hit counter script

أخبار محليّة

يوحنا العاشر: لسنا مع الهجرة ولا التهجير ونريد البقاء والثبات في الأرض

السبت ١٥ كانون الأول ٢٠١٧ - 21:01

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

ترأس بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر، خدمة تنصيب المطران باسيليوس قدسية المنتخب على أبرشية أوستراليا ونيوزيلندا والفيليبين، خلال صلاة شكر، أقيمت في كاتدارئية القديس جاورجيوس في سيدني - أوستراليا، في حضور رئيس المجلس التشريعي في ولاية نيوساوث ويليز، السفير اللبناني في اوستراليا ميلاد رعد، القنصل الفخري للجمهورية العربية السورية في سيدني ماهر دباغ، رئيس بلدية هونسبي فيليب رادوك، والمطارنة: مطران صور وصيدا وتوابعهما للروم الأرثوذكس المتروبوليت الياس كفوري، مطران الموارنة في أوستراليا انطوان شربل طربيه، مطران الملكيين الكاثوليك في أوستراليا روبير رباط، مطران السريان الأرثوذكس في أوستراليا ملكي ملكي، الأنبا دانيال عن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في أوستراليا، المطران مار ميليس زيا عن الكنيسة المشرقية الاشورية في أوستراليا، المطران مار يعقوب دانيال مطران الكنيسة الاشورية الشرقية القديمة، المطران إيميل نونا عن الكنيسة الكلدانية ، مطران الأرمن الأرثوذكس في أوستراليا نجاريان، المطران جورج من كانبرا عن الكنيسة الروسية الأرثوذكسية، المطران سلوان عن الكنيسة الصربية الأرثوذكسية، الأسقف ألكسندر مفرج من أبرشية أميركا، الأرشمندريت غبريال عن الكنيسة الماسودنية، الأرشمندريت سفرونيوس عن الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية، الأرشمندريت نبيل خشاب، مدير دائرة العلاقات المسكونية والتنمية في بطريركية أنطاكية الأرشمندريت ألكسي شحادة، الأرشمندريت برثنيوس اللاطي، راهبات العائلة في آباء كهنة وشمامسة وحشد كبير من أبناء الأبرشية الذين وفدوا للمشاركة في هذا الحدث الأنطاكي التاريخي.
بعد نهاية صلاة الشكر، وعلى وقع عبارة مستحق، سلم البطريرك يوحنا للمطران المنتخب عصا الرعاية ناقلا أدعيته القلبية له ولأبناء الأبرشية.
وعبر البطريرك يوحنا في كلمته الروحية عن" اعتزازه بأبناء الكنيسة الأنطاكية في الإنتشار الذين حملوا إنجيل المسيح في قلوبهم وبنوا كنائسهم وعمدوا أبناءهم على الإيمان الأصيل الذي تلقوه من آبائهم، منوها" بجهود المثلث الرحمات المطران بولس صليبا، مستذكرا أيضا المطران جبران رملاوي وما حققه في هذه الأبرشية".

ونقل "إلى المؤمنين محبة الأهل في الديار الأم، المحبة المجبولة بالآلام، تلك الآلام التي أتت نتيجة ما يحصل في تلك الديار وبخاصة في سورية من قتل وخطف وتدمير وكلها أمور غريبة عن مجتمعنا ولا نعرفها، لأننا شعب يؤمن بالمحبة ويؤمن بإحترام الإنسان والعيش المشترك مع سائر أطياف المجتمع وعلى الرغم من كل الصعاب ما زلنا نعيش مع أخوتنا المسلمين علاقات طيبة".

اضاف: "نحن من طلاب السلام ومدعاته ونحمل رسالة السيد السلامية وننشد السلام الذي يفضي الى الحلول السلمية تجاه ما يحصل في الشرق الأوسط وليس إلى الإقتتال والحروب".

وأشار إلى "أننا باقون في ديارنا ومغروسون فيها كأرز لبنان الذي لا يهزه شيء"، رافعا الصوت عاليا "لسنا مع الهجرة ولا مع التهجير، إنما نريد البقاء والثبات في الأرض حيث شاء الرب أن نولد ونعيش هناك".

كما إستذكر البطريرك يوحنا العاشر ملف مطراني حلب بولس يازجي ويوحنا ابراهيم مستنكرا "الصمت الدولي المريب في حقهما، وتمنى "أن يصار إلى معرفة مصيرهما"، مؤكدا" أن كنيسة أنطاكية هي الكنيسة التي عشقت سيدها وعاشت بموجب تعاليمه ووصاياه ولذلك فهي اليوم توصف بأنها كنيسة شهيدة وشاهدة".

وتوجه إلى المؤمنين، بالقول:" أننا فخورون بكم ونحبكم ونثمن محبتكم لكنيستكم الانطاكية وحنينكم الدائم لها، أنتم إمتداد للكنيسة الأنطاكية في أوستراليا، جعلتم من كنيستكم ذاك الجسر الذي يربط بين الشرق والغرب، ولهذا إنكم تعيشون في أوستراليا مواطنين صالحين تتحلون بالقيم والخلقية".
أما المطران الجديد باسيليوس قدسية، فألقى كلمة روحية مؤثرة قال فيها:" الشكر والتمجيد والتسبيح أولا لربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح، رئيس الكهنة العظيم، الذي أهلني بوافر محبته ورحمته أنا عبده الخاطئ وغير المستحق، إلى نعمة رئاسة الكهنوت، إلى هذه الخدمة الشريفة والمباركة. وتاليا لكم يا صاحب الغبطة وللسادة المطارنة على الثقة التي منحتموني إياها".

