hit counter script

الحدث - مروى غاوي

"الخزعلي"... ضيفاً "ثقيلاً" على التسوية

الأربعاء ١٥ كانون الأول ٢٠١٧ - 05:59

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

باستثناء الترحيب اللطيف وبالغمز والهمس من النائب وليد جنبلاط بالتغريدة الطريفة بالقائد العسكري لـ"عصائب الحق العراقية" ودعوته من قبل جنبلاط الى "منسف " في الجبل عند الشيخ علي، فإن المسؤول العسكري العراقي الذي خاض معارك طرد داعش من العراق وله تاريخه العسكري في محاربة الارهاب ثَبُت انه ليس مرحباً به لبنانياً وأن جولته اصابت النأي بالنفس اللبناني عن ازمات المنطقة، وأنها فقدت أهدافها وما سعت اليه بعد التضامن الرسمي والسياسي في التبرؤ منها وقد ثَبُت من ردود الفعل والمواقف ان "قيس الخزعلي" حلَّ قبل كل شيء ضيفاً ثقيلاً على التسوية السياسية التي لم يجفّ حبرها وعلى اللبنانيين الذين استهجنوا الزيارة شكلاً ومضموناً .
يوم الاحد 3 كانون الأول تم تسريب فيديو الخزعلي وهو منسوب الى جولة قام بها قائد عصائب الحق الى بوابة فاطمة، كان قيس الخزعلي مرتديا ثيابه العسكرية ومدججاً بالسلاح تحيط به مجموعة عسكرية من المرجح انها مشكلة من عناصر وضباط من حزب الله تحدث الخزعلي في الفيديو أقل من دقيقة عن المقاومة كانت كافية لتسبب زوبعة سياسية لم تنته مفاعيلها بعد. العاصفة استهدفت اولاً رئيس الحكومة وفريق التسوية السياسية وكل الطاقم الذي شارك في بيان النأي بالنفس ووافق عليه، وكان سعد الحريري أكثر الذين تم سؤالهم واستجوابهم في مسألة الزيارة وتماهيها مع بيان حكومته وقرارها ووفائها بالتزاماتها. وجد الحريري نفسه ملزمأً بالردّ والتصرف، فاستنجد بالقيادات الأمنية والعسكرية للبحث والتحري في كيفية دخول الخزعلي وخروجه طالباً من القيادات منع اي شخص او جهة بالقيام باية نشاطات ذات طابع عسكري. رئيس الجمهورية لاقى سعد الحريري في منتصف الطريق، كان لا بد من إخراج نظيف لـ"ورطة" الخزعلي بما يضمن تأمين المخرج اللائق لـ"سعد" الذي يقيه هجوم اخصامه عليه واعداء التسوية، وعدم تعريض حزب الله لـ"قنص" المشوهين للتسوية والضاربين بها، واذا كان رئيس الجمهورية احسن تدوير الزوايا والتعاطي السليم مع ازمة استقالة الحريري واحتجازه في الرياض، فإن عون تمكن من الالتفاف على تداعيات الجولة والخروج بأقل الخسائر ايضاً .
حتى الساعة لم يضبط احد توقيت أو كيفية دخول وخروج القيادي العراقي، وما تسرب من معلومات اوحى انه وصل بجواز سفره العراقي، لكن هذا ليس جوهر الموضوع، بل التجاذب بين المدافعين عن المحور الذي يتنمي اليه، المصرين على انه "حضر وعاد وانتهى الموضوع"، وفي تبريرات هؤلاء ان الجولة اعطيت اكثر من حجمها وجرى استثمارها في البازار السياسي "للإيقاع بين حزب الله وسعد الحريري"، فيما هي في الحقيقة موقف تضامني مع فلسطين ليس اكثر. في حين يرى المعترضون على حركة الخزعلي انه "اخترق السيادة اللبنانية وخرق النأي بالنفس، ولا علاقة لإعلان القدس عاصمة اسرائيل بزيارته الحدود لا من قريب ولا من بعيد باعتبار ان إعلان ترامب حصل بعد الجولة وليس قبلها .
ومع التسليم بأن حزب الله لم يتعمّد احراج الحريري فالاخير اظهر حسن نيات كثيرة في موضوع سلاح حزب الله ووجهة استعماله خارج لبنان، رداً على موقف حزب الله في الازمة وما تلاها من تهدئة وضبط النفس تمكنت من تحرير رئيس الحكومة من السجن السعودي، فإن لبنان تحوّل على اثر الزيارة الى صندوق بريد لنقل الرسائل، واذا كان مؤكداً وفق سياسيين وسطيين ان حزب الله لا يمكن ان يكون تقصّد توجيه رسالة الى سعد الحريري ولا الى المجتمع الدولي الذي يراقب الهدنة وتطبيق التسوية فإن الواضح أن إيران هي من تقوم بالمهمة. الرسالة الايرانية الاولى هي لاسرائيل ومفادها "جاهزون للمعركة القادمة" مهما كانت شروطها، وان الهدنة قد لا تطول كثيراً بعد الانتهاء من حروب سوريا والعراق واليمن، والرسالة الأهم هي ان لبنان بعد التسوية صار جزءا من المحور غير المعادي للجمهورية الايرانية.
وفيما يصرّ المقربون من حزب الله على تأكيد التزامه بالتسوية والنأي بالنفس الصادر عنها، الّا ان النأي بالنفس هذا لا يطبق في موضوع اسرائيل والحرب معها، ويحاول فريق حزب الله تصوير الزيارة على انها لم تحصل في الداخل اللبناني بل على الحدود السورية مع فلسطين وبالتالي ليست موجهة ضد أحد في الداخل بل الى العدو الاسرائيلي المستمر بتهديداته للبنان والقدس، فإن تيار المستقبل لم يتقبل التفسيرات التي اعطيت له، وقياداته اعربت عن تململها من الزائر "الثقيل" على التسوية، فالكل اشترك في التسوية ونالت رضى الجميع واذا كان احد لا يريدها فليعلن الموقف و"إلا"..
أخطر ما في زيارة المسؤول العسكري أنها شكلت خرقا لقواعد الاشتباك المعمول بها ضمن القرار 1701 الذي يمنع دخول "غير اللبنانيين" من دون إذن قيادة الجيش الى مناطق النزاع في جنوب الليطاني فهل من قرأ القرار؟

  • شارك الخبر