hit counter script

أخبار محليّة

يازجي: الوقت هو وقت الوحدة الوطنية وقرار ترامب يشعل فتيل الحرب

الأحد ١٥ كانون الأول ٢٠١٧ - 14:53

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

التقى بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر يازجي، على اثر القداس الالهي الذي ترأسه في كنيسة سيدة البلمند، بعيد عودته من زيارته الى روسيا، بالاعلاميين في قاعة استقبال دير سيدة البلمند البطريركي. وأدلى بتصريح قال فيه: "اريد في هذه المناسبة بعد العودة من زيارة روسيا الاضاءة على بعض النقاط، حيث ان زيارتنا الى موسكو جاءت بناء على دعوة من صاحب القداسة البطريرك كيريل بطريرك موسكو وسائر روسيا، بمناسبة الذكرى المئوية لاستعادة النظام البطريركي في الكنيسة الارثوذكسية الروسية المقدسة. وكنا الى جانب اخينا البطريرك في هذه الاحتفالية.

وكان لهذه الزيارة اوجه كثيرة مهمة، منها الوجه الكنسي اولا، حيث التقت الكنائس الارثوذكسية في روسيا، وكانت مناسبة للاجتماع وتبادل الاراء والتباحث في العديد من القضايا التي تهم الكنيسة، ان على صعيد الحياة الكنسية في الداخل او على صعيد شهادة الكنيسة للعالم في الخارج. كما كانت فرصة ان نلتقي بعدد مهم من المسؤولين في موسكو للتباحث في قضايانا، لا سيما في ما يجري من احداث في الشرق الاوسط، في سوريا ولبنان وفي كل ارجاء المنطقة".

واشار الى "اللقاء المطول الذي جرى مع فخامة الرئيس الروسي بوتين، كذلك مع معالي الوزير لافروف، ومع غبطة وقداسة البطريرك كيريل، حيث كنا نحمل في صدورنا وقلوبنا هموم شعبنا وآلامه وقضاياه، وما تعانيه المنطقة. وكان تأكيد على ضرورة الدفع بايجاد حل سلمي سياسي لكل ما يجري، والتأكيد على توطيد الاستقرار واحلال السلام في سوريا واعادة السلام، وايجاد الحلول السلمية لما يحدث في سوريا، وعلى صون لبنان واستقراره، وصون الهيئات الدستورية، والتأكيد على ضرورة اجراء الانتخابات النيابية المقبلة في موعدها كي نحافظ على الهيئات الدستورية بشكلها الكامل والصحيح".

وشدد على ان "ما صدر مؤخرا من الرئيس الاميركي بخصوص القدس، القدس التي هي محجة الانظار بالنسبة لنا جميعا، القدس التي هي قضية نحملها منذ نشأتها في قلوبنا جميعا، وقد عبرت جميع شخصيات الكرسي الانطاكي المقدس الارثوذكسي، والبطاركة اسلافنا عن موقفهم الواضح والصريح تجاه قضية القدس، اذ قال البطريرك الياس الرابع رحمه الله ستبقى القدس العربية مدينة للايخاء والسلام والمحبة والعدل، هذا ما قاله وشدد عليه، انها ستبقى حقيقة عربية تتجلى فيها رحمانيتنا ومنارة مقدسة تلفت اليها جميع الابصار وتجذب جميع القلوب المؤمنة بالله. ستبقى المدينة التي رأت طفولة المخلص، رأته طفلا وشابا، يخطو في ازقة الفقراء والمحتاجين، ورأته سوطا يلسع المتزمتين في ريائهم ونفاقهم، وصليبا يحتضن العالم بمحبة، وصوتا ينشر دفء السلام في القلوب. ستبقى القدس راية العرب على اختلاف مذاهبهم".

ونقل عن البطريرك اغناطيوس الرابع ما قاله في احد بياناته "الفلسطينيون هم اصحاب البيت، كيف يجوز تحويلهم من بيتهم الى زائر وعابر سبيل، القدس قدس اذا كانت المدينة والشعب، لا المدينة دون الشعب، ولا الشعب بدون مدينة، القدس لاهلها لا للعنصرية، والعنصرية في القدس كما في كل مكان لطخة في جبين الحق والعدالة، وفي القدس نلتمس وجه الله".

وشدد بالقول:"نحن ايضا نؤكد انه كما اكد اسلافنا، بان قرار الولايات المتحدة الاميركية الاخير بالاعتراف الرسمي للقدس عاصمة لاسرائيل، وبنقل السفارة الاميركية اليها، لا يشكل انتهاكا للشرعية الدولية فحسب بل يعتبر اقسى الظلم بحق الشعب الفلسطيني، وتعديا عليه وعلى مستقبله، كما انه يشعل فتيل الحرب ويقتل جميع المحاولات الهامة لايجاد حل سلمي وعادل للقضية الفلسطينية، التي كانت ولا تزال جرح العالم النازف منذ لحظات اندلاعها".

