hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

الجراح: لبنان يستطيع أن يكون خطا على مستوى المنطقة

الخميس ١٥ كانون الأول ٢٠١٧ - 16:43

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

شارك وزير الاتصالات جمال الجراح في الجلسة الأولى من "المنتدى الثالث عشر للتكنولوجيا والابداع الصناعي"، الذي ينظمه برنامج إنجازات البحوث الصناعية اللبنانية (ليرا)، برعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، في قصر المؤتمرات - ضبية، بعنوان "دور الجهات المعنية في تسويق المعرفة والإبتكار والتكنولوجيا في لبنان، تجربة وآفاق برنامج LIRA".

وسأل مدير الجلسة، الأمين العام للمجلس الوطني للبحوث العلمية، نائب رئيس هيئة الإشراف العليا على البرنامج البروفسور معين حمزة، هل تطوير شبكة الاتصالات في لبنان نحو القدرات التقنية غير المحدودة وبأسعار متدنية في أساس استراتيجيات التطوير التكنولوجي في لبنان؟ وماذا عن الدور المحوري الذي يضطلع به لطمأنة اللبنانيين، الشباب والعلماء والجامعيين أننا نسير في هذا الإتجاه؟ فأجاب الجراح: "أهمية قطاع الاتصالات أصبحت واضحة للجميع على مستوى البحث العلمي أو في الجامعات أو على مستوى الطلاب أو الأفراد في لبنان. لذا وجدنا في وزارة الاتصالات أن هناك حجما كبيرا من المشاكل على مستوى الشبكة والإنترنت والهاتف الخليوي. المرحلة الأولى كانت مرحلة رفع المستوى الموجود لتمرير الوقت الممكن من أجل بلوغ المشروع المثالي optimal solution أو حيث يجب أن يكون هذا القطاع".

وأضاف: "حصلت صيانة كبيرة للشبكات وتحسن الأنترنت من واحد الى 7 و23 MB في الثانية، وهو كما نعلم أقل بكثير من المطلوب، لكننا تمكنا من إحداث هذه الزيادة في سرعة الإنترنت. أما بالنسبة الى السنترالات، فيا للأسف كان لدينا مئة ألف طلب خط أرضي للمؤسسات والشركات والمصانع والأفراد، وكنا غير قادرين على تلبيتها لأن حجم السنترالات كما يقال بالعامية "مفول ما في محل".

وتابع: "لقد طورنا السنترالات، استبدلناها وباتت لدينا القدرة على تزويد مئة ألف خط إضافي، وخلال شهر نصبح قادرين على توزيعها وتزويد كل طالبي الخطوط طلبهم على كل الأراضي اللبنانية، لأن عملية التطوير تسير بالتوازي في كل المناطق وفي كل السنترالات المنتشرة على كل الأراضي اللبنانية وقد ترافق ذلك بالطبع مع صيانة مكثفة على الشبكات".

وأكد أن "المشروع النهائي الذي أطلقناه أمس والذي أصبح دفتر شروطه بمتناول جميع المهتمين، سيتنوع عبر الوصول بالفايبر أوبتيكس الى البناية أو البيت أو المكتب. طبعا لل heavy users، كالمصانع، المستشفيات، المدارس والجامعات والمؤسسات الحكومية، لهؤلاء المستخدمين الكبار الأولوية بشكل يمكنهم من الحصول بالحد الأدنى على 50 MB بالثانية، وقد تمكنا من أن نصل بالتجارب التي أجريناها في بيت مسك وABC - فردان الى واحد Gega، بمعنى أن الفرصة متاحة لنعطي كل اللبنانيين من 50 MB الى واحد GeGa، وأنا أعتقد أن ليس هناك دولة في المنطقة قادرة على الوصول إلى هذا".

أضاف: "سيستغرق هذا المشروع سنتين، واختصارا للوقت سنبدأ في كل المناطق اللبنانية معا، في بيروت كما في عكار كما في الجنوب والنبطية والبقاع، لكي تكون الفائدة عامة ومتوازية لكل اللبنانيين".

وأشار الى أن "هذا كان يستلزم منا خفض الأسعار، فأسعار الأنترنت كانت باهظة جدا. ال E1 كان يباع بمئتي دولار، وبات سعره بالجملة سبعين دولارا، أي تم خفضه بنسبة 300%، بما معناه أننا نحاول إكمال ال network، شبكات مع أسعار مع سنترالات بغية اختصار الوقت الذي فاتنا، وخلال وقت قصير سنتمكن من تقديم هذه الخدمة الى كل اللبنانيين".

