hit counter script

جلسة لمجلس النواب ناقشت قرار ترامب حول القدس

الجمعة ١٥ كانون الأول ٢٠١٧ - 22:10

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

عقد مجلس النواب عصر اليوم جلسة استثنائية ناقشت قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب حول القدس، افتتحت بتلاوة اسماء النواب المتغيبين بعذر، وهم اغوب بقرادونيان، تمام سلام، احمد فتفت.

ثم تحدث الرئيس بري فقال "ان شرف القدس يأبي ان يتحرر الا على ايدي المؤمنين" قالها امام لبنان فأخفوه.ان قرار الرئيس الاميركي بالامس ما هو الا التمهيد اللازم والضروري بالنسبة له لصفقة العصر الهادفة لتهويد فلسطين كل فلسطين وتثبيت التوطين بعد الاستيطان. فمن تجرأ على القدس يتجرأ على المسجد الاقصى وعلى كنيسة القيامة، وبالتالي على لبنان كل لبنان. فبإسم الله قاسم الجبارين افتتح هذه الجلسة".

عدوان.
ثم تحدث النائب جورج عدوان فقال "جاء هذا القرار ليشكل استفزازا واهانة لمشاعر الفلسطينيين والمسيحيين والمسلمين. جاء ليظهر ان الرئيس الاميركي لا يهتم بمواقف الاكثرية الساحقة من الدول، سواء الاوروبية منها: المانيا وفرنسا وبريطانيا وروسيا. جاء ليفجر لغما سياسيا ودينيا وتاريخيا ستطال تردداته المنطقة برمتها وسيزكي النزاعات والتطرف".

فمن كل ذلك، علينا وكمجلس نواب ان نتخذ موقفا يعبر عن عدم قانونية هذا القرار بالمفهوم الدولي، وان نرفضه وان ندينه، وان نؤكد تعارضه مع قرارات الامم المتحدة وان نطالب بالرجوع الفوري عنه، وعلينا ان نطلب من حكومتنا ابلاغ سفيرة الولايات المتحدة الاميركية رفضنا وادانتنا وطلبنا بالعودة عنه وبأننا نعتبره كأنه لم يكن، وان نتخذ هذا الموقف ونعممه في كافة المحافل الدولية، وان نعلن تضامننا الكامل مع الشعب الفلسطيني ودعمنا الكامل له في قيام دولة مستقلة عاصمتها القدس.

اما البعد القانوني للقرار، فقرار الرئيس الاميركي الذي اتخذ بعد تريث الرؤساء كلينتون وبوش واوباما منذ 1995 يفتقر الى البعد القانوني، فالاعتراف بسيادة دولة محتلة لا يغير في واقع الاحتلال ويتنافى ومبادىء القانون الدولي والامم المتحدة ومنها القرارات 242 و 338 وغيرها من القرارات والتي اعتبرت القدس الشرقية جزءا من الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 هو استباحة للقانون الدولي وقرارات الامم المتحدة. وهو لا يؤسس لاي واقع قانوني دولي جديد ويقتضي التعاطي معه كأنه غير موجود.

في البعد السياسي: لقد جاء هذا القرار لينهي ويدفن اي عملية تفاوض او مفاوضات، فمن سيفاوض والقدس خارج المفاوضات ومن سيتجرأ ويبحث بعد بالتفاوض، فقد اقفل هذا القرار باب التفاوض، فمن دون القدس لا تفاوض. جاء ليحبط الامل بحل سلمي ينهي الصراع العربي الاسرائيلي على اسس عادلة ومقبولة تحفظ الحقوق العربية وحقوق الشعب الفلسطيني في فلسطين. جاء ليسقط دور ادارة الرئيس ترامب كراعية للسلام في المنطقة، لان المفروض براعي السلام ان لا يكون منحازا ومحايدا. جاء ليظهر ادارة الرئيس ترامب ويقدمها للعالم بأنها تضرب عرض الحائط قرارات المجتمع الدولي والامم المتحدة. انها القدس مدينة الصلاة والسلام، بهية المساكن زهرة المدائن، انها قدس الجامع الاقصى وقدس كنيسة القيامة، قضية تحمل البعد الحضاري والوجداني والديني والتاريخي للفلسطينيين والمسيحيين والمسلمين. انها المدينة التاريخية، انها المدينة المقدسة، انها المدينة ببعدها الانساني الجوهري العقلاني والروحاني، انها الرمز والقضية والرمز والقضية صنوان لا ينفصلان، فحذار اسقاط الرمز فتسقط القضية مع ما يستتبع ذلك من تبعات على القضية الفلسطينية وشعوب وبلدان المنطقة وفي مقدمها لبنان.

