hit counter script

الحدث - مروى غاوي

الزعيم الزغرتاوي... ينهي كل خصوماته

الجمعة ١٥ كانون الأول ٢٠١٧ - 06:11

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

عندما ترشح رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية الى الانتخابات الرئاسية او بالاحرى رشحه اليها الرئيس سعد الحريري آنذاك وقعت القطيعة الكبرى بين سليمان فرنجية ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون، يومها لم يقتنع الأخير برواية حليفه حول توافر ظروف معينة تميل لمصلحة رئيس المردة اكثر مما ترجح كفة عون للرئاسة، كما لم يقتنع عون بصدق فرنجية في روايته الرئاسية حيث ان قناعة رئيس التيار الوطني الحر يومها ان ثمة من "نفخ" بالنار لتفرقة الحليفين، ولم يستوعب عون ابداً ان "يغدر" كما ارتأى في حينه به حليفه التاريخي والاستراتيجي وان يتحول الى منافسه الى الانتخابات الرئاسية بدون منازع بعد انسحاب رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع من المعركة، فوقعت الواقعة بين الحليفين وازداد الشرخ بينهما بعدما "اسقط" الحريري ترشيح فرنجية وسار مع عون في التسوية الرئاسية التي اوصلت عون الى بعبدا والحريري الى السراي .

