hit counter script
شريط الأحداث

مقالات مختارة - طوني حدشيتي

لماذا قام الحريري بتحييد سامي الجميل عن الصراع؟

الإثنين ١٥ كانون الأول ٢٠١٧ - 06:46

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الديار

رغم ان الدكتور سمير جعجع قائد القوات اللبنانية زار السعودية وابدى وجهة نظره في شأن دور الرئيس سعد الحريري والتساهل مع حزب الله وحتى التساهل مع الرئيس العماد ميشال عون في موقفه من ان سلاح المقاومة يحتاج اليه لبنان، فان رئيس حزب الكتائب سامي الجميل قال الكلام ذاته في الرياض الى الامير محمد بن سلمان لا بل ان الجميل اكثر تطرفا في موقفه المعارض للحكومة وشرح ان حزب الكتائب اللبنانية لن يدخل في الحكومة منذ الاساس لان الاتجاه في البيان الوزاري واتجاه الدولة لا يتفق تماما مع سياسة حزب الكتائب اللبنانية الذي هو تاريخ منذ 80 سنة واكثر.

الكلام عن تحريض الدكتور سمير جعجع او النائب سامي الجميل لعبت في تكبيره وفي النيل منهما الجهات المحيطة بالحريري، وقامت بتوجيه التهم الى جعجع والجميل وفارس سعيد دون اي اثباتات او دون اي وثائق حسية باستثناء ان الدكتور جعجع قال انه كان يجب الاستقالة منذ وقت طويل لان وزراء القوات اللبنانية كانوا سيستقيلون لو لم يستقل الرئيس سعد الحريري.
من الذي قام بشق صفوف 14 اذار والعمل على ضربها في هذا الشكل وضرب التحالف بين القوات اللبنانية وتيار المستقبل ومن الذي اوقف هذا الخلاف الحاد بين جعجع والحريري، وبخاصة ان الحريري له قوة كبيرة في الطائفة السنية وجعجع له شعبية كبيرة لدى المسيحيين عبر حزب القوات اللبنانية ؟
فليس من الصدفة وليس عبر هذه التفاصيل التي تم نقلها يمكن تحقيق خلاف كبير في هذا الشكل بين الحريري وجعجع وضرب 14 اذا في العمق وازالة تحالف تاريخي منذ عام 2005 اثر استشهاد الرئىس رفيق الحريري وحتى عام 2017 وكان جعجع والحريري على تنسيق كامل في كل الاعمال السياسة والمواقف التي اخذوها.
هنالك وسيط بين جعجع والحريري، وهنالك تفتيش دقيق من قبل السفارة الفرنسية عن ان التفاصيل التي تم نقلها من ان الدكتور جعجع تكلم امام القيادة السعودية ضد الرئيس سعد الحريري وان الحريري غضب من هذا الكلام ليس هو السبب، انما كانت هنالك خطة محكمة عملت عليها جهات حزبية واجهزة امنية لايقاع الخلاف الكبير بين القوات والمستقبل لضرب 14 اذار في شكل كبير عشية الانتخابات النيابية، كي لا يحصل الحلف الماروني ـ السني ما بين جعجع والحريري ويشكلان كتلة نيابية كبيرة في المجلس النيابي.