الحوت
ثم تحدث النائب عماد الحوت فقال "ان نتضامن مع القدس يعني ان نتضامن مع انفسنا، فالقدس ليست مجرد مدينة على الخارطة وانما هي ارض رسالة المسيح ومسرى الرسول محمد عليهما الصلاة والسلام، وهي عنوان صراع وجودي مع عدو صهيوني مغتصب لارضنا لا ينتهي الا بإستعادة الارض كل الارض وعلى رأسها مدينة القدس. ان القرار الاميركي بالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني يشكل تحديا وانتهاكا لحقوق المسلمين والمسيحيين على السواء، وهو دليل جديد على السياسة الاميركية العدوانية تجاه شعوبنا العربية، وتعبير عن الانحياز المفضوح للادارة الاميركية للعدو الصهيوني، وتجاوز للقرارات والمواثيق الدولية، وسقوط لكل الاتفاقيات، واغتيال لحقوق الشعب الفلسطيني وتهديد حقيقي لاستقرار المنطقة والعالم.

ان قرار الرئيس الاميركي هو محاولة لفرض امر واقع جديد لن ينتج عنه سوى المزيد من التمسك العربي والاسلامي بالقدس عاصمة للدولة الفلسطينية على كامل التراب الفلسطيني، وهو يعني نهاية مرحلة سياسية وبداية مرحلة جديدة، ستنتج ردات فعل غاضبة وستضر بالمصالح الاميركية وعلاقتها وهو ما عبر عنه جون كيري فقال "نقل السفارة سيقود الى انفجار على مستوى الاقليم".

لقد ظن العدو انه استطاع ان يحرف اهتمامات شعوبنا عن قضاياها الاساسية، ولكن هذه الشعوب رغم سعيها المتواصل لاستعادة حريتها وارادتها، ورغم جراحات الارهاب المصنوع والمزروع في داخلها، انتفضت لتدافع عن القدس معلنة ان القضية الفلسطينية هي البوصلة التي توحد المختلفين من ابناء امتنا تحت لوائها، وبالحديث عن الارهاب، هل من ارهاب اكبر من ارهاب العدو الصهيوني الذي اغتصب وطنا باكمله وهجر شعبه، وهل من ارهاب اكثر اغتصاب مدينة كالقدس من اهلها ومحاولة تقديمها هدية لمحتل.

انني امام هذا القرار العدواني ارى التأكيد على ما يلي:
اولا: القدس الشريف ارض عربية وهي جزء لا يتجزأ من فلسطين والمساس بعروبتها هو عدوان على مقدسات اسلامية - مسيحية وارض عربية وقيم انسانية ومواثيق دولية لا نقبله، وان الاقدام على هذه الخطوة يشكل تهديدا للسلم والاستقرار الدوليين.

ثانيا: على المستوى اللبناني: ادعو الحكومة الى استدعاء السفيرة الاميركية وابلاغها بمقاطعة الادارة الاميركية حتى التراجع عن القرار.

اطلب ان تخصص وزارة التربية يوما من ايام الدراسة في مختلف المدارس والمعاهد والجامعات لتبيان حقيقة الصراع مع العدو الصهيوني والموقف الاميركي غير الاخلاقي من اجل صناعة وعي حول القضية والموقف منها.

اناشد القوى السياسية اللبنانية ان تعمل على تحصين وطننا من خلال حوار جاد حقيقي حول مشروع بناء الدولة، حتى نجنب بلادنا تداعيات هذا القرار وغيره مما يحاك للمنطقة.

ثالثا على المستوى الفلسطيني:ادعو السائرين في ما يسمى ب"عملية السلام"، الى ادراك كذبها وخداعها، فالحق الفلسطيني طريقه المقاومة، من هنا اهمية تسريع خطوات "المصالحة الفلسطينية" والاقتناع بأن السياسة الصهيونية المدعومة اميركيا، لا يمكن مواجهتها الا بإطلاق شرارة انتفاضة متجددة ضد الاحتلال.

كما ادعو السلطة الفلسطينية الى اصدار بيان يبين ان نقل السفارة سيقود لسحب السلطة كافة تعهداتها السابقة بإعتبار ان هذا الاجراء خروج على الالتزامات المتفق عليها.

