hit counter script

الحدث - مروى غاوي

بعدما فقد الاتصال بالسبهان... الجبير عالسمع

الجمعة ١٥ كانون الأول ٢٠١٧ - 06:10

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

"غرَد السبهان .. أطل السبهان" هكذا تحول الوزير السعودي في ازمة استقالة سعد الحريري الى الحدث الذي يوازي اختفاء رئيس الحكومة في الرياض حيث ارتبط اسم السبهان بالازمة التي مهد لها قبل حدوثها بتصريح لن ينساه اللبنانيون "ما سيحدث سيكون مدهشاً"، وكما حضر بسرعة الى حياة اللبنانيين "تويترياً" بدون مقدمات فان الوزير السعودي "بح... طار" اختفى بسرعة ايضاً، الرجل "على صلة" باستقالة الحريري وما جرى من احداث الفيلم السعودي، عندما عاد "سعد" الى لبنان اختفى "ثامر" ولم تعد تسمع تغريداته التي اقلقت اللبنانيين وكانت نذير شؤم عليهم وعلى رئيس حكومتهم.

ثمة من يقول ان السبهان "تم سحبه" بالقوة وأنزلت فيه عقوبات "التوقف عن التغريد" لانه فشل في المهمة "السافرة" التي اوكلت اليه بالتمهيد للاطاحة برئيس الحكومة وخلق مناخات سياسية في لبنان تنسجم مع مرحلة ما بعد الحريري، وثمة من يروي انه تلقى توبيخاً اميركياً عالي المستوى في الخارجية التي طالبته بوقف تغريداته، وانه تعرض لاستجواب وسئل في الخارجية الاميركية عمن اعطاه الحق وفوضه بتقويض استقرار لبنان في الوقت الذي تدعم الولايات المتحدة الاميركية الجيش والمؤسسة العسكرية، وثمة من يعزو خروجه من الحياة السياسية ويوميات اللبنانيين الى اخطاء كثيرة ساقها الوزير السعودي وادت الى اقصائه عن الملف اللبناني بعدما اعطى مقاربات مغلوطة عن الواقع اللبناني الى المملكة ولم يستطع ان يشكل واجهة مقابلة للنفوذ الايراني في لبنان، عدا انه فشل في وضع تصور سعودي جديد للواقع اللبناني. تعددت السيناريوهات لعملية اخراج "الوزير المغرد" والنتيجة فشل الانقلاب الذي نفذه السبهان "إعلامياً " بتهديد لبنان اقتصادياً وامنياً وسياسياً، "أقصي" السبهان عن الملف اللبناني بعدما نصب نفسه وصياً على الشأن اللبناني يهدد ويتوعد كما يشاء وصولاً الى "هندسة" ومواكبة اختفاء سعد الحريري .
واذا غاب السبهان، إلا ان "ملائكته" حاضرون في لبنان، فالوزير السعودي تمكن من نسج علاقات وتكوين شبكة إعلامية وسياسية احاطت به عرفت بفريق السهابنة او كتبة التقارير كما اسماهم الفريق السياسي القريب من سعد الحريري ايام الأزمة، علماً ان السبهان نفسه حاول بحسب مستقبليين اختراق الفريق السياسي الخاص بالحريري وكان معروفاً انه لم يستطع التقرب من نادر الحريري ومجموعة غطاس خوري وباسم السبع ونهاد المشنوق، وعلاقته بمدير مكتب الحريري كانت سيئة جداً لتضارب الآراء والمواقف حيال الملف اللبناني والاختلاف بين المجموعة التي سارت في التسوية السياسية وبين اجندة السبهان .
"سيىء الذكر" لبنانياً اتعب اللبنانيين وتجاوز حدوده وتمادى في حرق اعصابهم على مدى اسبوعين، في آخر تغريدات ما قبل اختفاء الحريري في 31 تشرين الأول "عقد تويترياً اجتماعاً مطولاً مع شقيق دولة الرئيس سعد الحريري واتفق معه على الكثير من الأمور بإذن الله القادم افضل"، و"في منتصف الازمة وصف السبهان ما يحكى لبنانياً عن الاستقالة بالمضحك واعداً بكشف هوية من باع اللبنانيين" بعدها لم يعد السبهان الى التويتر اللبناني، وغابت معه اسرار ما جرى في المملكة في ايام الاختفاء القسري للحريري التي يتحفظ عليها رئيس الحكومة ويحتفظ بما حصل في المملكة لنفسه .
لم تعرف هوية ومن هم مشغلوه تحديداً، في السعودية وحدها او خارج اسوار المملكة خصوصاً انه تعرض للمساءلة والتوبيخ ثمة فصول مخفية بعد لا يعرفها احد، واذا غاب السبهان عن المسرح فان بدائله حاضرين، قبل فترة دخل الجبير على خط التهديد، على ما يبدو فان وزير الخارجية عادل الجبير هو سبهان "معدَل" او نسخة غير اصلية عن السبهان الحقيقي ، فالجبير يتولى الغزو السعودي الجديد بعدما فشل السبهان في المهمة، هو "غرَد" مؤخراً بان لبنان لن ينعم بالأمان ملوحاً بالعقوبات على المصارف اللبنانية وارتباطها بتبييض اموال لحزب الله، الأمر الذي استنفر كل الدولة للدفاع من مصرف لبنان الى معراب وكليمنصو فسعد الحريري الذي رد لاول مرة بعد التسوية على الكلام السعودي بان القطاع المصرفي يلتزم قوانين الخزانة الأميركية .
لكن الغزو السعودي تراجع الى مستويات متدنية، "السهابنة" اليوم في مرحلة "التريث" التي خرج منها الحريري ليدخلوا اليها بناء على توصيات المملكة بانتظار هدوء العاصفة الاقليمية فالرياض وافقت على الافراج عن الأزمة نزولاً عند توصيات غربية وفرنسية لاعادة الوضع اللبناني الى ما كان عليه قبل الاستقالة. الرياض اصطدمت بتعقيدات الداخل اللبناني وعدم مسايرته موجة التصعيد، فحزب الله يحظى بغطاء داخلي كان ينقصه انضمام سعد الحريري اليه، والنأي بالنفس صاغته حكومة سعد الحريري بتوافق كامل افرقائها، واخطر ما واجهته السعودية فقدان السيطرة على تيار المستقبل الذي اصطف الى جانب رئيسه في مرحلة المواجهة .
ماذ بعد انقضاء التريث السعودي؟ المملكة السعودية لا تعجبها تسوية النأي بالنفس التي صدرت عن الحكومة، لكنها غير قادرة بسبب السقف الدولي الذي يحمي لبنان على اتخاذ اي موقف او مبادرة تعيدها الى الساحة اللبنانية، تقف الرياض في المرحلة الحالية "على الحياد" لتمر العاصفة ولن تقدم على خيارات بديلة لمحاولة الانقلاب الفاشلة التي نفذتها .
 

  • شارك الخبر