hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

المؤتمر الدولي الإسلامي الأول في سيدني عن الاعتدال والوسطية

الخميس ١٥ كانون الأول ٢٠١٧ - 09:58

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أقيم في سيدني مؤتمر دولي إسلامي حول "الاعتدال والوسطية" تحت عنوان "محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة ورسول السلام"، وشعار: "وكذلك جعلناكم أمة وسطا". بالتعاون بين المجلس الإسلامي الأعلى في أستراليا ومجلس العلماء الأندنونسي فرع جاكرتا.
حضر المؤتمر عدد من المفتين ورؤساء ودكاترة الجامعات والأئمة من أندنوسيا وماليزيا وبروناي وسنغافورة وتايلند وسريلنكا وفيجي ونيوزلندا، وكل ولايات أستراليا. مما يزيد على تسعين شخصية إسلامية.
وحضر افتتاح المؤتمر رؤساء مجالس علمائية ورؤساء مؤسسات اسلامية في الدول العربية والأجنبية ومفتون ووفود لاسيما من اندونيسيا وماليزيا وسلطنية بروناي ووفود من نيوزلندا وفيجي وسنغافورة وبقية الولايات الأسترالية.
وحضر وزير الظل للنائب العام بول لينش، وزير الظل للتعليم في الولاية جهاد ديب، السفير المغربي كريم مدرك وعقيلته، السفير الفلسطيني الدكتور عزت عبد الهادي والسكرتيرة الأولى نورا صالح، السفير اللبناني ميلاد رعد، سفير فيجي يوجيش بونجا، وشخصيات سياسية ودبلوماسية ودينية وحزبية، وممثلو جاليات.

وألقى الشيخ الدكتور سليم علوان الحسيني كلمة جاء فيها: "الأمة الإسلامية عموما والمسلمين في هذه البلاد خصوصا يدعون إلى الاعتدال، والرحمة في التعايش الحسن بين المسلمين وغيرهم، وإلى نبذ التطرف البغيض، والعنف الممقوت، وإلى عدم ربط الإسلام بالإرهاب البغيض، والمسلمين بالمتطرفين، وأنه ينبغي من الجميع باختلاف مناصبهم ومسئولياتهم التصدي لهذه الأفكار الكاسدة، بالتعاون على عزل هذا الفكر المتطرف وحملته في كافة الميادين، وعلى تحصين المجتمع بسلاح العلم، فبالعلم نحارب الجهل، وبالاعتدال نكافح التطرف البغيض، وبالوسطية نحصن المجتمع، وبالرحمة نتصدى للعنف الممقوت".

وتوجه إلى شعوب هذه الدول ومنها أستراليا قائلا: "نحن المسلمين من هذه الشعوب ومن المواطنين فلا نرضى أن تكون أستراليا ولا غيرها من البلاد مرتعا للمتطرفين ولأفكارهم تحت شعار الحرية ولا أن تكون مسرحا للتفجيرات، لذا نضع أيدينا بأيد الشعوب لمحاربة التطرف وأهله، ونطمئن شعوبنا بأننا معهم لحمايتهم وحماية هذه البلاد من المتطرفين وشرورهم".


ثم كانت كلمة لرئيس مجلس علماء جاكرتا الشيخ شريف الدين عبد الغني قال فيها: "التوسط والاعتدال من سمات الإسلام التي تؤثر في كل شأن من شؤون الحياة في العقائد والعبادات والمعاملات والأخلاق والآداب. ومن أهم مجالات وتجليات الوسطية في العصر الراهن الذي يزداد اتصال المسلمين بغيرهم، التزام المسلمين الوسطية والعدل في علاقتهم مع الآخرين، مما يتطلب تأكيد الدعوة إلى صيغة التعايش الحسن، عملا بقوله تعالى: وقولوا لناس حسنا. فالوسطية هي اتخاذ موقف وسط بين الطرفين الإفراط والتفريط، وهي الصراط المستقيم، والطريق الذي لا اعوجاج فيه، الذي فيه صلاح الدنيا والدين. وتتمثل الوسطية في التعامل مع الآخر في ثلاثة معالم هي العدل والإحسان والرحمة".


