hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

صفي الدين: دور المقاومة حماية الأمة وفضح المتآمرين عليها

الأحد ١٥ كانون الأول ٢٠١٧ - 13:45

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

شدد رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" السيد هاشم صفي الدين على أن "المقاومة اليوم تقوم بواجبها بشكل كامل، وهي تقوم بدورين محوريين في لبنان والمنطقة، فهي أولا تحافظ على كرامة الوطن والأمة وتحميهما من خلال إقلاق العدو الصهيوني والوقوف سدا منيعا أمام كل مشاريع أميركا وإسرائيل في هذه المنطقة، وستبقى تقوم بهذا الواجب، وإذا كان هناك من أحد في هذا العالم يتخيل أن المقاومة ستتعب أو ستتخلى عن دورها، فإن هؤلاء يتعبون ويموتون ويرحلون ويتركون كراسيهم وعروشهم، وتبقى المقاومة في موقعها لتدافع عن الوطن والأمة وكرامتهما".

وقال خلال احتفال تأبيني في طيردبا في حضور النواب محمد رعد وعلي المقداد وعلي عمار وعبدالمجيد صالح: "الدور الثاني الذي تقوم به المقاومة هو أنها تفضح كل الأعداء الذين استهدفوا شعبنا ومنطقتنا وأراضينا ومقدساتنا وخيراتنا، وهذا من نعم الله تعالى على المقاومة أنها تقوم بدور الحماية وبدور فضيحة هؤلاء الأعداء الذين يبذلون المليارات من أجل أن يخفوا وجوههم الحقيقية".

أضاف: "لولا الصمود والصبر والتحمل والوعي والحكمة والشجاعة عند المقاومة وأهلها من كل الناس، لما أمكن لكل هذه المشاريع أن تفتضح. صحيح أننا نعيش اليوم تحديا كبيرا وخطيرا اسمه إعطاء القدس للصهاينة من الأميركيين، ولكن هناك وجه آخر ينبغي أن نلتفت إليه، أن أميركا التي ضحكت على دول وزعامات، وداست على كثير من السياسيين والنخب الثقافية والدينية الذين كانوا يعتقدون أن التطور والتقدم ومصير البلدان والأوطان مرتبط بالولايات المتحدة الأميركية، هي خطر كبير على الأمة، ولا سيما أن إسرائيل موجودة بقوة أميركا ودعمها، وهي في خدمة المصالح الأميركية، وصحيح أن أميركا تخدم المصالح الإسرائيلية، ولكن الأصح أن إسرائيل وكل من مع أميركا في هذه المنطقة هم من أجل المصالح الأميركية، وهذا اليوم يفتضح ويصبح مكشوفا".

وتابع: "بعد إمضاء الرئيس الأميركي ترامب على أن القدس عاصمة للكيان الصهيوني، اتضح أن أميركا ليست قوة خير وحضارة ومستقبل وتقدم للأمة أو للأوطان، وبالتالي يجب أن يصبح هذا الأمر حقيقة صارخة يتحدث عنها الجميع وثقافة سائدة في أوطاننا وبلداننا، وأن تتربى كل الأجيال على ثقافة العداوة للولايات المتحدة الأميركية، ولا سيما أن اليوم يثبت أكثر من أي وقت مضى مقولة الإمام الخميني "أن أميركا هي الشيطان الأكبر".

وأشار إلى أن "السفارات الأميركية في أي بلد من بلدان عالمنا العربي والإسلامي، تنفذ السياسات الأميركية التي تدعم الكيان الصهيوني على حساب الشعوب وقرراتها في سبيل نهبها والتسلط والهيمنة عليها، ونعتقد أن بقاء المقاومة وصمودها هو الذي يجعلها قادرة على أن تقوم بهذين الدورين المحوريين، وستبقى المقاومة تقوم بدور الحماية وافتضاح كل هؤلاء الذين تآمروا ويتآمرون على الأمة من أميركا إلى بعض دول الخليج إلى بعض الحكام إلى بعض الجهات التي طالما راهنت في مستقبلها السياسي على مستقبل المصالح الأميركية والإسرائيلية".

