hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

رندة بري: لإعادة النظر فى طبيعة التربية بما يتناسب ومتطلبات الثورة الرقمية

الجمعة ١٥ كانون الأول ٢٠١٧ - 16:26

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

 افتتحت عقيلة رئيس مجلس النواب نبيه بري السيدة رندة عاصي بري مؤتمر "التربية في ظل العصر الرقمي"، بدعوة من المكتب التربوي ل"حركة أمل" في اقليم الجنوب و"ملتقى الفينيق للشباب العربي" وكلية التربية في الجامعة اللبنانية، في مقر عام الملتقى في أنصار، في حضور علي قانصو ممثلا النائب محمد رعد، سعد الزين ممثلا النائب عبد اللطيف الزين، جهاد جابر ممثلا النائب ياسين جابر، محمد قانصو ممثلا النائب هاني قبيسي، العقيد حسين عسيران ممثلا المدير الاقليمي لقوى الامن الداخلي في الجنوب العميد الركن سمير شحاذة، رئيس مكتب مخابرات الجيش في النبطية المقدم الركن علي اسماعيل، المدير الاقليمي لامن الدولة في النبطية الرائد الركن محمد شريم، قائد سرية درك النبطية العقيد توفيق نصرالله، رئيس الجامعة اللبنانية فؤاد أيوب، المدير العام لوزارة التربية فادي يرق، المسؤول التربوي المركزي للحركة حسن اللقيس، المفتش التربوي العام في لبنان فاتن جمعة، المدير العام للتعليم المهني احمد دياب، المدير العام للضمان الاجتماعي محمد كركي، الامين العام للمجلس الوطني للبحوث العلمية معين حمزة، رئيسة الجامعة الاسلامية في لبنان دينا المولى، الامين العام للجامعة حسين بدران ، رئيس مجلس ادارة مدير عام مستشفى نبيه بري الجامعي الحكومي في النبطية حسن وزني، اضافة الى رئيس المنطقة التربوية في الجنوب باسم عباس، رئيس المنطقة التربوية في النبطية اكرم ابو شقرا، مسؤول الوحدة الرياضية والكشفية في المنطقة عبدالله عساف ، المسؤول التنظيمي للحركة في اقليم الجنوب باسم لمع والمسؤول الاعلامي الزميل علي دياب وقيادة الاقليم وقيادات المناطق والشعب في الجنوب، الامين العام لملتقى الفينيق للشباب العربي المهندس حسن حمدان، المسؤول التربوي للحركة في الجنوب محمد توبة، رئيس اتحاد بلديات الشقيف محمد جميل جابر، رئيس اتحاد بلديات الزهراني علي مطر، منسق الحملة الوطنية لحماية نهر الليطاني رئيس بلدية زوطر الغربية حسن عز الدين وفاعليات.

بعد النشيد الوطني ونشيد الحركة، الوقوف دقيقة صمت تضامنا مع القدس الشريف وترحيب من المربي سامح قبيسي والمسؤول التربوي لأمل في اقليم الجنوب محمد توبي، تلاه اللقيس منددا بقرار ترامب، مؤكدا "ان حركة أمل تقيم مثل هذه الدورات لاعداد مقاومة فكرية وثقافية ورقمية ضد العدو الغاصب اسرائيل".

ثم شكر أيوب السيدة بري على رعاية هذا المؤتمر، وطالب "بان يصدر عنه توصيات ليستفيد منها المعلمون والطلاب والطالبات".

بدورها، تحدثت بري وحيت "المواطن العربي الاصيل دولة الرئيس نبيه بري الذي سارع الى دعوة اجتماع اليوم لجلسة في مجلس النواب، تضامنا مع القدس وتنديدا بالقرار الاميركي باعلانها عاصمة لدولة الاحتلال والاغتصاب اسرائيل. الرئيس بري سارع الى دعوة مجلس النواب للاجتماع قبل الجامعة العربية"، منتقدة "تمهل الجامعة في الدعوة"، وقالت:" يكفي انبطاحا من العرب امام اسرائيل، نحن في لبنان علينا تكثيف الجهود من اجل تحصين اولادنا وشبابنا، لان التكنولوجيا تخرق عقولهم وهناك من يشجع على القول للطلاب انه ليس هناك فلسطين، هناك اسرائيل معلمة الفرنسي تجرأت وتفوهت وأتمنى ان يكون قد اتخذ القرار بحقها، اسرائيل عداؤها ليس مرحليا بل ابديا".