ودعا جميع القوى والهيئات الفاعلة في العالم "لكي يدركوا ان القدس هي منبع القداسة في العالم، وعاصمة القداسة، وان قداستها في حجارتها وفي شعبها الذي ينبغي المحافظة عليه وعلى حقوقه، من اجل ان تبقى القدس مدينة السلام وملتقى وروافد التوحد والتوحيد في العالم اجمع".

وفي الشأن اللبناني، قال: "نهنئ انفسنا بالتوافق الذي تم، والتوافق الحاصل بين جميع اللبنانيين بالتفافهم حول فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وحول المؤسسات الدستورية والشرعية. ولا يسعنا الا ان نشكر الله بعد رجوع الرئيس الشيخ سعد الحريري عن استقالته، وعودته الى العمل في مجلس الوزراء الذي نجدد ثقتنا به وبرئيسه وبجميع اعضائه. ونتمنى ان يستمروا جميعا في تحمل مسؤولياتهم حتى تاريخ الانتخابات النيابية التي نرجو ان تتم في موعدها المحدد".

وفي هذا السياق، شدد على "تفعيل عمل مجلس الوزراء لكي ينصرف بشكل اساسي للاهتمام بتنمية شؤون اللبنانيين الاقتصادية منها والمعيشية وغيرها".

وشدد على "دعمنا الكامل لوزرائنا الارثوذكسيين في كل الجهود التي يقومون بها من اجل رعاية حقوق ابنائنا في التعيينات والوظائف العامة، ونطالب جميع المعنيين في الدولة بضرورة احترام الارثوذكس في التعيينات، وخاصة ان ابناءنا مشهود لهم بالكفاءة والخبرة والاخلاص للبنان ولجميع قضاياه".

ورأى "ان الوقت هو وقت تلاحم، الوقت هو وقت وحدة وطنية، هو وقت تكاتف كي نرفع من شأن لبنان ويحل السلام ويعيش شعبنا بسلام واستقرار وامان وطمأنينة".

وفي حوار مع الاعلاميين حول استقبال الرئيس بوتين له في روسيا، وتميزه بذلك عن سائر البطاركة الذين طلبوا زيارته، وابعاد ذلك على المستويين الكنسي ومجريات الاحداث السياسية في الشرق الاوسط قال:"كان لنا موعد خاص، او بالاحرى جلسة عمل مع الرئيس بوتين، حيث تباحثنا في جميع امور المنطقة. بالطبع الامر الاول الذي شددنا عليه هو عودة السلام والاستقرار الى المنطقة باكملها، وتسوية الامور بالوسائل السليمة في سوريا ولبنان وفي جميع ارجاء المنطقة. وعلى ما يبدو يتم الاستعداد الان في سوريا للدخول في المرحلة الجديدة اي التسوية السلمية والسياسية وهذا ما نرجوه. وكما نردد دوما، ان الوجود المسيحي في هذه الديار اساسي وهو مكون اساسي في هذه البلاد. نحن اصحاب ارض، واصحاب حق، ونحن الى جانب اخوتنا من جميع اطياف البلد، سوية نبني مستقبلنا ونبني حضارتنا. بالتالي التأكيد على تثبيت المسيحيين في ارضهم ومساعدتهم وعدم هجرتهم هذا من الامور الهامة التي تحدثنا بها. وهناك مرحلة نرجوها ان تأتي في القريب العاجل، مرحلة اعادة الاعمار والبناء ان على صعيد البنى التحتية او على صعيد الامور الكنسية، من بناء الكنائس والاوقاف والمطرانيات وكل ما هو بحاجة لاعادة اعمار وبناء".

وردا على سؤال حول البحث في قضية المطرانين المخطوفين بولس يازجي ويوحنا ابراهيم اكد ان "البحث متواصل حول قضيتهما. حينما كنت في زيارة اخيرة الى الولايات المتحدة الاميركية، وايضا مع جميع المسؤولين الذين التقينا بهم وبشكل خاص مع الامين العام للامم المتحدة، وفي الزيارة الاخيرة لروسيا، دوما نحن نتكلم عن قضيتهما ونتابعها ونصلي ان يكونا بخير، ونرجو ان تكون هناك خواتيم ايجابية نريدها في هذا الشأن، وان يعود المطرانان الى رعيتهما بسلام وامان".


 

  • شارك الخبر