hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

وديع الخازن رئيسا جديدا للمجلس العام الماروني

الإثنين ١٥ كانون الأول ٢٠١٧ - 15:57

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

انتخب المجلس العام الماروني مجلسه الجديد لمدة 3 سنوات، في جو ديموقراطي، وجاءت النتيجة كالآتي: رئيس المجلس الوزير السابق وديع الخازن رئيسا، المحامي اميل مخلوف نائبا للرئيس، المهندس انطوان كيرللس أمينا عاما، المهندس ميشال متى نائبا للأمين العام، انطوان رميا أمينا للمال، المحامي ميشال قماطي مراقبا للحسابات، والمهندس رولان غسطين مديرا للأشغال.

بعد انتهاء الإنتخابات، ألقى الخازن كلمة شكر فيها الأعضاء على تجديد ثقتهم بالهيئة الجديدة، وعاهدهم على أن يكون المجلس "في حال من الجهوزية الدائمة لتلبية حاجات المجتمع الملحة لحثه على البقاء والصمود في ظل الظروف المادية والمعيشية القاسية".

بعدها، أقيم قداس ترأسه راعي أبرشية بيروت للموارنة المطران بولس مطر عاونه المرشد الروحي للمجلس المونسنيور إغناطيوس الأسمر والخوري إيمانويل قزي، في حضور القائم بالأعمال في السفارة البابوية المونسنيور إيفان سانتوس.

وألقى المطران مطر عظة قال فيها: "نشكر الله اولا على سنة جديدة أمضيتها مضافة الى سنوات مديدة في خدمة هذا المجلس والابرشية والمدينة، واذ اجدد لكم اليوم برئاستكم وعضوية المجلس التنفيذي لولاية جديدة، أبارك الاختيار واطلب من الله ان يوفق كل منكم في هذه الخدمة التي كلفتم بها".

اضاف: "وفي المناسبة، يجب ان نعود الى تاريخ هذا المجلس لندرك عمق هويته والرسالة التي اوكلت اليه وبالتالي اليكم، من قبل راعي الابرشية المطران دغرود. بدأ المجلس اعماله من أيام سلفنا الصالح المطران يوسف الدبس الذي نزل من عين سعادة الى بيروت، من مقره في جبل لبنان الى الولاية هنا، معلنا في قلبه وامام الناس ان هذه المدينة يجب ان يسكن فيها المسيحيون والمسلمون معا، لتصبح يوما عاصمة لبنان الذي طالما حلم شعبه بأن يصبح دولة مستقلة".

وتابع: "بعد عامين او ثلاثة، سنعيد بالمئوية الاولى لاعلان دولة لبنان الكبير الذي عمل شعبنا الكثير الكثير وضحى من اجل اقامته، ونسأل الله ان يبارك هذا الوطن والمواطنين، فمشروعه الخير لا لابنائه فحسب بل للانسانية كلها وللمنطقة العربية بأسرها بعد ان نزل المطران الدبس الى بيروت وكانت المدينة تكبر يوما بعد يوم وتصبح مدينة ثقافية وصناعية وتجارية بامتياز. نزل الكثيرون من ابنائنا اليها لطلب الرزق الحلال والثقافة، فكان من الضروري ان يستقبل هؤلاء من دون استعداد لايوائهم او لتعليمهم فأوكل المطران الى كبار القوم من بيروت ان يهتموا بالوافدين والمحتاجين بصورة خاصة، وكان ذلك عملا تضامنيا كبيرا أراده الحبر الجديد في ذلك الزمان استباقا الى ما صار اليوم يعرف بالتضامن المسيحي بين الكهنة والمؤمنين. اي انكم انطلقتم من روح مسيحية منفتحة ثبت بعد ذلك المجمع الفاتيكاني ما يزيد من قيمة هذا المجلس وتاريخه".

وأردف: "بعد ذلك دفعت المطرانية ثمنا باهظا في مساندتها الحرية والكرامة لشعب لبنان، نحن دفعنا مطرانا شهيدا من اجل لبنان وكرامة وحرية لبنان، ونحن فخورون بذلك، لم تدم حيرته الا عشر سنوات وقضى شهيدا بعمر 48 سنة ثم اتى المطران اغناطيوس مبارك الذي رعى هذه الابرشية 33 سنة، وقال في رسالة وجهها الى ابناء ابرشيته "انني آت في ظروف صعبة، كنائسنا مهدمة، شعبنا مات ثلثه جوعا، مؤسساتنا ضعيفة الحكمة، احتلت من قبل العثمانيين واصبحت ثكنة عسكرية، ولكننا على الله متوكلين. فاتكل على المجلس في بيروت وعلى الرعايا في الجبل لمساندة الفقراء والمساكين وكانت ورشة كبيرة لمساعدة الناس بتضامن فعلي رسولي رائع نفخر به اليوم".

وتابع: "اكمل هذا العمل المطرانان اغناطيوس زيادة وخليل ابي نادر الى ان وصلنا الى ابرشية منذ 21 سنة، ونحن معكم نعمل معا من اجل ابنائنا وجميع الذين يقصدون الابرشية والمجلس للمساعدة لاننا لا نفرق بين انسان وانسان".

