hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - غاصب المختار

"النأي بالنفس" تحت اختبارات التصعيد الاقليمي

الثلاثاء ١٥ كانون الأول ٢٠١٧ - 05:55

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

مرّ اتفاق "النأي بالنفس" الذي اقره مجلس الوزراء في جلسته الاخيرة الاسبوع الماضي، باختبارات عديدة اثبتت انه لا زال محصّنا على المستوى الداخلي اللبناني، لكنه قد يتعرض لهزّات صعبة نتيجة التطورات الاقليمية المتسارعة، وآخرها ما يمكن ان ينتج عن قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب اعتبار القدس عاصمة للكيان الاسرائيلي ونقل السفارة الاميركية اليها، وهو ما شجع عددا من الدول ايضا، الامر الذي اعاد خلط الاوراق في المنطقة ورتّب اولويات جديدة لعدد من الدول ومنها لبنان، اضافة الى ايران وحلفائها وبعض دول الخليج المعنية بالوضع اللبناني.
واذا كان مؤتمر مجموعة الدعم الدولية الذي انعقد في باريس مؤخرا قد اكد التغطية الدولية لاستقرار لبنان وشكّل مظلة حماية له من الخلافات الاقليمية، الا انه اعاد نبش بعض القبور عبر التذكير بتطبيق القرارات الدولية 1559 و1701 و"اعلان بعبدا" التي يدور حولها خلاف داخلي واضح منذ سنوات، كما ان بعض المواقف والممارسات التي حصلت في لبنان وحوله ربطا بالقرار الاميركي، اعادت تحريك حماوة الصراع مع الكيان الاسرائيلي، خاصة ان لبنان من اكثر المعنيين بسلبيات هذا الصراع نظرا لوجود كل مقومات وعناصر التوتر فيه، لا سيما وان كل الدول المعنية بهذا الصراع لا تراعي حساسية ودقة الوضع اللبناني.
وجاءت التسريبات الاعلامية عن عدم رضى السعودية عن صيغة قرار مجلس الوزراء حول النأي بالنفس، ومن ثم قرارات مؤتمر باريس التي احيت موضوع السلاح في لبنان، وبعدها قرار ترامب، ومن ثم جولة مسؤولين في "الحشد الشعبي العراقي" على الحدود كرسالة من محور المقاومة لإسرائيل ان الصراع معها قائم وسيضم كل قوى محور المقاومة في المنطقة، وردود الفعل الرافضة لهذه الجولة، لتدلّ على ان امام اتفاق النأي بالنفس اختبارات صعبة سيمر بها لاحقا بعد جولات التصعيد الاقليمي والدولي.
وذكرت مصادر وزارية في "القوات اللبنانية" لموقعنا ان وزراء القوات وربما غيرهم، قد يثيرون في جلسة مجلس الوزراء المقبلة المرجح انعقادها الخميس، موضوع جولات المسؤولين في "الحشد العراقي" لأنه قد يشكل برأيهم سابقة تفتح الباب لمزيد من القوى العسكرية لتجعل من الجنوب اللبناني ساحة توتر وصراع مجددا، فيما سيكون جواب "حزب الله" جاهزا إذ ان مصادر قيادية فيه اكدت لموقعنا ان النأي بالنفس لا يشمل الصراع مع العدو الاسرائيلي ولا قضية فلسطين، خصوصا بعد قرار الرئيس الاميركي.
ويبدو ان لبنان سينشغل هذا الاسبوع بتداعيات قرار ترامب، علما ان التحركات والمواقف الرافضة له تتسع، وستشكّل اسطنبول احدى حلقاتها في المؤتمر الاسلامي الذي دعا اليه الرئيس التركي رجب طيب اردوغان وسيشارك فيه الرئيس ميشال عون شخصيا غدا الاربعاء، وبسقف سياسي عالٍ اظهرت ملامحه كلمة وزير الخارجية جبران باسيل في مؤتمر وزراء الخارجية العرب في القاهرة قبل ايام قليلة. فهل دخل لبنان من بوابة قرار ترامب دوامة الخلاف حول القرار الاميركي؟ وماذا سيكون مصير النأي بالنفس اذا صدرت مواقف عربية اقل بكثير من مستوى خطورة الحدث المقدسي- الفلسطيني، والتي لم يقبلها لبنان في مؤتمر القاهرة الوزاري؟

  • شارك الخبر