hit counter script

مقالات مختارة - حسن سلامة

الثنائي الشيعي يرغب بتعزيز الاعتدال السني

الثلاثاء ١٥ كانون الأول ٢٠١٧ - 06:57

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الديار


من الواضح ان القوى السياسية المختلفة بدأت باعداد العدة للمعركة الانتخابية في ايار المقبل، وان كانت اوساط سياسية قريبة من احد المراجع السياسية ترى ان وضع «النقاط على حروف» التحالفات لهذه المعركة سينطلق بصورة اوسع واشمل مع بداية العام الجديد، على الرغم من ان طلائع التحالفات ظهرت بشكل علني في الاسابيع الاخيرة، خاصة بعد ان كشفت الازمة التي تعرض لها رئيس الحكومة سعد الحريري مؤخراً الكثير من الخفايا حول من يتعاطى بصدقية وشفافية وبين الذين باعوا صداقاتهم وتحالفاتهم لغايات واهداف حزبية ضيقة.
ووفق هذه الاوساط، فاللقاءان اللذان عقدها النائب وليد جنبلاط مع كل من الرئيس الحريري والوزير جبران باسيل مؤشر واضح وكبير على طبيعة التحالفات التي ستتبلور في الاسابيع القليلة المقبلة، ولقاء جنبلاط مع باسيل، وان كان اجرى عرضاً مفصلاً لمسار الاوضاع الداخلية في ضوء ما كان تعرض له الحريري في السعودية، الى قضايا تتعلق بعمل اعادته وتنشيطها، فاللقاء توقف عند انتخابات دائرة الشوف - عاليه، وما يمكن ان تذهب اليه الامور على صعيد التحالفات دون ان يحسم نهائياً مسار التحالف الذي قد يحصل في هذه الدائرة، لكنه وضع «اللبنة» الاولى لتحالف بين الطرفين، على ان يستكمل النقاش لاحقاً باتجاه القوى الاخرى، وان كانت الاوساط تؤكد ان دخول تيار المسقبل في اللائحة التحالفية هناك امر محسوم، بل ان التحالف بين الحريري والتيار الوطني الحر ليس في دائرة الشوف - عاليه فقط، انما في كل الدوائر التي فيها حضور مشترك للطرفين اصبح من البديهيات.
وترى الاوساط ان مسألة التحالف بين الفريفين المذكورين، اي المستقبل و«التيار» من جهة، و«القوات اللبنانية» من جهة ثانية غير متوفر، بل ان هناك تعقيدات وخلافات كبيرة تحول دون حصوله، وان جنبلاط يرغب بان تضم اللائحة التحالفية في دائرة الشوف - عاليه خمسة اطراف اساسية، هي تيار المستقبل و«التيار الوطني الحرّ» والحزب الاشتراكي و«القوات اللبنانية» والنائب طلال ارسلاغن.
اما بخصوص لقاء الحريري وجنبلاط تشير الاوساط بحسب معلوماتها الى انه اعاد ترسيخ العلاقة بين الرجلين، خصوصاً ان رئيس الحكومة يقدر كثيراً الموقف الذي اتخذه «زعيم المختارة» عندما اعترض بقوة على ما طرحه امامه مستشار بهاء الحريري صافي كالو بان يتنازل الحريري عن رئاسة المستقبل لاخيه بهاء بحيث اعتبر جنبلاط هذا الطلب بـ«الهذيان السياسي».
مع العلم ان زيارة كالو لجنبلاط حصلت قبل زيارة سعد الحريري للسعودية واحتجازه هناك، وتتحدث الاوساط - وفق معطياتها - عن ان لقاء الحريري مع جنبلاط تناول موضوع الانتخابات وطبيعة التحالف بين الرجلين، وان كانت تفاصيل بارز من نقاش لم يتم الافصاح عنها.
ومن هذا المنطلق، تبدو المصادر جازمة بان التحالف الانتخابي بين الاطراف السياسية الثلاث بات محسوماً، فالتحالف بين التيار الوطني والمستقبل - كما تشير المصادر - اصبح من الامور الثابتة، وان كل من الحريري ورئيس التيار الوطني جبران باسيل دخلا في كثير من التفاصيل بهذا الشأن، ملاحظة ان وقوف الرئيس ميشال عون والوزير باسيل الى جانب الحريري خلال ازمته الاخيرة في الشهر الماضي رسخت اجواء الثقة بين الطرفين، بينما علاقة جنبلاط مع الحريري وباسيل اصبحت افضل بكثير مما كانت عليه قبل اشهر، وتقول ان علاقة الحريري مع جنبلاط هي ايضاً عادت الى ما كانت عليه قبل الخلاف الذي حصل قبل اشهر بين الرجلين، في حين ان علاقة زعيم المختارة مع رئيس التيار الوطني وضعت على «السكة الصحيحة» في ضوء اللقاء الاخير بينهما، حيث كان هناك تقاطعاً حول الكثير من الملفات.
على ان المصادر لا تستبعد ان ينضم الى هذا التحالف الثنائي الشيعي، ولو ان هناك الكثير من المسائل تحتاج الى بحث بين الحريري من جهته وحزب الله من جهة ثانية، وكذلك بين الرئيس نبيه بري وباسيل، الا ان المصادر تلاحظ ان ما يؤشر الى امكانية حصول تحالف انتخابي ولو في بعض الدوائر مثل بيروت الثانية او زحلة وحتى البقاع الغربي رغبة الثنائي الشيعي على عدم اضعاف الحريري الانتخابات النيابية لمصلحة اطراف تتسم بصفة التطرف ولو على مستوى الموقف السياسي وبما يرجح لغة الاعتدال داخل الطائفة السنية.
لكن المصادر تشير في هذا السياق، الى ان ما يهم حزب الله الى جانب ترجيح لغة الاعتدال داخل الطائفة السنية عدم اضعاف حلفائه او استفرادهم في داخل الطائفة السنية، فهو بلا شك يهمه دعم بعض الحلفاء في دائرة طرابلس - الضنيه وايضاً في البقاع الغربي خاصة الوزير السابق عبد الرحيم مراد الى جانب ان يكون للثنائي الشيعي الكلمة الفصل في تحديد مرشحي الطائفة الشيعية في الدوائر المشتركة. وان كانت تلاحظ المصادر ان العقدة الاكبر تبقى على مستوى دائرة صيدا - جزين ان ما يتعلق بدعم رئيس التنظيم الشعبي الناصري اسامة سعد او عدم تخلي الرئىس بري عن حلفائه المسيحيين على مستوى قضاء جزين.

  • شارك الخبر