hit counter script

مقالات مختارة - ابتسام العون - الانباء الكويتية

شكراً ترامب لقد وحّدت الصفوف..!

الأحد ١٥ كانون الأول ٢٠١٧ - 07:06

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

بين الفينة والأخرى ينشط الناشطون ويخطط المخططون ويحيك المتآمرون من أعداء هذه الأمة لضرب وحدتها وطمس هويتها الإسلامية، وهدم قيمها، وإفساد شبابها، وسلب ميراثها الديني والحضاري، وانتهاك إنسانيتها، وآخر المستجدات والمؤمرات في قتل وتكفين القضية الفلسطينية، هو إعلان الرئيس الأميركي ترامب بأن القدس عاصمة إسرائيل الأبدية، وبالطبع ك‍لنا يعلم ان ترامب أطلق هذا الإعلان إرضاء للطفلة المدللة إسرائيل ضاربا بعرض الحائط مشاعر المسلمين والمواثيق الدولية والعلاقات الإنسانية، ويعتبر هذا القرار دعوة سافرة للإرهاب وانتهاكا صارخا لحقوق الإنسان، ويرى المختصون بالسياسة ومحللو مستجدات الساحة أن رجل الأعمال والمتنفذ الصهيوني شيلدون اديلسون قد ضغط بقوة على ترامب لإعلان القدس عاصمة لإسرائيل، وهو من ساعد الرئيس الأميركي في حملته الانتخابية للوصول إلى كرسي الرئاسة مقابل التزامه بنقل السفارة للقدس والاعتراف بها كعاصمة دائمة لإسرائيل.

ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين، فقد فعل إعلان ترامب الاستفزازي العجب العجاب في الأمة الإسلامية بل في العالم بأسره، فقد تناسى ترامب أن هناك حبلا سريا بين القضية الفلسطينية وأمة لا إله إلا الله، وقد غفل ترامب وأعوانه عن خاصية هامة جدا وهي ان القضية الفلسطينية وتحرير الأقصى الشريف هاجس يؤرق مضجع كل مسلم، وهمٌّ مشترك بين جميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وهدف سام كفيل بأن يوحد الصفوف وينزع فتيل النزاعات وكيف لا؟ والقدس مسرح النبوات ومهبط الرسالات وثالث الحرمين وأولى القبلتين.

وكيف لا؟ وقد احتضنت أرض فلسطين والقدس الشريف ولادة سيدنا عيسى عليه السلام ومناجاة سيدنا موسى لربه، وأول صلاة صلاها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم باتجاه المسجد الأقصى ثم حولت باتجاه الحرم المكي، وهي أرض مباركة فهي أرض الإسراء والمعراج، وقد سكنها وزارها كثير من الصحابة والتابعين والعلماء والرؤساء، كل ذلك إرث تاريخي وحضاري وديني زاخر كفيل بتوحيد الصفوف وخرس كل لسان يقول إن القدس عاصمة إسرائيل وأن أرض فلسطين حق مكتسب لإسرائيل.

ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين، حيث إن فور إعلان القدس عاصمة إسرائيل انتفضت فلسطين والشعوب الإسلامية واستنكرت كل الأحزاب وأطياف المجتمعات، واستشاط المسلمون والمسيحيون غضبا على حد السواء من هذا القرار، وبدعوة تركية عقدت قمة إسلامية ل‍منظمة التعاون الإسلامي نوقشت فيها آخر المستجدات ووضعت أهم التوصيات.
وأجمل ما في هذا الإعلان الاستفزازي توحيد كلمة المسلمين في العالم، وإحياء القضية الفلسطينية من جديد، حيث باتت القضية الأولى على الأجندة الإقليمية والعالمية الرسمية بعد أن كانت في المرتبة العاشرة.
شكرا ترامب لقد وحدت الصفوف من بعد الله عز وجل.
 

ابتسام العون - الانباء الكويتية

  • شارك الخبر