رابعا: على المستوى العربي والاسلامي: نطالب بالخطوات التالية:
اطالب جامعةالدول العربية بالدعوة الى قمة عاجلة لرفض القرار وبحث سبل التأثير على الادارة الاميركية وتحذيرها من خطورة الاقدام على قرار نقل السفارة الى القدس.
ادعو الدول العربية والاسلامية الى اعلان مقاطعة الادارة الاميركية حتى تعود عن قرارها العدواني، ووقف كل اشكال الاتصالات والتطبيع مع الاحتلال.
ادعو الى دعم القضية الفلسطينية ماديا وسياسيا، والتأكيد على حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال بكل الوسائل، وعلى رأسها المقاومة المسلحة، فهو يحارب نيابة عن الامة جمعاء.
اناشد الجميع رأب الصدع وتقديم المصلحة العربية والاسلامية وحماية المقدسات، فإنقسام الصف العربي والاسلامي اتاح المجال لاتخاذ هذا القرار العدواني.

اشدد على عدم الاعتراف للعدو الصهيوني بشبر واحد من فلسطين ومحاصرته في مختلف المنتديات الدولية.

ختاما، ستبقى القدس موحدة لا شرقية ولا غربية، هي فلسطينية عربية اسلامية، وهي عاصمة دولة فلسطين كلها من البحر الى النهر، ستظل القدس محجة قلوب المسلمين والمسيحيين، وستستمر فلسطين قضية حق وعدالة، وسيزول الاحتلال لا محالة وستبقى القدس عنوان الكرامة وعاصمة الاحرار والشرفاء".

الهبر
ثم تحدث النائب فادي الهبر بإسم كتلة الكتائب قال: "في زمن ولادة طفل بيت لحم، كنا نتمنى ان نعيد الشعب الفلسطيني بغير مشهد الاسى والدموع والقهر واليأس والغبن الذي يعيشه اليوم، في زمن الميلاد، نوجه تحية محبة الى القدس وصرخة غضب ضد الظلم ووقفة تضامن مع الحق، ان ما يحصل مع القدس والشعب الفلسطيني مرفوض، ويجب تصحيحه قبل فوات الاوان، وفي هذا السياق نذكر برسالة الرئيس المؤسس لحزب الكتائب الشيخ بيار الجميل الى وزير الخارجية الاميركية الاسبق هنري كيسينجر عام 1973، التي اكد فيها نصرة الكتائب للقضية الفلسطينية المحقة. ان وقفتنا اليوم في المجلس النيابي اللبناني هي وقفة وجدانية ثقافية وانسانية، كما انها موقف سياسي لنعلن مرة اخرى تضامننا مع المطالب المشروعة للشعب الفلسطيني، لا سيما حقه بدولة عاصمتها القدس، ويؤكد هذا الموقف على المسلمات الخمس التالية:
1- كما ان رسالة لبنان للعالم هي ان يكون مساحة تلاق وحوار بين الثقافات التي تتفاعل بحرية وسلام، كذلك القدس، فهي مدينة للانسانية جمعاء، قبلة الانبياء والرسل وموطىء اقدامهم، لا يحدها ولا يختصرها دين، ان القدس مدينة لكل الاديان والاماكن المقدسة ملك للعالم، كما اكد الفاتيكان بموقف ثابت منذ بدء الصراع العربي الاسرائيلي.
2- لا يستطيع ميزان القوى ان يؤمن استتباب الامور واستدامتها ما لم يرتكز على القيم الفاضلة والمبادىء الثابتة ضمن منظومة الحقوق الانسانية والسياسية، لا سيما الحق الفلسطيني بدولة على اراضي فلسطين وعاصمتها القدس، ان التمسك بالشرعية الدولية وقرارات الامم المتحدة ومبادىء مبادرة بيروت للسلام التي اطلقت عام 2002 يؤسس لدعم دولي لقضية الحق الفلسطيني في القدس.
3- ان المحافظة على الاعتدال والفكر الوسطي وضرورة التسامح وواجب التخطي ونبذ التطرف والعنف لبناء السلام، لا تقوم الا على الشعور العميق بالكرامة والحرية والعدالة والتكافؤ وتحضير الارضية الصالحة للحوار واحترام هوية الآخر المختلف في جو من التآلف والتعاطف، ان الاثر العميق للخطوات الاحادية بموضوع القدس وهويتها يؤدي الى فقدان الثقة، بإمكانية التوصل الى حل بالطرق السلمية ونبذ العنف والتطرف.
4- ان مصلحة لبنان العليا هي التأكيد على حق وواجب العودة لفلسطينيي الشتات الى ارضهم وكل تأخير في عملية السلام هو ضرب لعناصر استدامة الدولة الفلسطينية كما هو تسريع للتوطين، ان الاعتراف بالقدس كعاصمة لدولة اسرائيل فيه تقويض لعملية السلام وبالتالي فإنه يؤخر حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.
5- ان لبنان في قلب الاجماع العربي ويؤيده ويطالب بتعزيزه من جامعة الدول العربية وهو مدعو الى الانخراط مجددا في دينامية العمل العربي المشترك في الملف الفلسطيني، كما في كل الملفات ملتزما مبدأ الحياد الايجابي، فهو مع العرب اذا اجتمعوا وعلى الحياد اذا اختلفوا، اما الحق فمن واجبنا ان نقف الى جانبه، وهذا ما نقوم به اليوم وسنقوم به اليوم وغدا. والقدس هي قضية الانسان والديانات جميعا، هي قضية حق والحق لا يموت..

