رعت عقلية رئيس مجلس النواب رئيسة لجنة مهرجانات صور الدولية السيدة رندى عاصي بري الامسية الميلادية التي نظمتها اللجنة في مجمع باسل الاسد الثقافي في مدينة صور عشية عيد الميلاد المجيد وتكريما لقوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان.

حضر الامسية الى السيدة بري، نائب القائد العام لقوات الطوارئ الدولي الناطق الرسمي باسمها امران ريزا ممثلا القائد العام لليونيفل اللواء مايكل بيري، النائب ميشال موسى، قائد القطاع الغربي الجنرال ردولفو زغنغا، راعي ابرشية صور للموارنة المطران شكرالله نبيل الحاج، متروبوليت صور للروم الملكيين الكاثوليك المطران مخاييل ابرص، رئيس المجلس الوطني للاعلام عبد الهادي محفوظ، رئيس المركز الكاثوليكي للاعلام الاب عبدو ابو كسم، قائمقام صور محمد جفال، المدير العام للريجي ناصيف سقلاوي، مسؤول حركة امل في اقليم جبل عامل علي اسماعيل، رئيس اتحاد بلديات قضاء صور المهندس حسن دبوق، ممثلون عن الاجهزة الامنية والعسكرية وعدد من ضباط وجنود القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان، رؤساء المجالس البلدية والاختيارية.

استهلت الامسية بالنشيد الوطني، وقدم لها رئيس لجنة الاعلام في بلدية صور خضر عكنان .

ثم القى المطران الحاج كلمة توجه فيها بالشكر للسيدة بري ولرئيس مجلس النواب على اقامتهما هذه الامسية الميلادية سنويا تكريما للجنود الدوليين، وقال: "عندما نحول همومنا وآلامنا وما أكثرها الى ادعية وصلوات واناشيد فالله قادر على تحويل الحرب الى بركات، الم تعلمنا الحروب اللبنانية بان نكون شهودا للسلام وصناعا له؟ كلنا متساوون في الوطن متساوون بالكرامة الانسانية كلنا متساوون كخلائق".

وذكر برسالة البابا يوحنا بولس الى اللبنانيين قائلا: "حين يتجاهل الناس الاخوة في ما بينهم ينهار السلام".

رندى بري

ثم القت السيدة بري كلمة جاء فيها: "نلتقي اليوم مجددا في اجواء ميلاد روح الله عيسى ابن مريم عليهما السلام كما ونلتقي وقد تجرأ البعض من الحاقدين والمجرمين وحفنة من اللاهثين وراء التطبيع على مدينة المخلص بقدسيتها ورمزيتها وعلى اولى القبلتين وثالث الحرمين وعلى الفطرة الانسانية وعلى الوعد الالهي اليقيني بان القدس عربية وستبقى عربية شاء من شاء وابى من ابى".

واضافت: "لا وعدكم الاول ولا وعدكم الثاني ولا هيكلكم المزعوم سيغير من وجه كنيسة قيامتنا ولا من اقصانا ومسجدنا ولا من حقيقة ان الارض التي اغتصبت منذ 100 عام هي فلسطينية وعربية".

ودعت بري الى "استلهام قيم الميلاد باعادة تصويب المسيرة الانسانية بما يحفظ النفس البشرية من الضياع والانحراف وتحصينها بالايمان والمحبة التي تؤلف بين القلوب"، مشددة على "أهمية تعلم معاني التسامح والحوار"، قائلة: "ان الحوار ضرورة حضارية وانسانية لمقاربة المشكلات وتحقيق الوحدة والعيش المشترك خدمة للانسان".

وذكرت في كلمتها بمواقف الامام السيد موسى الصدر التي اطلقها في كنيسة الكبوشيين العام 1975 والتي اكد فيها "ان الاديان كانت من اجل الانسان وكانت واحدة يبشر بعضها ببعض ويصدق احدها الاخر واخرج الله الناس من الظلمات الى النور بعدما انقذهم بها من الخلافات الكثيرة الساحقة والمفرقة وعلمهم سلوك سبيل السلام".

وحول ما تشهده المنطقة من ازمات، قالت بري: "للاسف ان ما يحدث في منطقة الشرق الاوسط مهد الرسالات والديانات السماوية من حروب وصراعات باسم الدين والدين براء منها وهو ما يجب ان يدفعنا اليوم واكثر من اي وقت مضى الى رفع الصوت كي تغلب لغة الحوار والتعقل لحل المشكلات ونبذ العنف والتعصب".

واضافت: "نعم الحوار ثم الحوار ثم الحوار فليكن ميلاد المخلص دعوة للتمسك بثلاثية الحوار والوحدة والعيش المشترك فمن خلال هذه الثلاثية استطعنا تجاوز ازمة كادت ان تطيح بالامن والاستقرار في بلدنا".

وتابعت: "عندما نستعيد ارشيف دولة الرئيس نبيه بري قلما نجد خطابا او بيانا له الا ويشدد ويؤكد على سلوك طريق الحوار في معالجة قضايانا واختلافاتنا فالحوار كما قال الرئيس بري العام 1999 وحده يشكل اساس الانصهار الوطني وبقاء لبنان".

وتوجهت في كلمتها بالشكر لقوات الطوارئ قيادة وضباطا وجنودا لمشاركتهم ابناء الجنوب في امالهم واحلامهم وتوقهم الدائم للامن والاستقرار، آملة في "ان يكتمل تحرير الجنوب من رجس الاحتلال الاسرائيلي"، كما توجهت بالشكر لكافة الدول المشاركة في قوات "اليونيفيل" مثمنة تضحياتهم على مدى عقود في جنوب لبنان.

وختمت بري كلمتها: "من دولة الرئيس نبيه بري ومني شخصيا الف تحية على أمل ان نعيش السلام ونسلك طريق الحوار في ما نختلف فيه، وان نبحث دائما عن الكلمة السواء في ما بيننا وان نكلل عملنا دائما بالمحبة التي وحدها تفتح قلب الانسان وعقله على قلب اخيه الانسان وعقله".

بعدها، قدمت جوقة رعية مار جرجس رميش ترانيم وتراتيل ميلادية استهلتها بأغنية للسيدة فيروز مهداة لمدينة القدس.