وألقى رئيس جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية في أستراليا محمد محيو كلمة اعتبر فيها أن "جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية جمعية إسلامية خيرية تربوية اجتماعية، على مذهب أهل السنة والجماعة، وتستقي منهاجها من كتاب الله عز وجل وسنة نبيه، وما قرره علماء الإسلام أصحاب المذاهب الإسلامية المعتبرة، كالإمام الشافعي والإمام أبي حنيفة والإمام أحمد بن حنبل والإمام مالك رضي الله عنهم ولا تتبع منهجا جديدا ولا فكرة مستحدثة، إنما هي على المنهج الذي ينتسب إليه مئات الملايين من المسلمين: أشعرية شافعية. والجمعية ترفض المنهج التكفيري الشمولي للأمة، ولا تستحل اغتيال رجالات الحكومات لأجل أنهم يحكمون بالقانون، ولا تستبيح دماء الشيوخ والنساء والأطفال لأجل أنهم يعيشون في هذه الدول، والجمعية بريئة من هذه الفئات التي تحمل الفكر المتطرف الهدام الظلامي، كما أنها تحذر بالأدلة الشرعية العلمية من تمدد هذا الفكر المتطرف الذي يدمر البلاد والعباد. وترى أن الاعتدال هو طريق النجاة وصمام الأمان في المجتمعات والأوطان. لقد تربى أعضاء الجمعية على الاعتدال والخير، وحملوا هذا المنهج النقي معهم، وعملوا على نشره في صفوف الجاليات العربية والإسلامية، وتحصين المسلمين والمجتمعات والبلاد من الجماعات المتطرفة وأفكارها الهدامة فكانوا بحق دعائم خير حيثما حلوا. إنهم منارات علم ينشرون الدعوة الإسلامية، لا قلة المال تفتر هممهم ولا افتراء حسود يثني عزائمهم. وها هي مشاريعهم ونشاطاتهم تملأ البلدان والآفاق، وها هي قائمة بالخير كما يشهد لها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها، ويمتدحها أهل الفهم والعلم في مختلف بقاع الدنيا".

أما حاكم نيو ساوث ويلز القائد الأعلى للقوات المسلحة سابقا ديفد هارلي فألقى كلمة أثنى فيها على الأعمال والنشاطات التي تقوم بها دار الفتوى وجمعية المشاريع الخيرية الإسلامية لما فيه حفظ المجتمع والوطن.


ثم كانت كلمة لزعيم المعارضة في ولاية نيو ساوث ويلز وزير الظل لغرب سيدني لوك فولي الذي شكر دار الفتوى على الدعوة مثنيا على "الأعمال المثالية التي تدعو اليها دار الفتوى" مشيرا إلى "النشاطات الكبيرة التي تقوم بها جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية تربوية وثقافية وكشفية ورياضية تساهم في خدمة المجتمع والحفاظ عليه".

