hit counter script

أخبار محليّة

احياء الذكرى الرابعة لاستشهاد الوزير شطح

الأربعاء ١٥ كانون الأول ٢٠١٧ - 20:04

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

برعاية وحضور رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ، أحيت عائلة الشهيد الوزير محمد شطح ذكرى استشهاده الرابعة عصر اليوم بفندق "موفنبيك" في بيروت بحضور الرؤساء أمين الجميل، فؤاد السنيورة، وتمام سلام، نائب رئيس مجلس الزراء غسان حاصباني، الوزيرين مروان حمادة جان اوغاسبيان، والنواب: نبيل دو فريج، أحمد فتفت، ونديم الجميّل، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، مفتي طرابلس والشمال مالك الشعار، أصدقاء وعائلة الشهيد.
بعد النشيد الوطني اللبناني ، وقف الحضور دقيقة صمت عن روح الشهيد ومرافقه وسائر شهداء ثورة الأرز، عرض بعدها فيلم وثائقي عن أبرز محطات حياة محمد شطح.
الهندي

 بعدها ألقى الدكتور توفيق الهندي كلمة بإسم أصدقاء العائلة قال فيها:" لقد شرفتني عائلة صديقي العزيز محمد شطح زوجته المحبة نينا وولداه العزيزان راني وعمر بأن اتحدث في هذه المناسبة الاليمة عن مسيرته الوطنية اللامعة ماضيا حاضرا ومستقبلاً".

أصاف:" استشهد محمد منذ اربع سنوات بالذات، ولكن مسيرته مستمرة، نكون قد اغتلناه ثانية على ايدينا هذه المرة ان لم نكملها، اتحدث اليوم عن محمد شطح بأسى شديد، كم كانت الخسارة بليغة للبنان اولا ولتيار سيادي ثانيا ولتيار المستقبل ثالثا، وكم كانت لا تعوض لعائلته الصغيرة والكبيرة ولكن ايضا لي شخصيا".

وأكد أن "الشهيد لم يمارس السياسة بالمعنى المبتذل للكلمة اي الصراع من اجل السلطة، بل كان متطرفا متعصبا للبنانيته، كان يحب لبنان الازدهار والعلم والجمال والثقافة والمبادرة والاشعاع والانفتاح، لبنان اللبنانيين كما عرفوه عند تاسيسه، اما بسلوكه السياسي فلفت الى أن الشهيد " كان متطرفا بتمسكه بالمبادئ ومعتدلا باسلوب ترجمتها في الواقع الملموس، فكان واقعيا ولكن دون الاستسلام للواقع، كان براغماتيا دون التخلي عن المسلمات اللبنانية، كان ثاقب النظر يرى الامور بحركيتها ينظر الى الصورة الكبيرة بكليتها ولا يغرق في بحر التفاصيل التافهة فيستشرف المستقبل ويدرك ما يجب فعله".

وختم الهندي قائلاً: نعاهدك يا صديقي محمد اننا مع اصدقائك ومحبيك الكثر سوف نكمل المسيرة التي بذلت دمائك الذكية من اجل نصرتها انت وكافة شهداء ثورة الارز وعلى راسهم الشهيد الرئيس رفيق الحريري، فارقد بسلام ونم قرير العين.

بعاصيري
من ثم تحدث نائب حاكم مصرف لبنان محمد بعاصيري عن تجربته الشخصية مع الشهيد شطح بعيدا عن السياسة من خلال معرفته به أثناء عمله بمصرف لبنان، فقال:" التقينا للمرة الأولى في واشنطن عام 1989، وفي العام 1993 حدث تغيير في مصرف لبنان عند مجيء دولة الرئيس الشهيد رفيق الحريري في العام 1992 الذي كان لديه رؤية اقتصادية مصرفية نهضاوية عمرانية بعد أن كنا بوضع مأزوم". وأشار الى أنه "الشهيد كان من البارزين جدا في عملية الاصلاح فكان صاحب ايادي بيضاء سواء الصعيد المصرفي أو النقدي وحتى على صعيد الاصلاح الاداري داخل مصرف لبنان".