 ضرب 14 آذار

الوزير الوسيط بين جعحع والحريري قال في اوساطه ان كل هذه الامور هي تفاصيل، لكن اللعبة اكبر من ذلك والهدف منها ضرب 14 اذار وانهاؤها نهائيا، ذلك ان تيار المستقبل السنّي من دون تحالف مع القوات اللبنانية وتشكيل قوة مشتركة بدعم من 14 اذار هي حركة ضعيفة جدا، وبخاصة انه لا يمكن التعويض عن القوات اللبنانية بقوة التيار الوطني الحر، ذلك ان التيار الوطني الحر لا يعتبر نفسه جزءا من حركة 14 اذار واذا كان العماد عون بعد عودته من فرنسا سنة 2005 قد اشترك في تظاهرات في ساحة الشهداء، فإنه سنة 2005 خاض الانتخابات ضد الحلف الرباعي وحتى ضد خط 14 اذار، كما قام بزيارة سوريا واجتمع بالرئيس بشار الاسد فيما كانت حركة 14 اذار تقاطع النظام السوري كليا ولا تقبل أي علاقة مع نظام الرئيس بشار الاسد، وخصوصا انها عبر القرار 1559 الذي قامت الدولة الكبرى بتنفيذه حصل انسحاب الجيش السوري من لبنان واصبح الجيش اللبناني وحده هو القوة الكبرى الوحيدة الموجودة على الساحة اللبنانية باستثناء عمل حزب الله والمقاومة في الجنوب رغم عملية حصلت عام 2008 من قبل المقاومة في بيروت والشويفات وكان ذلك نتيجة قرار اتخذته حكومة الرئيس فؤاد السنيورة وضغط ايضا الوزير وليد حنبلاط من اجل احالة كل الذين سكتوا عن مد خطوط سلكية ارضية بين قيادة المقاومة وقيادة الجبهات كي لا يستطيع العدو الاسرائيلي، التنصت على المقاومة، فكان قرار حكومة السنيورة ضربة في ظهر المقاومة وخدمة كبرى للعدو الاسرائيلي وهذه هي الحالة الوحيدة التي تدخل فيها حزب الله في بيروت والشويفات ردا على موقف الرئيس فؤاد السنيورة وردا على موقف جنبلاط. ففي الشويفات تم الرد عليه حيث المدينة الدرزية الشويفات وفي بيروت في منطقة البسطة والمصيطبة والطريق الجديدة تم الرد على تيار المستقبل في المنطقة السنية.
وباستثناء هذا الحادث لم يحصل اي تدخل لحزب الله في الداخل بل كان سلاحه في اتجاه الجنوب.


 جعجع لم يوجه أي اتهام الى الحريري

انما حركة 14 اذار خاضت اتتخابات 2009 والحركة آنذاك، كان فيها جنبلاط بقوة وحصلت على 72 في المجلس النيابي ورحبت الاكثرية، الا ان هذه الاكثرية كانت تحتاج الى زعامة الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي استشهد سنة 2005، ومع ذلك استمرت حركة 14 اذار واستعادت انفاسها، فاذا بعمل ما مخابراتي حزبي امني سياسي وغيره ادى الى توجيه ضربة لها ابعدت الرئيس الحريري عن الدكتور سمير جعجع، فالمعروف عن جعجع انه طوال 11 سنة و3 اشهر حاولت كل الاجهزة اللبنانية والسورية واحزاب وغيرها تغيير موقفه ولم يتراجع وبقي 11 سنة و3 اشهر في السجن على الموقف ذاته، والان يقتنع جعجع بموقفه بأنه لم يطعن الحريري ولم يقم بأي عمل ضده، بل شرح وجهة نظر حزب القوات اللبنانية في السعودية دون ان يوجه اي اتهام الى الحريري واذا به ومن خلال اعلام موجه وعبر شبكات التواصل الاجتماعي، يجري التركيز على ان جعجع خان وطعن الحريري، وهذا ما ادى الى استدعاء الحريري الى السعودية واجباره على الاستقالة ثم الافراج عنه بعد تدخل اميركي ـ فرنسي دولي، اضافة الى موقف الدولة اللبنانية وبخاصة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بتدويل قضية الحريري وتحويلها الى مجلس الامن ما لم تفرج السعودية عن الحريري.
اما بالنسبة الى موقف الحريري من جعجع، فهو غير مفهوم، لكن الحريري يقول في اوساطه ان العلاقة بينه وبين جعجع اهتزت جداً، ولم يعد هنالك من ثقة للعلاقة معه ومع حزب الكتائب، لكنه اعطى اوامر واضحة الى كل اجهزة الاعلام وتلفزيون المستقبل اضافة الى نواب تيار المستقبل ووزرائه بعدم التوجه باي كلمة او تصريح ضد حزب الكتائب وبالتحديد ضد الجميل مع ان زيارة جعجع والجميل حصلت في الوقت ذاته وفي الاسبوع ذاته الى العاصمة السعودية - الرياض.


 14 آذار غير موجودة ؟!