وبعد جلسات المؤتمر الذي عقد في فندق "غاردن فيو" في بانكستاون، عقدت الجلسة الختامية فكانت المقررات والتوصيات كالآتي:
"1- يتقدم المشاركون في المؤتمر إلى دولة أستراليا حكومة وشعبا بالشكر الجزيل وذلك لتسهيلهم إقامة هذا المؤتمر الإسلامي في مدينة سيدني.
2- التأكيد على أهمية الرحمة في الإسلام ونبذ العنف الممقوت وما لآثار هذه الرحمة على وحدة المجتمع.
3- التأكيد على أهمية التعايش الحسن بين المسلمين وغيرهم سيما في المجتمعات الغربية، وأن محبة الخير للمسلمين ولغير المسلمين هذه من الحسنات. فلا ينبغي للإنسان أن يحب الشر لنفسه ولا لغيره.
4- التأكيد أن الأمة الإسلامية عموما والمسلمين في هذه البلاد خصوصا يدعون إلى الاعتدال، ونبذ التطرف البغيض، والعنف الممقوت، وإلى عدم ربط الإسلام بالإرهاب البغيض، والمسلمين بالمتطرفين، وأنه ينبغي من الجميع باختلاف مناصبهم ومسئولياتهم التصدي لهذه الأفكار الكاسدة، بالتعاون على عزل هذا الفكر المتطرف وحملته في كافة الميادين، وعلى تحصين المجتمع بسلاح العلم، فبالعلم نحارب الجهل، وبالاعتدال نكافح التطرف البغيض، وبالوسطية نحصن المجتمع، وبالرحمة نتصدى للعنف الممقوت.
5- إن الحرب ضد التطرف البغيض هي حرب علمية لا بد أن ترافقها تدابير وقائية. وهنا يبرز لنا بوضوح دور العلماء والمشايخ والدعاة الذين هم خط المواجهة الأول وخط الدفاع الأقوى الذي في حال سقوطه يصبح الطريق أمام هؤلاء المتطرفين معبّدا، وتصبح أهدافهم سهلة التحقيق.
6- نؤكد على أهمية تأهيل الدعاة وتمكنهم في العلم وتزويدهم بالأدلة والوثائق التي تكشف التطرف وأهله، وتجريد المتطرفين أمام ما يسمى بالرأي العام حتى لا يجدوا إلى العوام سبيلا.
7- أننا نحن المسلمين من هذه الشعوب ومن المواطنين فلا نرضى أن تكون أستراليا ولا غيرها من البلاد مرتعًا للمتطرفين ولأفكارهم تحت شعار الحرية ولا أن تكون مسرحًا للتفجيرات، لذا نضع أيدينا بأيد الشعوب لمحاربة التطرف وأهله، ونطمئن شعوبنا بأننا معهم لحمايتهم وحماية هذه البلاد من المتطرفين وشرورهم.
8- نصيحتنا لكل مسلم أن يتمسك بالعقيدة السنية الأشعرية والماتريدية، وأن يعمل على نشرها والدفاع عنها، سيما الأمراء والعلماء، وكلٌّ من خلال دوره. وبـهذا تقوى الأمة وتهاب بين الأمم. وهي الصيانة والسياج لكل مواطن، والأمن والأمان لكل وطن، وأن سبيل وحدة الأمة وجمع كلمتهم يكون بجمع قلوبـهم على العقيدة الحقة، عقيدة النبي وأصحابه وأهل بيته ومن تبعهم بإحسان.
9- أكد المشتركون على العمل بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى سائر الجسد بالسهر والحمى) متفق عليه. فإزاء ما تعاني به أمتنا من مشقات ومصاعب سيما في فلسطين والعراق وأفغانستان وميلنمار وغيرهم كثير، ونحن في شهر المولد ربيع الأول نجدد دعوتنا للتعاون وجمع الكلمة وتوحيد الصف على الحق والهدى.
10- تناول المشتركون أهمية دور المدارس الإسلامية في نشر الاعتدال والوسطية، لحماية النشء الجديد من التطرف البغيض.
11- لحظ المشتركون الدور المهم للإعلام في هذه المرحلة الدقيقة وبينوا أنه من المهم الفصل بين الإسلام والتطرف البغيض، وتمنوا على وسائل الإعلام أن لا تمنح المتطرفين أسماء إسلامية مما يستعطف بعض العوام إليهم وأن لا تبرز من له صلة بالمتطرفين ولو أدنى صلة، لا بالمدح ولا بالإيجابية، بل ينبغي التركيز على الصورة الحسنة للمسلمين والعمل على نشرها.
12- وأكد المشتركون على أهمية دور المرأة في المجتمع، وعن ما تعانيه المرأة المسلمة بسبب التطرف والمتطرفين الذين ينتحلون صفات إسلامية ويتسترون برداء الشريعة زورا وبهتانا. وركز المؤتمرون على أهمية دور الأهالي وخاصة الأمهات في تربية الأجيال وتنشئتهم على الأخلاق الإسلامية السمحة.
13- أكد المؤتمرون على أهمية المراجع الإسلامية المعتدلة كالأزهر الشريف وجامعة الزيتونة في تونس وجامعة القرويين بمدينة فاس بالمغرب وجامعات أهل السنة والجماعة في أندنوسيا وماليزيا وبروناي وغيرها من بلاد المسلمين، في نشر الوسطية والاعتدال.
14- طالب المشتركون الحكومات عبر المؤسسات الرسمية التربوية والإعلامية وغيرها العمل الجاد في المساهمة في نشر الاعتدال والوسطية، ونبذ التطرف البغيض وأدواته، وتنقية المجتمعات من هذه الأفكار الفاسدة.
15- أكد المؤتمرون إدانتهم واستنكارهم التام للإرهاب البغيض ومرتكبيه ومساندتهم لكل إجراء ضده، مجدددين موقفهم الرافض لهذه الأعمال ونبذهم التطرف والعنف الممقوت بمختلف أشكاله وصوره، وطالبوا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤوليته وتكثيف جهوده لمحاربة هذه الظاهرة الخبيثة والعمل على استئصال هذا الدرن وهذه الأفكار السامة المتطرفة وأخذ الإجراءات السليمة والجذرية لفضح المتطرفين وكشف عقائدهم الفاسدة التي ينبذها علماء الإسلام وعامتهم، داعين فى الوقت نفسه إلى وجود تعاون ديني على مستوى دولي وإقليمي لهذا الغرض وتفعيل كافة الجهود المبذولة فى هذا الاتجاه على المستويين الإقليمي والدولي.
16- العمل الجاد على توسعة مثل هذه المؤتمرات في العديد من البلدان للمساهمة في نشر الاعتدال والوسطية، وحماية الوطن والمواطن".
 

  • شارك الخبر