قانصوه
ثم تحدث النائب عاصم قانصوه قال: "القدس عروسة عروبتكم، بالاذن من الشاعر مظفرالنواب ها هي القدس الان تقدم هدية وتمنح هبة من اقوى دولة في العالم لدولة الاحتلال والاغتصاب والارهاب، وكما فعل السيىء الصيت والذكر بلفور قبل مئة عام، ها هو رئيس اميركا يقدم على هذا الفعل الشنيع! ويسألونك في اميركا وفي بلاد الغرب "لماذا تكرهوننا"؟ ثم يجاهرون بالقول ودون خجل او حياء بأن قرارهم هذا قد تأخر او جاء متأخرا، وان هذا القرار ليس قرار الرئيس بل هو قرار اميركا منذ عشرين عاما، وقد اقره جميع الرؤساء الذين جاؤوا قبله، لكنهم كانوا يؤجلون تنفيذه.
انه المشروع الاستعماري الصهيوني الاستيطاني الذي طالما حذرنا منه ورأينا بأنه لا يمكن مواجهة ومجابهة هذا المشروع، الا بنفس اللغة التي يفهمها العدو الا وهي الكفاح المسلح الذي آمنا به طريقا وحيدا لتحرير فلسطين، ودفعنا في سبيل ذلك الكثير من التضحيات الجسام والشهداء الابطال الميامين. وحين اعلنا وبكل صراحة بأن اميركا هي عدوة الشعوب وما الكيان الصهيوني الا مستعمرة اميركية رعاها الغرب وساندها وحماها لتقف في وجه تطلعات شعبنا العربي وتحبط آماله في الوحدة والتحرر وتجهض حركته الساعية لاقامة نظام متحرر من قيود التبعية للغرب والاستعمار.
اننا منذ اللحظة الاولى التي وقفنا فيها الى جانب الحق في فلسطين وجعلنا منها بوصلة نضالنا لمعرفتنا بأن التوق الى التحرر والحرية هو الطريق نحو الوحدة ونحو اقامة المجتمع المنشود. والقدس هي مدينة الصلاة التي لاجلها صلينا وصلينا لتبقى مدينةالسلام وعاصمة فلسطين ومهد المسيح واسراء النبي عليه الصلاة والسلام، والتي اخترنا الانتماء اليها طوعا وحملنا علم فلسطين وجعلناه رمزا وقبلة يجمع بيننا وحدة الموقف تجاهها، ومهما عظمت الخلافات كان التطلع نحو القدس يقرب بين القلوب المتنافرة، اما ان تقدم اميركا على هكذا عمل، فهذا يعني وبكل بساطة ادارة ظهرها لكل العرب والمسلمين والاحرار في العالم والمضي قدما في تنفيذ خطط واجندات مشبوهة تبدأ بإقامة دويلات طائفية ومذهبية لا وجود فيها لالوان طيف مختلفة.