وأردف:" التعامل مع الازمة المصرفية في ذلك الوقت لم يكن سهلا ولكن كان يتطلب ارادة قوية، لا شك ان دولة الرئيس الحريري كانت له اليد الطولى والاكبر في تشجيع وحماية لبنان، وكان محمد من الاشخاص البارزين جدا والمناضلين والمكافحين لاجل اصلاح الوضع المصرفي سواء عن طريق التشريعات، حيث ساهم بوضع تشريعات قدمت الى المجلس النيابي، او عن طريق التعاميم التي هي مدعاة فخر لمصرف لبنان والمصارف اللبنانية على صعيد الاصلاح المصرفي".
وختم قائلاً:" تجربتي مع محمد تدل انه كان نيّر العقل منفتح الى ابعد الحدود متواصل مع جميع الافرقاء ، وما ميّز محمد هو العقل الاستراتيجي لابعد الحدود، محمد ليس فقط لننيا او عمر او راني، بالنسبة الينا جميعا وخاصة اصدقاء ومحبي محمد، محمد يعيش في قلوبنا وفي عقلنا ومحمد لا يموت كباقي الكبار وعلى راسهم دولة الرئيس الشهيد رفيق الحريري".
الشعار

بعدها ألقى مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار كلمة وصف فيها الشهيد بأنه " شهيد الكلمة والموقف، شهيد الفكر والنظرة والرؤية للمستقبل"، وقال :" محمد استشهد في معركة القيم ومقارعة مصادرة قرار البلد والوطن وجعله في يد من لا أخلاق لهم ، فامام هذا المقام مقام الشهادة حُق للقلم ان يتعثر وللفكر ان يضطرب، ام ان هذا التعثر يا ترى كان بسبب ان شهيدنا الذي نجتمع على احياء ذكراه وان كانت لم تغب اصلا كان متعدد المواهب، كل ذلك ممكن ان يكون واكثر، الا ان الحقيقة التي تتملكني هي ان نظرتي ورؤيتي لهذا الشهيد الرمز واعجابي وانبهاري بشخصيته الرصينة الهادئة الوديعة كانت لامر اخر يتعلق بما اجتمع في شخصيته من قيم وسجايا لا تتوقف عند حدود الاستقامة والصدق والعدل والتفاني في حسن العمل، وانعم بها من سجايا بل تتعداها الى المضامين الراقية التي ازدادت بها شخصيته من الرفق ومكتنزاته ومن الفضل وعلوّ منازله".
وأضاف:" رحلت عنا ايها الكبير لتنعم بجوار ربك قرير العين مطمئن الخاطر والبال، قضيت شهيدا اميرا وهم يظنون أنهم قتلوا فينا نقطة الارتكاز والوعي والرؤية، ولم يدركوا ان مسيرة الخير لا تتوقف، وان الخير بي وبامتي الى يوم القيامة، القتل هو سفك الدماء بالتفجير بالاغتيال وهي عين الارهاب او هو الارهاب عينه، اما الموت فهو النسيان وانعدام الاثر والاستئصال، ولذلك اقول بانهم قتلوك ولم تمت فينا، فذكراك لا تنسى وطيفك لا يمحى، نراك في كل يوم، ومع كل حدث، وتارة مع كل صباح، الوطن ورجاله وبُناته يتحدثون عنك وعن سيرة عطرة تفوح عبقاً مسكاً وعنبرا".
الحريري:
وفي الختام ، ألقى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري كلمة استذكر فيها الشهيد فقال:" أربع سنوات مرت على استشهاد الأخ والصديق، رفيق الأيام الصعبة محمد شطح. في كل سنة من السنوات الأربع كنت أشعر بحجم الفراغ الكبير الذي تركه محمد. لكني هذه السنة شعرت بغيابه أكثر من أي سنة أخرى، شعرت كم أنا بحاجة لأن يكون إلى جانبي، كم أحتاج إلى حكمته وعقله وصلابته لكي يكون إلى جانبي خلال أزمة من أمرّ الأزمات في حياتيالسياسية.
محمد شطح سقط على نفس الطريق التي سقط عليها الرئيس الشهيد رفيق الحريري. معا سارا على طريق الاعتدال وبناء الدولة، ومعا استشهدا على طريق الاعتدال والدفاع عن دور الدولة.
الشهيد محمد بالنسبة إلي ليس مجرد صفحة من تاريخ رفيق الحريري، بل هو كان معي رفيقا حقيقيا في أصعب الأيام، رفيقا في مواجهة أخطر الأزمات ورفيقا في ترتيب أهم التسويات.

