hit counter script

أخبار محليّة

رحمة: ندعو لاعادة بناء الثقة بين الدول العربية والجوار ووقف التوترات

الجمعة ١٥ كانون الأول ٢٠١٧ - 15:22

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

شارك النائب اميل رحمة في اعمال "المؤتمر الطارىء للاتحاد البرلماني العربي" الذي انعقد في المغرب، لمناقشة قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب حول القدس، بتكليف من رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي قرر عدم المشاركة في المؤتمر بسبب حرصه على مشاركة كل المجالس العربية دون استثناء.

والقى النائب رحمة كلمة المجلس النيابي اللبناني، دعا فيها الى "رفض وادانة القرار الاميركي، والى دعم الشعب الفلسطيني في مقاومته ونضاله المشروع للتخلص من الاحتلال الاسرائيلي واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس".

وقال: "بداية اشكر لدولة الرئيس الحبيب المالكي رئيس الاتحاد ومجلس النواب المغربي مبادرته الدعوة الى عقد اجتماع طارئ لمجلس الاتحاد، في اطار ردود الفعل العربية على القرار التنفيذي للرئيس الاميركي حول القدس، ارتكازا الى قرار صادر عن الكونغرس الاميركي في منتصف تسعينات القرن الماضي. ان الغياب الشخصي لدولة الرئيس نبيه بري مرده انه لا يريد ان يسجل عليه مشاركته في اجتماع غير متكامل المشهد برلمانيا، وهو سعى ويسعى دائما الى تحقيق اجماع عربي يشكل الاساس لعمل عربي مشترك، كما ان دولته الذي كان متحمسا جدا لعقد هذا الاجتماع وللحضور شخصيا، لكنه لا يقبل، وتحديدا هذا الوقت بالذات ان يغيب اي مجلس نيابي عربي كائنا من كان، وهو يريد ان يكون اجتماعنا منسجما مع مشاعر شعوبنا في رفض القفز الاميركي في المجهول والتنكر للحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني والاستثمار في الانتصارات الذي حققتها الجيوش العراقية والسورية واللبنانية على الارهاب، وبما يعاكس ارادة شعوبنا في رفض التطبيع مع العدو. وقد انابني دولته مشكورا لالقي كلمة مجلس النواب اللبناني وارفع توصياتنا الى هذا الاجتماع.

اضاف: "دولة الرئيس، القدس ليست سلعة تشترى وتباع في سوق نخاسة الضمير الانساني الذي يعيش في ظلام مطبق، فيما نواطير المدينة المقدسة يغطون في نوم عميق انها القدس المدينة المسكونية التي تحتوي على غنى الانسانية النوعية، هي القدس التي تتعانق فيه قباب كنيسة القيامة ومآذن المسجد الاقصى تحف بها المقدسات من كل صوب، تهتف مع رنين الاجراس واصوات المؤذنين: انا القدس عربية الهوية والانتماء ولا تراجع مهما حاولوا طمس الحقائق التاريخية ومهما امعنوا في تهويد معالمي فهذه الارض ارضكم ايها العرب، وهذا التراب ترابكم وهذه السماء سماؤكم، فإلام ستظلون مغلولي الايدي ماذا تنتظرون لتنتفضوا؟ انا القدس التي دخلها المسيح بين سعف النخل وهتاف الاطفال مرددين: مبارك الاتي بإسم الرب.انا القدس أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين او تسألون ما العمل؟ هل تريدون ان تهيلوا التراب على ما تبقى مني وان تحذفوني من ذاكرة الانسانية وانا عنوانها الاكثر اشراقا-اليوم اناديكم ان الساعة قد ازفت وان الوقت هو وقت الخيارات الكبرى، فإما ارتفع معكم وبكم وإما نسقط معا الى مهاوي التاريخ ولن تكون لنا قيامة بعد ذلك".

واعتبر أن "قرار الرئيس ترامب ادخل ويدخل المنطقة في اتون اخطار عاصفة لا يمكن لاحد قياس آثارها، ولا يمكن لاحد الاعتقاد ان القرار تستتبعه عاصفة وتمر، على اعتقاد ان ما اتت به الزوابع تأخذه العواصف فالمنطقة ونحن منها سوف لا تهدأ ولن تبتلع هذه الاهانة. اننا نتيجة خبرتنا في السياسات الاميركية - الاسرائيلية خلال تجربتنا بمواجهة الاعتداءات اليومية من العام 1948 حتى عملية الليطاني الاسرائيلية ضد لبنان، ثم الاجتياح الاسرائيلي لثلثي مساحة لبنان عام 1982، والحروب الاسرائيلية وعناقيد الموت الاسرائيلية ضد لبنان في اعوام 1993 و 1996 وعام 1999، وتاريخنا الطويل في المقاومة بمواجهة احتلال اجزاء عزيزة من ارضنا طيلة اثنين وعشرين عاما حتى التحرير عام 2000 باستمرار احتلال مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، ثم الحرب الاسرائيلية ضد لبنان بشرا وشجرا وحجرا عام 2006، والتي انتهت الى انتصار مدو للمقاومة اللبنانية واثبات منظومة ثلاثية: الجيش والشعب والمقاومة، لعجز القوة الاسرائيلية وسحق اهداف العدوان، اننا نتيجة هذه الخبرة المكتسبة نقول ان قرار الرئيس ترامب ليس هو الاخير، وستتبعه قرارات وحروب بهدف الربط بين القواعد العسكرية الاميركية والاطلسية وما تمثله اسرائيل كقاعدة ارتكاز عسكرية بما يرسخ وجودها ويجعلها في موقع ضاغط على حقوق العرب المائية من النيل الى الفرات. إن قرار الرئيس ترامب اعاد عمليا الامور الى المربع الاول واستنهض حماس شعوبنا وانتصارها للعدالة ولفلسطين، والموقف الآن يتحول من الاستثمار على تفككنا وضعفنا وهزيمتنا الى فرصة لاستعادة قوتنا ووحدتنا وقيامتنا".