ان ما اقدمت عليه اميركا هو خطير وخطير، وعليها ان تتحمل نتائج فعلتها وان شعبنا الذي رفض الاحتلال والقهر وقاوم وجاهد وعرف كيف يحرر ارضه سيعرف كيف سيرد على اميركا وعلى كل من شجعها وزين لها فعلتها وحرضها في هذا الزمن العربي الرديء.
زمن الخنوع والاستسلام الذي يدفعنا الى التمسك بخيارنا الذي هو خيار المقاومة الذي هزم اسرائيل وكل قوى الارهاب، ان ردنا على ما اقدمت عليه اميركا هو التمسك بمقاومتنا وتعزيز ثقافتها مقابل سياسات الاستسلام والتخلي عن الثوابت والمقدسات.
ان مراهنات البعض على التسوية الملغومة قد سقطت وسقطت معها ورقة التوت التي كان بعض الحكام العرب يتستر بها، وكما سقطت كل مشاريع التآمر على امتنا وعلى قضيتنا، فإن شعبنا في كل اقطار العروبة وفي قلب فلسطين سيسقط صفقة القرن هذه، ولم يعد من خيار امامه سوى المقاومة. كم كنا نتمنى ان تعلو صيحات التكبير التي ارتفعت في غير مكانها، لترد كيد المعتدين، وكم كنا نتمنى ان نسمع من كل الخائفين على العروبة كلمة ادانة من اي من هؤلاء الاعراب. لقد اجمع الاعراب على الغدر بزهرة المدائن، لكن نحن سنبقى على ايماننا بعروبتنا وكلنا امل ان تعود الطريق الى فلسطين، لا طريق عداها".

مجدلاني
ثم تحدث النائب عاطف مجدلاني قال: "ان القرار الانفرادي لرئيس الولايات المتحدة الاميركية دونالد ترامب بإعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني، هو قرار مخالف للقرارات الدولية ذات الصلة، وهو يهدد عملية السلام في الشرق الاوسط برمتها، وهو قرار شديدالخطورة، وقد اصابنا في الصميم عربا مسيحيين ومسلمين، وهو مستنكر ومدان ومرفوض.
فالقدس هي في ضمير ووجدان جميع العرب وجميع المسيحيين والمسلمين واليهود في العالم. كذلك فإن القدس هي لجميع البشر على وجه الارض بكونها مساحة مشتركة لتلاقي الاديان والحضارات ومكانا مثاليا وفذا للعيش الانساني المشترك مع الآخر بسلام وامان وطمانينة.
فلا عرب ولا عروبة بدون القدس، ولا سلام بدون القدس، ولا استقرارا عالميا بدون القدس، نحن يا دولة الرئيس ويا ايها الزملاء في زمن خطر يبلغ ذروته الان، ويحتم علينا ان نكون جميعا على قدر المسؤولية في تصدينا لهذا القرار الجائر الذي يعاقب الضحية ويكافىء الجلاد.

ان العرب مسيحيين ومسلمين يواجهون تحديا غير مسبوق، ولا سيما بعد تفاقم الاختلال في التوازن الاستراتيجي الحاصل في العالم العربي، وكذلك في منطقة الشرق الاوسط، وهذا الاختلال هو الذي جرأ اسرائيل والولايات المتحدة الاميركية على الايغال في بناء المستوطنات في الضفة الغربية، وفي البدء بتنفيذ قرار نقل السفارة الاميركية الى القدس. ان هذا الامر بات يتطلب منا بداية ان نعمل على توحيد الموقف العربي والاسلامي، وهو ما يتطلب ارادة حازمة باتجاه نبذ الخلافات الطائفية والمذهبية والمناطقية والوقوف صفا واحدا قولا وعملا للدفاع عن قضية القدس وتأمين مقتضيات نجاح هذا التوحيد من هذه القضية المركزية. كذلك فان هذا الامر يتطلب عملا دؤوبا وهادفا من اجل استعادة التوازن الاستراتيجي في المنطقة. كذلك فانه يحتاج منا ايضا الى ان نحرص على ان لا تنكسر ارادتنا وان نتضامن جميعا عربا مسيحيين ومسلمين ومع جميع المرجعيات الروحية في العالم وايضا مع جميع دول العالم الصديقة والمحبة للسلام من اجل التصدي لهذه الخطوة الانفرادية والمتفردة. وهو كذلك دعوة للتضامن من اجل عدم السماح للتداعيات ولردود الفعل السلبية، ان تشوه مقارباتنا في كيفية التصدي لهذا القرار الجائر. وكذلك فانها دعوة لرفض استمرار القضية الفلسطينية، دون حل عادل، وذلك لسبعة عقود وحتى الان بما يؤدي الى تهديد حقيقي للامن والسلم الدوليين.
لقد عرفت اسرائيل كيف تنتزع دعم الولايات المتحدة عن طريق الرئيس ترامب. والتحدي الكبير بالنسبة لنا هو ان نعرف كيف نصنع موقفا عربيا صلبا ومتماسكا وفاعلا ينسحب على جميع الاعضاء الدائمين وغير الدائمين في مجلس الامن الدولي ودول العالم الاخرى الاعضاء في الهيئة العامة للامم المتحدة، من خلال التواصل الفاعل والوثيق معهم لتبنى قضية القدس وعدم التهاون بشأنها او التجاوب مع الضغوط التي يمكن ان تمارسها الولايات المتحدة. كذلك ايضا العمل من اجل الحصول على الدعم من جميع القيادات الروحية الاسلامية والمسيحية في العالم، من اجل التصدي لهذا القرار الانفرادي وافشاله وابقائه معزولا من قبل جميع دول العالم الاخرى. ان ذلك يتطلب ايضا متابعة النضال لتحقيق تسوية عادلة للقضية الفلسطينية على قاعدة المبادرة العربية للسلام.
ان هذا يتطلب عملا عربيا نشطا وحيويا ومتناغما ومثابرا وعلى كل الاصعدة ومع جميع دول العالم والمؤسسات الدولية ومنظمات حقوق الانسان لاكتساب الدعم والتأييد العالمي لقضية القدس وللقضية الفلسطينية المحقة.

