hit counter script

الحدث - مروى غاوي

الحريري المحاط بعناصر القوة... يدفع الثمن في الانتخابات

الجمعة ١٥ كانون الأول ٢٠١٧ - 06:11

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

ساهمت أزمة السعودية في تقوية رئيس الحكومة سعد الحريري بدل اضعافه، وزادت من شعبيته داخل طائفته وتمددت الشعبية على مستوى كل الوطن، ورغم ذلك فان رئيس الحكومة يتحسس ومتخوف من الانتخابات لان شعبيته شيىء ووضعه الانتخابي أمر آخر، فان يكون الحريري محاطاً بالحلفاء والاصدقاء وعلى انسجام مع كل القوى السياسية التي تتطلع الى التحالف معه وضمه الى تحالفاتها لا يعني ان رئيس تيار المستقبل لا يتخوف من تقليص عديد كتلته النيابية وانعكاساتها السياسية .

يروج الحريري منذ مدة لبروباغندا تتضمن الاعتراف بالخسارة "مقعد بالزايد او بالناقص لا يهم .. المهم حماية استقرار لبنان"، العبارة تلازم رئيس المستقبل ويكررها متوقعاً خسارة اكثر من 12 نائباً ربما عندما يتحدث عن الانتخابات، لكن زهد الحريري بالمواقع والمناصب ليس جوهر المسألة، فالرجل يمتلك معطيات كثيرة ويحسبها جيدا والغوص في الارقام والحسابات السياسية تظهر ان الحريري محشور في الزاوية الانتخابية رغم ان الجميع يتطلعون الى التحالف معه لكن الواقع ان كتلة الحريري ستكون عرضة للتناتش عليها من جهتين، اولاً من الثنائية الشيعية التي تطالب بالتعويض على حلفائها على الساحة السنية الذين اقصتهم 14 آذار ودفعوا الثمن في قانون الدوحة، ومن الثنائية المسيحية التي تتطلع في هذا القانون الى تحرير مقاعدها المسيحية من الهيمنة والاستيلاء عليها بفعل القانون الماضي.
وعليه فان سعد الحريري هو من سيدفع "الفدية" مقابل فك رهن تلك المقاعد كما يقول قريبون من المستقبل، "هذا واقع مسلم ومعترف به لكن تيار المستقبل يتطلع الى ما هو أبعد من اللحظة الآنية المتعلقة بالانتخابات"، الارجح ان المقصود بحسب المستقبل هو العودة الى حكومة ما بعد الانتخابات. يعترف المستقبليون ان كتلة المستقبل النيابية وهي الاكبر في المجلس النيابي سيتقلص عديدها و"كثيراً"، التوقعات تشير الى اكثر من 12 مقعداً ربما اكثر بقليل، السبب هو القانون الانتخابي الجديد الذي صمم على غير قياس المستقبل فسار به الحريري غصباً عن احلامه الانتخابية لانه لا يريد ان يقف حجر عثرة ونزولاً عند مستلزمات التوافق وضرورة انتاج قانون بديل للستين.
العقبات التي تقف في وجه الحريري سداً في الانتخابات متعددة، صحيح ان رئيس الحكومة محاط بمروحة واسعة ومتنوعة من الحلفاء الجدد والقدامى لكن جميعهم يأكلون من الصحن المشترك مع المستقبل في الانتخابات، الثنائيتين المسيحية والشيعية تطالبان بحقوقهما ومن شملهم ظلم الاصطفافات السياسية في 8 و14 آذار سابقاً مسيحيين ومسلمين، وأخصام سعد الحريري ومن صنفوا بانهم غدروا به في السعودية هم له ايضاً بالمرصاد يوم الانتخابات، وهؤلاء سيتم رفدهم بالاموال والدعم اللازم من المملكة. في طرابلس يواجه الحريري اخصاماً اقوياء "أشرف ريفي ونجيب ميقاتي" ، قوة الاول شعبوية وخطابية، وقوة الثاني خدماتية لانه كان موجوداً لتلبية ما يريده ابناء المناطق الفقيرة والمهمشة في فترة غياب الحريري وتراجع هيبة المستقبل المالية والسياسية، وثمة اقوياء المدينة ايضاً كالجماعة الاسلامية وتأثيراتها والنائب محمد الصفدي وآل كرامي، وثمة نقاط تلاق بين كل الافرقاء والتقاء مصالح على محاربة الحريرية السياسية .
