hit counter script

مقالات مختارة - شارل ايوب

سقطت الادارة الاميركية اخلاقيا

الثلاثاء ١٥ كانون الأول ٢٠١٧ - 06:40

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الديار
سقطت الادارة الاميركية اخلاقيا وخاصة رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب عندما اعلن بأن القدس هي عاصمة اسرائيل، فلا القانون الدولي يسمح بذلك ولا قرارات مجلس الامن وعددها 13 قراراً سمحت بهذا الامر بل اعلنت ان وضع مدينة القدس يبقى حتى المفاوضات النهائية بين الاسرائيليين والفلسطينيين وانه لا يجب نقل اي سفارة لأي دولة في العالم من تل ابيب الى مدينة القدس المحتلة.
الولايات المتحدة التي تدّعي عبر ادارتها ان دستورها قائم على القيم الانسانية والاخلاقية والحرية وحقوق الشعوب بالسلام مارست اضافة الى اعمال اخرى غير اخلاقية عملا اسقطها اخلاقيا وانسانيا ودوليا عندما اعلن الرئيس الاميركي ترامب مدينة القدس المحتلة عاصمة لاسرائيل.
لقد عانى الشعب الفلسطيني والعالم العربي اكبر جرائم ارتكبتها الولايات المتحدة في التاريخ هي واوروبا عندما ساهموا في اغتصاب فلسطين وتشريد شعب بكامله واغتصاب ارضه وسحب حقوق المواطنين. كما انها دعمت حروبا وعدوانا اسرائيليا على الدول المجاورة للكيان الصهيوني اضافة الى تزويد العدو الاسرائيلي بكامل الاسلحة والدعم المالي كي يشن علينا العدوان تلو العدوان.
الامر الجديد والخطير هو اعلان حزب الليكود انه سيدعو الى اجتماع في 30 من الشهر الحالي اي كانون الاول الى اجتماع كي يعلن حزب الليكود عبر نوابه ومؤتمره الشامل ضم القدس الشرقية وكامل الضفة الغربية الى دولة اسرائيل، وهذا الامر يعني نهاية كاملة لأي فرصة لقيام دولة فلسطينية ثانية، بل يعني ان المخطط الصهيوني الذي قال عنه انطون سعادة ان فلسطين لن تكفيه في مخططه لاقامة الدولة الصهيونية يترجم يوما بعد يوم عبر المخططات الصهيونية العالمية في فلسطين وخارجها.
ان اعلان حزب الليكود ضم القدس الى الكيان الصهيوني واعتباره ارضا اسرائيلية، اضافة الى ضم كامل الضفة الغربية، يعني ان العدو الاسرائيلي ادخل المشرق العربي والعالم العربي كله تحت اكبر خطوة عدوانية وضرب عرض الحائط بالقوانين الدولية والانسانية التي لا يعرفها العدو الاسرائيلي.
اما في لبنان، فان اطرافا لبنانية تطالب بتجريد المقاومة من سلاحها على اساس ان القرار 1701 الذي صدر عن مجلس الامن هو الضمانة، فيما 13 قراراً صدرت عن مجلس الامن الدولي بمنع سيطرة الكيان الصهيوني على القدس الشرقية لم يحترمها الرئيس الاميركي دونالد ترامب ولا ادارته في قيادة الولايات المتحدة واعلن ضم القدس عاصمة للكيان الصهيوني.
كذلك فان الكيان الصهيوني الذي يتحضر الى اكبر عدوان عبر التحضير لضم الضفة الغربية بعد اغتصابه فلسطين 1948 وبعد ضم الجولان السوري الى الكيان الصهيوني يتجه لاتخاذ اخطر قرار هو ضم الضفة الغربية الى دولة اسرائيل، وفق ما يقوله رئيس الكنيست الاسرائيلي وما اعلنته قيادة الليكود، خاصة رئيس مجلس وزراء العدو الصهيوني نتنياهو.
بعد الذي يجري من قبل العدو الاسرائيلي كيف يمكن لاطراف لبنانية ان تطالب بنزع سلاح المقاومة، ولم يعد امام العدو الاسرائيلي من قوة عسكرية منظمة صاحبة ايمان عميق ديني وسيادي ووطني وقومي، وتمتلك قوة عسكرية ضخمة سددت الى العدو الاسرائيلي هزيمتين الاولى عند تحرير جنوب لبنان والثانية في العدوان الاسرائيلي عام 2006.
