hit counter script

أخبار محليّة

غريب: قرار الرئيس الأميركي هو قرار تصفية القضية الفلسطينية

السبت ١٥ كانون الأول ٢٠١٧ - 23:39

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

كرمت منظمة "الحزب الشيوعي اللبناني" في النبطية، المناضلين في الحزب الراحلين: محمد المدني ونصر خريزات، باحتفال أقامته في قاعة نادي الشقيف- النبطية.

تخلل برنامج الاحتفال: كلمة الأصدقاء ألقاها الدكتور ناجي قديح، قصيدة للشاعر محمد علي حسين "أبو واصف، كلمة العائلة ألقتها نجاة مدني.

وألقى كلمة الحزب الشيوعي، أمينه العام حنا غريب، الذي وصف المدني وخريزات بأنهما "رمزان مقاومان من رموز حزبنا ومقاومته، من قوات الأنصار الى الحرس الشعبي وصولا الى جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية "جمول"، معتبرا ان تكريمهما هو "تكريم لشعبنا المقاوم، لمدينتهما المقاومة، للنبطية البطلة ولأهلها الطيبين، ولسائر البلدات في جبل عامل والجنوب".

وأشار إلى ان الراحلين "ينتميان الى عائلتين فقيرتين كادحتين، انتسبا الى الحزب في أواسط الستينيات، تتلمذا في النضال على يد رفاق كبار: عادل الصباح وأبو موسى الرضى وقاسم الصباغ، ناضلا في العمل السري، لاحقتهما المخابرات وأزلام الاقطاع وتعرضا للاعتقال مرات عدة من قبل القوى الأمنية. وتكريمهما اليوم تكريم لمن أسسا عام 1967 اول مجموعة مقاومة في النبطية نصرة للثورة الفلسطينية، مع الرفاق علي محي الدين ونسيم عواضة ورفاق آخرين، حيث التحقوا بمعسكرات المقاومة في غور الأردن وشاركوا في تحرير مدينة الزرقا.
انخرطا في قوات الأنصار التي أسسها الحزب مع الأحزاب الشيوعية العربية دفاعا عن القضية الفلسطينية، وشاركا في قتال الصهاينة في العديد من العمليات العسكرية داخل الأراضي الفلسطينية ليعودا ويشاركان في تدريب وتشكيل المجموعات العسكرية في الحرس الشعبي في مخيم قبريخا مع الرفيقين أسبر البيطار "أبو فريد" و"أبو نبيل" وقادا المعارك البطولية ضد مشاريع التقسيم وانشاء الكانتونات، وساهما مع رفاق آخرين في تنظيم وحماية التظاهرات المطلبية والنقابية وحماية قيادة الحزب".

أضاف: "ونحن اذ نكرم هذا التاريخ المجيد الذي سيبقى أبدا في وجداننا وضميرنا، فلكي نستمد منه اليوم القوة والإرادة والتصميم على التمسك بخيارهما المقاوم الذي بدأه حزبهما منذ تأسيسه واستمر متمسكا به في كل المحطات والمنعطفات التاريخية".

وذكر ان تكريم المدني وخريزات اليوم "ينطوي على مضامين عدة في مقدمها اعلان الادانة الصارخة للقرار العدواني الذي اتخذه الرئيس الأميركي ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، وهو صرخة من قلب الجنوب المقاوم الى كل الشعوب العربية وشعوب العالم اجمع من اجل التحرك: انتصارا للقدس عاصمة للدولة الفلسطينية الديمقراطية العلمانية على كامل التراب الفلسطيني، انتصارا لحق العودة وتقرير المصير ووحدة الأرض".

وتابع: "وهو احتفال لدعم انتفاضة الشعب الفلسطيني وتوجيه تحية الاجلال والاكبار لشهدائه وجرحاه المنتفضين ضد الاحتلال في الضفة الغربية وغزة وفي كل قرية ومدينة في الداخل، فيه نجدد الدعوة للسير على طريق الرفيقين المقاومين اللذين أمضيا حياتهما في العمل المقاوم، فيه نتمسك بخيار حزبهما، حزبا مقاوما منذ تأسيسه وحتى تاريخه، فيه نؤكد راهنية شعار حزبنا بالمقاومة العربية الشاملة، فيه نجدد الدعوة لاطلاق كل اشكال المواجهة، كل اشكال التحرك الشعبي والجماهيري، كل اشكال المقاومة في السياسة والاقتصاد والاجتماع والكفاح المسلح ضد هذا التحالف الأميركي- الصهيوني وضد أنظمة الخيانة العربية، الأنظمة التي تآمرت منذ وعد بلفور لإنشاء الكيان الصهيوني لتنتهي اليوم بمحاولتها تصفية القضية الفلسطينية بالتآمر مع التحالف الأميركي- الصهيوني، ببيع القدس عاصمة لهذا الكيان.
فقرار الرئيس الأميركي العدواني، يتجاوز من حيث خطورته وعد بلفور، هو قرار تصفية القضية الفلسطينية وانهائها، قرار يهدف الى تكريس يهودية الدولة وتهجير جديد للشعب الفلسطيني، وما كان هذا القرار ليصدر لولا موافقة الأنظمة العربية المتحالفة مع إسرائيل وفي مقدمها السعودية التي عرضت بشخص ولي عهدها محمد بن سلمان على رئيس السلطة الفلسطينية التخلي عن القدس والقبول ببلدة أبو ديس بديلا عنها".

