hit counter script

الحدث - غاصب المختار

التوافق الرئاسي يحمي الوضع الداخلي... هل ينأى الخارج بنفسه عن لبنان؟

الثلاثاء ١٥ كانون الأول ٢٠١٧ - 06:09

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

يُفترض ان تعيش الساحة الداخلية حالة استقرار سياسي شبه تامة يُرتقب ان تستمر حتى موعد الانتخابات النيابية، نتيجة التفاهم الرئاسي الثلاثي القوي القائم حالياً، والذي تتم ترجمته حسب اوساط وزارية وسياسية بتنشيط عمل مجلسي النواب والوزراء، ومرد ذلك الى معطيات اقليمية ومحلية انتجت الاتفاق الآني الذي تعيشه البلاد، والذي لا يعلم احد هل يصل الى تحالفات انتخابية وسياسية دائمة، ام ان احداً لا يدري الى متى يدوم في بلد مثل لبنان، تنشط فيه الخلافات والصراعات نتيجة حسابات محلية حزبية ومناطقية وطائفية، ونتيجة ارتباط الكثير من اطراف الداخل بعلاقات اقليمية ودولية تؤثر على هذا الداخل تارة ايجابا وطورا سلبياّ.

لكن المصادر تلاحظ أن إداء الحكومة تحسن بشكل كبير على مستوى القرارات، من دون الاخذ بالاعتبار الصفقات التي يمكن ان تُعقد هنا وهناك او ما يستجد من خلافات ظرفية حول مواضيع داخلية بين اطراف الحكم كافة او بين اطراف محددة فيه، لكن ميزة المرحلة ان جو التوافق الرئاسي الكبير والاستراتيجي بشكل خاص هو الذي يحمي البلد حاليا، وهو ما يتمنى الجميع استمراره لتمرير المرحلة الصعبة التي يجتازها لبنان بسبب تطورات المنطقة وتحدياتها المتعددة.
وتؤكد المصادر ان احداً من الرؤساء الثلاثة، وبشكل اخص الرئيس سعد الحريري، لا يريد توتير الجو العام في البلد لأسباب كثيرة محلية وترتبط بالاوضاع الخارجية المتوترة، وتدعو الى السعي للتخفيف من الضغوط الخارجية القائمة على لبنان وعلى مسؤوليه. وتقول: آن الاوان لتخفيف الضغوط الخارجية والتحرر منها قدر الامكان ليبقى الاستقرار الداخلي قائماً. وقد بدأت ملامح ذلك في مواقف الرئيسين عون وبري من قضية استقالة الرئيس الحريري، ومواقف الرؤساء الثلاثة من قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب حول القدس، لأن المسيحيين قرروا – بحسب المصادر- "ان يلعبوا دور الاقلية العربية ليس المطلوب الحفاظ عليها فقط في المشرق العربي، بل الاقلية الوازنة والمقررة ايضاً، وانها ستكون امام العرب في المطالب والحقوق العربية".
  لكن هل ينأى الخارج بنفسه عن لبنان كما يطالبه الخارج بأن ينأى بنفسه عن ازمات المنطقة ومشكلات دولها؟ تقول المصادر ان ما حصل من ضغوط على الحريري وعلى لبنان كان اكبر بكثير مما توقعه الكثير من المسوؤلين، لذلك فالحذر لا زال قائماً نتيجة الضغط المستمر القائم بأشكال مختلفة ولو بشكل أخف وأقل، وهذا أمر يبقى غير مريح ويضع البلد على رصيف الانتظار. ولكنها تشير الى ان الضغوط التي مورست داخليا وخارجيا على الحريري، ومن قِبَلِ بعض الذين كانوا من المقربين منه، لم تؤثر عليه لا سياسياً ولا مناطقياً، إذ لا حيثية لهم وحدهم ولا يستطيع احد منهم تغيير الوضع الحالي السياسي والشعبي للحريري.
وبإنتظار بدء موسم الانتخابات ومن ثم التحالفات، والمتوقع اعتبارا من شهر شباط من العام المقبل، ستتظهر اكثر صورة الوضع الداخلي ومتانة وقدرة الحلف الرئاسي على الاستمرار في الامساك باللعبة الداخلية ومواصلة ضبطها، وقد ينعكس ذلك في التحالفات الانتخابية في بعض الدوائر مثل بيروت، وصيدا- جزين، والشمال، والبقاع الغربي.

  • شارك الخبر