hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

مسابقة لنقابة مهندسي الشمال لاختيار افضل تصميم لحديقة عامة في أبي سمراء

الأحد ١٥ كانون الأول ٢٠١٧ - 11:23

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أكد نقيب المهندسين في طرابلس والشمال بسام زيادة ان "عجز الدولة عن حل جميع المشاكل والأزمات التي تواجه المجتمع تفرض تدخل مؤسسات المجتمع المدني، ليصبح على درجة كبيرة من الأهمية للمساهمة في بناء المجتمع البشري والإنساني وتكثيف الجهود لتحسين نوعية الحياة وتفعيل التنمية البشرية الحقيقية، وهذا ما تضعه نقابة المهندسين في حساباتها، أي الشراكة الحقيقية مع الجهات الجادة لبناء مجتمع قادر بامكانه تحقيق النهوض المطلوب".

فقد نظمت نقابة المهندسين في طرابلس وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية UN HABITAT وبالتعاون مع بلدية طرابلس لقاء تضمن إجراء مسابقة بين طلاب العمارة لإختيار أفضل تصميم هندسي لتحويل قطعة ارض بمساحة 8000 متر مربع في منطقة أبي سمراء بطرابلس إلى حديقة عامة.

حضر حفل إطلاق المسابقة النقيب زيادة، نائب رئيس بلدية طرابلس المهندس خالد الولي ممثلا رئيس بلدية طرابلس المهندس أحمد قمر الدين، مدير UN HABITAT المهندس طارق عسيران، مسؤول فرع المعماريين في النقابة المهندس جو ابو كسم، رئيس لجنة الحدائق والبيئة في مجلس بلدية طرابلس المهندس نور الأيوبي، وحشد من مدراء الاقسام والأساتذة الجامعيين والطلاب المشاركين.

افتتاحا النشيد الوطني، ثم ألقى المهندس المعماري مصطفى فخر الدين كلمة أكد فيها "اهمية هذه المسابقة كدليل واضح على شباب هذه النقابة وحيويتها وتضامنها مع المؤسسات المحلية والدولية للخروج من حالة الإنكفاء والجمود التي تكبل العمل التنموي في طرابلس وتعرقل مسيرة تطورها"، كما أشار إلى "أهمية إختيار الموقع". وقال: "لأن زيتون أبي سمراء الذي شارف على الإنقراض كان رئة طرابلس الشرقية كما كان "سقي الرمل" الذي فقدناه رئته الغربية، ولم يتبق لنا من امل سوى شتات من حدائق عامة علينا ان نحسن توظيفها عبر تصميمات إبداعية".

وألقى مدير برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية المهندس طارق عسيران كلمة أعرب فيها عن "أسفه لعدم شمول الخطط المحلية والوطنية في لبنان على إنشاء وتأهيل المساحات العامة"، وقال: "لقد تبين من خلال الدراسات التي يقوم بها برنامج UN HABITAT أن اهم أولوية لدى المجتمعات المحلية هي إيجاد المساحات العامة وتحويلها إلى أماكن تمكن النساء والأطفال من التلاقي والترفيه ضمن بيئة آمنة، فكان مشروع تأهيل حديقة الحدادين في طرابلس، والمساحة العامة في برج حمود وملعب كرة القدم في معشوق، وغدا في صيدا القديمة والتبانة وجبل محسن وغيرها من المناطق".

أضاف: "نفتخر كبرنامج بأننا أطلقنا هذه المبادرة، والتي جذبت عددا كبيرا من الشركاء والمهتمين، كما أكرر شكري وتقديري للطلاب الذين عملوا خلال الاشهر الماضية على تقديم أفضل ما لديهم، ونعتبر جميع المشاركين في هذه المسابقة هم من الفائزين".
وتحدث رئيس فرع الإستشاريين المعماريين في نقابة طرابلس المهندس جو ابو كسم، فتوجه إلى المسؤولين لإلزامية وضع اسس علمية للحفاظ على كفاءة المناطق الخضراء المتبقية ودراستها بشكل متواز ليساعد على تحسين البيئة الإنسانية كما الطبيعية، وإلزامية وجود تصور واضح ودقيق للعلاقة بين الفضاءات المفتوحة الخضراء، نسبها ومساحتها، مقارنة بالمعايير التخطيطية والتصميمية العالمية".

أضاف: "كل ذلك من أجل إعادة تنظيم مدننا بشكل عام وتنظيم مدينة طرابلس بشكل خاص، ومن هنا يتطلب من صناع السياسة ومن صناع القرار تحديد القيمة الإجتماعية للأرض، وما تبقى منها على أساس انها ليست مجرد عقارات فقط، بل هي أيضا أماكن للتواصل والعيش فيها، كما تفعله البرازيل على سبيل المثال بصونها القيمة الإجتماعية للملكية في دستورها وكما فعلته ايضا دول اوروبية اخرى".
وألقى النقيب زيادة كلمة أشار فيها إلى "تطور مفهوم المجتمع المدني، نتيجة المتغيرات السياسية والإجتماعية والإقتصادية والثقافية التي حصلت على الصعيد العالمي، وخصوصا في إطار العولمة، ومن أهدافه مناصرة وحشد وتوعية الرأي العام لحقوق وقضايا أساسية وتعزيز الديمقراطية وترسيخ العدالة الإجتماعية".

وقال: "إن عجز دولتنا عن حل جميع المشاكل والأزمات التي تواجه المجتمع يفرض تدخل مؤسسات المجتمع المدني ليصبح على درجة كبيرة من الأهمية للمساهمة في بناء المجتمع الإنساني، وهذا ما تضعه نقابة المهندسين في حساباتها اي الشراكة الحقيقية مع الجهات الجادة، لبناء مجتمع قادر بإمكانه تحقيق النهوض المطلوب".

وتابع: "أعتقد انه بالإمكان أن نوجد هذه الحالة في مدينتنا من خلال التعاون مع السلطات المحلية والمنظمات غير الحكومية الناشطة والعاملة في مجالات التنمية، فهناك من يتوق إلى إحداث تغيير جدي لتصحيح الإختلالات القائمة من خلال المشاريع المشتركة التي وضعتها نقابتنا مع هذه الأطراف والمضي قدما من أجل هذه المشاريع، وأعتقد أنه من الممكن التطلع إلى الأمام وبثقة كبيرة امام المشاريع التي نراها اليوم، والتي يقوم بها جيل طلابي واعد لرد الإعتبار إلى المجتمع المدني واسترداد القدرات الذاتية الفاعلة للسواعد والعقول وضمان توجيه الطاقات ونقلها من السلبية إلى الإيجابية ومن اللامبالاة إلى المبادرة، ونقابتنا شرعت ابوابها لهذا الجيل".

هذا وشارك في المسابقة 50 طالبا وطالبة من خمس جامعات، هي: اللبنانية، قبرص، بيروت العربية، المنار و NDU الذين توزعوا على 9 مجموعات، في حين تشكلت لجنة التحكيم من 5 مهندسين هم: برنار ملاط، عزة فتفت، كارلا عرموني، هالة يونس، والدكتور ياسر ابو نصر.

واسفر التحكيم عن فوز فريق الجامعة اللبنانية بتصميم افضل مشروع للحديقة العامة وهم: احمد ميناوي، ربى ريما، جوليا قطريب، شذا غمراوي، راشال شحيطة، سنا عبد الله.

واقيم حفل غداء بالمناسبة.

  • شارك الخبر