وقالت:"يكاد لا يختلف إثنين على أهمية هذا المؤتمر في هذا الوقت بالذات، خاصة في ظل سيادة وإنتشار وتأثير الثورة المعلوماتية والعصر الرقمي على كافة المجتمعات والأفراد. حيث أدى الإنفجار الرقمي (بإيجابياته وسلبياته)، وأنا لا أبالغ بذكر مصطلح الإنفجار. وذلك، لما لهذه التقنيات الرقمية المتجددة بصورة مستمرة، من تأثير واضح وكلي على الشباب والنشء بشكل خاص، فأصبح الكل أسيرا لهذه الوسائل ولا يستطيع الحياة بدونها. الأمر الذى يتطلب منا أن نخرج من هذا المؤتمر بتوصيات فاعلة، لإعادة النظر فى طبيعة التربية وفلسفتها بما يتناسب ومتطلبات هذه الثورة الرقمية، بالشكل الذى يمكننا من الاستفادة من جوانبها الإيجابية وحصار المفاعيل السيئة التي تترتب على الاستخدام غير الآمن والمسؤول لها على حياة الفرد والمجتمع".

وتابعت:"إسمحوا لي وقبل الإنتقال الى موضوع تأثير الثورة المعلوماتية على الهوية الثقافية والإنسانية، والذي سوف يكون محور كلمتي، إستوقفني كتاب صدر حديثا للباحثة الأميركية سوزان غيرنفيلد تحت عنوان تغير العقل - كيف تترك التقنيات الرقمية بصماتها على أدمغتنا، حيث تتناول في كتابها تأثير التقنيات الرقمية على الدماغ البشري من حيث أنماط التفكير الرئيسية، وكذلك تأثير هذه التقنيات على الإنسان سلوكيا ومعرفيا، وعلى تغير هوية الإنسان وتغير العلاقات الإنسانية وجعلها إفتراضية حتى في المشاعر العادية".

واضافت:"إن إستشهادي بهذا الكتاب يأتي إنطلاقا من أهمية معالجة موضوع تأثير الثورة المعلوماتية على الهوية الثقافية والإنسانية، من خلال العمل على تبني إستراتيجية وفلسفة جديدة في التربية، عبر تضمين مفاهيم المواطنة الرقمية في كتب التربية الوطنية والمدنية. هذه المواطنة الرقمية التي تعبر عن مجموعة القيم المتبعة في الإستخدام الأمثل والإيجابي للأدوات التكنولوجية التي يحتاجها المواطنون (طلاب كانوا أو أفراد عاديين) وبغض النظر عن فئاتهم العمرية ومستوياتهم الثقافية، من أجل رقي أوطانهم وحماية هويتهم الثقافية والحضارية من سوء إستخدام هذه الأدوات".

وقالت:"ولأن المستهدف وطن وأمة، يجب ألا نستمر في سياسة اللامبالاة في مقاربة موضوع الثورة المعلوماتية ووسائل التواصل وتأثيراتها، وبما تشكله من تهديد كبير وجوهري على هويتنا الثقافية والحضارية، وإلا فنحن ذاهبون الى المجهول والى تدمير هذه الحضارة التي تضرب عمق التاريخ الإنساني. فالمطلوب اليوم هو أن يتركز الإهتمام حول مفهوم المواطنة الرقمية في ظل هذا الإنتشار الواسع، والإستخدام المفتوح لأدوات العالم الرقمي، فلكل فرد من أفراد المجتمع المساحة الواسعة للعمل واللهو في العالم الرقمي، والتواصل مع رقميين مجهولين قد يشكلون خطرا عليه في المستقبل القريب. وفي نفس السياق نحن لا نستطيع إنكار حقيقة وجود رغبة كامنة لدى الأفراد وخاصة الشباب وطلبة المدارس في تصفح مواقع غير معروفة ومشبوهة، وأيضا صعوبة مراقبة كل ما يتم مشاهدته أو متابعته".

