hit counter script

مقالات مختارة - عيسى بو عيسى

عون ابلغ الراعي ان ملفات فساد احيلت الى القضاء

الثلاثاء ١٥ كانون الأول ٢٠١٧ - 07:02

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الديار

فيما يشبه التأكيد والاصرار على موضوع عدم التفرد بالسلطة ولا الالغاء، ولا لتقييد الحريات العامة اعاد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي الكلام نفسه وبالمضامين ذاتها التي كان قد اطلقها في رسالة الميلاد.
ولكن هذه المرة امام رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في الصرح البطريركي في بكركي وهذا ما يمكن اعتباره اصراراً من قبل سيد بكركي بتوجيه نداء الى رئيس البلاد لضبط هذه النواحي، ولكن كان قد سبقه رئيس الجمهورية وفي الموضوع نفسه من بكركي بالذات بالتأكيد ان القضاء هو الفصل في كل الخلافات او ما يمكن اعتباره خللاً، وتقول مصادر نيابية كانت حاضرة في قداس الميلاد ان كل ما تقدم يمكن ايراده في سلة واحدة تجمع رؤية الرئيس والبطريرك حول مواضيع الحريات وما يحكى عن الالغاء الا ان هذه المصادر نفسها اعتبرت ان مسألة الغاء فئة او اي مكون لبناني هو مجرد وهم يتمسك به البعض من اجل غايات ومسائل يقترب استحقاقها، وان لا شيء من هذا القبيل على الاطلاق خصوصاً وان رئيس الجمهورية لا يمكن ابداً ان يقبل بالغاء اي طرف مهما كانت الظروف او الضغوط وهذا ما يعتبره الرئيس عون خطاً احمر لا يمكن تجاوزه وهو العارف بتداعيات الالغاء وما تجره على البلاد من ويلات.
مصادر الصرح البطريركي اعتبرت ان اعادة كلام البطريرك نفسه حول التفرد والالغاء يأتي في سياق التذكير ليس الا ذلك ان هذا الامر غير حاصل ولكن واجب البطريركية المارونية كما كانت منذ مئات السنين ووفق خطابها الوطني الجامع ان تستبق اي امر حتى ولو كان في اطار الاعلان الاعلامي وغير موجود، وتتحدث هذه المصادر عن ان الخلوة التي جمعت البطريرك والرئيس كانت ممتازة وسادها جو من التفهم المشترك لما يجابهه لبنان من معضلات سياسية واقتصادية وامنية وقد طمأن الرئيس البطريرك الى ان الاوضاع الامنية جيدة جداً والاجهزة الامنية تقوم بواجباتها وفق التنسيق القائم بينها والنتائج يلمسها المواطن اللبناني يوماً بعد الاخر، كما تطرقت الخلوة الى الوضع الاقتصادي الصعب الذي تعاني منه الكثير من فئات الشعب اللبناني وان هناك خطوات عملية سوف تتخذها الحكومة من اجل وقف الهدر والفساد وهذا يتطلب وقتاً نظراً لتراكم هذه الامور على مدى عشرات السنوات والمهم في الامر ان البداية انطلقت وهناك ملفات كثيرة احيلت على القضاء، اما على صعيد هجرة الشباب التي اثارها البطريرك والتي تفرغ المجتمع اللبناني من خيرة ابنائه فان الرئيس يعمل على هذه المسألة بالكثير من الاهتمام والجدية للحد من سفر الجامعيين وامكانية تأمين فرص عمل لهم.
اما على الصعيد السياسي والانتخابي فقد اكد الرئيس للبطريرك ان الانتخابات النيابية سوف تجري في زمانها المحدد ولا شيء فوق العادة يدعو الى تأجيلها يوما واحدا وانما سوف تجري في جو ديموقراطي الى ابعد الحدود حتى ولو خسرت بعض الكتل النيابية بعض المقاعد، لأن المهم هو تجديد المجلس النيابي من خلال ادخال وجوه شابة ونسائىة من اجل النهوض بالبلد على كافة المستويات، واشار رئىس الجمهورية الى ان التفاهم السياسي الرسمي القائم بين الرئاسات سوف يستمر لان الجميع مقتنع الى حد بعيد باستقرار البلد وان بعض الامور الجانبية التي تحصل يمكن حلها باللجوء الى الدستور والقوانين التي تحكم بكافة القضايا، وشدد الرئيس عون ايضا الى ان الاحتكام الى القضاء مسألة جوهرية وهو الذي يحكم بالعدل والمساواة بين مختلف القضايا مهما كبر حجمها.
البطريرك الراعي من جهته اشاد بالخطوات الجوهرية التي يقدم عليها رئىس البلاد خصوصا في القضايا المصيرية معتبرا ان حكمة رئاسة الجمهورية تجلت في اكثر من محطة وهي اخذت في الاعتبار مصلحة لبنان واللبنانيين وكرامتهم في المقام الاول وكل ما يتمناه سيد الصرح البطريرك الراعي ان يستمر هذا التوافق وهذه المنهجية في العمل وان يكون اللبناني باستطاعته صنع قراره المستقل بعيدا عن اية املاءات خارجية بالرغم من ارتباط الساحة اللبنانية بساحات اخرى يمكن ان تنعكس سلبا عليها ولكن وحدة الموقف الرسمي ووقوف الشعب اللبناني وراء هذه السياسة كفيلة بإحباط كل ما يمكن تدبيره من شرور للبنان، ولكن وفق مصادر الصرح فإن البطريرك الراعي يؤلمه كثيرا مشهد الفقر المتفشي بين اللبنانيين داعيا الى الاتفاق سريعا على سلسلة من الخطوات لرفعه عنهم.

  • شارك الخبر