يجيب بعض المقربين من الحريري انه كان صديقا جدا وحليفا للنائب الشهيد بيار الجميل وبذلك فهو لا يريد الخلاف وتوجيه التهم الى النائب سامي الجميل بل يريد ابقاء العلاقة مع حزب الكتائب اللبنانية جيدة، فيما تقول اوساط الامانة العامة لحركة 14 اذار ان الحريري اذا اقام الخلاف مثلما قام به ضد القوات وفي الوقت ذاته ضد حزب الكتائب، فانه سيصبح دون اي حليف مسيحي جدي على مستوى جبل لبنان باستثناء فرنجية في زغرتا، ولذلك لا يتحمل تيار المستقبل مقاطعة حزب القوات وحزب الكتائب، ومن هنا جاء قرار الحريري بعدم الاصطدام بحزب الكتائب وابقاء العلاقة مع النائب سامي الجميل، لكن المساعي التي حاولت اقناع الجميل بزيارة الحريري في بيت الوسط بعد عودته من السعودية وعودته عن الاستقالة لم تفلح واصر الجميل على بيان النأي بالنفس الذي صدر عن مجلس الوزراء، والطريقة التي عاد بها الحريري عن استقالته ليست مقنعة اضافة الى ان حزب الكتائب تلقى ضربة كبيرة عندما قام الحريري بتشكيل الحكومة وامتنع عن اشراك الكتائب مع ان لديه كتلة نيابية تؤهله للاشتراك في الحكومة، واذا كان حزب الكتائب قد طالب بتعديل بعض البنود المقترحة لتشكيل حكومة، فان ذلك لا يشكل سببا لابعاد حزب الكتائب عن الحكومة، فيما قام الحريري بإشراك حركة امل وحزب الله والحزب السوري القومي الاجتماعي وتم ابعاد حزب تاريخي عمره 70 سنة هو حزب الكتائب عن الدخول في الحكومة اللبنانية.
اليوم 14 اذار هي شبه غير موجودة، فاعلام القوات اللبنانية واعلام تيار المستقبل واعلام الكتائب هي التي كانت تسيطر على المظاهرات المليونية والحشود في ساحة الشهداء واصبح علم القوات في جهة وعلم المستقبل في جهة اخرى، لا بل ان جمهور المستقبل يوجه انتقادات عنيفة ضد القوات كذلك يحار جمهور القوات في توجيه هجومات عنيفة ضد الحريري لكن الشرخ قد حصل والثقة اهتزت بين حزب مسيحي كبير هو القوات والمستقبل السنّي في موقع رئاسة الحكومة وعلى مستوى الطائفة السنية بما يمثله تيار المستقبل في اكثرية معقولة داخل الطائفة السنية.


 القوات متهمة والكتائب صامتة

اذا عدنا الى جوهر المشكلة فهي ليست خلافا في الرأي بين جعجع والحريري وكان يمكن تجاوز ذلك باجتماع او اجتماعين وانهاء الموضوع ذلك انه منذ عام 2005 وحتى 2017 لم يحصل اي خلاف في وجهات النظر بينهما حتى انه ضمن الحكومة، فان القوات اللبنانية تصوّت دائما للحريري، الذي كان متجاوبا مع وزراء القوات، اضافة الى ان العلاقة الشخصية والاسرار التي يتبادلها الحريري مع جعجع كبيرة، لكن ما يقال الان عن ان الخلاف حصل عبر تحريض جعجع ـ الحريري وغيره ما هو الا تفاصيل لا تمثل الحقيقة، انما الحقيقة هي ان المخطط هو ضرب حركة 14 اذار من خلال فصل العلاقة بين القوات والمستقبل وفي الوقت ذاته فان حزب الكتائب الذي ينتمي الى 14 اذار لن يقبل الاتصال بالحريري ما دام ان موقف القوات ورغم عدم التحالف المباشر هو مستبعد من قبل المستقبل، وان القوات موضوعة في قفص الاتهام، وبالتالي فان الجميل اكتفى بالصمت ولم يدل بأي تصريح، لكن قنوات الاتصال متواصلة بين الكتائب وقيادة القوات بالنسبة الى خوض الانتخابات من شمال لبنان الى زحلة والاشرفية وحتى في جبيل وكسروان والمتن الشمالي والمتن الجنوبي وحتى في المقعد الارثوذكسي في مرجعيون، اضافة الى ايجاد صيغة للتحالف مع الوزير وليد جنبلاط في قضاء الشوف وعاليه، اضافة الى معركة زحلة والاصرار على المطالبة بالمقعد الماروني في منطقة دير الاحمر - عيناتا - بتدعي - ليفا حيث الاكثرية المارونية هناك تمثل جزءا كبيرا من قضاء بعلبك.

  • شارك الخبر