وعن وضع لبنان من ناحية الإنترنت مقارنة بدولة صغيرة مشابهة كقبرص من ناحية الثمن والكلفة والإمكانات التقنية، قال الجراح: "لكي أكون صريحا، نحن بعيدون جدا عن قبرص، فهي اليوم دولة تمرر الإنترنت الدولي، وبيننا وبين مرسيليا خط إنترنت عبر قبرص. كانت حصة الدولة اللبنانية مع الأسف 60 Gega من مارسيليا الى قبرص و50 Gega من قبرص الى لبنان وقد تمكنا من مضاعفتها عشر مرات، وأصبح الوضع 600 Gega من مرسيليا الى قبرص، 500 Gega من قبرص الى لبنان من دون تكبد أي ليرة إضافية. لقد زدنا حصة الدولة ومددنا العقد خمس سنوات من 2019 الى 2024 من دون أي كلفة، وأخذنا منهم إلتزاما بأننا شركاء في خط بحري جديد هو خط أوروبا".

واعتبر أن "هذا الأمر يمكن أن يحول لبنان الى خط على مستوى المنطقة لأن موقعنا الجغرافي، مضافا الى إمكاناتنا وشبكة الألياف الضوئية، يمكن أن يحول لبنان الى مركز إقليمي لتمرير وبيع الإنترنت الذي يوازي المداخيل المؤمنة من الصناعات الكبيرة لأنها صناعة بالغة الأهمية".

وقال: "على مستوى الأسعار، تمكنا من إنجاز خفض بلغ في بعض الأحيان 300%، وفي بعضها الآخر 200%، لكن لا تزال أسعار ال GSM في الخليوي باهظة والخدمة سيئة، لهذا دخلنا في مشروع توسيع شبكة ال3G وكان لدينا مشكلة في الموجة التي كنا نبث عليها، وقد ثبت وجوب تغييرها مع توسيع في زرع 932 برجا إضافيا على مستوى لبنان".

وأشار الى أن "هذا الأمر سيكلف نحو 200 مليون دولار مع ضمانات للحصول على أفضل تغطية، وانتفاء لقطع الاتصال، وهذا ما لم يحصل مع الشركات التي وضعت الإمدادات في السابق. وبنتيجة ذلك وقعنا في تغطية سيئة، وتقطعات في الاتصال الواحد رغم تكبدنا المبالغ".

وختم الجراح: "هذه المرة سيتم التركيب مع ضمانات من الشركة المركبة لحصولنا على توقيعها الخطي الذي يكفل جودة المشروع، ولا سيما من الناحية الصيانة".

بعد ذلك رد سائر المشاركين في الجلسة على أسئلة حمزة، فتحدثت دولا سركيس من الجامعة اليسوعية عن موضوع تدريس ريادة الاعمال وتسهيل ذلك في انخراط الشباب والمتخرجين في سوق العمل، مشيرة الى أن "الجامعة اليسوعية قطعت اشواطا كبيرة في هذا المجال لناحية دورها في التطور الاقتصادي في البلد والعمل على مساعدة المتخرجين لإيجاد فرص عمل في لبنان في الاختصاصات والمجالات كافة".

وسئل ممثل مصرف لبنان خالد بحصلي عما إذا كان هناك توجه في مصرف لبنان لتوسيع محاور الدعم التي يقدمها المصرف، فقال: "فضلنا الدخول في الICT بشكل أولي لأن هذا المجال يحرك السوق. اليوم عالم الاتصالات والعولمة يفتح المجال لإدخال ما يلزم من الخارج ليجد المقاولون اللبنانيون اسواقا سريعة، إذ إن الاسواق اليوم معقدة لبيع البضاعة. أما في ما يتعلق بالامور التقنية والمعلوماتية، فيمكن أن تبت بسرعة، إلا أن هناك مواضيع أخرى بحاجة الى بحث ودراسة لان مصرف لبنان يعمل على تأمين مناخ استثمار متكامل، وكان قد وضع مجموعة حوافز للمصارف لتسليف القطاعات الإنتاجية، اضافة الى القروض المدعومة من الدولة، فهذه الوسيلة لا تستخذم كما يجب من الصناعيين، لذلك يجب العمل على هذا الموضوع".