وقال: "نتقدم اليوم أكثر في الزمن السياسي وفي معركتنا مع العدو الصهيوني، وبتنا نتحدث بوضوح أكبر من أي زمن مضى عن هذا العدو ومؤامراته، لا سيما وأن القرار الأحمق الذي اتخذه ترامب قد فضح السياسات الأميركية المعادية، وكرس أن العدو الحقيقي للأمة ولشعوب المنطقة هي أميركا ومعها الكيان الصهيوني الغاصب، وليس أي عدو آخر، كما أقروا في اجتماع الجامعة العربية حينها، الذي أتى خدمة للكيان الصهيوني والسياسات الأميركية، وهذا ما ظهر جليا بعد أيام من هذا الاجتماع".

وشدد على أن "قضية القدس هي أكبر وأعظم من أن تكون مقايضة في معاهدة أو اتفاق بين نظام عربي (أيا كان) وبين الولايات المتحدة الأميركية، فالقدس أكبر وأعظم مما يتخيل هؤلاء الذين يظنون أن بإمكانهم أن يعقدوا صفقة على حساب القدس وتاريخها ورمزيتها والمقدسات الموجودة فيها عند المسلمين والمسيحيين، وبالتالي الذين اعتقدوا ولو للحظة أن بإمكانهم أن يتآمروا على القدس ليحصلوا على مكاسب آنية أو استراتيجية أو ليثبتوا أنفسهم على عروش واهية وفانية، عليهم أن يعرفوا أن ما راهنوا عليه هو خطأ وخطيئة كبيرة، لأن عروشهم لن تبقى، بل القدس هي التي ستبقى، وعلى كل الشرفاء في العالم أن يثبتوا لأميركا هذه المقولة، ألا وهي أن القدس فيها كل هذه الرمزية والتاريخ والمقدسات، وذلك يحتاج إلى جهد وعمل ومظاهرات وكلمات ومواقف".

واعتبر أن "ما نشاهده اليوم في عالمنا الإسلامي والعربي هو بداية جيدة وتحرك له قيمة كبيرة جدا في البعد السياسي والثوري في مواجهة كل هذه المشاريع الأميركية والاسرائيلية، وتحديدا ما يقوم به الشعب الفلسطيني في القدس وفي الضفة وغزة هو دليل واضح على أن الشعب الفلسطيني لن يهزم وإرادته ما زالت حاضرة، وأن الأجيال تتالى وكل ما جاء جيل جاء أشد صلابة وأكثر عزما من الجيل الذي مضى، وهذا الجيل الجديد الذي ينتفض اليوم في القدس والضفة وغزة سيكتب نصرا كبيرا وعزيزا دفاعا عن القدس وفلسطين وكل مقدسات الأمة، وحينما يقوم الشعب الفلسطيني بدوره ووظيفته في الانتفاضة وفي المقاومة وفي تقديم الشهداء، فإن المطلوب من الجميع أن يكون معه في موقع الدعم والمساندة والوقوف إلى جانبه".

وشدد على أن "موضوع القدس ليس فقط أن ترامب وقع على قرار الكونغرس واعترف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني وانتهى الموضوع، بل إن الموضوع أكبر من ذلك بكثير في البعد العقائدي أو الديني أو التاريخي وحتى السياسي، فإذا كان يعتقد ترامب والصهاينة أن بإمكانهم أن يمحوا تاريخ ورمزية القدس بشطبة قلم، فهذا يعني أن التوطين وحدود الدولة التي يتحدثون عنها لا يحتاج لا إلى إمضاء ولا إلى شطبة قلم وسيصبح واقعا محتما"، لافتا إلى أن "إجماع اللبنانيين في الأسبوع الماضي وما قبله على موقف شريف وحر ومهم في قضية القدس، هو دليل على أن لبنان يظهر صورته الحقيقية كبلد مقاوم وهو شيء جيد ومهم لحاضر لبنان ومستقبله، ولكن على جميع اللبنانيين أن يعرفوا أنه إذا تم التغاضي عن التآمر على القدس فإن التوطين في لبنان سيكون أمرا بسيطا وعاديا ولا يحتاج إلى إمضاء من ترامب حتى، وحينئذ فإن لبنان والمنطقة كلها أمام مشاكل كبيرة وكثيرة".


 

  • شارك الخبر