hit counter script

الحدث - جوزف القصيفي

حوار القوات - المردة... جدية او"تكتكة"؟!

الثلاثاء ١٥ كانون الأول ٢٠١٧ - 06:10

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

على أثر خلط الاوراق السياسية الذي حصل بعد استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري من الرياض وعودته عنها في بيروت، ارتسمت غير علامة استفهام حول آفاق التحالفات الانتخابية، وهل سيبقى المشهد على ما كان عليه قبل ازمة الاستقالة الاخيرة التي لم تدم طويلا؟

في الواقع ان كل ما يجري تداوله في هذا الصدد مجرد تكهن او تحليل ويفتقر الى المعلومات الدقيقة والواضحة، وهو أمر غير متوافر -اقله حتى آلان- في انتظار ان يبدأ العمل الجاد في مطلع العام المقبل.

وفي هذا الاطار ثمة من يسأل: هل لا زال التحالف الانتخابي ممكنا بين حزب "القوات اللبنانية" و"تيار المردة"؟ ويأتيك الجواب ان الحوار قائم باشكال شتى بين الطرفين والاتصالات مستمرة بين معراب وبنشعي بصورة غير مباشرة، لكنها لم تثمر ولا يتوقع ان تؤدي الى نتائج سريعة في ظل التطورات المتسارعة التي تترى في لبنان والمنطقة .

وللدلالة على صعوبة فتح الخطوط بين القوات والمردة لتتسع لاستحقاق بمثل هذه الخطورة، لا بد من ملاحظة وجود خلاف في المنطق وداخل المنطقة، ولن يكون بالمتيسر استنساخ تجربة كميل (شمعون) وكمال (جنبلاط) التي كانت موضع تندر الرئيس رشيد كرامي في كل مرة تتقاطع مصلحة هذين الزعيمين على مهاجمته، فاسعفته بديهته على ابتكار المعادلة آلاتية: يختلفان في المنطق ويتفقان في المنطقة.

التباعد بين معراب وبنشعي جذري يتعدى حدود السياسة المحلية الى السياسة الخارجية بدءا بسوريا وصولا الى واشنطن مرورا بايران، واستطرادا الموقف من "حزب الله" ولا يكفي ان يكون الطرفان على خصومة مع وزير الخارجية والمغتربين ليعقدا اتفاقا او يبرما تفاهما، لان كليهما في محورين اقليميين من الصعب التنصل من تبعاتهما وخياراتهما السياسية الاستراتيجية. ولا يمكن الفصل بين التحالف السياسي والتحالف الانتخابي. فعلى سبيل المثال اذا استطاع تحالف القوات - المردة اسقاط مرشحين للتيار الوطني الحر في منطقة الشمال، فان ذلك يعني ضربة موجعة للمحور الداعم للمقاومة ومحورها السياسي الممانع، فهل يدع "حزب الله"ومعه دمشق سليمان فرنجيه يمضي في نهج المكاسرة، وسلوك سبيل التحدي لحسابات على اهميتها (ومنها السباق الى قصر بعبدا في العام 2022)، لا ترقى الى مستوى ما ينتظر المنطقة من تحديات.

من هنا، فان ثمة من يعتبر ان حوار القوات والمردة له مفاعيل ايجابية على مستوى الشمال عموما والعلاقة بين منطقتي الجبه والزاوية خصوصا، وهو امر محمود، ولا يمكن الا تزكيته، لكن ثمة عوائق موضوعية تحول دون تطوره في اتجاه اكثر شمولية واتساعا.
وفي المعلومات، فان"التكتكة"و"الزكزكة" مباحة ، الا ان للعبة حدودا تعصمها عن تخطي المدارات الناظمة لها. والملاحظ ان النائب فرنجيه ومعاونيه السياسيين يتعاطون بشيء من التحفظ مع التحليلات المغالية التي تأخذ تمنياتها على انها حقائق ثابتة. كما يعطون لموضوع الحوار مع بنشعي الاطار الذي بنسجم مع حجم التواصل القائم لا اكثر ولا اقل. حتى "القوات اللبنانية" تتعاطى مع الامر بواقعية لانها تدرك عمق ما يباعد بينها وبين المردة.
من هناك يمكن القول ان التواصل بين معراب وبنشعي لا يشهد تقدما، لكنه لا يشهد تراجعا، بل اقرب ما يكون الى المراوحة المفتوحة على كل الاحتمالات. ويقول متابعون ان احجار الزهر لم ترم بعد على رقعة "النرد" الانتخابي، والى ان يحين موعد ذلك قد تطرأ تطورات كثيرة.
وفي اي حال، فان "حزب الله"ينتظر الفرصة السانحة للاسهام في وقف "الكباش" الظاهر والمستتر بين "الرابيه" واستطرادا "البترون" و "بنشعي".
الى ذلك، فان موقف تيار المستقبل المستجد من رئيس الجمهورية ووزير الخارجية، وهو يتسم بايجابية ظاهرة، لن يمكن تجاهله والقفز فوقه عندما تزف ساعة الخيارات. وبالطبع لن يكون شبيها بموقفه في الاستحقاقين الانتخابيين 2005 و2009 . وسيكون لمرشحي "التيار الوطني" سهم وافر من الناخبين السنة في مناطق: البترون، الكوره، زغرتا-الزاوية، بشري وجبتها. وليس واضحا كم ستكون هذه النسبة، قبل معرفة ما يمكن ان تسفر عنه المساعي المنتظرة من "حارة حريك".
ان بدايات العام المقبل ستحمل معها معالم المرحلة المتوقعة وسماتها، وان "حزب الله" حريص على زيادة القاعدة النيابية لحلفائه في الوسطين المسيحي والسني، ولن يسمح هذه المرة بأي "فاول"، لانه من يضمن عدم دخول الرياض على خط الاستحقاق النيابي لتثبيت ميزان القوى لمصلحة فريقها، على غرار ما فعلت في انتخابات العام 2009، بكلفة عالية لم تستح من الاعلان عنها.
  

  • شارك الخبر