وتطرق إيلي كرم ممثل نقيب المهندسين جاد تابت الى دور النقابة في توجيه المهندسين بالتعاون مع الكليات لاعتماد تقنيات ورؤية جديدة للبناء في لبنان، مشيرا الى أن "النقابة تطالب بسياسة تربوية لأنه في كل سنة يتخرج عدد هائل من المهندسين وتستوعبهم النقابة، ولكن سوق العمل لا يمكن أن يستوعبهم"، كاشفا ان "النقابة تعمل على إيجاد الحلول لهذه المعضلة من خلال القوانين المرعية الاجراء".

وتناول الرئيس التنفيذي لمجموع شركات INDEVCO المهندس نعمة افرام قدرة الجامعات اللبنانية على التكيف مع حاجات القطاع الصناعي، فأعرب عن "فخره بالجامعات في لبنان نظرا الى تقدمها في المجال الصناعي".

ورأى افرام أنه "رغم كل محاولات العمل على النمو، لا يزال حجم الصناعة في لبنان صغيرا بالنسبة الى المؤشرات، وهذا الخلل يحد من تواصل الصناعة مع الجامعات"، معتبرا ان "التقصير في اتخاذ القرارات والانتاجية منذ عشرين سنة حتى اليوم أثر على الصناعة لأن مجلس النواب يعمل ببطء في اصدار القوانين".

ولفت الى أنه "يمكن تسريع البحث العلمي بين الجامعات والصناعيين من خلال اعتبار البحث والتطوير العلمي في لبنان بحيز التوظيف الصناعي".

وشدد على أنه "إذا ارتفع حجم الصناعة يمكن استيعاب كل المتخصصين وحملة الدكتوراه، على أن تكون سياسة الدولة مبنية على التطوير الصناعي، لأن الانتاج هو الذي يطور الاختراعات وليست الجامعات".

وتناولت رئيسة الجامعة الإسلامية في لبنان البروفسورة دينا المولى أهمية مشاركة الجامعة في برنامج "ليرا" على صعيد الطلاب والاساتذة، مشددة على ضرورة المساهمة في البحوث العلمية الصناعية المتخصصة ضمن استراتيجية محلية دولية وحكومية والمشاركة في المشاريع مع الشركات الصناعية وتعزيز الابتكار الذي يتطلب نهجا متعدد الاختصاصات.

وأوضحت أن "الجامعة الإسلامية تعمل على تحضير الطالب للإنخراط في سوق العمل في المجالات كافة، لأن سوق العمل ضيقة جدا لبعض الاختصاصات. لذلك نعمل على الإبتكار لتوفير فرص عمل واختصاصات ووظائف جدديدة"، معتبرة أن "الجامعة مكان للتوعية من خلال إطلاق مختلف المشاريع المبتكرة، وهي ايضا مستثمر أولي لسوق العمل".

وتحدث رئيس مجلس إدارة "صقال هولدينغ" التي تعنى بقطاع المولدات الكهربائية المهندس ماهر صقال عن أنظمة الجودة والعناية بالشروط البيئية لتخفيف التلوث الناتج من الاستعمال الكثيف للمولدات الكهربائية.
ورأى أن "المشكلة الاساسية في الكهرباء كبيرة لان كلفتها اغلى من مبيعها، والحل في زيادة التعرفة تدريجا لأن المستهلك اللبناني يدفع أضعاف الاضعاف لشركات المولدات ولا يجوز الاستمرار في زيادة العجز لدعم الكهرباء".

بدوره تحدث رئيس مجلس الإدارة المدير العام ل"جميل إخوان" نبيل الجميل عن الرؤية المشتركة بين الجامعات والقطاعات الانتاجية لمواكبة الذكاء الصناعي والحد من الكلفة العالية للصناعات التقليدية والانتقال التدريجي من الصناعات التقليدية الى الصناعات الحديثة، على أن يكون الجهد مشتركا بين جمعية الصناعيين والجامعات في هذا الاطار.

ورأى رئيس جمعية الصناعيين فادي الجميل أن "ما يقوم به الصناعيون من خلال تواصلهم مع الجامعات هو من اجل تطوير السلع، ونحن في ورشة متكاملة في هذا الاطار لناحية التركيز على الابداع".

وأشار الى أن "هناك امكانات كبيرة في المصانع بالتعاون مع الجامعات، وقد ساهمت في العديد من المشاريع بهدف تطوير الصناعة"، معتبرا أن "التواصل بين الصناعيين والجامعات ورشة مستمرة لاستكشاف التكتولوجيا الجديدة".

وفي ختام الجلسة فتح المجال لأسئلة الحضور التي أجاب عنها المنتدون.

  • شارك الخبر