قاسم عبدالعزيز
والقى النائب قاسم عبدالعزيز قصيدة في المناسبة قال فيها:
ضم الحجارة فجر بالحصى حمما وارجم بيمناك من رجما
واخبز من الطين للاطفال اسلحة طيرا ابابيل ترمي ذلك الصنما
وذكر المسجد الاقصى بعزته لمحمد من هنا نحو السماء سما
مهد المسيح سلاما قال سيدها ليت ابن مريم يبني اليوم ما انهدما
وزلزل الارض كي تفتر عن عمر فالارض حنت الى العدل الذي انعدما
وقل لسيف علي ذي الفقار اما حان القطاف فرأس الظالم احتدما
عادت حوارات اهل السلم فاشلة وهل يحاور ذئب الغابة الغنما
فمجلس الامن والفيتو يقيده. صفر اليدين وصار الخصم والحكما
وهيئة الامم الغراء قد تعبت واتعبت معها التاريخ والامما
مقررات غدت حبرا على ورق وتوصيات تدين الحبر والورق
نمنا طويلا واهل البغي ارقهم ثأر قديم يفدي الحقد والالما
وبشر الصابرين اليوم ان لهم نصرا قريبا وعهد الله ما انفصما

حميد
والقى النائب ايوب حميد كلمة قال فيها:"ان الكلمات التي نطلقها اليوم لا ترتقي الى خطورة واقعنا العربي والاسلامي ولا الى خطورة ما جرى ويجري في فلسطين وعليها، وليس آخرها قرار الرئيس الاميركي اعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني.
لقد تدحرجت محنة هذه الامة منذ عقود خلت سبقت وعد بلفور المشؤوم. فقد ابتليت بتناحر ابنائها وتنازعهم الملك وبات كل طامح يستعين بالعدو ويستقوي به نصرة على ابناء جلدته وحتى على اقرب المقربين اليه. وتوالت نكباتهم والهزائم من المغول والسلاجقة والغزوات الصليبية والعثمانية حتى الحرب العالمية الاولى وضاع الحلم بالوحدة وقيامة الدولة العربية الواحدة وانكشف خداع المنتدبين ورياؤهم وتقاسموا الارض والثروات ـ وانكشف سايكس بيكو ووعد بلفور وخاب المراهنون على الغرب ومواثيقه وعهوده، وجاء انشاء الدولة الصهيونية عام 1948 مع ما رافق ذلك من تواطؤء دولي وضعف عربي ليؤسس في قلب هذه المنطقة من العالم جسما غريبا سرطانيا يعمل على التوسع والقضم المتمادي على حساب الارض وشعبها ومؤسساته ومقدساته وتراثه، بالنار والحديد واقامة المستوطنات وجدار الفصل واقتلاع اصحاب الارض وتجريف مساكنهم ومزروعاتهم وزجهم في المعتقلات او الابعاد والتهجير لتقوم الدولة العبرية التي ترفض الآخر وتستبيح كل المحرمات وتستقوي بالسلاح والمال والاعلام وتزوير التاريخ وبالحماية الاميركية واولا وقبل ذلك بالرهان على ضعفنا وتفككنا بل مستقوية علينا بانفسنا.
ان قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب باعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني هو استمرار للسياسة الاميركية المعتمدة تجاه اسرائيل والحاضنة لها والمدافعة عنها، وجاء تغطية للاشتباك السياسي الاميركي الداخلي، ولكنه قبل كل ذلك جاء على وقع الانقسام العربي وتدجين انظمته، وتكبيل بعضها بالاتفاقيات المذلة، وتدمير بعضها الآخر بقوى الارهاب والتكفير تحت عناوين "الربيع العربي" الزاف، ناهيك عن حروب البعض الجائرة على نفسها وعلى ثروات شعوبها