hit counter script
شريط الأحداث

مقالات مختارة - بول شاوول - المستقبل

المخابرات الأميركية تنشر مذكرات بن لادن الخصوصية": علينا كأولوية اغتيال الرئيس علي صالح

الأربعاء ١٥ كانون الأول ٢٠١٧ - 06:52

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

تسرّبت عدة نصوص من مذكرات بن لادن في السنوات التي تلت مقتله على أيدي المخابرات الأميركية في عهد أوباما.

لكن نصوص هذه اليوميات الكاملة بقيت في أرشيفات المخابرات الأميركية مدة طويلة. وعندما صدرت بعض الروايات عن موجودات بن لادن، عرفنا أنه كان يقتني أفلاماً بورونوغرافية... وإنه سطّر في يوميّاته، أنّه كتب الى رفاقه المجاهدين في القاعدة بعدما أدلوا بتصريحات يهاجمون فيها إيران «كفّوا عن مهاجمة إيران، فهي توفر لنا باسبورات، ومساعدات، وتسهّل لمجاهدينا سبل تحركهم، من المطاردات وغيرها، وتؤمّن لنا معلومات سرية تساعدنا على تنفيذ عملياتنا».

هذه الرسائل لم تتضمنها «مذكراته» التي نشرتها وكالة الاستخبارات الأميركية بعنوان «المذكرات الخصوصية لأبي عبدالله»، زعيم القاعدة، والتي كتبها في عز الربيع العربي، وقبل أشهر عدة من موته عام 2011.

هنا مقاطع من هذه المذكرات:

إنه دفتر مدرسي مليء بخط مرصوص بالأحمر مع ملاحظات وتشطيبات وأحياناً عناوين بالحبر الأحمر. إنها مذكرات بن لادن التي نشرتها وكالة الاستخبارات الأميركية قبل أيام ونشرتها صحف أجنبية عدة ومنها «ليبراسيون» «المذكرات الخاصة للشيخ أبي عبدالله»، كما كان يلقّب نفسه أسامة بن لادن، والتي كتبها في عز الربيع العربي وقبل أشهر من وفاته عام 2011.

تواريخ المخطوط تحدد في 1432 (هجرية)، ما يطابق الأشهر الأربعة الأولى في عام 2011، أثناء انفجار الثورات العربية. أي أسابيع بن لادن الأخيرة قبل أن يقتله «كوماندوس» أميركي في أيار من العام ذاته. مختبئاً مع أقربائه في مجمع محصن في أبوتاباد بباكستان، كان بن لادن يتابع على مدار الساعة الأخبار المتلاحقة عن الانتفاضات المصرية، والليبية، واليمنية، وفي البحرين.

يستحضر الأحداث بتفاصيلها، ويناقش الأحداث التجارية بالتفصيل خلال «اجتماعات عائلية» مع المحيطين به.

يشرح أفكاره، ويعبّر عن آماله، ويرصد الدور الذي يمكن أن تلعبه القاعدة في هذه الاضطرابات. وبأسلوب جد مباشر وبلغة عربية مبسطة، يحبّر صفحات دفتره، قافزاً من موضوع إلى آخر، بحسب الأحداث وبطريقة متقطعة.

يركّز بشكل خاص على بعض المناطق، ويتحرى مشاريع مستقبلية للقاعدة، لا سيما في اليمن وليبيا.

«أثناء الهجوم على مصراتا، أسقط المجاهدون طائرتين من جيش القذافي كان يقودهما سوريون. معنويات المقاتلين مرتفعة جداً [...] لست قلقاً من شأن الثورة الليبية. على خلاف مصر وتونس، فإنها فتحت الطريق للمجاهدين. ولهذا السبب يتكلم القذافي وابنه عن المتطرفين الذين سيحولون الشرق الأوسط الى قاعدة لـ«القاعدة».

