hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - غاصب المختار

كلمة نصرالله هادئة وعقلانية لحفظ التسوية السياسية

السبت ١٥ كانون الأول ٢٠١٧ - 06:09

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

لاحظ معظم متابعي كلمة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ان كلمته المتلفزة لمناسبة إصدار الرئيس الاميركي قراره الاعتراف بمدينة القدس "عاصمة ابدية" للكيان الاسرائيلي ونقل السفارة الاميركية اليها، كانت هادئة للغاية وذات سقف سياسي منخفض نسبياً، لجهة مفردات توصيف القرار وصاحبه والاقتراحات التي طرحها لمواجهة القرار، ولجهة شرح الحالة العامة والمخاطر الكبرى التي يمكن ان تنتج عن القرار.

فالسيد نصر الله استخدم في تحديد مخاطر القرار وانعكاساته عبارات منتقاة سياسيا ولكن معبرة عما سيؤول اليه الوضع نتيجة القرار، كما استخدم عبارات منتقاة لحث العرب وجامعة الدول العربية على المواجهة باساليب دبلوماسية عبر استدعاء السفراء او سحبهم او اقفال السفارات او وقف التطبيع والعلاقات المباشرة اوغير المباشرة القائمة بين بعض الدول العربية وبين الكيان الصهيوني، وهو لم يستخدم التشهير او اللهجة العالية ضد الانظمة التي تقيم علاقات مع العدو، ولم يحرّض شعبها ضدها،بل اكتفى بدعوة الشعوب الى التظاهر رفضا للقرار الاميركي.
كذلك لم يستخدم السيد نصرالله في توجهه نحو اوروبا اي كلام عالي النبرة، برغم ان كل الدول الاوروبية تقيم افضل العلاقات مع الكيان الاسرائيلي، بل استخدم ايضا كلاما دبلوماسيا لحث اوروبا على ممارسة الضغط على الادارة الاميركية لتتراجع عن قراراها، وذلك نظرا للتأثير المباشر للاروروبيين على الادارة الاميركية.
اما في خطابه الموجه الى الشعب الفلسطيني فكان السيد نصر الله اكثر تحديداً ووضوحاً بحثّه على الانتفاضة داخل الاراضي المحتلة وعلى تصعيد المقاومة المسلحة ضد الكيان المغتصب للارض، لأن الشعب الفلسطيني هو المعني بالموضوع وهو صاحب القضية، ومن الأولى ان يبادر الى التحرك في طليعة الشعوب العربية.
 وفي اعتقاد اوساط سياسية متابعة ان لهجة السيد نصر الله الهادئة تعود اولا الى ان ردود الفعل الخارجية لم تتبلور بالكامل بعد ولا شكل التحرك العربي والاوروبي والاميركي اللاتيني، مع ان بعض الدول رفعت القضية الى مجلس الامن الدولي، باعتبار القرار الاميركي خرق للقرارات الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية والصراع العربي - الاسرائيلي، وهو ربما ينتظر بشكل خاص طبيعة التحرك العربي لمواجهة القرار ليبني على الشيء مقتضاه في كلمات او خطابات لاحقة.
كما انه اعتمد اللهجة الهادئة تجاه العرب والغرب التزاماً منه بكل تفاصيل التسوية السياسية التي توافقت عليها القوى السياسية لانهاء استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري ،وتمرير المرحلة المتبقية حتى الانتخابات النيابية في ايار المقبل بهدوء، بما يكفل حفظ الاستقرار السياسي الذي ايدته كل الدول العربية والغربية. ولذلك خاطب الدول المعنية والقادرة على التأثير بلهجة عقلانية وموضوعية مقنعة لا حماسية او تحريضية، حتى لا "يكسر الجرة" مع هذه الدول فترتد النتيجة عكسية عليه وعلى لبنان.
 

  • شارك الخبر