مشت التسوية السياسية وشبك عون وجعجع يدهما ببعض من تفاهم معراب الى القصر، وبقي فرنجية خارج التركيبة المسيحية وبعلاقة "مصدومة" مع رئيس الحكومة سعد الحريري الذي ساير العهد وانجز مع رئيس الجمهورية خطوات اصلاحية، وفي حينه "أقصي" فرنجية وتم عزله فكان تفاهم معراب يفعل فعله بين بعبدا والقوات والتيار والغزل ماشي بينهما، فيما كان فرنجية رداً على محاولة العزل يرفع السقف عالياً بوجه ميشال عون مخاصماً ويقطع اشواطاً في معاداة الرئيس الذي اقترب منه الجميع إلا فرنجية على خلفية معركة الانتخابات .
في هذا الخضم لم تسجل "الكاميرات" في بعبدا حضوراً إلا نادراً لرئيس المردة في بعبدا، ملائكته حضروا استشارات تكليف الحريري فيما شارك فرنجية في طاولة الحوار في بعبدا وبقيت الامور تراوح مكانها بين الرئيس والبيك حول "من يدعو الآخر"، خلاف بالشكليات يمتد الى ما هو ابعد، وقد كان لافتاً في هذه المعمعة ايضاً ان "الحظر" شمل المردة وكان ثمة رغبة بالانتقام من رئيسها في الحكومة مارسته بعبدا لعدم توزيرها في حكومة الحريري قبل ان تتدخل ضغوط عين التينة والضاحية لترتيب الوضع، فأعطى نبيه بري وزارة الأشغال من رصيده الوزاري للحليف في زغرتا، قبل ان تتبدل المعالم ويصفو الجو مجدداً بين بعبدا وزغرتا مع الأداء الرئاسي مع زغرتا الذي تحول الى مستويات مقبولة وافضل من المرحلة التي سبقت، رغم السباق السياسي والخدماتي الذي كان سائداً بين المرديين والعونيين ورغم مواقف رئيس التيار الوطني الحر الذي لم يوفر رئيس المردة في انتقاداته وحملاته السياسية بسبب الكيمياء التي فقدت بين الطرفين .
اليوم ومع التسوية الجديدة وقبلها ايضاً تغير المشهد رأساً على عقب بين بعبدا وزغرتا وبين التيار الوطني الحر والمردة، على ما يبدو ثمة توجه واضح لازالة المتاريس السياسية بين الحليفين السابقين، بعدما كانت المردة تحشد الاخصام للنيل من التيار الوطني الحر في الشمال، وبعدما أنجز التيار الوطني الحر تفاهمات مسيحية تستثني المردة في البقعة الشمالية وتستهدف اسقاط فرنجية واخراجه من المعادلة النيابية، فاليوم ثمة من يتحدث عن تحالفات خماسية او رباعية تضم التيار الوطني الحر وقد تكون المردة من خلال تفاهماتها السياسية مع حلفاء عون من ضمنها، حيث يتم الترويج لتحالفات "غير مباشرة" في بعض الدوائر بين المردة والتيار الوطني الحر قد تكون القوات خارجها. فالواضح ان الامور تغيرت كثيراً في يوميات المردة مع تراجع القرار باسقاطها انتخابياً وتراجع حدة المعركة السياسية لاقصائها، فالمشهد الداخلي تماهى مع التبدل الذي فرضه السعوديون بعد الانقلاب على الحريري، ثمة قوى اخرى ذاهبة الى العزل فيما سليمان فرنجية يعود من الانفرادي الذي وضع فيه قبل نحو عام .
يوم 6 تشرين الثاني "رن" هاتف فرنجية في زغرتا... طلبه الرئيس او "استدعاه" لا فرق اليوم الى بعبدا لمواكبة تداعيات اختفاء سعد الحريري واستقالته من ضمن اللقاءات التي عقدها رئيس الجمهورية مع الاقطاب السياسيين لحل لغز الاختفاء القسري وايجاد مخارج للازمة، يومها خرج فرنجية كما دخل، لم يقل شيئا، فالموقف اصعب مما يمكن تصوره، ومصير البلاد على المحك، ولا مكان للهو في عملية تصفية الحسابات السياسية والتوقف عند تفاصيل تم تجاوزها، الوضع الخطير استلزم فتح الخطوط مجدداً والتعاون الذي اثمر مع باقي السياسيين في الخروج من الأزمة وانجاز تسوية سياسية لنأي آخر. لكن طي صفحة الماضي كلياً تقتضي المرور بباسيل الذي تبادل فرنجية معه اتهامات في المرحلة الماضية باعتباره الخصم السياسي والمرشح المنافس في الانتخابات النيابية في الشمال والانتخابات الرئاسية في ما بعد، ولكن الطريق الى القصر لم يعد فيها حواجز وبالتالي فان مصالحة باسيل ليست معقدة ايضاً ورئيس المردة اكد ان الابواب مفتوحة لباسيل لكنه لم يحدد موعداً بعد .
واذا كان فرنجية يراقب عن بعد "المسار الجديد" بين بعبدا ومعراب الذي لا يخلو من مطبات كثيرة، فان معطيات فرنجية كانت تؤكد ان التحالف بين القوات والتيار لن يكون عمره طويلاً لاختلاف الرؤيا الاستراتيجية نفسها، وهو لطالما صارح مقربين منه بان هذا التحالف استهدف او "هندس" للقضاء على المردة وعزلها، لكن "عمر" المردة الطويل نجاها من القطوع فالتجأت الى عين التينة والحليف الاستراتيجي في حارة حريك ازاء الهجمة عليها .
رغم ذلك، فإن فرنجية طوى الصفحة ويحاول انهاء كل خصوماته السياسية، اليوم لا يوجد عداوة مع احد يقول مرديون، حتى في "عز الخلاف لم نكره ميشال عون او نحقد على التيار الوطني الحر"، الصفحة صارت في الخطوط الخلفية والماضي، واذا كان التحالف الانتخابي مع القوات معقداً و"لسنا في تحالف مع معراب، لكن الماضي تم تجاوزه وما يهم هو الوضع المسيحي وتماسكه، ومصلحة الوطن اولاً. ومع رئيس الحكومة، بالاساس فان غيمة الانتخابات الرئاسية مضت بسرعة ولم تخلف آثاراً جانبية على علاقة الحريري – فرنجية.

  • شارك الخبر