ومن مذكراته: «الغرب يحسد ليبيا على مساحتها الواسعة وبترولها، يحاول تحريض الليبيين علينا قائلاً يجب تحرير بنغازي من المقاتلين الآتين من أفغانستان. يجب عدم ترك ليبيا لبن لادن أو غيره [...] أقدر أن الأمور ترتب الأسبوع المقبل».

ومن مذكراته: «مواقف القذافي من القاعدة تمهد لنا الطريق. كما الغرب، لا يتكلمون إلا عن القاعدة، وعن بن لادن والظواهري (رقم 2 في القاعدة وخليفة بن لادن)، ويخشون على كل المنطقة، وخصوصاً إسرائيل. كل هذه الأفكار ترتب شؤوننا، لكن يجب العمل بتفكر ودقة. أنا متفائل».

«الثوار يحتاجون إلى وقت لينظموا صفوفهم بطريقة فاعلة». هناك اختلافات عند الأميركيين بشأن سقوط القذافي. جنرال (كان يدعم القذافي عارض تدخل التحالف)، معلناً أنه لا يعتقد أن يأتي يوم ليدعم بن لادن. وهذا صحيح، وهو أحد الأسباب الرئيسة الذي جعلتنا لا ننشر بيانات أو توجهات لهذه الثورات. المهم أن تتقدم الأمور وتطويل الأزمة يصب في مصلحتنا».

حول اليمن

اليمن هي البلاد الأصلية لعائلة بن لادن.

«عدد كبير من المتظاهرين في الشوارع، بعد 33 عاماً من سلطة علي عبدالله صالح الذي يرفض الرحيل، سيكون لنا دور كبير في اليمن. ويجب التفكير ملياً وبدقة. فهناك فرصة لاغتيال الرئيس (علي صالح) قد تتولاها القاعدة. وإذا قام بالاغتيال ثوري آخر فهذا رائع. ما هي بالنسبة إليك حظوظ النجاح؟ علينا أن نهزم علي صالح بكل الوسائل. لكنني مرتبك بتوقيت هذه الثورات وكنت أتمنى أن أقول لهم أن ينتظروا قليلاً (...). يجب التفكير ملياً باليمن ومنذ الآن. على شبابنا أن يذهبوا ويتحروا ميدانياً، خصوصاً في القرى حيث يجند علي صالح متظاهرين. والسعودية لا يمكن أن تبقى مكتوفة اليدين من دون أن تتحرك إزاء ما يجري. إذا انتصر اليمن، ستسقط دول الخليج الواحد بعد الأخرى والسعودية على رأسها، طبعاً...».

و.. عنه

في وسط المذكرات المكرسة بشكل أساسي للثورة العربية، صفحات مرصوصة معلّمة باللون الأحمر، «المذكرات الخاصة لأبي عبدالله» (لقّب بن لادن). يورد بن لادن ذكريات خصوصية. ويضع في المقدمة إحدى أولى المقابلات التي أجراها معه عام 1993 عندما كان موجوداً في السودان - الصحافي البريطاني روبرت فيسك الذي كان يعمل حينها في «الغارديان».

«في أي سن فكّرت للمرة الأولى بالجهاد؟». - «كنت في الصف الثانوي. وقمت برحلتي الأولى إلى تركيا عام 1976 عند الاخوان المسلمين. قصة مختلفة في بلد غريب، لكن الإنسان هو الذي كان يجمعنا».. «ما هو أول اتصال لك بالغرب؟» - «ذهبت في إحدى العطلات للمرة الأولى إلى بريطانيا عام 1979، كنت في الثالثة والعشرين، وزرت منزل شكسبير. تأثرت، كانت بريطانيا مجتمعاً مختلفاً، منحطاً أخلاقياً. وعرفت أن مسلماً حقيقياً يجب ألا يذهب الى الغرب. لكنني لم أفكر يوماً كثيراً بالاتصال السياسي والثقافي مع الغرب».
بول شاوول - المستقبل

  • شارك الخبر