كالنساء والاولاد. وأما التعزيز فيعني العمل على التنمية البشرية للمهرجرين واللاجئين وخصوصا على تأمين العلم للاطفال والشباب. والدمج من ناحيته يقوم على قبول مشاركة القادمين الجدد في حياة المجتمع بشكل كلي عبر "ديناميكية اثراء متبادلة".

وأضاف: "يتمنى البابا أن تقود هذه الروح المنظمات المعنية في الامم المتحدة بغية وضع ميثاقين شاملين عام 2018، أحدهما من أجل هجرة آمنة ومنظمة ومنتظمة والآخر بشأن اللاجئين".

وختم: "يستشهد البابا فرنسيس في ختام رسالته بقول للبابا القديس يوحنا بولس الثاني مناسبة اليوم العالمي للاجىء عام 2004، يؤكد فيه أنه "إذا كان كثيرون يتقاسمون الحلم بعالم فيه سلام، وإن اعطينا قيمة لمساهمة المهجرين واللاجئين، تصبح البشرية أكثر فأكثر أسرة الجميع، وتصبح أرضنا بيتا مشتركا حقيقيا. فلنستلهم من القديسة فرانشيسكا سافيريو كابريني التي كرست حياتها لخدمة المهجرين وأصبحت شفيعتهم، "كيف نستقبل، ونحمي، ونعزز وندمج أخواتنا وإخوتنا هؤلاء".

ودعا جرجس المؤمنين الى المشاركة في القداس الإلهي في 7 كانون الثاني 2018، للإحتفال باليوم العالمي للسلام الذي تقيمه اللجنة الأسقفية "عدالة وسلام"، والذي سيترأسه البطريرك الراعي في الصرح البطريركي- بكركي، العاشرة صباحا، وسيشارك فيه ممثلو الرؤساء الثلاثة وقائد الجيش ورسميون وقياديون روحيون وسياسيون وعسكريون، وسيتم في نهاية الإحتفال تكريم شهداء عرسال. 

  • شارك الخبر