وتابع: "بعدما اوغلنا بعيدا في خلافاتنا ومضينا في نهج المكاسرة الى حدود قصية وكأننا لسنا اخوة في العروبة ولا تجمع بيننا أواصر لغة واحدة وحياة واحدة وتطلعات مشتركة، بات لزاما علينا ان نعود الى رشدنا وان نعي خطورة ما اقترفناه بحق انفسنا وما جنته أيدينا على بلداننا فبات لزاما علينا تصويب البوصلة نحو فلسطين القضية العربية المركزية. ان تصويب البوصلة نحو فلسطين هو الذي يحررنا من تجاذباتنا ومواجهتنا العبثية ويوحدنا حول هذه القضية المقدسة فلا تتبلبل ألسنتنا ولا تذهب أذهاننا مذاهب شتى لا تحمل في طياتها الا المزيد من التفكك والانهيار، وحدها - وحدها فلسطين هي التي تخلع عنا أذيال الانقسام المميت وتعيدنا الى دائرة الحياة قوة فاعلة في هذا العالم".

ولفت الى أن "مجلس النواب اللبناني الذي عقد جلسة عامة له الجمعة بتاريخ الثامن من كانون الاول الجاري بعنوان: جلسة القدس، عبر عن الاجماع اللبناني على ادانة واستنكار قرار الرئيس الاميركي والوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق. مجلسنا يدعوكم الى اتخاذ موقف يتجاوز التوصيات التقليدية والقرارات مع وقف التنفيذ في التأييد والشجب والادانة والاستنكار، الى مواقف عملية داعمة لتعزيز صمود الفلسطينيين، خصوصا المقدسيين في ارض وطنهم، عبر انشاء صندوق برلماني حقيقي لدعم انشاء مقر للمجلسين الوطني والتشريعي في القدس ودعم انشاء المؤسسات الرسمية للسلطة الوطنية الفلسطينية".

واردف: "انني باسم المجلس النيابي اللبناني ادعو هذا الاجتماع لمجلس الاتحاد الى رفض وادانة واستنكار القرار التنفيذي للرئيس الاميركي نقل السفارة الاميركية الى القدس. رفض كل مشاريع الوطن البديل وتوطين وتجنيد الفلسطينيين على مساحة العالم خصوصا في دول الجوار الجغرافي. الرفض الشديد لموقف الادارة الاميركية اغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن. دعم حق الشعب الفلسطيني في مقاومته ونضاله المشروع للتخلص من الاحتلال الاسرائيلي وصولا الى تحقيق امانيه الوطنية في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. بذل الجهود في الاطر البرلمانية المختصة للاتحاد البرلماني الدولي وكافة الاتحادات القارية واللغوية والجهوية لتحرير البرلمانيين الفلسطينيين المختطفين والمعتقلين في سجون الاحتلالات الموقوفين اداريا. الدعم المطلق للمصالحة الفلسطينية وتوحيد الموقف والخطاب السياسي والمساهمة في دعم اعادة انتاج السلطة الوطنية والعمل لدعم المساعي الهادفة لتوحيد منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني. ادانة واستنكار القرارات الاستيطانية الاسرائيلية المناقضة لقرار مجلس الامن واعطائها بعدا دوليا تقريريا في مجلس الامن تحت الفصل السابع. اطلاق دبلوماسية برلمانية لاعادة بناء الثقة في العلاقة بين الدول العربية والجوار الاقليمي المسلم، ووقف التوترات الجغرافية والسياسية والاعلامية".

واشار الى ان "ما تقدم يشكل الضرورات العاجلة لاعادة تصليب النضال الفلسطيني وبناء المسؤولية العربية لحفظ فلسطين كخط اول للدفاع عن الامة ودون ذلك فأنني باسم المجلس النيابي اللبناني اوجه عنايتكم الى المثل العربي الذي يقول: أكلت يوم أكل الثور الابيض. اشكر لكم انعقاد هذا الاجتماع وهو يعبر عن المسؤولية المغربية تجاه فلسطين والقدس على وجه الخصوص، ورئاسة المغرب الشقيق المتواصلة من ايام المغفور له المرحوم جلالة الملك محمد الخامس والتكليف المتواصل بهذه المهمة لجلالة الملك محمد السادس".

وختم: "لم اجد أفضل من نداء الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله للأمة الاسلامية اثر حريق الاقصى وفيه: ماذا ننتظر؟ هل ننتظر الضمير العالمي. اين هو هذا الضمير، ان القدس الشريف يناديكم ويستغيثكم لتنقذوه من محنته ومما ابتلي به، فماذا يخفينا هل نخشى الموت؟ وهل هناك ميتة أفضل واكرم ان يموت الانسان مجاهدا في سبيل الله. هل نذكر هذا الملك الشهيد البصير والرؤيوي، هل نفقه عمق ما قال؟ اشكر لكم حسن الضيافة والوفادة والاستقبال".

  • شارك الخبر