hit counter script

مقالات مختارة - كمال ذبيان - الديار

بعد القدس: حق العودة ـ التوطين ـ الوطن البديل

الأحد ١٥ كانون الأول ٢٠١٧ - 06:46

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

«صفقة القرن» هي التي اعلن الرئيس الاميركي دونالد ترامب، انه سيعمل لها، لحل الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي، بتكليف صهره اليهودي الاصل جاريد كوشنير بعقدها، وتعيينه موفداً كمستشار له، لمتابعة هذه الصفقة مع المعنيين بها.
ولقد اظهر ترامب، توجهه نحو هذا الحل الذي اسقط منه مفاوضات المرحلة النهائية وهي القدس وحق العودة للاجئين الفلسطينيين ووقف بناء المستوطنات الصهيونية، والتي لم يصل لحل لها، «اتفاق اوسلو» الذي عقد بين الحكومة الاسرائيلية ممثلة برئيسها آنذاك اسحق رابين ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات في ايلول من العام 1993 في البيت الابيض في واشنطن برعاية الرئيس الاميركي بيل كلينتون.
ويكون قرار الرئيس الاميركي نقل السفارة الاميركية، من تل ابيب الى القدس، والاعتراف بها عاصمة موحدة لاسرائيل، هو وقف المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية من جانب الوسيط الاميركي، وفق قراءة مصدر قيادي فلسطيني بارز، للاثر الذي سيتركه القرار على موضوع الحل النهائي للصراع، وهو لا يقدم السلام ولا يتقدم به، بل يذهب بالمنطقة نحو الحرب، ويترك الشعب الفلسطيني امام خياره الدائم، وهو المقاومة بكل الوسائل المتاحة امامه، وقد تحولت الصواريخ في غزه، الى احد هذه الوسائل، التي دفعت بالاحتلال الاسرائيلي ومنذ اكثر من عشر سنوات، الى الانسحاب من غزه بقرار حكومي نفذه وزير الدفاع الصهيوني ارييل شارون، مع تفكيك نحو عشرين مستوطنة من فضاء غزة، كنموذج لاحق لما حققته المقاومة في لبنان بفرض الانسحاب الاسرائيلي في 25 ايار 2000.
فمع قرار الرئيس ترامب، اعتبار القدس عاصمة دولة اسرائيل، كأمر واقع، سيتبعه امر خطير آخر، هو طي ملف حق العودة للاجئين الفلسطينيين، وفتح باب التوطين لهم، حيث هم، بما يتنافى مع القرار رقم 194، الصادر عن الامم المتحدة في العام 1948 والذي لم ينفذ يقول المصدر، ويشير ايضاً الى ان القدس الشرقية احتلت في حرب حزيران عام 1967، وهي خاضعة ايضاً للقرار 242، الذي يطالب الاحتلال الاسرائيلي الخروج منها، لكن الدولة العبرية ضربت عرض الحائط به، كما في قرارات اخرى تدينها على ممارساتها الارهابية والعنصرية، لا بل قامت ومنذ نحو 50 عاماً بتهويد الارض، وبناء الاف المستوطنات عليها، وقضمها واقتطاع الاف الكيلومترات منها، اضافة الى بناء جدار مع الضفة الغربية، هو اشبه بجدار الفصل العنصري الذي طالب المجتمع الدولي بهدمه، دون ان تكترث اسرائيل له.
فالقرار الذي اصدره ترامب، صادر عن الكونغرس الاميركي في العام 1995، اي بعد عامين من «اتفاق اوسلو» مما يؤكد ان اميركا ليست وسيطاً نزيها، لا بل منحازاً الى الكيان الصهيوني، وكان على المفاوض الفلسطيني ان يوقف المفاوضات، ويطالب بتنفيذ القرارات الدولية التي تدخل القدس من ضمنها باخراج الاحتلال منها، وفق المصدر الذي يكشف ان الرئيس الفلسطيني الراحل «ابو عمار»، كان بدأ يدرك ذلك، حيث تزامن قرار الكونغرس مع مقتل اسحق رابين على يد مستوطن يهودي، لمنعه الانسحاب من الضفة الغربية، التي هي يهوذا والسامرة بالنسبة لليهود كما ورد اسمها في التوراة، ، وهو ما ينطبق على القدس التي يعود اليهود بها الى نحو 3 الاف سنة، على انها كانت عاصمة دولتهم المزعومة تحت اسم «اورشليم» وفي الحقيقة ان هذه التسمية كنعانية وتعني مدينة السلام.
وما يحاول الرئيس ترامب تسويقه عن «صفقة القرن» لحل الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي، انما هو لتصفية المسألة الفلسطينية، من خلال نزع القدس، ورفض حق العودة، والاستمرار في بناء المستوطنات، التي يدعمها مالياً، صهر الرئيس الاميركي، ويتبنى توسيعها على حساب الاراضي الفلسطينية، ولاحداث تغيير ديمغرافي بزيادة عدد الكتل الاستيطانية، ودفع الفلسطيني نحو الهجرة والنزوح، حيث تكون لهم دول بديلة، يستوطنون فيها، العربية منها او الاجنبية، حيث عاد يلوح مشروع «الوطن البديل» في الاردن، يقول المصدر الذي يشير بان حل الدولتين، ليس جدياً، وان منظمة التحرير كل ما حصلت عليه في «اتفاق اوسلو» هو سلطة، مرتبطة مالياً وخدماتياً، بالحكومة الاسرائيلية، ولا سيادة لها على ارضها التي ما زال الاحتلال فيها، وان عملها يقتصر على تسيير شؤؤن بلدية.
فهل تستمر السلطة الفلسطينية بالمفاوضات، التي لم تقدم الحل، ولو على جزء من فلسطين التاريخية مع تقديم التنازلات للدولة المغتصبة، بدءاً بالاعتراف بها، ثم وقف الانتفاضة التي اندلعت في زمن عرفات الذي حوصر في رام الله، واعتقال مطلقيها وزجهم في السجون الاسرائيلية من مروان البرغوتي احد قادة حركة «فتح» الميدانيين، واحمد ابو سعدات الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وغيرهما من القادة والكوادر والافراد، الذين حركوا الانتفاضة، بحجارة الاطفال، وتحولت الى السكاكين والعبوات الناسفة، حيث يتوقع المصدر، ان تعود الانتفاضة وتستمر اذا توقفت المفاوضات وحزمت السلطة الفلسطينية قرارها الوطني، وتوحدت الفصائل الفلسطينية؟
كمال ذبيان - الديار

  • شارك الخبر