hit counter script
شريط الأحداث

مقالات مختارة - عالية شعيب - الراي

تفصيل "عالقياس"!

الأحد ١٥ كانون الأول ٢٠١٧ - 06:40

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

استغربت حين سألني كاتب ومفكر في الخمسين تقريباً عن نسبية الأخلاق. وهل هناك منطقة رمادية. وعن شخصانية الأخلاق؛ أي أن تفسيرها يعتمد على رأي كل شخص على حدة. وكنت أظن أن الخطاب الأخلاقي واضح ومحدد ويكاد يكون بديهيا. لكن اتضح بعد النقاش معه أنه ضبابي لدى البعض ويحتاج توضيحا. كأي خطاب آخر.
الأخلاق من أهم ركائز الحياة التي نحتاج غربلتها وإعادة التفكير والتخطيط لها ومحاولة التجديد بفهمها في ضوء متغيرات الكون وتحديات النفس البشرية. فهي بالتأكيد قاطعة، ثابتة وليست نسبية. لايوجد رمادي في الحكم الأخلاقي: الكذب واضح وكذلك الصدق. لكن الإنسان جعلها مطاطية لتتناسب مع مصالحه ومزاجه. وكذلك فعل مع ضميره؛ مرة يأمره فيعمل ومرة يتركه نائما. حسب المنفعة والتكسب. لكن الأخلاق منزهة عن تحكم الفرد بها وقصها وتفصيلها كما يشاء. فهي قيم عليا لاتمس.
‏‎الأخلاق مصدرها العقل. وهي الفضائل والمبادئ السامية التي تنظم حياتنا وتصحح سلوكنا. في نوعين: 1. أخلاق نظرية كفكرة في الوعي. و2. عملية كتطبيق عملي في الواقع. ولاحدود للأخلاق بل هي تتطور وتتزايد بحسب تعلم وتعود الفرد ونجاحه بامتحان نفسه وإرادته والتغلب على شرور ذاته. وانتصاره للحق وللخير العام.
الجمال مثلا هو فرع من جملة أخلاق. لكنه نسبي ويختلف من فرد لآخر حسب ذوق ومزاج الشخص. أما قيم كالصدق والوفاء وغيرهما فلا رمادي فيها.
لكن كيف يواجه الفرد تحديات العصر وثغرات التكنولوجيا ومساوئ مواقع الاتصال الاجتماعي ومفردات الانحراف ويبقى متمسكاً ومجتهداً بأخلاقه. للكلام بقية.

 عالية شعيب - الراي

  • شارك الخبر