hit counter script

أخبار محليّة

ماكرون لنتنياهو: الحل عبر الدولتين... للهدوء على الحدود مع لبنان

الخميس ١٥ كانون الأول ٢٠١٧ - 17:34

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

المركزية- مستفيدا من موجة الرفض العارمة التي قوبل بها قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل والتحضير لنقل سفارة الولايات المتحدة اليها، يحاول الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون تحقيق عودة قوية لبلاده الى ملف الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي.

ففيما أفقدت الخطوة هذه واشنطن دورها كوسيط بين جانبَيّ النزاع، وحوّلتها الى طرف فيه، وقد أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس امس خلال القمة الاسلامية التي انعقدت في اسطنبول أنه "لن يقبل بأن يكون لأميركا دور في عملية السلام"، قائلا خلال كلمته إن "أميركا اختارت أن تفقد أهليتها كوسيط وتفقد دورها في العملية السياسية، تبدو أنظار باريس متجهة الى لعب هذا الدور، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية متابعة لـ"المركزية".

وفي رأيها، تتمتع فرنسا بمقوّمات تسمح لها، أكثر من أي طرف دولي آخر، بقيادة مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين. ذلك ان رؤيتها للحل المنتظر "عادلة" ومنطقية وتتوافق وكل الرؤى الدولية السابقة للتسوية التي تنص على ضرورة قيام دولتين تعيشان جنبا الى جنب، على ان تكون القدس الشرقية عاصمة فلسطين والقدس الغربية عاصمة لاسرائيل، كما انها قادرة أيضا على التواصل مع طرفي الأزمة.

وبحسب المصادر، فإن باريس لم تتأخر في التحرّك لمحاولة ملء الشغور الذي ستتركه واشنطن في النزاع. فغداة اصدار ترامب قراره، استقبل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في باريس الاحد الماضي، وأجرى معه محادثات أبلغه خلالها بوضوح رفضه اعتراف أميركا بالقدس عاصمة لإسرائيل.

واذ دعا ضيفَه إلى وقف الاستيطان مؤكدا ضرورة العودة إلى المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، أشار ماكرون إلى أن الحل يجب أن يقوم "على أساس التفاوض وصولا لدولتين"، مضيفا "فرنسا تبقى مقتنعة بأن الحل الوحيد بموجب القانون الدولي والتزاماتنا منذ أمد بعيد، هو إتاحة قيام دولتين تعيشان جنبا إلى جنب في سلام، وأن ذلك يمكن أن يأتي عبر التفاوض. ونحن سندعم بأي حال كل مبادرة في هذا الاتجاه"، منددا ايضا بما اسماها "كافة أشكال الهجمات ضد "إسرائيل" في الأيام الأخيرة.

وفي انتظار ما ستؤول اليه الجهود الفرنسية على هذا الخط، تعمل فرنسا، بحسب المصادر، لكسب ثقة تل أبيب. ففيما الاخيرة قلقة من أي توسّع ايراني في سوريا، ومن تمدد حزب الله و"المجاهدين" في جنوب لبنان، أبلغ ماكرون نتنياهو ان سياسة فرنسا لبنانيا تدعو الى التزام حقيقي بالقرارات الدولية وأبرزها الـ1701 والـ1559. أما في الاقليم، فهي ترى ان لا بد من نزع سلاح كل المجموعات المسلحة ومن احترام ايران سياسة حسن الجوار مع محيطها. في المقابل، دعا ماكرون نتنياهو الى تجنّب اي مغامرة عسكرية خصوصا في جنوب لبنان، فكان ان سمع من الاخير تمسّكا بالهدوء والاستقرار على الحدود، وان تل ابيب غير راغبة في تسخين الجبهة واشعالها خلافا لما يروج له البعض.

وقد أكد نتنياهو لماكرون، بحسب المصادر، ان الازمة السياسية في لبنان لا تعنيه وما يهمه هو استمرار الهدوء في المنطقة الجنوبية، وتحديدا في منطقة الـ1701، معربا عن قلقه من مواقف الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله التي اكد فيها ان آلاف المجاهدين سيتدفقون الى لبنان اذا اعتدت عليه اسرائيل، منبها الى ان هذا الواقع من شأنه تغيير قواعد الاشتباك وسيضع المنطقة في خطر كبير. الا ان ماكرون طمأنه الى ان الموقف الدولي رافض لأي توتير وأن عواصم القرار كلّها ستتصدى لاي خطوات ايرانية مزعزعة للاستقرار. 

  • شارك الخبر