وتدمير مقومات حياتهم والهاء آخرين باستنباط اعداء آخرين لهم خلا العدو الصهيوني. بل واسوأ من ذلك اقامة التحالفات العلنية والسرية مع هذا العدو واطلاق المساعي الحثيثة في الاعلام وقنوات التواصل العنكبوتية لمزيد من خطوات التطبيع والتعاون في الميادين الامنية والعسكرية والاقتصادية والثقافية وغيرها ولتمكين الكيان الصهيوني من الاستقرار بل ومستثمرا على خيرات العرب وانقسامهم في كل الميادين.
لقد قاوم الشعب الفلسطيني بكل اطيافه ومكوناته بالسلاح والحجارة والانتفاضات المتكررة وحتى بالصيام والاعتصام، كل محاولات العدو الصهيوني لتصفية القضية الفلسطينية واقتلاعها من اذهاننا وضمائرنا وتهويدها، وقرار الرئيس الاميركي اليوم يأتي ليضفي شرعية "الدولة العبرية " على هذا الكيان المغتصب وليقوض حتى الاوهام التي قامت لوقت مضى على المبادرة العربية للسلام، وعلى اتفاقية اوسلو والمساعي الفاشلة لاقامة سلام دائم في المنطقة على اساس قيام الدولتين، وفوق كل ذلك يأتي القرار الاميركي ممهدا لما اسمي بصفقة العصر والهادفة زورا الى احلال السلام وفض النزاعات في المنطقة. وهي في الحقيقة الغاء الفلسطينيين وفلسطين معا.
ان استشرافكم للواقع والمستقبل المبني على رؤية صحيحة وواضحة للصراع مع العدو الاسرائيلي وضرورة حشد الجهود العربية والاسلامية وجهود كل احرار العالم في مواجهته كونه يجسد الشر المطلق كما وصفه الامام الصدر حدا بكم في الحادي والعشرين من شباط عام 2017 وفي كلمتكم في المؤتمر السادس لدعم الانتفاضة الفلسطينية المنعقد في طهران دعوتم حينها للتنبه الجدي والاستباقي لخطوة الرئيس الاميركي التي حصلت، وطالبتم حينها بالتهيؤ لاقفال كل السفارات العربية والاسلامية في الولايات المتحدة الاميركية كون تلك السفارات لا عمل لها سوى تلقي الاملاءات الاميركية التي تخدم العدو الصهيوني وتحفز على التطبيع معه والارتهان له. فهل يا ترى جاءت اللحظة المناسبة لمثل هكذا خطوة؟ وهل يجرأون اليوم بعدما بات الوعد الاميركي حقيقة؟
ليس الرهان اليوم على الانظمة الخانعة والمرتهنة، ولا على جامعة باتت تنطق بالعبرية كما وصفها احد قادة العدو، ولا على مجتمع دولي تتحكم فيه المصالح والحفاظ على المراكز، بل الاعتماد الاول اليوم على الله وارادة شعوبنا بالحرية والكرامة.
الرهان اليوم على شعب فلسطين اباة الضيم وعلى كفاحهم بكل الوسائل المشروعة واولا واخيرا على وحدتهم. رهاننا على جذوة الكرامة ونبضها في قلوب شعوبنا من المحيط الى الخليج لاجبار الانظمة على العمل يدا واحدة على وقف التطبيع ووقف الحروب الداخلية وصرف المقدرات والثروات وتوفيرها من اجل تنمية الانسان ودعم فلسطين. كما والضغط بكل السبل من خلال المؤسسات الدولية ومنظماتها لوقف هذا العدوان الجديد على الامة وشعوب المنطقة.

ويبقى ان نعد للمواجهة الكبرى متمثلين بقول امام الوطن والمقاومة: "ان شرف القدس يأبى ان يتحرر الا على ايدي المؤمنين وللقدس درب واحد هو البندقية.