حين نقول أن محمد كان أمير الاعتدال، فهذا يعني أنه كان قاعدة فكرية وسياسية لحماية البلد من التهور السياسي ومن جنون استخدام السلاح في الخلافات الداخلية.
أريد أن أتحدث عن محمد الذي كان ركنا أساسيا مع الرئيس فؤاد السنيورة، والذي رافقه لمرحلة طويلة. كل شخص فيكم رافق محمد، وكل شخص بينكم عاش مع محمد وسمع من كان محمد وتحدث بأفكاره.

محمد كان لبنانيا بامتياز، غيرته على لبنان تختلف عن غيرة الكثيرين. كان لبنانيا بكل معنى الكلمة، يحب هذا البلد ويريد أن يخدمه. ولكن كيف له أن يخدمه وسط كل هذه الانقسامات والنزاعات والخلافات؟
كانت لديه مبادئ، كما ذكر الأخ توفيق الهندي، ولكن فكره الأول كان، ما الذي يجب أن تفعله هذه الدولة للمواطن اللبناني؟ ما هو واجب هذه الدولة؟ وكيف ستقوم الدولة؟ كان يعرف أن لبنان يتأثر بكل هذه الخلافات الإقليمية، ولا أظن أن أحدا كان يمتلك كل الإجابات، ولكن الجواب الأساسي لدى محمد كان لبنان أولا، كان يضع لبنان واللبنانيين أولا.

نستطيع أن نتحدث عن محمد الكثير في السياسة، لكني أيضا أتحدث عن محمد الأب والزوج والصديق والمستشار. كان رجلا لديه خبرة طويلة، وكان محباً والابتسامة لم تكن تفارق وجهه، وهو يقول دائما في الأوقات الصعاب: "بتهون، نستطيع أن نجد حلولا".

اليوم عنوان محمد أنه رمز الحوار. وصدقوني، هذا البلد لا يمكن أن يعيش بدون حوار. نستطيع جميعا أن نتكبر على بعضنا البعض ونتحدى بعضنا البعض ونصرخ على بعضنا البعض ونحارب بعضنا البعض، ولكن في النهاية، الوطن هو من سيدفع الثمن. يبقى الحوار، الذي رمزه محمد شطح، هو السبيل الوحيد. ومهما كانت خلافاتنا السياسية، فإننا لن نتفق في الكثير من الأمور مع بعض الأطراف السياسية في هذا البلد، خاصة في الأمور الإقليمية، وحتى في الأمور الداخلية. ولكن من دون حوار، أسألكم: أين سيكون البلد؟ ألم نعش أيام انعدام الحوار قبل اتفاق الطائف؟ فإلى أين وصلنا؟ تحاربنا ثم جلسنا على طاولة الحوار، في الطائف وليس في لبنان، لكي نوجد الحل السياسي. والطائف بألف خير لأننا سنكون دائما المدافعين الأوائل عن هذا الدستور.

محمد شطح، نفتقدك، نشتاق إليك ونحبك وسنبقى نحبك، وستبقى في قلوبنا.
عزائي لعائلته، لنينا وعمر وراني الذين هم أكبر الخاسرين. في هذا اليوم نتذكره ونشتاق إليه. رحمه الله.


  

  • شارك الخبر