واستطرد: "هم ملوك وأمراء الأنظمة الرجعية الذين بدل ان ينفقوا مليارات الدولارات على تحرير فلسطين، انفقوها على تدمير سوريا والعراق واليمن وليبيا، خدمة للكيان الصهيوني. هنا تسقط سياسة النأي بالنفس، التي تعني امرين أساسيين أولهما السكوت على هذه الخيانة وطمس الحقيقة ومساواة الخائن والعميل بالمقاوم، واعفائه من تحمل المسؤولية التاريخية، وثانيهما تغليب الحفاظ على المصالح الطبقية لأطراف التحالف السلطوي الحاكم على كل ما عداها، أي تغليب الحفاظ على النظام السياسي الطائفي، نظام المحاصصة والفساد والتبعية على ما عداه، فهو بالنسبة إليهم يبقى الأساس.
وهم لا يتحركون ضد الولايات المتحدة الأميركية التي تؤكد للعالم اجمع ومرة جديدة انها رأس الإرهاب العالمي، أنها عدوة فلسطين وقضيتها، وعدوة كل الشعوب التواقة إلى الحرية والتحرر من الظلم والتبعية. انها الراعي الأساسي للكيان الصهيوني المصطنع، الساعية الى توطين الفلسطينيين في لبنان وإلغاء حق العودة، اننا نطالب الدولة اللبنانية وسائر الدول العربية الأخرى بطرد سفراء الولايات المتحدة الاميركية لديها، وإلغاء كل الاتفاقيات مع العدو الإسرائيلي واقفال سفاراته في مصر والأردن وكل المكاتب الإسرائيلية المعتمدة في دول التطبيع العربي معه".

ورأى ان "هذا القرار العدواني الخطير والتاريخي والذي يمثل فيه ترامب بلفور القرن الواحد والعشرين، يشكل مثالا ساطعا لفشل نهج القوى التي تولت قيادة حركة التحرر الوطني العربية، التي تتحمل جزءا من المسؤولية في ما وصلت اليه أوضاع منطقتنا العربية بعد ان اثبتت التجربة فشل سياسة المراهنة على الولايات المتحدة الأميركية، ما يفرض على اليسار والقوى التقدمية العربية، تحمل المسؤولية التاريخية وحمل الراية، راية المقاومة العربية الشاملة بالقول والممارسة وعلى كل الصعد وبمختلف الاشكال، ليتمكن اليسار من احتلال موقعه القيادي المطلوب منه في هذه المرحلة، كما يقتضي وضع استراتيجية فلسطينية جديدة قائمة على خيار المقاومة أساسا للوحدة الوطنية الفلسطينية، من أجل وحدة الأرض وحق العودة وتقرير المصير وبناء الدولة الديمقراطية العلمانية على كامل التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس".

وختم بالقول: "هذا القرار الأميركي يؤكد بما لا يدع مجالا للشك، راهنية شعار المقاومة العربية الشاملة بالسياسة والاقتصاد والاجتماع وبالكفاح المسلح خيارا وحيدا لا يفهم الكيان الصهيوني وراعيته الولايات المتحدة الأميركية وأنظمة الخيانة الا بها، نقول ذلك لأن القضية الفلسطينية قضية العرب المركزية وقد آن الأوان لتصويب بوصلة الصراع في المنطقة بالاتجاه الصحيح بعد فشل اتفاق أوسلو وانكشاف مشاريع صياغة شرق أوسط جديد، على حساب مصالح شعوبنا العربية، ونحن اذ نوجه تحية خالصة الى كل الذين وقفوا ويقفون الى جانب هذه القضية ويزيدون في تضييق الخناق على ترامب على الصعيد الدولي إضافة الى الصعيد الداخلي، ويعبرون اليوم في الشوارع وفي كل المواقع، عن مشاعر الغضب والاحتجاج لهذا القرار الأميركي العدواني وبمختلف اشكال الدعم والتأييد، فإن الحزب الشيوعي اللبناني يتوجه اليوم الى كل اللبنانيين، الى الشيوعيين وكل المقاومين والوطنيين والتقدميين، والى الفصائل الفلسطينية، بالدعوة والمشاركة الواسعة في التظاهر أمام السفارة الأميركية يوم غد الأحد الساعة 11 صباحا، ادانة للقرار العدواني الذي اتخذه الرئيس الأميركي ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، وانتصارا للقدس عاصمة للدولة الفلسطينية الديمقراطية العلمانية على كامل التراب الفلسطيني، انتصارا لحق العودة وتقرير المصير ووحدة الأرض". 

  • شارك الخبر