الدويهي
ثم القى النائب سمعان الدويهي كلمة قال فيها:"نقف اليوم وقفة غضب واستنكار في وجه قرار الرئيس الاميركي الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة اسرائيل، وهو قرار خطير بكل المقاييس يفتح المنطقة برمتها على حالة غير مسبوقة من التطورات الاستراتيجية في مرحلة دقيقة تعبرها، ما يشير الى ان الثابت الوحيد في السياسة الاميركية هو مصالح اسرائيل وامنها، وان الولايات المتحدة لا تقيم اي حساب لموقف عربي ودولي رافض لهذا القرار، وترامب ضرب عرض الحائط بكل التحذيرات، لانه في البيت الابيض لا صوت يعلو فوق صوت اسرائيل. قرار ترامب سيقود المنطقة برمتها الى ما لا يحمد عقباه، وهو انتهاك واضح وصارخ لقرارات الشرعية الدولية، يدفع المنطقة نحو مزيد من التوتر وعدم الاستقرار.
ان قرار الرئيس الاميركي مستنكر ومرفوض وهو يمثل انهاء لاي دور اميركي في عملية السلام، التي اغلق ابوابها ترامب بقراره فاتحا ابواب الجحيم محدثا اعصارا فعليا في منطقة لا تعوزها الاعاصير.
ان قرار ترامب يدمر اي فرصة لولادة سلام حقيقي، ويسقط مبادرة السلام العربية ويفرغها من مضمونها.ان القرار الاميركي هو بمثابة شهادة وفاة لمشروع التسوية السياسية في الشرق الاوسط بل هو حكم اعدام على كل مساعي السلام.
ان القرار الاميركي يشكل اجحافا وتنكرا لحق الفلسطينيين والعرب الثابت في مدينتهم المقدسة. قرار ترامب ساهمت في ولادته حالة الضعف العربي بسبب الصراعات الداخلية، وهو مناسبة لاعادة بناء وحدة الموقف العربي لنكون قادرين على مواجهة التحديات فالموقف العربي الموحد اكثر من مطلوب، وهو الى جانب ارادة الشعب الفلسطيني وتضحياته ما يعول عليه لاسقاط اوهام ترامب.
ان المساس بالقدس يطال الجميع ويجب الخروج من حالة التشظي العربي وحشد قدرات الامة لمواجهة هذا الخطر الاستراتيجي الذي يهدد القضية الفلسطينية,

القرار الاميركي الوقح يعبر عن سياسة جاهلة بلغة التاريخ والجغرافيا وارادة الشعوب، وهو عاجز عن احداث اي تغيير في الحقائق الثابتة، فالقدس ستبقى المدينة العصية على كل المحاولات اليائسة لتهويدها، ستبقى عربية الهوية، ستبقى المدينة المسيحية - الاسلامية عاصمة فلسطين الابدية. فالقدس مدينة القداسة، ستقاتل بقداستها بأجراسها ومآذنها، بحجارتها واحلام اطفالها، وستبقى المدينة العريقة بهويتها العريبة. القدس بأبنائها واوليائها وقديسيها ستنتصر لتاريخها وترسم بأحرف من نار ونور مستقبلها، وهي الى آخر نبض بعروق ابنائها ستقاوم، وسيدرك ترامب ومعه كل الصهاينة ان للقدس اهلها وهويتها، وانهم هم عابرون بالكلمات العابرة. ان هوية القدس لا يحددها قرار، هوية القدس يحددها تاريخها وارادة شعبها، الشعب الفلسطيني البطل لن يخضع او يستسلم، وارض فلسطين على موعد مع انتفاضة جديدة، علينا جميعا مؤازرتها ودعمها بكل الوسائل والامكانيات حتى نسقط مشروع تصفية القضية ويرفرف علم فلسطين فوق كنائسها ومآذنها. ان انتفاضة الشعب الفلسطيني يجب ان تستمر حتى دحر الاحتلال.
عشتم، عاشت القدس عاصمة ابدية لدولة فلسطين، عاش لبنان.

مداخلة وزير التربية
وكان وزير التربية مروان حمادة تحدث بإسم الحكومة وقال "لقد وجهت اليوم رسالة الى كل المؤسسات التربوية في لبنان لتتلى باسمنا جميعا للتعبير عن موقفنا، رسالة صباح الاثنين لتطلق نقاشا وتعبر عن موقف المجلس النيابي ورئيس الجمهورية وكل المرجعيات الروحية والسياسية.

وكانت "الوكالة الوطنية للاعلام" نشرت مداخلات الرئيس نجيب ميقاتي، الوزير ميشال فرعون، النواب:ابراهيم كنعان، بطرس حرب، غازي العريضي، ستريدا جعجع، مروان فارس، محمد رعد.  

  • شارك الخبر