في عكار لا يبدو الوضع احسن حالاً، سيكون الحريري امام واقع التخلي عن احد مقاعده المسيحية حتى لا يقال اكثر من مقعد لحلفائه، فالتيار يريد حصة عكارية في منطقة كانت "محرمة" عليه انتخابياً والقوات بالمرصاد ايضاً، وفي الكورة يواجه مقعد المستقبل المسيحي للنائب فريد مكاري وضعاً معقداً ايضاً، فيما الوضع لا يقل حراجة بالانتقال الى الجنوب حيث تريد الثنائية الشيعية ايصال حليفها السني اسامة سعد في دائرة صيدا وجزين، والى عبد الرحيم مراد في البقاع الغربي، وحلفاء آخرين من الطائفة السنية يرغب حزب الله بفرضهم على اللوائح المشتركة في حال حصل التحالف الخماسي. اما الوضع الاكثر احراجاً للحريري فيتمثل في العاصمة بيروت حيث قد تحصل الخسارة المدوية للمستقبل .
هذه المعطيات وغيرها حاول سعد الحريري ان يضعها جانباً لينصرف الى ما هو أهم، في البداية رغب بتأجيل الانتخابات عندما وصلت اليه الارقام والنتائج والتصور الذي سيحصل لكتلته النيابية، اما وقد حصل ما حصل من استقالة اجبر عليها وعودة عنها حتمتها الضرورات والرغبة بالاستمرار بالسلطة، ومن تسوية سياسية متطورة ومريحة للجميع تحمي البلاد من خطر الفوضى والانزلاق، فان رئيس المستقبل امام بضعة حلول او مخارج للأزمة الانتخابية الراهنة التي يمر بها، فاما محاولة التموضع والمفاوضة داخل التحالف الخماسي لتحسين موقعه ومنعاً للسقوط، او ان تحصل مفاوضات مع الحلفاء في بعض المواقع الحساسة وعملية تبادل مرشحين محسوبين، فما يهم الحريري هو العودة الى الحكومة واطلاق عمل الحكومة الحالية ونجاحها، وليس معروفاً بعد اذا كان الحريري قادراً على تحمل تبعات تحالفاته الانتخابية وتداعياتها على علاقته بالمملكة وعلى فريق 14 آذار، واذا كان ممكناً ان تحصل الموافقة الاقليمية في حصول كل التغيير وان يصبح مجلس النواب نسخة 2018 مجلساً نيابياً لمحور 8 آذار.
بدون شك فان سعد الحريري بعد ازمة السعودية لا يشبه سعد قبلها، فرئيس المستقبل الجميع يتطلع الى التعاون السياسي والانتخابي معه، هو الأقرب و"الأحب" الى الرئيس في بعبدا، علاقته بالضاحية قياساً بالماضي "سمن وعسل" ، مع الرئيس نبيه بري فدولة الرئيس "بيمون"، ومع فرنجية صداقة شخصية وسياسية دائمة، ومع التيار الوطني الحر استراتيجية وانتخابية مؤكدة، اما زعيم كليمنصو "فلا احد يشبهه" لان البيك الدرزي هو "العراب" للشيخ سعد منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري، هذا كله لا يعني التسليم في الانتخابات والاكتفاء بالحالة السياسية الداعمة والمؤيدة، فرئيس تيار المستقبل يجهز للنزول شخصياً "على الارض" قريباً لادارة الانتخابات بجولات انتخابية للتجييش والحشد خصوصاً في المناطق الحساسة التي شهد التيار فيها تراجعاً في الحضور والشعبية .
 

  • شارك الخبر