وقال: "نحن في بيروت من اجل كل بيروت، وفي الابرشية من اجل كل لبنان، والتضامن يجب ان يبقى مثاليا بين الجميع في العيش المشترك، بين المسلمين والمسيحيين، هو عيش له طبع سياسي وجه ثقافي وحضاري هذا ما يجب ان تصل اليها الانسانية كلها عبر الحوار بين الجميع مع الجميع، وبناء السلام يوما بعد يوم على اساس الحرية والكرامة. كلن هذا الوجه السياسي يثبت بالوجه الاقتصادي والاجتماعي. الاقتصاد أمر ضروري جدا لان كرامة الانسان تفرض عليه ان يأكل رزقه بعرق جبينه وان يعيش مرفوع الرأس وان ينال كل الحقوق، وهذا امر يجب على الدولة ان تولي اهتماما خاصا به".

واشار الى "اننا نتلقى من اخواننا في الانتشار مليارات الدولارات، وهذا امر جيد جدا، انما يجب علينا نحن ايضا ان نعمل لبناء اقتصاد متين. انتم تعرفون ان اولادكم الموجودين في الخارج يساهمون في اقتصاد الاخرين، لكن يمنعون من المساهمة في اقتصاد وطنهم لبنان. هذا الموقف حرام، يجب ان نعالجه وان يكون لابنائنا حظ في العيش تحت سماء لبنان".

وقال: "المجلس اليوم وغدا له دور كبير في المدينة وفي العمل الاجتماعي وفي مساندة الفقراء. نحن في حرب صعبة لم تنته اقتصاديا، من انسحابات الحروب علينا وعلى جيراننا، نطلب من الله ان يعطي السلام للبنان وتثبيت العيش المشترك بين ابنائه وان يعطي السلام في سوريا والعراق والدول العربية كلها".

واضاف: "نحن فخورون ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عبر في كلمته امام المجتمعين في اسطنبول عن قيمة لبنان الموحد بين العرب، عن قيمة الفكر اللبناني والموقف اللبناني الساعي الى كرامة الجميع والتضامن بينهم. ونحن لطالما ناشدنا الدول العربية ان لا يكون حوار بين المسلمين والمسيحيين فقط بل ان يكون الحوار ايضا بين المسلمين والمسلمين، حتى يعم السلام. نحن مستعدون لكل عمل صالح في هذا المجال. لا تنسوا ما قاله المسيح نحن سلمنا خدمة المصالحة بين الله والناس، ولكن للمصالحة بين الناس والناس يجب ان نكون اخوة ونسعى جميعا الى حياة متجددة في النعمة والحق والانسانية لجميع الناس. هذا ما نتمناه لكم ايها الاحباء من خدمة تفخرون بها امام الله والناس. افخروا بعملكم وضاعفوا جهودكم حتى يرضى الضمير، وتحية الى الشيخ وديع الخازن العين الساهرة على المجلس، وفقنا الله في ابرشية بيروت ان نكون مقداما للمصالحة مع الجميع ومن اجل الجميع".

كما تحدث الخازن فقال: "من دواعي سرورنا وإغتباطنا في نهاية كل عام أن نلتقيكم حول مذبح كنيسة السيدة إم النور، التي تحتل ركن الصدارة في مبنانا، لنتشارك هذا القداس الإحتفالي، لأن خير ما نفتتح به قدوم العام الجديد هو هذا الإجتماع العائلي الكبير. فأهلا بالحضور جميعا في هذه الذبيحة الإلهية".

اضاف: "في نهاية السنة الماضية، توصلنا كلبنانيين إلى الخروج من الدوامة لإنجاز الإستحقاق الرئاسي، وسط أجواء دولية وإقليمية تشي ببدايات جديدة، فكان لنا رئيس مسيحي ووطني قوي هو الرئيس العماد ميشال عون. ولئن تم تشكيل الحكومة عقب الإنتخابات الرئاسية، وإعترضتها أزمة إستقالة رئيسها، إلا أن تولي زمام حل هذه القضية من جانب فخامة الرئيس العماد ميشال عون ودولة الرئيس نبيه بري قد لقي إجماعا داخليا وخارجيا توج بعودة الرئيس سعد الحريري عن إستقالته. وكأن حلول الأعياد وميلاد السيد يسوع المسيح جاء ليشق طريقه أمام اللبنانيين، فيهتدوا إلى سبيل الخلاص من محنتهم التي تجاوزوا فيها صراعات المنطقة بفضل نعم السماء التي خيمت على هذه البقعة المقدسة من المشرق العربي، وفي هذا الركن المتنوع بإنسانه وطبيعته على سائر دول الجوار. عسى تحمل إلينا هذه السنة بركات الولادة لوطننا الحبيب، المنتفض من رماده لأنه يستحق الحياة".

وفي الختام، اقام الخازن حفل غداء شارك فيه المطران مطر والمونسنيور سانتوس.  

  • شارك الخبر