hit counter script

الحدث - غاصب المختار

تحرك لبنان محدود ومقيّد بسبب الانقسام العربي

الخميس ١٥ كانون الأول ٢٠١٧ - 06:00

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

كلما داوى لبنان جرحا سال جرح جديد في جسده المثخن، وهذا حاله ربما منذ الاستقلال، بسبب ظروف المنطقة الصعبة منذ نشوء الكيان الاسرائيلي وتربّصه شرا بكل العرب ومنهم لبنان، لكن بعض مشكلات لبنان من صنع يديه احيانا بسبب الارتباطات المحلية بقوى ودول خارجية لها مصالح تتجاوز احيانا كثيرة مصالح لبنان، ومع ذلك يبقى الصراع مع اسرائيل هو المحور وهو القضية الى حين تحقيق السلام المنشود الذي يؤمن حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، فيرتاح هو ويرتاح معه لبنان.

 ولبنان اليوم في قلب مواجهة قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب الذي اعترف بالقدس عاصمة ابدية للكيان الاسرائيلي، وهو ما يُرتّب انعكاسات كبيرة وخطيرة لأنه ينسف كل اسس التسويات الجزئية التي حصلت خلال السنوات الخمس والعشرين الماضية، من مؤتمر مدريد الى اتفاقات اوسلو وما تلاها من مفاوضات تفصيلية لم تصل الى نتيجة بسبب الموقف الاسرائيلي الرافض للاعتراف بالحقوق الفلسطينية، والتحايل على ما يتم التوصل اليه من عناوين، والدعم الاميركي الاعمى واللامحدود له.
ويعتمد لبنان طريقتين للمواجهة، الاولى الضغط الدبلوماسي والسياسي والتحرك الخارجي لدى المنتديات الدولية وعواصم القرار الاقليمية والدولية، والثانية التحضير لمواجهة أي مغامرة عسكرية اسرائيلية قد تسعى الى فرض امر واقع عسكري جديد من اجل فرض امر واقع سياسي جديد على كل العرب ولا سيما محور المقاومة منه.
ولكن في ظل الانقسام العربي حول النظرة الى التسوية السلمية، يبقى تحرك لبنان محدوداً ومقيّداً، وقد ظهر ذلك في اكثر من مناسبة، وهو سيظهر مجددا خلال المؤتمر البرلماني العربي الذي انعقد بالامس، في المغرب، ويغيب عنه الرئيس نبيه بري وينتدب عنه النائب اميل رحمة، بسبب تغييب العرب للبرلمان السوري المنتخب من الشعب، مع ان سوريا من اكثر المعنيين بالقضية الفلسطينية تماما مثل لبنان، نظراً لوجود عشرات الاف الفلسطينيين على ارضها. كما ان الرئيس بري استبعد انعقاد قمة عربية طارئة للقدس، على رغم مطالبة لبنان بعقدها خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب السبت الفائت في القاهرة، حيث علم موقعنا ان الوزراء العرب قرروا التريث شهراً لعقد القمة نتيجة تضارب المواقف من جهة، وبحجة انتظار نتائج التحركات العربية والدولية باتجاه الادارة الاميركية علّها تتراجع عن قرارها، لكن وزير الخارجية الاميركية ريكس تيليرسون اكد قبل يومين عدم التراجع عن القرار ودعا العرب للتعامل معه على انه "دفع لعملية السلام"!!.
وفي الوقت الذي ناقش المؤتمر البرلماني العربي امس قضية القدس، شارك رئيس الجمهورية ميشال عون في مؤتمر الدول الاسلامية الذي انعقد في اسطنبول، لاتخاذ موقف من القرار الاميركي، فهل يصدر عن المؤتمر قرار او موقف مؤثر ام تبقى الخلافات وتفاوت المقترحات محدودة ومقيدة ايضاً بسبب النفوذ الاميركي على كثير من زعماء الدول المشاركة في المؤتمر؟
 

  • شارك الخبر