واضافت:"تأسيسا على ذلك، لا بد من تبني سياسة توعوية تثقيفية لإستخدام تكنولوجي رقمي آمن، يستند إلى معايير ومبادىء ترتبط أولا وأخيرا بالقيم الإنسانية، بهدف نشر ثقافة المواطنة الرقمية في أماكن التعلم واللعب واللهو والتسوق، تمهيدا لتهيئة الأفراد والطلبة للاندماج في المجتمع الرقمي والمشاركة الإيجابية فيه، وبالتالي حمايتهم من التأثيرات السلبية لهذا الإستخدام".

واشارت الى ان "التصدي الحقيقي لمعالجة معضلة الولوج الآمن، يكمن بتزويد الطلبة بالقيم والمعارف المناسبة لاستخدامها، توجيههم نحو الإتجاهات السليمة للاستخدام، تمكينهم من إمتلاك المهارات التفكيرية المختلفة ووضع الضوابط التي تسمح لهم فهم الكيفية المناسبة لاستخدام التكنولوجيا".

وقالت:"لا شك إن حياة الإنسان في عصرنا الحالي ترتبط إرتباطا وثيقا بالإجهزة الإلكترونية والهواتف الذكية على مختلف أنواعها، فالتكنولوجيا أضحت من العوامل المؤثرة في العلاقات الدولية والإقتصادية، لا وبل من أهم عناصر الأمن القومي للدول العظمى. ولذلك نرى إن مفاهيم المواطنة الرقمية فرضت نفسها على المناهج والأنظمة التعليمية في العديد من الدول المتقدمة كبريطانيا وأميركا وكندا وإستراليا وغيرها، حيث تطبق هذه الدول مواضيع خاصة بالمواطنة الرقمية في إطار منهج التربية الرقمية، ناهيك عن المشاريع والمبادرات وورش العمل التي تهدف الى التعامل بذكاء وحذر مع وسائل الاتصال والمعلوماتية لكل أفراد المجتمع".

وتابعت:"أتمنى على القيمين على هذا المؤتمر، أن يضمنوا توصياتهم ضرورة إدخال مفهوم المواطنة الرقمية من ضمن المناهج التربوية في المدارس والجامعات، وكذلك إصدار توصية إلى المؤسسات الإعلامية بضرورة إعداد برامج متخصصة تركز على مفهوم المواطنة الرقمية موجهة لكافة أفراد الأسرة".

واضافت:"لا بد أن أتوجه بالشكر والتقدير للمكتب التربوي في حركة أمل، رئيسا وأعضاء وخاصة للدكتور محمد توبي، على هذا الجهد المتميز في الإعداد والتنظيم والذي يدل على وعي كبير بأهمية هذا الموضوع وتأثيراته على المجتمع، كما أتوجه بعظيم الشكر والثناء لرؤساء ومقرري الجلسات ولكافة المحاضرين الذين أغنوا هذا المؤتمر بمعلوماتهم وإسهاماتهم القيمة".

وختمت:"مني ومن دولة الرئيس الأستاذ نبيه بري الذي كان من أول الداعين والداعمين على المستوى الوطني لأهمية مواكبة التربية للثورة المعلوماتية حيث قال في 2 تشرين الثاني 2001 إن التعليم هو مشروع لبنان لدخول العصر الذي فرضته ثورة العلم والمعلومات والتكنولوجيا، وأيضا قال، وفي المناسبة نفسها المطلوب تحديث القانون الذي لا يواكب ثورة المعلومات وتكنولوجيا الإتصالات والذي ينظر الى التعليم العالي كمرحلة تراتبية في التربية والتعليم، ألف ألف تحية، على أمل اللقاء معكم في مؤتمرات و ورش عمل تسلط الضوء على كافة التحديات التي تواجه الوطن والإنسان".

بعد ذلك، تسلمت بري درع المؤتمر من اللقيس وتوبة، اللذان سلما درعا لكل من ايوب وعز الدين، ثم بدأ جدول أعمال المؤتمر حيث القى عدد من المحاضرين محاضرات حول الموضوع ومن المقرر ان يختتم المؤتمر بتوصيات. 

  • شارك الخبر