وتقوم اطراف لبنانية بالمطالبة بتجريد المقاومة من سلاحها فيما يعزز العدو الاسرائيلي ترسانته من الاسلحة المدمرة على كافة الاصعدة، وآخر صفقة عقدها مع الولايات المتحدة هي الحصول على 60 طائرة وهي اهم طائرة في العالم لم يستعملها الجيش الاميركي حتى الان وهي طائرة «اف-22» الاحدث في العالم وصاحبة القوة التدميرية القادرة على حمل كل طائرة 14 طناً من المتفجرات والقنابل المدمرة.
وسيتسلم الجيش الاميركي طائرات الـ«اف-22» في الوقت ذاته الذي سيرسل اول دفعة من 60 طائرة وهي 20 طائرة «اف-22» الى العدو الاسرائيلي.
ثم اننا نرى كيف يقمع جيش العدو الاسرائيلي الشعب الفلسطيني الاعزل من السلاح حيث لا بندقية عنده ولا سلاح، ومع ذلك سقط حتى الان 2430 جريحا واكثر من 18 شهيداً.
واذا كان عدد الجرحى بهذا الحجم 2430 وسقوط 18 شهيدا فليس لان الجيش الاسرائيلي جيش ذو رحمة او غيره، بل لانه يعمل بخبث كي لا يقع شهداء وتزداد الانتفاضة الفلسطينية بركانا من نار، بل لاعطاب المتظاهرين عبر اطلاق الرصاص على ارجلهم وكل يوم منذ اعلان الرئيس الاميركي ترامب يتم اصابة اكثر من 120 متظاهراً فلسطينياً في ارجلهم حتى لا يستطيعون الاستمرار في التظاهر.
اننا نراهن من خلال تاريخنا على عزيمة شعبنا، وشعبنا مليء بالطاقات البشرية والايمان بالله وبالارض، والمصمم على مواجهة العدو الاسرائيلي رغم المؤامرة الدولية على اكثر من 7 بلدان عربية ادت المؤامرة الى تدميرها، لكننا اليوم نراهن على مدى اجيال ان شعبنا لن تحكمه الصهيونية، وان اسرائيل زائلة سواء دعمتها الولايات المتحدة ام دعمتها كل دول العالم، فشعبنا يملك من العزيمة البشرية والقدرة الايمانية والصبر وقوة القتال والشجاعة النادرة في سبيل حب الوطن ما يجعله يتفوق في المستقبل وحتى عبر اجيال على العدو الاسرائيلي العدواني الوحشي.
لكن في ظل الظرف الحالي حيث يقوم العدوان الاسرائيلي بالتحضير الى اخطر قرارات ضد شعبنا وبعد سقوط الادارة الاميركية اخلاقيا، ودعمها للعدو الاسرائيلي، لم يعد يحق لجهة لبنانية ان تقول انها تريد سحب سلاح المقاومة، وان اي جهة لبنانية تطالب بسحب سلاح المقاومة انما تعطي الضوء الاخضر لعدوان جديد اسرائيلي على الاراضي اللبنانية بغياب قوة لبنانية عسكرية مقاومة قادرة على ردع العدو الاسرائيلي عن شن حروبه ضد لبنان، وهي ضد شعبنا اللبناني والسوري والعراقي والفلسطيني وضد شعوب العالم العربي وحقوقه وهذه الفئات التي تطالب بتجريد المقاومة من السلاح انما موقفها غير مسؤول لانها تعرف ان الجيش اللبناني رغم استعداده الى الاستشهاد في وجه اي عدوان اسرائيلي فهو لا يملك الاسلحة والقدرة الكافية لردع الترسانة العسكرية الاسرائيلية المدمرة، في حين ان المقاومة تملك 100 الف صاروخ وهي قادرة على ضرب الكيان الصهيوني وهز وجوده، اضافة الى ما فعلته في القتال البري ضد الجيش الاسرائيلي عندما هاجم حدود لبنان مع فلسطين المحتلة وقامت باحراق دباباته الميركافا كذلك الحاق اكثر من 110 قتلى في صفوف القوة البرية الاسرائيلية المعتدية. 

  • شارك الخبر