اضاف: "في تعليم آباء كنيستنا المقدسة أن درجات الكهنوت الثلاثة - الشموسية ، الكهنوت والأسقفية - تقابل الدرجات الروحية الثلاثة - الطهارة، الاستنارة، والتأله. فالشماس يجاهد ضد الأهواء، هو في مرحلة الطهارة، والكاهن هو من اقتنى الإستنارة الروحية، أما الأسقف فهو من يسعى إلى الكمال أو إلى الإتحاد مع الله ، واضعا نصب عيني تعليم كنيستنا هذا، أجد نفسي بعيدا كل البعد عن استحقاق درجة رئاسة الكهنوت، ولكن إيماني الكامل بالنعمة الإلهية التي في كل حين "للمرضى تشفي وللناقصين تكمل" والتي انتدبتني لهذه الخدمة الشريفة، وشفاعات الكلية القداسة والدة الإله والدائمة البتولية مريم، وصلوات غبطتكم وصلوات السادة المطارنة والأساقفة والآباء وجميع الشعب الحسن العبادة، لي رجاء كامل أن هذا الكنز، نعمة رئاسة الكهنوت، الموضوع في آنية نفسي الخزفية سوف تعضدني وتقويني في خدمتي التي انتدبت لها، خدمة الشعب المؤمن في أبرشية أستراليا، نيوزيلاندا والفيليبين".

وتابع: "عندما وصلت إلى أبرشية أوستراليا في العام 2010، للخدمة بطلب من المثلث الرحمات المطران بولس صليبا، تعلمت أن الغربة في المفهوم المسيحي هي ليست فقط في الاغتراب، أي في الابتعاد عن الوطن الأم، لكن بحسب تعليم آباء الكنيسة، الغربة هي الإعراض النهائي عن كل شيء يعيقنا في وطننا عن بلوغ التقوى التي نشدوها. تصبح الغربة منطلق للشوق إلى الله و مدرسة للاتكال الكامل على رحمته ومحبته. بحسب القديس يوحنا السلمي، هي كثرة الحب وتوغل في الصمت. من هنا يصبح للغربة فعل إيجابي وبناء على المستوى الروحي والرعوي والكنسي. في الغربة أيضا اختبرت قول السيد له المجد: "كل من ترك بيوتا او إخوة او أخوات او ابا او اما يأخذ مئة ضعف في هذا الزمان" هذا ما أشعرني به الشعب الإنطاكي في أبرشية أستراليا أن كلَّهم إخوة واخوات، آباء وأبناء".

واكد "في هذا اليوم وأنا واقف أمام غبطتكم مقتبلا نعمة رئاسة الكهنوت، أود أن أعبر عن شكري وامتناني العميقين لكل من تعب معي وربى وصلى وعلم وهنا لا أستطيع إلا أن أذكر أن محبتي للخدمة الكهنوتية وللعمل الكنسي قد ابتدأت كبذرة في اللاذقية زرعت في مدارس الأحد الأرثوذكسية تحت بركة ملاك اللاذقية المطران يوحنا وفي الأديرة الأرثوذكسية في كرسينا الأنطاكي ونمت في رحاب معهد القديس يوحنا الدمشقي ودير سيدة البلمند يوم كان غبطتكم عميدا للمعهد ثم كبرت في فترة دراستي في اليونان. وقد اكتمل نموها في خدمتي تحت بركة ملاك حلب، المطران بولس، الحاضر في صلواتنا والمغيب بفعل الأسر والتي نضم صلواتنا إلى صلواتكم المقدسة ليعيده الله إلينا وإلى كنيسته سالما معافى مع جميع المخطوفين من كهنة وعلمانيين.

واعتبر "ان هذه البذرة، بذرة خدمتي الكهنوتية، إذ نمت بفضل صلوات كل من أحبني في ضعفي قد أينعت خدمتي في أبرشية أوستراليا تحت بركة المثلث الرحمات المطران بولس صليبا".

وختم كلمته "أشكر إخوتي أبناء أبرشية أوستراليا ونيوزيلاندا والفيليبين على محبتهم وصلاتهم. أشكر كل من جاء اليوم من قريب ومن بعيد من أصدقاء وأحباء من أجل أن يصلي معنا اليوم، مؤكدا إلتزام الأبرشية الثابت بالبلاد الأم وبالكنيسة الأنطاكية، شاكرا للبطريرك حضوره، لافتا إلى المعاناة التي ينقلها البطريرك أينما حل والتي تكمن في آلام أبناء الكنيسة في الشرق الأوسط".

بعد ذلك، قدم المطران باسيليوس قدسية أنغولبيون للبطريرك يوحنا العاشر.
وتوالى على الكلام كل من الأسقف ألكسندر مفرج، المطران سلوان والمطران رباط، مقدمين التهنئة بتنصيب المطران الجديد باسيليوس قدسية. وشددوا على الإعتزاز بأبناء الكنيسة الأنطاكية الذين زرعوا لبنان والشرق في قلوبهم، معبرين عن محبتهم ودعمهم للمطران باسيليوس قدسية.

وبعد الصلاة، تحلق المؤمنون حول الأب الروحي البطريرك يوحنا العاشر والمطران الجديد باسيليوس قدسية في صالون الكنيسة، متطلعين الى غد مشرق ومستقبل كنسي واعد في عهد المطران باسيليوس قدسية.

  • شارك الخبر