اكد وزير الشؤون الإجتماعية بيار بو عاصي ان لديه مقاربة خاصة في السياسة، فهو لا يخوض معركته ضد احد إلا اذا قرر احد ان يخوض معركة ضده ويأتي الرد على قدم وساق. وأضاف: "الحكيم ما في اجرأ منو بس ما حدا ينكزو"، واساس الموضوع مع الرئيس سعد الحريري هو الثوابت لا الإنتخابات. وشدد على أن اي ضربة توجه لـ"حزب الله" توجه للبنان وندينها كـ"قوات لبنانية" كما حدث في العدوان الاسرائيلي في الـ2006 ولكن ندين ايضاً قيام "حزب الله" بأي دور يتسبب بذلك او قد يجلب المشاكل على لبنان.

وخلال مشاركته في برنامج "السلطة الرابعة" عبر الـ"NBN"، توقف بو عاصي عند ما يحكى اليوم بحق "القوات اللبنانية" قائلاً: "نحن كـ"قوات" مجروحون والتلميح علينا لا يمر مرور الكرام، ويوم إستقال الحريري هنأناه، وانا كنت في الإجتماع في السعودية وليس اي احد آخر. طلبوا من سمير جعجع قراءة لما يمكن ان يحصل لحماية لبنان وكنا واضحين اننا نريد استقراراً مستداماً".

وتابع: "علاقتنا مع السعودية والإمارات وفرنسا والولايات المتحدة واي دولة اخرى قديمة وطيدة ومبنية على الثقة وعلى احترام مصلحة لبنان، ورئيس حكومتنا قال انا مستقيل ودعمناه لأن اسباب استقالته منطقية، وهو يعرف ما حصل معه في السعودية وليس انا".

وقال: "نحن و"المستقبل" والرئيس الحريري لم نتعرف على بعضنا البعض يوم امس إنما يجمعنا مسار طويل أقله منذ العام 2005، وهناك علاقة شخصية وبالتالي هناك علاقة بين جمهوري الحزبين"، وتابع: "جمهور "المستقبل" بكافة المحطات والمراحل السياسية التي مرت يعرف انه وجمهور "القوات" على نفس الثوابت ونفس الإعتدال ومعاً نحو "لبنان اولاً"، مشدداً على أن "الـقوات" مغرمة فقط بلبنان ولا تحيد عن ثوابتها، وتابع: "اي احد يقترب منا نعطيه قلبنا ومن يبتعد عنا نبقى مكاننا ولا نغيره، ووفاءً لتاريخنا لا بد ان نقول توقفوا، فأحد لا يستطيع وضعنا في قفص الاتهام".

واردف بو عاصي: "هناك ود بين كل الوزراء والنواب ولا إحتقان شخصي وهناك تعاط محترم وهذا الأمر إيجابي، وعندما يكون هناك ملف خلافي يقع الخلاف حتى النهاية وعندما ينتهي تعود الأمور الى طبيعتها".

ورداً على سؤال بشأن فتح الوزير جبران باسيل مكتب لـ"التيار الوطني الحر" في بشري وموقف "القوات" منذ ذلك، أجاب: "بشري ليست ملكاً لأحد ولا اي قرية في لبنان هي ملك لأحد و"الوطني الحر" حزب سياسي لديه وزنه وله كامل الحق بفتح مراكز له أينما يريد".

وأبدى بو عاصي إصراره على العلاقة الإيجابية مع "التيار"، مضيفاً: "ان وجدنا لدى الآخرين النية ذاتها يكون العمل جار على تخفيف الاحتقان والحدية. "القوات" لا تستقصد احداً إنما تدرس الملف، فإما نقتنع به وندعمه او لا. نحن مقتنعون بتفاهم معراب وبنوده، واحيانا نتلاقى في الاداء وربما نختلف ولم يطرح اي يوم ان نكون حزباً واحداً. لهذا التفاهم إطاره وحيثيته ولا يجوز تحميله اكثر من طاقته ولا الاستخفاف به". وأردف: "المقاربة ثابتة انه عندما نلتقي نلتقي، وعندما نختلف، نختلف من دون خلاف".

وشدد بو عاصي على أن "القوات" ضد المقاربة المطروحة اليوم في الكهرباء ولم تشارك في اللجنة الوزارية لمتابعة موضوع الكهرباء، واضاف: "الوطني الحر" قدم ملفات عدة وافقنا عليها من دون اي مشكلة. واجب على السياسيين إعطاء آرائهم بشكل واضح امام الشعب اللبناني، نحن كنا أول من طالب بالكهرباء قبل الموازنة، الدين العام يزيد بسبب الكهرباء ومن هنا كنا نطالب بضبط المصروف الناتج عن الكهرباء غير الموجودة اصلاً، وعندما طرحنا هذا الموضوع صرخ البعض معارضاً"، وتابع: "القوات" أول من طالبت بموضوع الكهرباء، ونريدها بوقت سريع وبشكل مستدام وكلفة مقبولة، ولا نضع العجلة في بند". وسأل بو عاصي: "اين الكهرباء اليوم؟ مرت 8 أشهر هل حصل اي تقدم في الحل المستدام الذي كان يفترض البدء بالعمل به منذ اليوم الأول، ويجب فتح استدراج العروض؟".

وتابع بو عاصي: "إن كل اللغط الذي حصل وانعكس على المواطنين نحن بغنى عنه لو اخذنا وقتنا واعطينا الاولوية للمعايير على السرعة. إدارة المناقصات ليست تابعة لمعراب، ورأيها اظهر ان هناك خللاً في المقاربة بسبب السرعة والعجلة، وفكرة ان مجلس الوزراء قادر على تجاوز القوانين هو اكبر خطأ، فواجبه تطبيق القوانين"، مشدداً على إصراره على موقف "القوات" في موضوع الكهرباء.

ورداً على سؤال، قال بو عاصي: "شكلنا شكل حدا بوطي راسو"، عندما يكون لدينا قناعة نحن لا نفرضها على الآخرين ولكن لا نبتعد عنها ومستمرون بها، تاريخنا يشهد اننا اناس لا نتخلى عن قناعاتنا والضعط "يجوهرنا".

عن علاقة "القوات" مع "المردة"، أعلن بو عاصي أنها تتطور من ناحية تخفيف الاحتقان وباتت في مراحل متقدمة، والقاعدة الشعبية تطالب بها. وتابع: "قد لا نصل الى تحالف ولكن المهم طي صفحة الماضي".

وبالنسبة لبرنامج "استهداف الاسر الاكثر فقراً" في وزارة الشؤون الإجتماعية، أوضح بوعاصي: "انني مجبر على مراجعة الاعداد والتركيز على المعايير. البرنامج لن يتوقف ولكن عدد العاملين في المشروع سيخفض لتأمين استمراريته وانتاجيته وتكاليفه".